موقع الاعلامية مني الشاذلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولرأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد 0d344d436cf006

 

 رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فرحة
عضو مميز
عضو مميز
فرحة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 39
الدولــة الدولــة : رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/04/2010

رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد Empty
مُساهمةموضوع: رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد   رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد I_icon_minitimeالجمعة يونيو 01, 2012 11:38 pm

رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء(1)


من أشهر المطبوعات المتداولة عند الغربيين سلاسل التراجم و السير التى ينفرد كل كتاب منها بالترجمة لنخبة من قادة الإنسانية فى ميادين الدين و الحكمة , أو ميادين العلم و الفن , أو ميادين الحرب و السياسة , مشتملا على عظماء كل ميدان فى المشرق و المغرب و فى الزمنين القديم و الحديث.
و هذه التراجم تنتشر و تنفد و تعاد طبعتها من حين إلى حين , و آخر ما أعيد منها فى العام الماضى(2) كتاب القادة الدينيين Religious Leaders لمؤلفيه هنرى توماس و دانالى توماس.
و فيه تراجم ثلاثة من الأنبياء الكبار و ثلاثة من أئمة الديانات الكبرى فى الهند و الصين و المشرق , و نحو عشرة من المصلحين الدينيين فى المذاهب المسيحية أو البرهمية , , آخرهم "المهاتما غاندى" زعيم الهند السياسى الدينى المعروف.
أما كبار الأنبياء فهم موسى , و عيسى , و محمد عليهم السلام.
و أما أئمة الديانات الشرقية ، فهم زرادشت , و بوذا , و كنفشيوس.
وأما المصلحون فى مذاهبهم فمنهم بولس , و لوثر , و ليولا , زعيم الطائفة اليسوعية.

و يظهر من آراء المؤلفين و تعليقاتهما أنهما يكتبان عن الأديان جميعا بقلم المؤرخ الذى يحترم العقيدة الدينية و لا يتبع عقيدة خاصة منها , لأننا إذا قابلنا بين كتاباتهما عن محمد و كتاباتهما عن موسى أو عيسى عليهم السلام, كدنا نفهم منها أنهما أقرب إلى الإعجاب بنبى الإسلام و إن كانا ولدا و تربيا على مطالعة التوراة و الأنجيل , و لكنه إعجاب تقدير و استحسان يتساوى فيه الإعجاب بالعظمة حيث كانت فى مقامها الرفيع من قيادة بنى الإنسان.

تبتدئ ترجمة النبى العربى بالأسطر التالية : "فى القرن السابع , حين بدا على الدنيا أنها قد أصيبت بالجفاف , و حين فقدت اليهودية مولدها و اختلطت المسيحية بموروثات الأمم الرومانية و البربرية, نبع فى المشرق ـ فجأة ـ ينبوع صاف من الإيمان ارتوى منه نصف العالم ... و إن حكمة الله لعجيبة ذات قوة فى قضائها العجيب , فإن هذا الينبوع الصافى قد انبثق من أجدب بقعة بين بقاع الأرض قاطبة : صحراء الجزيرة العربية"

قال المؤلفان : "و تروى الأخبار المأثورة كثيرا من المعجزات و الخوارق التى صحبت مولد محمد و طفولته ... و لكن محمدا لم يذكر هذه المعجزات و لم يذكر قط معجزة تتصل بشخصه أو برسالته , لأنه لم يأت كما قال بغير معجزة واحدة هى معجزة القرآن الذى تلقاه من وحى الله ... و قد جاء بالدين ليدعو إلى ملة إبراهيم , و موسى , و المسيح , على هدى جديد".

و قالا : "و قد كان محمد محبا لإخوته من بنى الإنسان, بسيطا فى معيشته يأكل خبز الشعير و يخدم نفسه و إن اجتمعت له أسباب الثراء , و يتورع أن يضرب أحدا او يسوءه بكلمة تقريع ... و لم يغتفر لنفسه أنه أعرض ذات مرة عن سائل ضرير ... و قد حاول أن يقابل كراهة أعدائه بالحب لأنه يعلم الناس أن أحب الخلق إلى الله أحبهم إلى خلق الله, و لكن عباد الأوثان بمكة لم يستمعوا لدعوة الحكمة و المحبة و نظروا إليه فلم يفهموا من قوله و لا عمله إلا أنه ثائر عليهم يسفه أحلامهم و يحطم أصنامهم , فصادروه و توعدوه و اعتدوا على حريته و أوشكوا أن يعتدوا على حياته".

