نقلا عن جريدة الفجر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«عشر دقائق» من واشنطن نادية صالح
اتنططت وأنا اتابع «خبطة» الذكية والجميلة «مني الشاذلي» من واشنطن.. ومع مين؟! مع «بوش».. الرئيس الأمريكي الذي نال بجدارة أكبر كمية «سخط» من العرب علي سياسته في منطقة الشرق الأوسط، وكلمة «سخط» هنا كلمة مهذبة للتعبير عن مشاعر الناس تجاه الرئيس المستعد للرحيل.
ولم يكن التنطيط لأن «مني» الغالية حصلت علي اعترافات تاريخية مثلاً من رئيس أكبر دولة في العالم، ولكن لأن المرأة المصرية الشاطرة استطاعت أن تدخل البيت الأبيض ولو لمدة عشر دقائق وتنتزع من رئيسه كلمات وصفها -بذكاء شديد- عمرو حمزاوي كبير باحثي مؤسسة كارينجي بواشنطن بأنها -أي كلمات الرئيس- «حالة انكسار» كما هي حالة الإدارة الأمريكية وكما يصفها الآن هذه الأيام كتاب شهير هناك يحمل هذا العنوان: «».
وللعلم مؤسسة «كارينجي» هذه هي أشهر مؤسسة للعلوم الإنسانية وعلم النفس في الولايات المتحدة، والآن أعود إلي «مني الشاذلي» التي أظنها حالة إعلامية فريدة ومتميزة جداً ولذلك سوف تنتظرها -كعادتها- السكاكين والمفارم بعد عودتها إن شاء الله، ولكن لا تخافي يا عزيزتي «مني» وأنا علي يقين «انك قدها وقدود».
ولدي تنويعات علي لقاء الدقائق العشر في «غرفة الخرائط» في البيت الأبيض -ولا أدري لماذا غرفة الخرائط بالذات وهل هي المكان المعتاد لإجراء مثل هذه الحوارات أم ماذا؟ المهم.. هذه ملاحظاتي السريعة.
< تحية إلي صاحب فكرة إجراء اللقاء.. في مثل هذا التوقيت بالذات وبغض النظر عن قرب مؤتمر «شرم الشيخ» ولكن وقبل أشهر قليلة من رحيل الرجل الذي أغضب 250 مليون عربي علي حد وصف المذيعة والتي قذفت -برأيهم- في وجه الرئيس وبكل احترام.
< استقامة جلسة «مني الشاذلي» في اعتداد بالذات، والأصل المصري والعربي وحتي الفرعوني وهي تسأل رئيس أكبر دولة في العالم، ثم نظراتها الذكية والثاقبة والمهذبة في الوقت نفسه والتي استطاعت أن تنتزع اعجاب وتقدير الرئيس الأمريكي -مهما قلنا عن دبلوماسية هؤلاء الناس- حتي وصفها بأنها امرأة ذكية جداً وحالتها دليل علي اتاحة مصر للفرص أمام المصريين لإظهار كفاءاتهم في المجالات المختلفة، كل ذلك أسعدني أولاً كامرأة مصرية وثانياً كإعلامية وصحفية، وفي الوقت نفسه جعلني أخاف عليها من جديد، ولابد لها من أن تحاذر.
< لقاء «العشر دقائق» حرمنا من اسئلة كثيرة كان يمكن أن تسألها المذيعة، عن نواياهم في الخروج والجلاء عن العراق مثلا وعن شعوره وهو يستعد للرحيل وعن إيران في المنطقة، وعن ..وعن ..وعن.. اسئلة كثيرة امتلأت بها أجندة «مني» بالتأكيد وكانت في حد ذاتها مهمة بغض النظر عن الإجابات التي علمنا مقدما أنها size =-3>State Of Denial» كما قالوا هم عن أنفسهم.
< كان الحوار مع سفيرنا في واشنطن «نبيل إسماعيل فهمي» دبلوماسيا ابن دبلوماسي عريق حقا، وقد أنار لها بعضا من خبايا النظام الأمريكي والمسئولين هناك وهو ما يعرفه جيدا وبالطبع كسفير.
وإذا أضفنا إلي حوار السفير، ذلك الحوار مع «عمرو حمزاوي» باحث مؤسسة كارينجي، فلابد أن نقول إنه استكمال في غاية الذكاء لهذا الحدث الإعلامي الكبير الذي حققته قناة «دريم» لأنه - وبالطبع- تتم ترجمة مثل هذه الحوارات وتوضع أمامهم هناك في البيت الأبيض وأمام المسئولين عن الإعلام فيه وهذا في حد ذاته إنجاز مهم.
< وفي لمحة سريعة رأينا بعضا من فريق عمل العاشرة مساء يدخل مع المذيعة وأظنها مناسبة لتحية هذا الفريق المتميز والذي تحرص المذيعة -دائماً- علي الإشادة به.
وأخيراً وليس آخراً.. أقول لمني الشاذلي ضعي هذه الآية علي مكتبك: بسم الله الرحمن الرحيم «فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين»
صدق الله العظيم