أموال هذه الفضائيات والصحف ؟
أبوالعباس محمد | 23-05-2011 01:09
لم يكن سخط وغضب صديقى يتفجر هكذا ، لولا أنه قرأ تقريرا إخباريا فى إحدى الصحف الخاصة كشف عن أن هناك أكثر من 25 فضائية وصحيفة جديدة فى طريقها للانطلاق والصدور خلال الأيام القليلة المقبلة ، وهذا الصديق واعتقد أنكم عرفتم الآن ماهى مهنته - أنه صحافي - لمجرد تأمله أسماء الذين سيعملون ويديرون هذه الفضائيات وأسماء أصحابها ومؤسسيها تملكه الإحباط والشعور بخيبة الأمل فى الثورة ، فلقد إكتشف صاحبنا أن الغالبية من أصحاب ومؤسسى هذه الفضائيات بشحمهم ولحمهم هى ذات الأسماء التي كانت تتبارى وتطنطن لتأييد ودعم النظام السابق
ويبقى السؤال الذى لم يجب عليه التقرير ويستحق النقاش : ماهى مصادر تمويل هذه الفضائيات الجديدة ومن أين أتى اصحابها بكل هذه الأموال ونحن نعرف أن تؤسس فضائية ، فإن ذلك يعنى أن يكون متوفرا لديك ملايين الجنيهات للانفاق عليها ، وعلام ستعتمد هذه الفضائيات .. وطالما تساءلت : هل تظن هذه الفضائيات أنها ستكسب ؟ كيف وكل التقارير والشهادات تؤكد أنه ما من فضائية وانطلقت إلا وكانت هناك خسائر تلاحقها ، وعن هذا التوقيت وتلك المرحلة كلنا يعلم أن الفضائيات القديمة والحالية بدأت تشكوا من ضيق ذات اليد ومن شح فى الإعلانات والأموال .
إذن الحكاية فيها إن ونحن بصدد حالة إعلامية مريبة ينبغي التوقف عندها ولابد من مناقشتها والتفتيش فى أسرارها وأغراضها وفصلها وأصولها المالية والتمويلية .
أعتقد وإذا كنا جادين فعلا لمحاولة فهم إلى ماذا تخطط هذه الفضائيات وماذا ستفعل بنا مستقبلا وإلى أين سيؤول مصير الثورة إعلاميا، وماهو السر وراء كل هذه السباق المجنون لتلحق كل فضائية أن تنطلق قبل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة ؟
أستأذنكم هنا أن نستعرض ولو قليلا بعض من هذه الفضائيات ومن يقف خلفها ، لعل وعسى أن نعثر على خيط رفيع يوصلنا إلى إجابة ..
ومع إحترامى وتقديرى لبعض من هذه الفضائيات الجديدة ، لكن لااعرف لماذا يساورنى الشك فى أن كثير من هذه الفضائيات تم أو سيتم لإطلاقها ليس بغرض إدخالنا لمنطقة الوعى أو توعية الشعب المصرى والعربى بأهمية ثورة 25 يناير وضرورة الحفاظ على مكتسباتها وماحققته من حالة حرية وإزاحة للنظام الفاسد بقدر ماهى وبحسب تقديرات الكثيرين والمراقبين سلاح جديد من أسلحة الكوماندوز أو القوات الخاصة سوف يستخدمها اصحابها للانقضاض على كل من تسول نفسه النبش فى ملفاتهم واوراقهم ودفاترهم المتعفنة بالفساد
فبنظرة بسيطة لعدد من هذه الفضائيات ومن يقف ورائها ستجد رائحة رجل أعمال متورط فى قضايا فساد وقد لجأ الى هذه الوسيلة وهؤلاء الكوماندز من مقدمى برامج التوك شو أو المعدين والذين طالموا قاموا بأداء هذه المهمة على أكمل وجه لصالح النظام السابق وبإتفاق مع وزير الإعلام المحبوس حاليا فى طرة والذى كان دائم التحاور والجلوس مع هؤلاء بفندق الفور سيزون للقيام بهذه المهمة
هؤلاء ومن خلفهم رجال الإعمال إياهم فقط يعرفون ماهو الهدف الحقيقى من إطلاق هذه الفضائيات ، ولهم فى ذلك أسوة حسنة فى فضائيات قديمة أسماء اصحابها وردت فى قضايا فساد وتحقيقات ولكن يبدوا أن لوجود هذا السلاح الإعلامى معهم دورا فى أن تخفت اصوات الصحف والكتاب المطالبة التى طالما صدعتنا بالمطالبة بالتحقيق فى كل قضايا الفساد