و يتأدب المؤلفان فى وصف الهجرة إلى المدينة ، فيختاران لها اسما باللغة الإنجليزية غير الاسم الذى اصطلح عليه المبشرون و المترجمون للسيرة النبوية فى لغات الغرب و هو اسم الفرار أو الهرب Fight ... فقد سميا الهجرة باسم المفارقة أو الابتعاد Departure و ذكرا الكلمة المصطلح عليها قديما لانتشارها .

و يقول المؤلفان : "إن صاحب الدعوة الإسلامية لم يبدأ المخالفين له بالحرب بل هم الذين بدأوه بها و اضطروه إليها , و كان من خلائقه المعروفة أن يرحم الضعيف , و يأمر بالرحمة , و يرفق بالحيوان , و ينهى عن التحريش بين البهائم , و يدعو أتباعه إلى إدخال السرور على قلوب المحزونين , و هو القائل : "أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضى له دينا أو تطعمه خبزا"(3) . و و هو القائل : "فكوا العانى و أجيبوا الداعى , و أطعموا الجائع و عودوا المريض"(4) .

و أشار المؤلفان إلى الخبر الذى ورد لوقوف النبى لجنازة اليهود , و إلى الأخبار الكثيرة التى وردت عن أدبه عليه السلام فى معاملة الضعفاء و الأتباع , و معاملة اليتامى و الأيامى فقالا : "إن هذا الأدب هو أدب النبوة الإسلامية فى لبابها , و ليس أدب القتال عنوانا لها كما حسب بعض الناقدين للإسلام على السماع" .

أما الجهاد فهو فريضة يؤمر بها المسلم و يتعلم معها من نبيه أن "أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه و هواه" .

و يشير المؤلفان فى هذا السياق إلى كلام كارليل(5) عن استخدام السيف لنشر الدين فيعيدان قوله :
"إن شرلمان(6) لم ينشر الدين بين قبائل السكسون بالدعوة و الموعظة , و إن العبريين(7) لم ينشروا بهما الدعوة بين قبائل كنعان، و إن من السخف أن يقال عن محمد أنه نشر دينه بالسيف ، لأن الذين يقولون ذلك يصورون لنا رجلا واحدا قائما وحده يحمل السيف و يشهره على أمة كاملة تعاديه و تنكر دعواة و هى صورة غير معقولة يرفضها خيال المتخيل قبل أن يرفضها إدراك المتأمل , و لابد له من النظر قبل ذلك إلى الدعوة المقنعة التى آمن بها عدد من الناس كاف لحمل السيف و الجهاد به للدفاع أو الإقناع" .

و عبارة كارليل فى هذا السياق أن محمدا دافع عن نفسه دفاع الرجل و دفاع العربى و دفاع الرسول المستجيب لدعوة السماء .

و يلتفت الكاتبان التفاتة حسنة إلى المثل الأعلى فى الحياة الباقية كما وصفها القرآن الكريم , فيذكران أنها هى الحياة التى تصفو فيها القلوب : "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ "(8 ) و أنها هى الحياة التى يتساوى فيها الناس " فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ"(9) و مثل هذه القدوة السماوية لا توجد فى عقيدة تقوم على البغضاء وسفك الدماء , و لكنها هى الصورة المنشودة لكل حياة يتحراها المسلم فى دنياه , و يذكرها كلما ذكر الإله المعبود : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قالا: "إن من الحق أن يلاحظ أن صدق محمد لا يتجلى فى كتاب مقدس فحسب , بل هو متجل كذلك فى حياة مقدسة , لأنه كان بأصدق معاتى الكلمة نعم المثال للمسلم الفاضل الذى أسلم نفسه إلى الله إسلام السمع و الطاعة و لم يدع قط لنفسه صفة من صفات الإلهيه , بل كل ما كرره أنه بشر يعلم الناس ما يستطيع كل إنسان أن يتعلمه لو ألقى السمع إليه , و لا يصعب تلخيص تعليمه ببضعة سطور , فإن المسلم لا يحتاج إلى الخوض فى النظريات الكهنوتية و لا يجهل أن دينه دين عمل لتحقيق الحياة الصالحة و ليس بمجرد نظريات و أقوال يطول فيها الجدال و المحال" .

