يذكرني مشهد الأمس في ميدان عبد المنعم رياض و التحرير و امام دار القضاء و دعوة الإخوان للتظاهر و هم في السلطة بمشهد القذافي حين كان يدعو للتظاهر ثم يلتحم بالمتظاهرين و يخرج معهم ( لاأدري ضد من كان يخرج و هو على رأس السلطة؟... و لا ادرى ضد من يخرج الإخوان و هم على رأس السلطة؟ ).
ما حدث أمس يفتح العديد من السيناريوهات بلغة أهل السينما التي لا يحبونها على الرغم من أنهم سينمائيين أكثر من السينما نفسها.
السيناريو الأول: أنهم هواة أغبياء.
السيناريو الثاني: (إثارة الفوضى)... حين أيقنوا بفشلهم الذريع في إدارة البلاد و بخاصة حين يسعون للقروض و لم يستجب لهم أحد و الدليل صندوق النقد الذي يتلاعب بهم، وآخرها حين قال لهم نحن عدنا مع مصر لنقطة البداية، و حين خذلتهم روسيا امس برفض إقراضهم مليار دولار. فليس أمامهم سوى إثارة الفوضى كي يظهروا بصورة المجني عليه دائماً و هذا ما عهدناهم عليه منذ تاسيس جماعتهم.
السيناريو الثالث: أنهم متآمرون على مصر و لديهم مخططات يريدون تنفيذها و ما تصريحاتهم الخطيرة ثم نفيها لخير دليل... و ما تصريح مساعد رئيس السودان بوعد الرئيس لهم بعودة حلايب و شلاتين سوى بالونة إختبار كي يروا ردة فعل الشارع و الساسة المصريين.
السيناريو الرابع: أنهم يرون أن الشعب المصري أغبياء و أنهم ( عور و سط عمي ).
السيناريو الخامس: أنهم ينفذون سياسة تشبه سياسة الصهاينة : فالصهاينة كي يهودوا القدس يٌقًطعونها قطع و يستولوا عليها قطعة قطعة، فبدأوا بباحة مسجد بيت المقدس و منعوا المسلمين من الصلاة فيها ثم عادوا و بدأوا هم بالصلاة فيها، و سيطروا على حائط البراق ( المبكى ) ثم حفروا الأنفاق أسفل المسجد كي ينهار ، و يريدوا بناء كوبري علوي كي يدخلوا من خلاله للمسجد الأقصى الذي هو ساحة كبيرة بداخلها مسجدين ( مسجد إبراهيم الخليل ( قريب من حائط المبكى ( البراق)) و مسجد عمربن الخطاب في الجهة المقابلة ، فهم يخططوا للإستيلاء على مسجد إبراهيم الخليل و منع المسلمين من الصلاة فيه. وهكذا الإخوان يقطعون مؤسسات مصر قطعة قطعة للإستيلاء عليها و لم يتبقى لهم سوى الأزهر و القوات المسلحة و بعض من القضاة الذين قدروا عددهم ب 3500 قاض يريدوا التخلص منهم.
أخيراً ما قاله أمس المستشار زكريا عبد العزيز لقناة الجزيرة مصر( مظاهرات اليوم لهو سياسي ) حين كانوا يستضيفون البلتاجي لهو خير تلخيص للمشهد، و من المعروف أن زكريا عبد العزيز كان رئيس نادي القضاة أيام مبارك و هو أول من نادى باستقلال القضاء و تطهيره سنة 2006.
و قال أيضاً كان من المفترض أن يحاكم رموز النظام السابق أمام محاكم استثنائية و ليس أمام محاكم طبيعية، و هذا ما كنت أطالب به منذ البداية فلا تطهير للأنظمة الفاسدة بدون محاكم استثنائية و هذا ما فعله الزعيم ( جمال عبد الناصر ) ... و لكن عزائنا أنه زعيم .
تحياتي...