مثلا هل يجيبنى أحد لماذا لاتأتى سيرة أحمد بهجت ولانجد هناك من يتحدث عنه فى برامج التوك شو رغم أن أمواله تحت التحفظ وواحد من الممنوعين من السفر .. إنها دريم الفضائية وبرنامج العاشرة مساءا وبرامج وصحف أخرى يمتلكها بهجت ومن يجرؤ على أن ينبش تنقض عليه هذه البرامج والفضائيات وأمثلة أخرى كثيرة لاداعى لذكرها كفضائية المحور ومودرن حرية المملوكتين لرجلى الأعمال حسن راتب ووليد دعبس والمعروف أنهما كانا يتسابقان ويلهثان لنيل رضا جمال مبارك ولجنة السياسات وينتميان للحزب الوطنى
إذن وكما قلت نحن أمام فضائيات تصد وتحمى مصالح خاصة .. وتعالى ياسيدى نستعرض بعض من أسماء وملاك الفضائيات الجديدة
خذ عندك فضائية القاهرة التى يملكها رجل أعمال بورتو مارينا منصور عامر من الخلف وفى الظاهر رجل الأعمال محمد الأمين .. هذه الفضائية وحسب معلوماتى يتسابق أصحابها والقائمون عليها للانطلاق خلال ايام قريبة ربما تخفف الضغط على منصور عامر الذى ورد إسمه أكثر من مرة فى قضايا فساد بل وتنازل عن أكثر من 2 مليون متر مربع كانت تحت سيطرته بالمخالفة للقانون ، ولمن لايعرف فمنتجع بورتو مارينا به عدد من الشاليهات مخصصة لإستضافة شخصيات صحفية وإعلامية معروفة ، ولاياتى موسم صيف ولاقيظ إلا ووجدنا نسبة لابأس بها من هؤلاء الصحفيين والإعلاميين الكبار ضيوفا بالاقامة الكاملة على بورتو مارينا وذلك معروف وذائع وشائع فى الوسط الصحفى .. ومن هنا فإذا إنطلقت هذه الفضائية ستشكل سلاحا قد لايدافع بشكل مباشر عن منصور عامر وشركاه وإنما ستغزر بالعين الحمراء لكل صحفى أو إلإعلامى يجرؤ على الكلام فى هذه المسألة .. وطبعا فى ظل هذا الفساد الذى خلفه النظام السابق لاتستبعد أن لكل جرئ ملف حتى ولو كان مزورا .. والعيار الذى لايصيب يدوش
وأما فضائية النهار لصاحبها وليد مصطفى وسمير يوسف حدث ولاحرج .. فبالرغم أن هناك محاولات كثيرة من بعض الزملاء حاولت أن تنفى بأن وليد مصطفى رئيس مجلس إدارة اليوم السابع لايمت بأى صلة للمجرم القاتل الهارب صاحب العبارة سلام 98 ممدوح إسماعيل ، مع ان أن كل البيانات والمعلومات قالت عكس ذلك وأكدت أنه إبن شقيقة ممدوح إسماعيل الرجل الذى فى الخفاء وهو المالك الحقيقي وهو مانراهن على صحته وسنتابعه مهما طال الوقت والزمن وان كان فى العمر بقية
وبالنسبة سمير يوسف – الشريك التانى في الفضائية ذاتها - .. فقد إثير حوله لغط كثير ولابد أن تعرف أنه كان يعمل منتجا فنيا لقناة نايل سبورت وكان المنتج المدلل والأقرب للمهندس أسامة الشيخ رئيس إتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق والمحبوس حاليا بتهمة إهدار أموال العامة ، فبعد كل هذه المعلومات التى تتردد حول مصادر تمويل هذه الفضائية .. هل يمكن لنا أن نصدق بأنها جاءت لتدخلنا إلى منطقة الوعى والدفاع عن الثورة أم انها ستنطلق لأغراض أخرى
