إنها أوامر الرئيس الحالي حسني مبارك

بعدما حدث بالأمس في مباراة الزمالك و الأفريقي التونسي فإنه غير مقبول على الأطلاق أن نتحدث عما نسميه الثورة المضادة، وإذا كنا نعلم أن هناك ثورة مضادة فلماذا نحن عاجزون عن التصدي لها، ورؤيتي أن الثورة قامت وللآن لم تحقق سوى تغيير الوزارة فقط، ولم يتغير شيء سوى ذلك. وهذا هو التغيير الذي قام به الرئيس تلبية لمطالب الثورة أما غير ذلك فلم يتحقق شيء، ولمن يقول لقد حققنا الحرية التي كنا محرومين منها فأقول له الثورة قامت في ظل نظام مستبد لا يسمح بأي حرية ورغم ذلك قامت الثورة، فالثورة أزالت حاجز الخوف ولم تمنحنا الحرية حتى الآن، وإذا كانت حكومة الدكتور عصام شرف ووزير داخليته ليس لديهم القدرة على تأمين مباراة في كرة القدم فأنا أطالبهم جميعاً بالرحيل فوراً. لقد أصدر رئيس الوزراء بيان هزيل بالتحقيق مع وزارة الداخلية، وكل من تسبب في تلك الفوضى، وأقول له أي داخلية يا دكتور التي تريد محاكمتها؟ وهل لديك القدرة على التحقيق مع الداخلية أو غيرها؟ وإذا كانت لديك هذه القدرة فلماذا لم نرى محاكمة من أجرموا في حق الشعب بقتلهم شهداء الثورة والذين هم أحرار طلقاء حتى الآن. ولماذا لم نرى محاكمة من جوعوا الشعب ونهبوا أموالهم وهم يستمتعون الآن بكل ما نهبوه. تعال يا دكتور شرف لمكة وجدة لترى كم من المصريين يتسولون في شوارع هذه المدن التي هي تجمع لكل أجناس العالم وحتى الآن لا توجد أي بادرة أمل لرد أموالهم.

سؤال كبير عليه علامات استفهام وأرى الأجابة عليه واضحة ولنعود لخطاب الرئيس الذي هدد فيه قائلاً إما أنا وإما الفوضى، وأنا أقول طالما أن هناك فوضى فالرئيس موجود وهو الذي يحكم وهو من يصدر أوامره وتعليماته بإثارة الفوضى الممنهجة و المخطط لها و المدروسة أين ومتى. وأنا أتوقع أن تعم الفوضى الأحداث الهامة التي تمر بمصر كي يرى العالم ما وصل إليه المصريون من فوضى بعد الغياب النظري وليس العملي لمبارك. ولم ولن يترك فرصة يستطيع من خلالها إثارة الفوضى من خلال أعوانه والمستفيدين من نظامه والذين تركتهم حكومة شفيق وشرف في مناصبهم الحساسة يخططون وينفذون وليس لدى أحد القدرة على التصدي لهم ولا إزاحة أحدهم من مكانه، وهذا دليل على أن نظام مبارك مازال قائماً و هو من يحكم البلاد و مبارك الذي على رأس النظام.
ليس من باب المصادفة أن نرى حملة ممنهجة في كل وسائل الإعلام الحكومية و الخاصة توجه الشعب و تطالبه بالتصالح و العفو عن رجال الأعمال الذين أجرموا في حقهم ونهبوا أموالهم، كي نحافظ على اقتصادنا، وكي لا تهرب رءوس الأموال من مصر. أي سفه هذا؟ وأي تسفيه لعقولنا. فقط لو استطعنا رد نصف ما نهب من أموال ما احتجنا للتسول من الآخرين.
غير مسموح التحدث أيضاً عن إنفلات أمني، والمسموح الآن السؤال الآخر الكبير لماذا هذا الإنفلات الأمني؟ أليس لدينا وزارة داخلية بكامل قوتها وقوامها وعددها وعدتها أم أن وزارة الداخلية قد أعلنت شهادة وفاه لكل قواتها من الأمن المركزي إلى قوات الأمن مروراً بالمباحث العامة و الدفاع المدني ( وحدات الإطفاء )، و المرور ... ألخ.
أم أنها انحلت بالإعلان عن حل مباحث أمن الدولة ولم يعد لدينا وزارة داخلية لأننا حللنا نظرياً أيضاً مباحث أمن الدولة.
إن الثورة قامت من أجل التغيير وليس من أجل منح الفرص لمن أسميهم الآن الأعداء ولم أسميهم اصحاب الثورة المضادة لأن كل من يتلاعب أو يحاول أن يتلاعب بأمن الوطن و المواطن هو عدو وليس مواطن من يعرض حياة الوطن و المواطن للخطر هو في الحقيقة عدو و ليس مواطن صاحب رؤية مخالفة.
وأتساءل كيف نبني دولة على كل هذا الكم الهائل من الفساد؟ لابد من القضاء على الفساد أولاً ثم بعد ذلك نتجه للبناء، وكيف لمريض السرطان أن ينتج قبل أن يعالج، علينا أولاً بتر سرطان الأمة ( الفساد والمفسدين ) ثم بعد ذلك نتجه للبناء.
العودة لميدان التحرير وإعادة طرح مطالب الثورة من جديد وعدم مغادرة الميدان سوى بتحقيق كل مطالب الثورة، وعلى رأسها تأسيس مجلس رئاسي يكون أحد أعضاءه عسكري وإعفاء المجلس العسكري من حكم البلاد.
تحياتي