ثلاث شهداء جدد من جنودنا الابطال على الحدود المصرية الفلسطينية ، واقولها الفلسطينية لانني لا اعترف بذلك الكيان الصهيوني ، فلماذا تقتل اسرائيل جنودنا على الحدود عن سبق اصرار وترصد وليس قتل خطأ ؟
في عهد مبارك البائد تكررت مثل هذه الجرائم وهي قتل جنودنا بينما لم نخطئ نحن ولو مرة واحدة ونخدش احد الجنود الصهاينة ، وكان دائما رد الخارجية المصرية ومبارك ان اسرائيل تتحرش بنا ليكون لنا رد فعل يخدم اسرائيل في وقف محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية ، وكأننا كنا نسكت عن قتل ابنائنا من اجل عيون القضية الفلسطينية وحتى لا تتوقف المحادثات التي عن يقين مبارك سوف تنتهي بقيام دولة فلسطين ، ولا اعلم من اين اتى مبارك وحكومته بهذا التعبير العبقري " اسرائيل تتحرش بنا " وكأن مصر هي فتاة شريفة واسرائيل هي المتحرش الرسمي لمنطقة الشرق الاوسط ومبارك وحاشيته يتسترون على هذه الفتاة لعدم الاضرار بسمعتها ، وكنت دائما اتسائل لماذا لا يأخذ مبارك رد فعل تجاه ذلك وخصوصا ان اي رد فعل حقيقي تجاه اسرائيل سوف يطير بشعبية مبارك الجماهيرية لعنان السماء ، وكنت مقتنع ان صمت مبارك المخزي كان لاحد او لبعض من الاسباب الاتية :-
- مبارك كان يعلم جيدا انه افسد واضعف الجيش المصري ونفذ كل ما طلبته منه اسرائيل وامريكا بخصوص ذلك وبالطبع يخاف ان تحرجه اسرائيل بعمليه عسكرية محدودة لا يستطيع الرد عليها .
- يمكن ان يكون لدي اسرائيل ملف خاص عن مبارك يحتوي على الفضائح وخصوصا ونحن نسمع الان عن امتلاك سوزان مبارك اشرطة فيديو فاضحة لزعماء عرب ، ويبدو ان ذلك هو ما تجيد صنعه اجهزة المخابرات العربية .
- مبارك كان يريد تمرير مشروع التوريث وهو لم يكن ليمر دون مباركة اسرائيل وامريكا وخصوصا ومبارك يعلم جيدا مدى استياء الجبهة الداخلية لذلك المشروع ، و كنت اميل لهذا السبب في تحليلي على صمت مبارك في ذلك الوقت .
ولكن لماذا كانت اسرائيل تصر على احراج مبارك بين الحين والاخر ، وليس مبارك فقط بل كانت تصر على احراج رؤساء الدول العربية جميعا فقد كانت قبل اي اجتماع لجامعة الدول العربية تختلق المشاكل الحدودية سواء مع لبنان او سوريا او تقوم بضرب غزة ، وكنت وقتها افضل عدم عقد اجتماع جامعة الدول العربية لانه لم ينتج عن اي من اجتماعاته سوى بيان هزلي غير مفهوم وغير ملزم لاي احد بينما كانت اسرائيل تصعد من ضرباتها في اوقات اجتماع جامعة الدول العربية ، ويبدو لي ان وراء اصرار اسرائيل على احراج مبارك سبب نفسي وحتي يكون مبارك دائما في وضع دفاع وخصوصا وان شخصية مبارك كانت سهلة الفهم و عنيدة ، ولم يكن قتل ابنائنا على الحدود من اجل الضغط على مبارك لانه والشهادة لله فقدكان مبارك ينفذ لهم اكثر مما يطلب منه .
والان وبعد ثورة 5 يناير لماذا تعيد اسرائيل التجربة وتقتل يوم الخميس الماضي ثلاث من جنودنا على الحدود ؟
ايضا هذا ليس قتل خطأ ، ولكن هذه المرة ليس تحرش كما كان في عهد مبارك لان اسرائيل بعد ثورة 25 يناير تعلم جيدا ان مصر لم تعد الفتاة التي يتحرش بها ، اسرائيل لاتريد لثورة 25 يناير ان تكمل مسارها وتبني مصر من جديد لتكون دولة ديمقراطية متقدمة ، فهي تريد ان تعرقل عملية تسليم السلطة من المجلس العسكري لسلطة مدنية منتخبة ، اذ كيف يمكن ان يتم عمل انتخابات برلمانية في هذا الجو المتوتر والامن القومي المصري في خطر ، وهي ايضا تريد ان تحرج المجلس العسكري امام الشعب المصري وخصوصا وهي تعلم ان هذا الشعب يختلف عن الشعب المصري ايام مبارك فقد اصبح يمتلك الجرأة في التعبير عن رأيه وهو ما قد يوقع بي الجيش والشعب في حالة تصاعد الاحتجاجات ، ايضا اسرائيل ترى ان مصالحها مع مصالح المجلس العسكري اذا كان المجلس يرغب في البقاء في السلطة وعدم تسليمها ، لان مصلحة اسرائيل في بقاء حكم العسكر ، اذن اسرائيل بهذه العملية القذرة ضربت عصافير كثيرة بطوبة واحدة .
يجب علينا ان نركز في تحقيق اهداف ثورة 25 يناير وبناء مصر الحديثة وهو ما سوف يخدم القضية الفلسطينية ونثأر به لمقتل جنودنا ، اما وان نصعد الاحتجاجات فإن ذلك يضر بمصلحة الثورة ، فلنترك الرد على هذه العملية القذرة للخارجية المصرية ونراقب ادائها ونتفرغ لتحقيق اهداف ثورة 25 يناير وتزليل العقبات امام تسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة نقوم بعدها ببناء دولة حديثة وجيش قوي .