فكرة
بقلم د.درية شرف الدين ٢٨/ ٦/ ٢٠١١ المصري اليوم
أخيراً وبعد طول تفكير وعناء وصلنا إلى مربط الفرس فى موضوع غاية فى الأهميـة والحيويــة وغايــة فى البساطة وفى التعقيد أيضاً، ما هو؟ هو موضوع النظافة أو بمعنى آخر موضوع عدم النظافة، الذى نعانى منه منذ سنوات، حتى أصبح سمة مميزة لعاصمتنا ولمدننا وقرانا وشوارعنا ومناور منازلنا.
موضوع عدم النظافة كتبت عنه الأسبوع الماضى فيما يخص مربعاً صغيراً فى مدينة القاهرة، وهو الكائن من بداية سور مجرى العيون امتداداً إلى مسجد السيدة نفيسة، رضى الله عنها، وما حوله وسألت من المسؤول عن تراكم القمامة والمخلفات كريهة اللون والرائحة فى هذه المنطقة الأثرية، وذات المزارات الدينية إلى هذا الحد؟
ولماذا هذا التصدى من جانب البلطجية لشباب هذه الأحياء وهم يعملون على إزالة هذه التراكمات؟ وأين مسؤولو الأحياء الذين ينامون فى العسل؟
أما مربط الفرس فهو هذا الحل البسيط والمثالى- فى حالة جدية تنفيذه- الذى أعلن عنه محافظ القاهرة الجديد الدكتور عبدالقوى خليفة منذ أيام قليلة وهو مراجعة تجربة الشركات الأجنبية فى مجال النظافة، تمهيداً للاستغناء عن خدماتها واستبدالها بشركات نظافة وطنية، وذلك يعنى أنه أخيراً وصلنا إلى الحل الذى كان يجب أن يصل إليه من زماااان زمرة المحافظين والمسؤولين السابقين، لكن حساب المصالح والعطايا حال بيننا وبينه.
الآن ومع البطالة الضارية فى جنبات المجتمع المصرى، ومع شديد الاحتياج إلى مجالات عمل كثيفة العمالة ومع ناتج القمامة الثرى بالمواد القابلة للتدوير من مخلفات جميع محافظات مدن مصر وقراها، الذى يمكنه أن يدير عشرات بل مئات من مصانع تدوير القمامة- فإن الأمر يستحق بالفعل إعادة النظر فى منظومة النظافة والقمامة فى مصر بشكل مختلف وبشكل اقتصادى ووطنى فى الوقت نفسه.
أفكر فى ملايين الشباب العاطلين، ماذا لو فكرنا فى مجال عمل جديد وسريع ودائم ومضمون النتائج لهم؟ أين؟ فى الظهير الصحراوى لمحافظاتهم، ماذا؟ مصانع لتدوير القمامة، كيف؟ بأسهم فى شركات وطنية مضمونة النجاح والربح والاستمرار.
فى القاهرة وحدها ١٠ ملايين مواطن مقيمون و٢ مليون مواطن عابرون يومياً، ولنا أن نتصور ناتج قمامة العاصمة المتخلفة عن هؤلاء جميعاً خاصة مع تميز هذه القمامة بالغنى فى مواردها العضوية والصلبة من بلاستيك وصفيح وورق وغيرها والناتجة عن سوء عاداتنا الغذائية، وعدم ترشيد استهلاكنا اليومى، مما جعل خبراء القمامة يعتبرونها من أغنى المخلفات فى العالم، وللعلم فإن هناك خبراء للقمامة بالفعل بداية من أسلوب تجميعها وفرزها مروراً بإعادة تدويرها، ولن نفلح إلا إذا تمت الاستعانة بهم وبخبرتهم، وبعلمهم فى هذا المجال شأننا فى ذلك شأن كل دول العالم.
فكرة إنشاء شركات وطنية لجمع وتدوير القمامة فى مصر وفى كل المحافظات تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد
أولاً: تمحى خيابة لجوئنا إلى شركات أجنبية، ثانياً تفتح مجالاً سريعاً لتشغيل أيادٍ عاملة كثيرة، ولا يحتاج تدريبها إلا إلى فترة قصيرة،
ثالثاً: تعود بالمصريين إلى فكرة المشاركة بالمال فى المشروعات الوطنية الحقيقية وذات الجدوى،
رابعاً: تجعل مصر نظيفة عاصمة ومدناً وقرى، وتزيل وصمة العار التى تلاحقنا كشعب غير نظيف ولا يقدّر النظافة، وخامساً: تمنحنا منتجات جديدة مفيدة بدلاً من دفنها فى الرمال أقلها السماد العضوى للأرض الصحراوية المجاورة والبعيدة عن هذه المصانع الجديدة، وللأرض القديمة التى تدمرها الأسمدة الكيماوية. مشاريع ومصانع لن نستورد لها مواد من الخارج، وموادها فى الداخل لا تنفد ولا تنضب، وتتجدد كل يوم وتضمن تشغيلاً دائماً ووظائف مستقرة.. فهل من مجيب؟
رأي المدون:
الفكره رائعه ... وأرى بدايه تنفيذها في القاهره الكبرى وأرى لتنفيذها أن تأسس هذه الشركة ( بالمشاركة شركة مساهمه ) ما بين محافظة القاهره وزبالين الدويقه اللذين يملكون الخبرة والكفاءه في جمع زبالة القاهره الكبرى من قديم الأزل وبذلك تتجمع الخبره والإمكانيات والسلطة في مكان واحد وأعتقد أن مثل هذه الشركة ستكون من أكثر الأسهم ربحيه في البورصه المصريه .
فنكون بذلك قد ضربنا أكثر من عصفور بحجر واحد
التاريخ يسجل