في الصميم
جلال عارف - الاخبار - 28/11/2011
سوف ندخل تاريخ الثورات باعتبارنا أصحاب أروع ثورة شعبية سوف تلهم العالم كله لأجيال عديدة قادمة. وايضا باعتبارنا أسوأ من أداروا الفترة الانتقالية بعد الثورة حتي كادوا أن يبددوا الحلم وان يسوقوا الوطن الي دائرة الفوضي والانقسام!
هذا هو حجم المأساة التي وقعت والتي علينا أن نحاسب أنفسنا عليها وأن نعرف كيف وقعنا في كل هذه الاخطاء.. هذا اذا كنا بالفعل صادقين في إنقاذ الثورة ومصممين علي استكمال المشوار!
اننا نتحدث الآن عن مواعيد مختلفة لانهاء الفترة الانتقالية وكأن شيئا قد تحقق من مهام هذه المرحلة الحاسمة في تاريخ الثورات، بينما الواقع يقول اننا لم ننجز شيئا حقيقيا، والمشهد أمامنا يعطي صورة لحصاد مرير من شهور الارتباك والانقسام بعد الثورة والصراع يتسع بين الثوار في ميادين التحرير وبين السلطة التي يفترض أنها تمثلهم»!!« والشهداء مازالوا يتساقطون، وعيون أروع شباب مصر مازالت هدفا للرصاص، والامن الذي اضاعه النظام السابق قبل سقوطه لم يعد حتي الآن، والاقتصاد الذي انفتحت امامه كل ابواب الازدهار بعد الثورة يسير من سييء الي أسوأ، ودعاء الملايين صباح مساء هو: اسلمي يا مصر. والقضية ليست قضية شخصية كمال الجنزوري أو سنه المتقدمة، القضية أكبر من ذلك بكثير.. إنها قضية ثورة »انتصرت« ولم تصل للحكم ونظام سقط رموزه وفقد شرعيته ومع ذلك مازال يتشبث بالسلطة ويرفض الاستسلام!
ولقد كان في مقدور المجلس العسكري أن يجنبنا الكثير مما نعانيه اليوم، لو أنه حسم الامر وسار بالثورة التي كان شريكا فيها الي نهاية المسار، بدلا من أن يقف في منتصف الطريق مكتفيا بما تم من اسقاط رموز النظام. لم يكن مطلوبا من المجلس العسكري أن يقف علي مسافة واحدة من كل القوي كما يقول بل أن يضرب كل قواعد النظام السابق السياسية والاقتصادية، وان يجمع قوي الثورة الحقيقية حول رؤية شاملة للدولة الحديثة القائمة علي الحرية والعدالة.
الثورات لا تقوم لكي تسير علي نفس السياسات التي فرضها النظام البائد، والفترة الانتقالية التي لا تنتهي بتمكين قوي الثورة الحقيقية من الحكم هي دعوة لاشتعال الثورة من جديد.. ولهذا تستمر الثورة في ميادين التحرير تشيع الشهداء وتنتظر الحسم الذي يفرض شرعية الثورة التي جمعت مصر في يناير ولا ينبغي أبدا ان تفرقها مهما كانت الاخطاء.
رأي المدون :
في رأيي أن ما حدث في التحرير في 19/11/2011 كان ضروري ولابد منه ومن يعترض على ذلك يجب أن يرد على الأسئله الأتيه :
1- ماذا كان الهدف من حملة المشير رئيسا ؟
وهل يملك كائن أن يتكلم بإسم القائد الأعلى للقوات المسلحة بدون رضاه ؟
2- ما هو الهدف الخفي من إقحام الماده التاسعه والعاشره من وثيقة السلمي المتوفاه حديثا أسف ( وثيقة المجلس العسكري ) ؟
3- هل مازال من يجلس على كرسي السلطة في مصر الآن يستكثر على الشعب المصري أن يحكم نفسه بنفسه حتى الآن ؟
4- لماذا تغير الخطاب الموجه إلى الثوار في ميدان التحرير وميادين محافظات مصر من وصفهم بالبلطجه إلى وصفهم بالشهداء بعد الفشل في القضاء عليهم في موقعة محمد محمود ؟
5- لماذا لا يتحرك المجلس العسكري دائما في الإتجاه الصحيح إلا بعد الضغط عليه بالمظاهرات وكأنه لا يتحرك مقتنعا بل يتحرك مجبرا ؟
6- لماذا لم ينفذ المجلس العسكري وعوده بتسليم السلطة بعد 6 شهور وتحديد موعد زمني لذلك إلا بعد ثورة المصريين عليه في الميادين ؟
7- لماذا يستخدم المجلس العسكري نفس أسلوب مبارك القديم في تصدير الشرطه في مواجهة الثوار ثم التراجع عند الفشل وتحميل الشرطة بعد ذلك أخطاء قتل الشهداء ؟
في رأيي أن إستمرار المجلس العسكري في السلطة هو ورطه كبيره له ولمصر وعليه أن ينهي هذا الارتباك الواضح في إدارة شئون البلاد بالإسراع في تسليم السلطه للشعب حتى قبل مرور ال6 شهور المحدده لأننا جميعا من يدفع ثمن عدم الاستقرار من دماء أبنائنا الغالي وتدهور إقتصادنا الجريح
التاريخ يسجل