أنيروا وجوهكم بالابتسامة .. مقال بجريدة المصري اليوم تعليقا علي حلقة الشاب الاسترالي نيك نيكولاس ..
٢٢/ ١٠/ ٢٠٠٨
نيكولاس هل يعرف أحد هذا الاسم؟ إنه الشاب الاسترالى المعجزة الذى ولد بدون أرجل ولا ذراعين، لقد رأيته فى برنامج العاشرة مساءً للإعلامية اللامعة منى الشاذلى..
إنها معجزة إلهية بكل المقاييس ليس فقط لعدم وجود الأطراف الأربعة، ولكن لأن هذا الشاب استطاع أن يتحدى كل هذا بالعزيمة وقوة الإرادة، لقد تعلم القراءة والكتابة واستخدام الكمبيوتر وأيضًا السباحة بمنتهى المهارة، والعجيب أن الابتسامة لم تفارق وجهه على مدى أكثر من ساعة، وأيضًا القناعة بأن هذه إرادة اللّه سبحانه وتعالى.
وعلامات الرضا على وجهه قد يشعرك هذا الشاب بضآلة الآخرين الذين يتمتعون بكل هذه النعم الذى افتقدها نيكولاس، ومع ذلك تراهم مهمومين تعساء، التكشيرة تملأ وجوههم، وليس عندهم قناعة ولا رضا بما وهبهم الله من نعم، يريدون المزيد دائما، إذا كان عندهم الصحة يتمارضون ويشتكون من جميع الأمراض التى فى كل الدنيا،
وإذا كان عندهم المال يطمعون فى المزيد، وإذا كان عندهم السلطة يظلمون الجميع، وإذا كان عندهم الجمال يتكبرون، وفوق كل هذا لا يقولون، الحمد لله خوفًَا من الحسد!!
لقد ظللت طوال الحلقة أردد سبحان اللّه سبحان اللّه، ليس لاعاقته فقط ولكن لقناعته أن هذه إرادة اللّه، يجب أن تملأ الابتسامة والقناعة والرضا عن النفس حياتكم، يجب أن تكفوا عن الشكوى دائمًا من أن حياتكم بائسة وليس بها شيء مفرح، على الرغم من أن هذا قد يكون على العكس تمامًا فى بعض الأحيان.
ولكن ظاهرة الخوف من الحسد التى انتشرت هذه الأيام، تجعل الإنسان يعيش دائمًا قلقًا متوترًا كئيبًا، وأيضًا يصيب من حوله بالآكتئاب لكثرة الشكوى من كل شيء فى الحياة، ومع مرور الوقت يصدق نفسه هو أيضًا، وبذلك لا يشعر ببهجة الحياة. وأعترف وأقول إن هذه الصفة فى المرأة أكثر من الرجل بكثير!!
لذلك أقولها من قلبى أنيروا وجوهكم بالابتسامة وحياتكم بالرضا والقناعة وقولوا الحمد لله حتى فى أحلك الظروف ليجعل الله لكم مخرجًا بإذن اللّه.
سلوى ياسين