لااريد أن أتهم أو ارمى أحدا بالباطل ، إنما من حقنا على اصحاب هذه الفضائيات ومع كامل تأييدنا لحرية الإعلام وإطلاق الفضائيات إن شا الله الف فضائية فى الساعة ، أن يخرج علينا ملاكها ليقطعون كل الالسنة التى حاولت وتحاول أن تشكك فى مصادر تمويلها.. فهل ننتظر مثلا أن يخرج علينا سمير يوسف أو وليد مصطفى ويؤكدون لنا أن كل قرش دخل فى تأسيس فضائيتهم كان حلالا ولا علاقة لها بممدوح إسماعيل أو بغيره من المشبوهين بما كان يتردد ونشر عن ان جزءا من مبالغ تأسيسها كان من اموال التليفزيون المصري الطائلة والمهدره.. وطبعا لابد ان يكون هذا كله بالمستندات الصحيحة القاطعة المانعة فالبينة على من تثار حوله الشبهات
ونأتى لفضائية التحرير وعندما سأل إبراهيم عيسى عن مصدر تمويلها أجاب : أنها فلوس محمود سعد .. فهل أنت مثلى تصدق أنها فلوس سعد وحده ، أم أنك مريض بالشك وتشك فى أن جهات أخرى وراء هذه الفضائية وشريكة فيها ، وبالقطع لاغبار فى ذلك .. إنما فقط نريد أن نعرف فالمعرفة حق للجميع خاصة فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها البلاد ، وقد كانت تلك هى المشكلة مع النظام السابق الذى إختطف مصر والقى بمعلوماتها وكتالوجها فى عرض البحر فلم نعد نعرف عن بلادنا وحاضرنا شيئا حتى صرنا أو كما يقولون مثل الاطرش فى الزفة
وأعتقد أن عيسى لما له من محبة فى قلبى وشراكة مهنية اشهد له فيها النزاهة والنضال وقدرته على المجاهرة وفضح المستور .. فهو قادر على أن يقولها وبصراحة .. التحرير ملك لسعد وشركاء اخرين وهذا ليس بعيب .. إنما العيب أن نصمت وبيننا عيس بطل الكتابة والكلام ..
وعندما أقول أن البرادعى له نصيب فى هذه الفضائية ، فهذا وحسب ظنى أن سعد ليس من صفاته أن يغامر بملايينه فى مشروع فضائية هو الاقدر على تقييمه وتقييم جدواه ونتائجه وهى أموال كلنا يعلم كيف تحصل عليها بالجهد والعرق ومحبة المشاهدين من خلال نجاحه فى برنامجى البين بيتك ومصر النهارده ، ثانيا وهذا بحسب تقديرى وتقدير آخرين فلقد ، تلاحظ لكل من تابع الحلقات الأولى من برنامج " التوك شو " الذي يقدمه عيسى وسعد ، أن حالة الهجوم المستمرة على عمرو موسى المرشح المنافس للبرادعى دائمة وقوية ، وهذا لايعنى انى اؤيد موسى طبعا وبهذه المناسبة أعتقد أنى لااجد حساسية فى أعلن رفضى لإنتخاب موسى ، فمامعنى ان تسخر فضائية أهم برنامج فيها للهجوم على مرشح رئاسى يعتبره البعض هو الاقوى فى مواجهة البرادعى إلا أن ذلك يؤكد صحة الظنون التى تذهب إلى أن هذه الفضائية إذا كانت قد خرجت لتحرير العقول فهى أيضا خرجت أيضا لنصرة البرادعى ودعمه فى الانتخابات الرئاسية
وتبقى فضائية 25 يناير التى سيطلقها جماعة الإخوان .. فلا أتصور أن يسمح محمد بديع المرشد العام بإطلاق إشارة البث ، دون أن يخرج علينا ليقول من اين أموال هذه الفضائية وينفى كل مايتردد بأنها من بنك التقوى
أتمنى أن يخيب الإخوان ظنوننا ويكشفون لنا من أين جاءوا بأموال تلك الفضائية ، فهم دائما كانوا الأكثر شكوى من غياب المحاسبة وإنعدام الشفافية والنزاهة وفساد النظام السابق
وإذا كان المعلن أن الهدف من إطلاق هذه الفضائية هو مزيد من السيطرة على الشارع السياسى والفوز بأغلبية مقاعد البرلمان المقبل ، فإنه ليس من اللائق أن يفوز الإخوان بإنتخابات لانعرف مصادر تمويل الفضائية الداعية لها.. وللحديث بقية إذا كان فى العمر بقية