و بعد تلخيص الفرائض الإسلامية حتما خلاصة الفرائض و العبادات بخلاصة السلوك العملى الذى يوجبه القرآن على المسلم فقالا : "إن القرآن واضح فى منهج السلوك الذى يتطلبه من المسلم ... فإن واجبه الأول أن يرتفع غاية الارتفاع الذى يعلو به إلى الاقتراب من صفات الله ، و قد عمل على إدماج النزاع بين الأفراد و القبائل فى اخوة إسلامية و توسل إلى تحقيق هذه الأخوة بتعليم كل رجل ، و كل امرأة , و كل طفل , منهجه الكامل من السلوك المستقيم , فجاء بتحريم السُّكر و القمار و الخداع و الأثرة و القسوة على أى وجه من الوجوه و ألهم المسلمين أن يفرقوا بين حدود العبادة و حدود الأخلاق و النيات ، فليس البر أن يولوا وجوههم قبل المشرق و المغرب و إنما البر فى الإيمان و الإحسان ... و على المسلم أن يدفع عن نفسه ، و أن يقاتل من قاتله ، و لكنه لا يعتدى لأن الله لا يحب المعتدين" .

و قالا فى ختام السيرة المحمدية : "فالإسلام لا يخالف الديانات الأخرى ، بل هو دين يجمع و يؤلف , و لا يطرد أو يستثنى , و من أدب المسلم أن يحترم عقائد غيره , و أن يؤمن بأن العالم أمة واحدة تدين لإله واحد : هو رب العالمين" .

هذه هى زبدة الفصل الذى جاء فى كتاب القادة الدينيين عن محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ , و لا أخال أن القارئ المسلم يطلع فى كتابات الغربيين المعاصرين على كلام عن نبيه و رسالته هو أدعى إلى ارتياحه , و حسن ظنه من كلام المؤلفين او المؤلف و المؤلفة لهذا الكتاب .

فإن كتاب الغرب على درجات فى حسن الفهم و حسن النية , و على درجات فى التعصب الدينى و الشعور الإنسانى الذى يشعرون به نحو أبناء الديانات الأخرى , و لاسيما الديانة الإسلامية و أتباعها من الأمم العربية .

فمنهم من يطمس الحقائق و يأبى أن ينظر إلى خبر من أخبار التاريخ يستدعى الثناء على صاحب الرسالة المحمدية , و ينفى عنه زعما من المزاعم التى أشاعها الجهلاء و المتعصبون فى ظلمات القرون الوسطى.

و منهم من ينظر إلى حقائق التاريخ و يثنى حيث يلزمه الثناء كأنه ينصف فى الشهادة على كره منه .

و منهم من يتقبل أخبار السوء باضعف سند يلقاه بين يديه , و لا يتقبل أخبار الحمد و الخير إلا أن تفحمه بالأدلة و الاسناد التى يحار فيها الإنكار و الارتياب .

أما القليل النادر جدا بين هؤلاء الكتاب فهو الذى يبحث و يطيل البحث بين المصادر المجهولة ليستخرج منها شواهد الحمد و الإنصاف , و هذه مصادر الأحاديث و اخبار السيرة المتفرقة التى عنى الكاتبان باستقصائها كما نرى من مواضع الاستشهاد بها فى الصفحات الموجزة التى خصصها لسيرة نبى الإسلام بين قادة الأديان , و هى لا تزيد على عشرين .


