سيدى الفاضل أولا اشكرك عما نقلته على لسان صديقك القديم وأنا اصدقه فى كل مايقوله على الرغم من عدم معرفتى الشخصية به ولكن مايوصفه رأيته عن قرب ولاأقصد هذه المظاهرة التى يوصفها ولكن أعرف جيدا من كانوا فيها لأنى رأيتهم من قبل فى ميدان الشرف والطهارة والعفة ميدان رابعة االذى ارادوا أن يغتالوه محليا فأصبح بقدرة الله عز وجل رمزا لكل الأحرار فى العالم واصبح هناك من الناس الذين لم يروا رابعة ولااهلها يرفعون شعارهاويهتفون بأسمها فبلغ الله عنهم ماكانوا يصبون إليه وعما قريب بإذن الله سيتصبح علامة النصرهى علامة رابعة ليخلد شهدائها الذين ضحوا بحياتهم من أجل الشرعية والشريعة ولاينكر هذا إلا حاقد أو باغى أو عبد من عبيد البيادة ...سيدى الكريم كان لى شرف الذهاب إلى رابعة مرة واحدة فقط وذلك لظروف سفرى إلى خارج البلاد وصليت هناك فجر وصلاة العيد ورأيت ياسيدى الوجوه التى يصفها صديقك رأيت وجوها راضية مستبشرة ناضرة , رايت ياسيدى زحاما يفوق زحام يوم عرفة وعلى الرغم من ذلك فالتراحم والود والسكينة التى رأيتها على الوجوه لم اراه وأنا احج بيت الله الحرام, لم نسمع عن حالة تحرش واحدة بالنساء على كثرة عددهم لم نسمع عن حالة سرقة رغم الزحام الشديد لم نسمع عن مشاجرة واحدة رغم الأعصاب المتوترة التى تنتظر الموت فى كل لحظة , جلست فى احدى الخيام التى تكتظ بساكنيها ورغم التعب والأرهاق والمناصب الرفيعة لبعضهم فهذا استاذ دكتور بكلية الهندسة جامعة المنصورة وهذا طبيب شاب وهذا مهندس وهذا محامى وهذا محاسب فى أحد الجهات الرقابية المرموقة وأخرون من نقول عليهم على باب الله لايملكون سوى قوت يومهم والجميع على قلب رجل واحد لاتطاول ولاتفاخر ولا كبرياء ولاعنصرية بل التواضع والمساواه والإيثار رأيت بحق مجتمعا اسلاميا كما قرانا عنه بالكتب , خرجت ياسيدى من رابعة وأنا مصمما على أن أعود إليها مرات أخرى خلال أجازتى القصيرة ولكن للأسف حالت ظروف سفرى خارج القاهرة أن اعود إليها قبل يوم المجزرة الكبرى يوم أن ماتت الضمائر ونسى الأنقابيون الظالمون أن هناك إله مطلع يمهل الظالم حتى إذا اخذه يأخذه اخذ عزيز مقتدر استشهد من هذه الوجوه الناضرة من استشهد وقبض عليه من قبض ولكن يظل ذكراهم العطرة فى نفسى ووجوههم المستبشرة لاتفارق خيالى .
رحمهم الله جميعا والحقنا بهم فى جنات الخلد عند مليك مقتدر إن شاء الله لنقتص من قاتليهم الفاسدين السفاحين, ربنا ينتقم منهم جميعا ليذوقوا العذاب المهين فى الدنيا والآخرة