يوم ارادة الشعب هو اليوم التاريخي في حياة مصر

يوم ارادة الشعب هو اليوم التاريخي في حياة مصر
8*****************************
لم اكن اتوقع في يوم من الايام او يخطر ببالي ان تكون هذه الثورة هي الثورة الحاسمة وان يكون الجندي المصري الرابض في بيته هو محور التغيير وسط جو مليء بالضباب والغيوم
كنت أتوقع ان قبضة الأمن وسيطرته علي المصريين وإذلاله لهم قادرا علي كتم أنفاسهم وعدم القدرة علي التعبير عن شعورهم
لا يمكن لأحد أن يحل مشاكلنا سوانا
بل بالعكس ان هناك من يتربصون بنا الدوائر
إنهم خير أجناد الأرض اسيقظوا دون ان يشعر بهم احد ولو شعروا لما قدروا علي التحرك ان الطاقة الكامنة داخل المصري لا يشعر بها الا من كن علي شاكلته وهو محور التميز لديه والابداع الغير منتظر انها طقة الغضب والسخط علي اعوام من الاستعباد والمذلة والمهانة لامة هي خير بلاد الله
" ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين " لقد التف حوله مجموعة من الضعاف "فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين "
لقد سخر الحكام في مصر الدنيا كلها لصالحهم المال وشهوة الاستعباد ولم يشبعوا هم ولا ذراريهم
لقد ذاق الشعب الهوان وجرب لوان العذاب والاستعباد في ارضه
أصبحت الرشوة هي وسيلة التعامل الرسمية
ولقد وصلت إلي الصغير قبل الكبير
هل يصدق المنطق أن يحكم ثلاثة من القضاة من نفس الدين واللغة والوطن يتقاضي الواحد منهم ما يزيد عن خمسة ألاف جنيه وكثر علي مواطن ويزج به في السجن لانه مدان بشيك بمائة جنبيه ولم يستطع سداد دينه ويقوم اولاده ببيع كل ما يملكون من اجل سداد أتعاب المحاماة ومصاريف زبانية السجون وهم ياكلون ويتمتعون ويمرحون والمسكين يتشرد أولاده ويستولون ثم يصبحون مجرمين يتبرأ منهم الجميع وفي النهاية يكون مصيرهم السجن هم وذراريه
أما الأسياد أولاد الأسياد فهم يدخلون الشرطة والنيابة ويتعينون في القضاء وينالون ارفع المناصب
ومعهم المال الذين يدفعون به الرشاوي لأنهم اخذوها قبل ذلك
أن بلدة علي هذا المنوال يجب ان يخسف الله بها الأرض
ولكنها مصر كنانة الله في أرضه يأبي الله ألا أن تتطهر من الدنس
والله أن قبل اليهودي ربما رق لابن أصله في هذا الموقف
يجب أن تقام الحدود علي كل من تجبر واستخف بالناس وملأ كرشه من أموالهم وسلب حقوقهم لابد ان تصادر أمواله لصالح من ظلمهم لتقام العدالة الحقيقية
إن دولة حاكمها يملك وحده ثروة تعادل ميزانية دولته ومع ذلك يتركها لدول الغرب يستمتعون بها ويستثمرونها
وشعبه جائع انتحرت فيه ام لأنها لم تستطع ان تطعم رضيعها
ثم يقول بعد ذلك كيف طاوعها قلبها ان تترك رضيعها بدون ام
ووالله لولا أنها ام ويحترق قلبها علي ولدها لما قتلت نفسها تركته لرحمة الله فهو كفيل به أما هي فتعيش في رحمة من لا يرحم ووالله لو كان هناك إحساس لقتل المفسدون أنفسهم خلفها حسرة علي تفرطيهم في حقها " ولا تحسبن الله غافلا عن ما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار "
حري بهذه البلدة أن يفعل الله بها ما فعل بقارون لولا أنها مصر
ان دولة يتقاضي رئيس مجلس ادارة جريدة قومية فيها مليونا ونصف كل شهر غير السكرتيرة الخاصة والسلب الاخر والنهب الغير معلوم وهو بميزان البشر صعلوك لا قيمة له ولا فائدة منه ولو مات لاستراحت الدنيا منه ولم تنقص غير حيزه من الفراغ ومخلفاته التي تملا دورات المياه
وهناك في مصر الالاف من حملة الماجستير والدكتوراة لا يجون فرصة عمل بخمسمائة جنية وقد كدوا وتعبوا وصبروا وعاونوا غيرهم ولم ينالوا شيئا واصبحوا حسرة علي آبائهم وهناك موظفون ينفقون علي اسر يتقاضون المائتين والثلاثمائة جنيه
ان دوله مثل هذا فيها بلا حساب ولا رادع حري بها ان ينزل الله عليها غضبه وان تسقط عليها لعنته لولا انها مصر التي ذكرت في كتابه
