لا بد من الاتفاق مبدئياً على بعض الأمور المتفق عليها بيننا جميعاً ....
لعلها تكون بداية جيدة في مفترق طرق ، نتبين منها قول كلٍّ منا .....
فكل ما أتكلم به من أمر دين وأمر دنيا وسياسة وديمقراطية وشورى وعلمانية وليبرالية وغير ذلك يقوم في الأساس على :
أربعة كلمات مستقلات منفصلات غير متداخلات واضحات وضوحاً بيناً عند الناس أجمعين ( عناصر أولية أساسية ) إن شاء رب العالمين ...
وهي
الحقوق والواجبات الواجبة / المصالح والمنافع المباحة الجائزة / العام / الخاص ...
فيتم بناء التعريفات المختلف في أمرها وحكمها ، بناء على الاشتقاق من هذه الكلمات الأربع ...
كما يلي :
أمر الدين = هو ما يقصد به التعبُّد والتقرُّب إلى الله = حق الله المنفرد ( من صلاة وصوم وحج وحجاب ودعاء وأذكار ....) + حق الله المقترن بحق الناس من الحقوق العامة ( طاعة ولي الأمر والسمع له في المصالح العامة في غير معصية بينة ، وتحريم الجهر بالسكر وقطع الطريق والحرابة ... ) ومن الحقوق الخاصة ( حق المعتقد والنفس والعرض والمال من تحريم للقتل والسرقة والغش ... ) .
أمر الدنيا = ما لا يقصد به في ذاته التقرُّب والتعبُّد = المصالح والمنافع العامة والخاصة .....
السياسة = رعاية وحماية وتحقيق ( الحقوق العامة والحقوق الخاصة + المصالح والمنافع العامة ) وعدم التدخل في المصالح الخاصة للناس مطلقاً .....
الديمقراطية = الحقوق الخاصة بحرمتها وقدسيتها .....
الشورى = تكون في المصالح العامة المباحة للأمة ، وليس في الحقوق والواجبات الواجبة .....
واضح أن هناك اختلاف بين الديمقراطية والشورى ، فالأولى في الحقوق الخاصة ، والثانية في المصالح العامة ، فلا مجال للمقارنة بينهما .....
صلاة الاستخارة = تكون في المصالح الخاصة غالباً ، وقد يرى البعض انها في المصالح العامة أيضاً . ولكنها ليست في الحقوق والواجبات مطلقاً .....
العِلمانية = فصل الحقوق الواجبة عن المنافع المباحة الجائزة .....
الليبرالية = حرية المصالح والمنافع ( أو المفاسد ) الخاصة ، فيما لا يتعارض مع حقوق وواجبات عامة أو خاصة ، ولا مصالح عامة .....
وترتيب هذه الكلمات الأربع والمفاضلة بينها يكون كما يلي ...
الحق الواجب فوق النفع المباح ، ثم الشأن العام فوق الشأن الخاص ، عند التعارض ....
1- الحقوق العامة ...
2- الحقوق الخاصة ...
3- المنافع العامة ...
4- المنافع الخاصة ...
أسأل الله العلي الكريم أن يجري الحق على لساني ........وأن يهديني ويهدي بي ........ وأن يثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ......والحمد لله رب العالمين ...