*********************
إن رد التحية بمثله , او بأحسن منها أدب من آداب الإسلام التى نوه بها الكاتبان , و لكنها تحية ـ مع هذا ـ تنبئنا عن شئ نحسبه فى عداد الأخبار التى لم نتكلف لها مؤونة التزويد , فإن سلسلة هذه التراجم من مطالعات الجمهور القارئ على أوسع نطاق , و وجود هذا الاستعداد فى طائفة متعلمة من ذلك الجمهور علامة لا يغفلها المسلم الذى يعنيه على الدوام أن يقيس موقف الإسلام من العالم , و موقف العالم من الإسلام .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المقال من كتاب "الإسلام دعوة عالمية" للأستاذ عباس محمود العقاد .
(2) المقال منشور يولية 1960 .
(3) [متفق عليه]
(4) رواه أحمد والبخاري عن أبي موسى، كما في صحيح الجامع الصغير.
(5) توماس كارليل : كاتب و مؤرخ اسكتلندى .
(6) شارلمان : هو ملك الفرنجة حاكم إمبراطوريتهم بين عامي (768- 800) وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة بين عامي (800- 814) , وهو أول «إمبراطور روماني مقدس». و كان لشارلمان دَوْرٌ كبير في نَشْر النَّصْرانِيَّة بين العديد من أُمَم أوروبا الواقعة تحت سُلْطانه، كالآفار، والبافار، والفريز، والسكسون، واستخدم في ذلك شَتَّى الوسائل بما فيها الإكراه والقَسْر، ونَكَّل بالقبائل الوَثَنِيَّة التي أَبَت اعْتناق النَّصْرانِيَّة أَشَدَّ التَنْكِيْل، وأَجْبَرَهم على التَّنَصُّر بوَحْشِيَّة فَظِيْعة.
(7) يذكر أنه في عام 1186 قبل الميلاد تمكن العبريين من بني اسرائيل من احتلال اريحا الكنعانية، وقد ذُكر انهم قتلوا بحد السيف جميع من في المدينة من بشر وحيوانات ثم زحفوا الى مدينة «عاي» الكنعانية فقتلوا كل من في المدينة البالغ عددهم حوالي 12 ألف نسمة.
(8 ) سورة الأعراف آية (43) .
(9)سورة المؤمنون آية (101) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرحة
عضو مميز
عضو مميز
فرحة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 39
الدولــة الدولــة : رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/04/2010

رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد   رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد I_icon_minitimeالجمعة يونيو 01, 2012 11:42 pm

أولا أشكر آيات جزيل الشكرعلى موافقتها على نشر مقال للأستاذ العقاد ـ رغم أنه يناقش فضية "دينية" ـ , و هو مقال يوضح رأى كاتبين غربيين منصفين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .

و هدفى من طرح المقال عليكم ليس مجرد القراءة و المناقشة .. إنما التعلم و طرق الذهن .. حقيقى نحن فى حاجة لهذا .

فعندما نقرأ هذه الصورة الصافية التى رسمها الكاتبان عن الإسلام و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يجب أن يحاسب كل منا نفسه و يسألها .. ما شكل الصورة التى أقدمها عن الإسلام ؟
علينا أيضا أن نسأل أنفسنا : ما شكل الصورة التى يقدمها مجتمعنا عن الإسلام ؟

بالتأكيد الإجابة عن هذا السؤال خصوصا ستكون محزنة ,, لقد أشار الكاتبان مثلا إلى قوله صلى الله عليه و سلم :"أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضى له دينا أو تطعمه خبزا"

فى حين أن مجتمعنا اليوم ممتلأ بالمهمومين و الفقراء و الجوعى و فى كثير من الأحيان أقصى ما يمكننا فعله إزاء ذلك أن نمصمص الشفاه أو نسب و نلعن من تسببوا فى فقرهم و جوعهم فى حين أن لحظة صدق مع النفس تخبرنا أننا أحيانا بصمتنا أو تكاسلنا عنهم مشاركون فيما وصل إليه حالهم .

و أشار الكاتبان أيضا إلى قوله تعالى : "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ "
يااا الله .. ما أجمل هذه الآية لو طبقناها .. ما أجمل مجتمعنا حين يُنتزع الغل منه خصوصا عندما نختلف .. خصوصا عندما لا يكون أمامنا خيار إلا أن نتفق .. بالتأكيد التطبيق الكامل لهذا المعنى محال لأن الآية فى الأساس وصف لحال أهل الجنة .. لكننا دائما نردد أننا نريد الجنة و نريد بلادنا جنة ,, لماذا اذن لا نستلهم صفات أهل الجنة من كتابنا ؟؟ لماذا لا نعمل عمل أهلها ؟؟

أما ما أريد حقا أن نقرأه بتمعن و فهم هى هذه السطور التى نقلها العقاد ـ رحمه الله ـ عن الكاتبين فى إشارتهما إلى المنهج الذى يتطلبه القرآن الكريم من المسلمين :

" و ألهم المسلمين أن يفرقوا بين حدود العبادة و حدود الأخلاق و النيات ، فليس البر أن يولوا وجوههم قبل المشرق و المغرب و إنما البر فى الإيمان و الإحسان ... و على المسلم أن يدفع عن نفسه ، و أن يقاتل من قاتله ، و لكنه لا يعتدى لأن الله لا يحب المعتدين" .
"فالإسلام لا يخالف الديانات الأخرى ، بل هو دين يجمع و يؤلف , و لا يطرد أو يستثنى , و من أدب المسلم أن يحترم عقائد غيره , و أن يؤمن بأن العالم أمة واحدة تدين لإله واحد : هو رب العالمين" .