ان دولة يهجم فيها شرطي حارس مثل كلاب البوليس علي مواطن مصري مسلم لا يترك صلاة ولا يشرب سيجارة واحدة خوفا من الله ومكافح ومشهور بالصدق والامانة بين الناس والبلدة تمتلئ بمدمني المخدرات ومروجيه يتهمونه بتجارة المخدرات
ويحلف بالله انه كذلك ويسرق هو والدلاديل الذين معه المال الذي كان مع البريء ومحموله ولا يتراجعون عن إدانته حتي بعد سرقته
ثم لا تنقذه إلا عدالة السماء ويحصل علي البراءة ولنفرض انه لم يجد له سندا وهلا ينصرونه ماذا كان سيفعل سيكون مصير أولاده الشوارع وسيخرج من سجنه ليكون رفيقهم
إن دولة مثل هذه حري بها أن يخسف الله بها الأرض لولا أنها مصر
إن دولة يحكتر فيها رجلا بقصة تجار سلعة ما ويصبح هو الحاكم والمالك لأمر الدولة وولي أمر التعيين في مجلس الشعب وهناك العلماء والمثقفون في هذه الدولة يطلبون من الله الحصول علي معاش بدلا من التشرد ومد الأيدي إلي الناس
أن دولة فيها مثل هذا يجب أن يخسف الله بها الأرض لولا أنها مصر
لقد أراد الله لمصر أن تتحرر من محتليها وعلي يد أبنائها
ولن يتراجع الشعب إلا عن تحقيق أهدافهم وأمانيهم ولن تتم الثورة دورها إلا إذا قضت علي كل عوامل الفساد يجب أن يمسك المثقفون والعلماء في البلدة بدفاف الأمور ولا يتركوا الحبل ينفلت من أيديهم
ولكن لم يكن ليتم أي شيء من الإصلاح إلا برحيل الزعيم المبجل حسني مبارك ولن يهنا إلا بزواله وخروجه ولن يرتاح هذا الجسم السقيم إلا باستئصاله فهو الذ1ي وضع بذرة الفساد ورواها حتي كبرت وأصبحت ذات شعب ومن الصعب استئصالها وظللت عليه بفروعها وغطت علي مخازيه
وقد اراد الله لهذا الشعب النصر وحقق ما يريد وليس لن الا ان نقول مصر كنانة الله في ارضه
ومن اراد بمصر سوء قصمه الله وهم خير اجناد الارض
الاصلاح لن ياتي مرة واحدة كل يوم يبتكر الشعب ويفكر وياتي المخلصون بالجديد وكلما ازلنا طبقة من طبقات الفساد جاءت اخري

صراحة لقد أثلجت صدري بهذا المقال الرائع الذي أسأل الله العلي القدير أن ينفع به ,
ولكن لي كلمة فإن الفساد لن ينتهي وسيستمر ولكن بنسب متفاوته فلعلنا نرجع إلي الوراء قليلاً إلي ما بعد ثورة 23 يوليو 1952 لقد كان الجيش هو الذي كان يحكم نفسه نفس هذا الجيش العظيم الذي حمي أبناء هذه الكنانه هذا الجيش أصبح بعد الثورة له حماة من البوليس السري والسياسي تحت مظلة حماية الوطن ولكن تبدل الحال وكان من هولاء الزبانية حمزة البسيوني وطبعاً كلنا يعلم من هو حمزة البسيوني هو جلاد النظام في ذلك الوقت وقد تتالت الاعتقالات والقتل تحت مسمي حفظ مصر من الايدي العابثة حتي استمر الحال بعد موت جمال عبد الناصر وظهر السادات وهو يهدم سور أحد المعتقلات التي كانت موجوده في عهد جمال عبد الناصر , ثم ما يلبث أن يستمر الوضع علي ما هو عليه ويأتي مبارك وكان في أوائل خطبه أنه قال بالحرف الواحد :
لن أسمح لأحد أن يستغل قرابته ضد الصالح العام , وسوف أغلق المعتقلات واخرج من كان قد دخلوها ظلماً وزورا
وفي النهاية لقد وصلنا لحقبة جديدة لها من المميزات ما لها وسيكون لها من العيوب ما لها ولكن ما المطلوب :-
1 - اخلاص النية لله رب العالمين في اصلاح هذه الكنانة .
2 - العمل الفوري والدئوب من قبل مسئولي الدولة في التخطيط لبناء هذا البلد .
3 - مهمة الشعب المصري قاطبة أن يشمر عن ساعديه ويعمل باخلاص وجد واجتهاد
فما نيل المطالب - بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ( ومن يهب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر .
4 - عدم الاستعجال في جني الثمار فإن الفلاح إذا زرع أرضه لا يجلس أمامها وينتظر أن تطرح ثمارها فور وضع البذرة في الارض ولكن لكل شئ وقته .
وختاماً أقول مقالتي المحببة لدي ( مصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله .
فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .
ولكم مني أحسن تحية وسلام .