بداية قبل الخوض في هذا الموضوع أحب أن أسجل رداً على الموضوع السابق ( هل أخطأت القوات المسلحة بقرار إعادة بناء الكنيسة)، لاحظت هجوماً شديداً ولم أكن أتوقع أن يحدث هذا الموضوع ردات الفعل هذه الناتجة عن عدم وصول رايي بصورة صحيحة إلى الأخوة الأعضاء ولو قرأتم ردودي لاتضحت الرؤية أكثر ورأيي بوضوح موجه للقوات المسلحة بأنها تسرعت ليس من أجل إعادة البناء ولكن خشية أنه في حالة عدم وفائها بما التزمت به لكان الحال أسوأ فتصرفات الحكومات لابد أن تكون محسوبة ومحسوب تبعاتها والناحية الأخرى يستطيع أي فرد في المجتمع ارتكاب أي جريمة وحينها لابد من التحقيق معه قبل الحكم، وقلت لو أن مواطن قتل آخر وقبض عليه هل يقتل أولاً ثم يحاكم أم يحاكم قبل إصدار الحكم عليه؟ إن من ارتكب الجريمة أفراد ومن اتخذ القرار حكومات وهذا الفارق فيما طرحته. أما من ناحية التعصب فأقسم أن لي صداقات مسيحيين بل أن العمارة التي أسكن بها يسكن معي خمس مسيحيين (عشان الدكتوره ننوسه متزعلش) بلاش نصارى وذكرت أن أحدهم لم يكن يعرفني ولما عرفني في أحد أجازاتي بعد موقف حدث بيني وبينه طلب مني أن أزوره دائماً وهذا ما كان يحدث طالما كنت في إجازة. لو سمحتم أقرأوا ردودي لتتضح الفكرة،
أما الدكتورة ننوسة واضح أنها في أحد الردود تعرضت لشخصي ومشكورين إدارة الموقع حذفت الرد وطلبت الإلتزام بقوانين الموقع وهذا ما أتمناه خاصة أنني لم ولن أتعرض لأحد بما يسيئ إليه. ولأن إدارة الموقع لا تسمح بأكثر من موضوع واحد فاسمحوا لي أن أكتب موضوع اليوم.
من كان الأقرب لتغيير نظام الحكم في مصر قبل الثورة (الأخوان المسلمين أم الجهاد الإسلامي)
اختلفنا أو اتفقنا مع الجماعات الإسلامية فهذا لا يعني عدم النظر بعين الإعتبار لفكرهم السياسي، ونحن لدينا في مصر جماعتين كبيرتين ومؤثرتين في الحياة السياسية . ( جماعتا الإخوان المسلمين والجهاد الإسلامي )
الجماعتان سعتا لتغيير النظام قبل أن تحظى الثورة بهذا الشرف.
وبنظرة سريعة على فكر كل جماعة في التغييرنجد أن الأخوان المسلمين
سعوا إلي التغيير من القاع إلى القمةوعملياً تحقيق التغيير بهذا الفكر ربما يكون مستحيلاً للأسباب الآتية
1- كان عليهم الوصول للقاعدة العريضة من المجتمع وهذا يتطلب وقت وجهد وإقناع بالفكر لم يكن بالسهل تحقيقه.
2- نوعية المتلقي للفكر والفئة المستهدفة، فالقاعدة العريضة من الشعب في أغلبها غير مؤهلة فكرياً وعلمياً لذلك فهم غير مؤثرين بقوة في المجتمع وبالتالي لا يستطيعوا إحداث تغيير قوي.
3- كان عليهم سد كل المنافذ أمام الجماعات والأيدلوجيات الأخرى لمنع وصول أفكارهم للقاعدة العريضة من المجتمع ، وهذا شبه مستحيل أيضاً.
4- ولهدف الوصول للتغيير يجب الوصول للفئة المؤثرة في المجتمع وهم المثقفون غالباً وبعض روؤس الأموال، وهذا ما فعله العلمانيون ولم يفعله الأخوان.
لذلك أرى أنه كان من المستحيل على الأخوان إحداث التغيير والدليل منذ تأسست جماعة الأخوان سنة 1920 وحتى الآن لم تستطع تغيير أي نظام.
