صفية صلاح الدين بين وفاء "منى الشاذلي" وجحود القنوات المصري
وليد خليفة - باريس
أول البارحة، الأربعاء 6 أيار- مايو، فاجأتنا المذيعة المجتهدة دائما، منى الشاذلي، وعبر برنامجها "العاشرة مساءً" على قناة "دريم"، بخبر رحيل المذيعة المصرية الأنيقة، صفية صلاح الدين، عن عمر يناهز الثانية والأربعين، على أثر إجرائها لعملية جراحية مستعجلة للقلب فأنهت حياتها.
منى الشاذلي ابتعدت عن الجمل المكررة في العزاء، وحضرت لمساتها الخاصة جدا وطريقتها الخاصة جدا في تأبين زميلتها التي لم تتعرف عليها قبل رحيلها، مما دفعها للاعتذار للراحلة وللمهنة بعدم التعرف أو الاتصال بالراحلة والثناء على عملها:" لم أعرفها على المستوى الشخصي، ولكنني عرفتها من خلال الشاشة، من كذا سنة، كنت بشوف مذيعة لبقة، وحاضرة الذهن، متكلمة، غير نمطية على القناة المصرية الثالثة، بتعمل برامج حلوة، بعد كدا كنت بشوفها في برامج أخرى، معظمها بتبقى برامج عالهوا.. كان دايما إحساسي وانطباعي وأنا بشوف هذه المذيعة، إنو لو يبقى في عدد من المذيعات زايّها، أكيد حتبقى المسألة مختلفة.. كنت أتعجب إن وجودها ونشاطها الملحوظ ما بيكسّبهاش كتير، في النهاية بتعمل برنامج إسبوعي، والبرامج بيتنقل من واحد إلى آخر، بالتالي أكيد في حالة عدم تشبع بالنسبة ليها".
كانت الدموع لا تستطيع ستر نفسها في عيون منى الشاذلي، وكانت شدة التأثر لا تستطيع إلا أن تطفح على سطح الكلمات، خاصة وأنهما، المذيعة منى الشاذلي والمرحومة موضوع الحديث، بأعمار متقاربة.
مما قالته منى أيضا:"هذه كلها مجرد انطباعات عندي، ولمّا قريت خبر صغير الأسبوع اللي فات، أنو صفية صلاح الدين ماتت، زعلت من نفسي لأني في يوم من الأيام، لم أكلمها أو أتصل فيها بحكم الزمالة على الأقل، وأقول لها إن شغلك كويس جدا.. عند الله الأعمال الصالحة هي اللي تشرح، وعند الناس الاجتهاد هو اللي يشرح، وصفية صلاح الدين صحيح إنها رحلت، ولكن بالنسبة لي أنو على الأقل نتكلم عنها".
رغم الفوضى وغياب الترابط الواضح بين الجمل والكلمات التي قالتها منى الشاذلي في البرنامج في تأبين زميلتها صفية، إلا أنها معذورة لأسباب كثيرة. أولها: وفاة مذيعة تعتبرها منى من المذيعات الجديرات بالتقدير.
وثانيها: أن المذيعة الراحلة لم تأخذ فرصتها الكافية في الإعلام؛ فبالإضافة إلى ما ذكرته الشاذلي عن المذيعة وعن البرامج الأسبوعية التي قدمتها، ومنها "قاموس صعيدي الدم" على القناة السابعة المصرية، و"تريك تراك" على الثالثة، و"افتكاسات" و"مين يكسب مين".
إلا أن الراحلة تعرضت لقمع من قبل الإدارات المتتالية على التليفزيون المصري، واستخدام كل الوسائل لقهرها وسد الطرق أمامها، ورفض اقتراحاتها وإلغاء برامجها بعد التصوير، ووقف برامجها بعد البث، وعدم دفع مستحقاتها المالية والإحالة إلى التحقيق بدون أسباب مقنعة، والشطب والحرمان من الإجازات والإنذارات المتتالية لها بالطرد، حتى كان رحيلها هو آخر تلك الإجراءات، حيث تنكر لها التليفزيون المصري ولم يأخذ ساعة من وقته للتحدث عن الراحلة.
أظهر "الريبورتاج" الذي عرضته منى الشاذلي في برنامجها عن الراحلة بأنها ولدت في العام 1967، والتحقت بالتليفزيون المصري بعد تخرجها في كلية الآداب جامعة عين شمس في القاهرة، وقدمت برامجها المختلفة على القنوات المصرية، وعملت أيضا في فضائيات "الأوربت" و"نفرتيتي".
توفيت صفية صلاح الدين، يوم الخميس 30/4 الماضي، إثر عملية قلب مفتوح في مستشفى "دار الفؤاد" في القاهرة، عن عمر يناهز الـ42 عاما، وتحدث في الفيلم ولَدَاها أحمد وعمر عماد بتأثر شديد.
كانت الراحلة قد راجعت الطبيب يوم الأحد 26/4 ، فنصحها بإجراء عملية عاجلة خلال شهر، وإلا فإنها سترحل خلال عام، ولكن القدر عاجلها ورحلت وهي تحت مبضع الجراح، رحمها الله، وجعل الرحمة ترى طريقها إلى قلوب القائمين على التلفزيون المصري الذي وصل به الحال إلى وضع يرثى له، فأقل ما هو مطلوب منهم في هذه الأيام، تذكر محاسن موتاهم وهو أضعف الإيمان الذي لم يقم به العاملون في القناة، فهل من سبب وراء ذلك؟!
ولماذا تذكرتها منى الشاذلي التي لا تعرفها، وعبر قناة "دريم"، ولم يتذكرها أحد زملائها من معارفها العاملين معها في القنوات المصرية؟ ذاك هو السؤال وهذا هو مصاب القناة على أغلب الاحتمالات.
المصدر : جريده السياسى
بتاريخ : 5 / 8 / 2009 .