خالص التحية والاحترام للأستاذ محمود على هذا التحليل الدقيق للأحداث ولي رأي أقوله
إن كنا نسعى للديمقراطية والحرية - أليست الحرية والديمقراطية في أفضل تعريف لها هم حكم الأغلبية؟
إنني مازلت أرى (( بشكل شخصي )) أن استثمار المواطن سياسيا هو أكبر المكاسب التي يمكن أن نحصل عليها ولا يمكن أن ننمي هذا الاستثمار إلا بأن يشعر المواطن بأهمية صوته وقدرته هو على التغيير وأن صوته لا يجب أن يباع.
إن المكسب لن يكون دستورا جديدا ولا مجلسا جديدا ولا رئيسا جديدا فنسيج الشعب لم يتغير وفئات الشعب لم تتغير وإن أردت أن تغير هذا فلن تكفيك عشرات السنين ولابد من سياسة النفس الطويل في هذا وخطة الإمهال التي تتبناها بعض الاتجاهات الضعيفة سياسيا لا أرى أنها ستؤثر في شئ بل هي تنقصهم أكثر وأكثر وتزيد من قوة من يملك القوة فعلا.
بالأمس القريب قال الإخوان مثلا أنهم سينافسون على 30% ثم تصاعد إلى أن وصل إلى 50% من البرلمان وذلك لأن الشارع كل يوم يتحرك صوبهم ولن يخدم الاتجاهات الأخرى.
لقد مررنا بفتن كثيرة خلال الأربعة أشهر الماضية كلها والحمد لله باءت بالفشل وسوف تبوء المحاولات اليائسة الأخرى بالفشل لا لشئ إلا أن الشعب نفسه هو من يقوم ببناء بلاده
للأسف الشديد إن اليأس والتشاؤم الذي أجده على صفحات المنتديات السياسية كلها لأنهم بنوا جدارا بينهم وبين الشعب صاحب الكلمة العليا والتي يخشاها السياسيون لتلقي بهم خارج الدائرة.
إن كنا ننادي بحكم الشعب ونحن نعلم أن الشعب به نسبة أمية ونسبة فساد ونسبة جهل سياسي فلنتحمل هذا أو لنتحول بالوجه الآخر وبكل بساطة نقول (( آسفين ارجع يابابا ))
علينا أن نتحمل عيوبنا ونسرع قدر الإمكان لإشعار الشعب بأهمية دوره وجهل الشعب سيستمر طالما انشغل المثقفون بندواتهم التي يتجمعون هم فقط عليها وأمام مراجعهم التي تحتويها رفوف مكتباتهم ومصطلحاتهم التي عجزوا عن إيصالها إلى أبناء وطنهم فتحولوا إلى احتقارهم.
للأسف الشديد الاتجاهات السياسية كلها تبحث عن حريتها فقط مع إقصاء الآخرين أو على الأقل إقصاء جهات معينة وليتنا نتذكر أن 77% من الشعب - رغم أن البعض لا يرى ذلك - قالوا نعم لبرنامج المجلس العسكري في إدارة الفترة الانتقالية ومازلنا نتحدث عن الخطوات ونحن مغمضي الآذان والأعين بل والقلوب وكأننا لا نفهم غير ما نقول نحن ولا نريد أن نعي أن هناك إرادة شعب هي التي ثبتت أقدام الثورة وهي التي فرقت بين مصير ثورة 25 يناير وحركات أخرى لم تحقق نفس النجاح مثل كفاية و6 أبريل رغم أنها كان لها دور كبير في 25 يناير إلا أن الدور الأكبر كان للشعب ثم الدور الأهم وهو الحفاظ على ما قام به الشعب وهو دور القوات المسلحة ولست هنا أمن على الشعب بهذا ولكن نظرة بسيطة لليمين وللشمال وفوقنا وأسفلنا وستعلمون ما الفرق بين ما قام به المجلس العسكري في مصر وكان الحد الفاصل بين حال وحال وبين ما كان يمكن أن تؤول إليه الأمور.
نقطة أخيرة وهي إلى من يقولون أنه لم يتحقق شئ أقول أزيلوا الغيوم عن عيونكم وانظروا لتعرفوا ما تغير:
- ألم يسقط الرئيس ومجلسيه وحكومته وشرطته وأمن دولته ودستوره ورموز حكمه ؟
- ألم يخرج الشعب للمرة الأولى ليقول كلمته في أول استفتاء حقيقي يعبر عن رغبة الشعب رغم أن نتائجه لم ترضي البعض (وهذا شئ طبيعي في أي مجتمع ديمقراطي)
- ألم يتم وضع جدول زمني للمرور بالبلاد من الفترة الانتقالية إلى الحكم المدني (حلم الجميع) بما في ذلك انتخابات البرلمان والرئيس وتشكيل اللجنة التأسيسية وصياغة الدستور الجديد؟
- ألم تبدأ العجلة الاقتصادية في الدوران مرة أخرى وبدأت بوادر حل لأكبر أزمة ستهدد مصر في العقود المقبلة وهي مياة وادي النيل؟
- ألم تبدأ محاكمة رموز النظام وأصحاب العقل يعرفون أنه لابد أن تتم على مراحل ولا يمكن أن تتم في وقت واحد وبشكل عشوائي وهذا الكلام يعرفه أهل القضاء أكثر منا؟
- ألم يتم إطلاق الحرية السياسية لتشكيل الأحزاب والبدء في عصر جديد لصياغة حياة سياسية صحيحة عبر المنابر المخصصة لذلك؟
وغير هذا من الأمور التي لا تنكرها عين تريد مصلحة هذا البلد ولست هنا أقول أن هذا أو ذاك لا يريد مصلحة البلاد ولكن العجلة بالفعل تدور والمهمة صعبة والمعوقات كثيرة فلا تكونوا من هذه المعوقات وساعدوا هذا الوطن للنهوض من هذه الغفوة الطويلة ليتحرك بحق نحو مصلحة أبنائه وسيأتي وقت الحصاد بلا شك إن عملنا للمصلحة وإلا فسوف يكون هناك حصاد من نوع آخر أخشاه وأراه بعيدا إن شاء الله