جماعة الجهاد الإسلامي قائدها الدكتور عمر عبد الرحمن وسعت للتغيير من خلال فكرها التغيير من القمة للقاع
وأرى أنهم لو طبقوا الفكر بإسلوب مختلف عما اتبعوه لكانوا الأقرب للتغيير ولربما تحقق لهم التغيير، فهم اعتمدوا على تصفية القادة تصفية جسدية ولتحقيق التغيير بهذه الطريقة كان عليهم التخلص من آلاف القادة وهذا كان مستحيلاً أيضاً ولو أنهم طبقوا فكرهم بصوره فعالة أكثر كتعبئة فئات مهمة من الشعب وحشدهم ضد النظام لتحقق لهم ما أرادوا، ولهذا ربما أدركت الحكومات السابقة مدى خطورة الجماعة الإسلامية ففككتها وسلمت زعيمها لأمريكا في الوقت الذي كانت تسمح فيه على فترات للإخوان المسلمين بالمشاركة السياسية في حدود.
وهذا هو ما فعله الثوار من حشد لفئات متعلمة ومثقفة لديها القدرة على التنفيذ وبالتالي التغيير، لذلك نجحوا وتحقق لهم ما أرادوا.
والآن بعد أن قامت الثورة فإنها لم تكن ثورة بدون تغيير من القمة للقاع وليس العكس، وأنا اعلم مسبقاً ربما لو وجد أحد الأخوان بالمنتدى لحسبني على الجهاد ولربما اعتبره هجوم على الإخوان والحق لا علاقة لي بهذا ولا ذاك ولكن نظرة لتحليل ما نريده من أفكار تناسب وضعنا الحالي بعد الثورة.
فأنا أرى أن تطبيق نموذج الجهاد الآن هو الأقرب و الواقعي وبدون أي تصفيات جسدية لأحد لأن الثورة يفترض أنها قد تخلصت من القادة الذين سعوا الجهاد للتخلص منهم ولم ينجحوا ويفترض أن تخلصت منهم الثورة بتجريدهم من سلطاتهم وصلااحياتهم وإن لم تكن تمكنت الثورة من التخلص منهم وهو ما اراه الآن فلم تكن ثورة ناجحة ولسوف تحتاج الثورة لثورة أخرى لتصحيح ما لم يتم تصحيحة.
ولذلك يجب على الثورة أن تحقق الآتي:
التخلص من قيادات الشرطة واستبدالهم بمن هم أكثر منهم ولاءً للوطن وليس لأشخاص ومصالح شخصية
التخلص من قيادات مؤسسات الدولة و المصالح الحكومية وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات ومدراءها التي اختارتهم الحكومات السابقة.
والأهم هو تفكيك الحزب الوطني بل و التحقيق مع من تبقى من قادتهم ولم أقصد فقط القادة الكبار المعروفين للجميع كزكريا عزمي وصفوت الشريف وغيرهم بل أقصد الأهم منهم الآن القادة الصغار الغير معروفين إعلامياً أمثال العمد وشيوخ البلد وأعضاء المجالس المحلية... وغيرهم فهم من يدافعون عن أنفسهم ومصالحهم الآن.
و
سأعطي مثالاً واحداً فقط للعمد وشيوخ البلد، فقد حصل بعض منهم على تعويضات خيالية وغير مبررة بدعوى التضرر من قانون الإصلاح الزراعي أيام ثورة الضباط الأحرار ، فقد تقدم العديد منهم بمستندات للحكومات السابقة تدعي تأميم ممتلكاتهم والتي قد تصل لآلاف الأفدنة الزراعية، وقد حصل في العام الماضي العديد منهم على تعويضات بالملايين وما اقوله ليس نقلاً عن أحد بل أتحدث عن شخصيات أعرفها شخصياً وما استفزني حين سألت أحدهم من أين لك بهذه الأراضي وكان يطالب بتعويض عن ستة آلاف فدان وقد حصل بالفعل على التعويض أجابني بأن آباءه اشتروها من جندي فرنسي، فسألته مستنكراً وهل الجنود الفرنسيين كانوا يملكون أراضي مصرية؟ وهل الجنود الأمريكان يمتلكون الآن أراضي في العراق كي يشتريها منهم العراقيين؟
تحياتي