من الظلم اختزال تاريخ الإعلامية الكبيرة منى الشاذلى فى موقف ما حدث فى وقت عصيب لم نمر به من قبل، ليس معنى هذا أننى اتفقت مع رد فعلها فى هذا الموقف لكنى قدرته و احترمته لأنه يعبر عن رأيها و لكل منا رأيه و طريقته الخاصة فى التفكير و تقييم الأمور، لا أنكر أنها ابتعدت فى هذا الموقف عن مهنيتها المعهودة و التى تتسم بالموضوعية و الحيادية، الأمر الذى توقعت أنها سوف تحاسب عليه بشدة فى المستقبل القريب و البعيد عندما تُسطر تلك الأيام الفريدة فى تاريخ هذه الأمة. لكن من منا معصوم من الخطأ و كيف لمن احترمت نفسها و احترمت مشاهديها و احترمت شرف مهنتها فرفضت أن يكون منبرها واحدا من محاكم التفتيش على مدار خمس سنوات و أكثر أن نضعها هى و من كان على نفس رأيها أمام هذه المحكمة؟! كذلك لا أعتقد أن بكاءها كان حرصا على الرئيس السابق بقدر ما هو حرصا على الوطن من الدخول فى نفق مظلم ربما تزداد فيه الفوضى و الإنفلات الأمنى، كان خوفا مشروعا فى هذا الوقت الذى سادت فيه الأفكار المشتتة و المشاعر المتضاربة حتى عند أبرز المحللين السياسين و فقهاء القانون و الدستور و من ثم لازلت أحبك و أحترمك و لا أرى بديلا عنك.