لقد فهم هذان الكاتبان عن الإسلام ـ منذ حوالى نصف قرن ـ ما تبين اليوم عجز مجتمعنا عن فهمه و تطبيقه .. عجزنا عن فهم أن الإيمان عمل أكثر منه مجرد مظهر أو ترديد شعارات , لقد فهما أن الإسلام أصلا خير .. لا بدء باعتداء و لا تعالى فيه أو انتقاص من قيمة الغير , فعلا نحن نعانى من هذا .. لقد بدا ذلك جليا منذ قيام الثورة و شعور الجميع بالحرية و من ثم أخرج كلٌ ما فى جعبته ,,, لكن كان على من يحملون مظهر الإسلام أن يراعوا أن الحرية فى الإسلام مقيدة بـ "لا ضرر و لا ضرار" مقيدة بأن "الإسلام دين يجمع و يؤلف و لا يطرد أو يستثنى" .. هكذا رسم كاتبان غير مسلمان الصورة عن الإسلام و هكذا شوهها مجتمعنا بكل سلبياته و بكل صراعاته ,, اعتقد أن سببا من أسباب ذلك هو أن أجيالا تربت فى مدارسنا و بعض بيوتنا على الحفظ و التلقين لا على الفهم و الوعى فكان طبيعيا أن تحدث كل هذه الفوضى و كل هذا التشويه سواء داخل النفوس أو على أرض الواقع .. كم أتمنى أن يكون القادم أفضل لنا و لغيرنا .. كم أتمنى لو نستطيع تقديم صورة أفضل عن الإسلام و المسلمين .. صورة نقية و صحيحة كالتى رسمها كاتبان غربيان .

****************
كانت هذه قرائتى لمقال العقاد , اتمنى ألا تحرموا أنفسكم من متعة القراءة له و ألا تحرمونا من توضيح رؤيتكم و قرائتكم لهذا المقال من خلال مناقشة هادفة تراعى كل آخر و ترقى لمستوى كتابات العقاد .
تقبلوا جميعا كامل احترامى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
آيات السيد
مؤسس وإدارة الموقع
مؤسس وإدارة الموقع
آيات السيد


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 30
الدولــة الدولــة : الشعب يحكم والظالم يحاكم
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 16/06/2007

رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد   رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد I_icon_minitimeالسبت يونيو 02, 2012 12:05 am


استاذة فرحة بداية اشكرك علي الهدف الرائع من وراء المقال

وهو ليس ديني بمعني الاحكام والفتاوي الشرعية ولكن هو مقال من سلسلة رائعة للعقاد عن الانبياء ومنهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

المميز فيه انه يطرح قيم ومثل عليا ..تجيب علي كثير من التساؤلات في واقعنا قبل ان تكون في اذهاننا

اتمني ان يكون الحوار بناء ويدور حول الافكار الجوهرية والهامة اكثر ما يدور حول الدخول في تفسيرات دينية قد نجد الف وسيلة مضمونة نحصل عليها

لكن النقاش والتعمق في تلك المبادئ والقيم قليلا ماقد يتوفر لنا وهذا ما اتمني ان يوفره هذا الموضوع

تحياتي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elsandrala-elshazly.the-talk.net
 
رأى فى نبى الإسلام بين الأنبياء ـ مقال للعقاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ضد الإسلام لا الإخوان
» "نعم" لاتعنى دولة دينية .. و "لا" لا تعنى نهاية الإسلام فى مصر
» باسم شمولية الإسلام أصبح الإخوان دولة فوق الدولة ...
» مقال خطير جداً فى المصرى اليوم
» الدستور أولاً ... كيف ولماذا ؟؟؟ .. مقال مهم جداااااااااا ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الاعلامية مني الشاذلي  :: شاشات حرة لمتابعي مني الشاذلي والعاشرة مساء :: قسم النقاشات والقضايا العامة-
انتقل الى: