لعل من أهم معايير و مقاييس قبول الشخصيات العامة لدينا و خاصة الوزراء إعلانهم مواقفهم المعادية لاسرائيل، و قد كان الدكتور نبيل العربي جريئاً بإعلانه موقفه المعادي تماماً لإسرائيل في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصر، فحينما أعلن أنه لا يجوز محاصرة قطاع غزة بل يجب إعادة فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، كان هذا بمثابة موقف عدائي واضح تجاه اسرائيل.
ولعل أيضاً من المتناقضات في حياتنا أن نرى أصحاب الآراء و المواقف المعادية لإسرائيل هم أول من يطاح بهم و يستبعدوا من مناصبهم الهامة بالنسبة لمصر. هذا ما كان يحدث في العهد الماضي. فحين ارتدى السيد عمرو موسى ثوب التحدي في وجه إسرائيل وعقد مناظرات مع وزير خارجيتهم بغرض إدانة إسرائيل و الدفاع عن فلسطين، اكتسب تأييد و حب وود و تعاطف نطاق واسع من جموع الشعب المصري بل و العربي، و كانت النتيجة أن أطيح به و تم إبعاده من مناصب الدولة كافة إلى أمانة جامعة الدول العربية.
فهل يحدث أو حدث بالفعل هذا الإبعاد للدكتور نبيل العربي الذي لاقي نفس التأييد و التعاطف من الشارع المصري و العربي وبعد أن بدأت أنظار المصريين ترى شخصية رائعة كانت غائبة أو غيبت في الماضي عن أنظارهم. و بعد أن صرح أحد كبار شخصيات الدولة عبر شاشات التليفزيون بأن الدكتور نبيل العربي هو من يستحق و يصلح لقيادة البلاد في هذه المرحلة.
الدكتور نبيل العربي فجأة و بدون سابق إنذار و بدون مقدمات و بدون كل شيئ و جدناه أميناً عاماً لجامعة الدول العربية. فهل هذا المنصب أهم عند المصريين من وزير خارجيتها المحترم و الكفء.
فجأة و بدون مقدمات تم غلق معبر رفح أمام الفلسطينيين ثانية باستثناء بعض الحالات الإستثنائية و كأنما عاد النظام السابق ليغلق المعبر.
و السؤال هل تم إبعاد الدكتور نبيل العربي لسابقة رأيه المعلن أم للحد من تنامي شعبيته، كما استبعد عمرو موسى في السابق؟ أم أن القصة برمتها مجرد مصادفة بحتة؟
تحياتي