وائل قنديل
السبت 25 أغسطس 2012 - 8:25 ص
يوم الثلاثاء الماضى كتبت فى هذا المكان تحت عنوان «فيلم 24 أغسطس الهابط» ما يلى:
إن النفخ فى حجم هذه التى ستحدث يوم 24 أغسطس من قبل أصحاب الدعوة يأتى فى سياق عملية غسيل تاريخ بالكلور والفينيك، فهؤلاء الذين كانوا جنودا فى حملة الجنرال الهارب إلى دبى قرروا تغيير النشاط، أو تغيير يافطة الدكانة بعد أن تبين أن الراعى الرسمى والحصرى لها كان يمارس نوعا من التهريج السياسى.. وبعضهم كان يقتات على التصفيق والتهليل لعبقرية مزعومة وكاذبة لجنرالات المجلس العسكرى المحالين إلى أرشيف التاريخ المعاصر.. وحين وجدوا أنفسهم فى العراء قرروا أن يشتغلوا «ثورة».
أما جماعة الإخوان وحزبها فهم مشاركون عن عمد فى النفخ فى هذه البالونة حتى أوشكت على الانفجار، ذلك أن من مصلحتهم أن يقولوا للناس إن هذا هو حجم معارضتهم، وهذه هى بنيتها السياسية والاجتماعية الهزيلة، بحيث يبدو فى النهاية أن معارضى رئيسهم ودولتهم على هذه الشاكلة من بقايا جيش أحمد شفيق وجمهور جنرالات العسكرى.
وبعد ما تابعناه بالأمس لا نملك إلا أن نشكر زعماء الثورة العكاشية على ما قدموه لشعب مصر من جرعات كوميديا تعانى السوق من ندرتها هذه الأيام، ذلك أن كمية النكات والإفيهات التى انهمرت على مواقع التواصل الاجتماعى بالتزامن مع أحداث الأمس تعادل مساحة قارة من الكوميديا السوداء.
والحاصل أن عدد الذين خرجوا فى ثورة 24 أغسطس لا يصل إلى عدد المفقودين فى جمعة غضب ثورة يناير، الأمر الذى يفرض على علماء الرياضيات والجبر البحث عن تعريف جديد للمليون.. وقد بدا ميدان التحرير حتى الثانية من ظهر أمس صالحا لإقامة دورة مجمعة فى كرة القدم على أرضيته التى ظهرت خالية من البشر.
ولو جمعت عدد الذين ثاروا عند المنصة مع الذين انتفضوا أمام قصر الاتحادية وبقية النقاط المحددة على خارطة «الثورة» ستجد أنك أمام أعداد تقل كثيرا عن حضور الوقفات الاحتجاجية الفئوية أيام حكومة عصام شرف.
وتكشف أحداث اليومين الماضيين عمق الحاجة لضبط المصطلحات وإعادة تعريف الأشياء وتسميتها بمسمياتها الحقيقية، حيث نعيش حالة من السيولة والميوعة الاصطلاحية، سولت للبعض أن يطلق لفظ «ثورة» على تشنجات المحبطين من هزيمة الجنرال شفيق وفراره إلى الخارج، وأن يعتبروا الاحتشاد تحت لافتات عكاشية قمة الوطنية والجسارة.
والأمر نفسه ينطبق على ما جرى مع رئيس تحرير صحيفة الدستور، حيث شاهت المعالم والقواعد المهنية المحترمة المستقرة، وضاعت الفروق بين حرية التعبير وفوضى الصحافة الصفراء والانحطاط المهنى.. وهو الأمر الذى وضع كل الحريصين على حماية حرية الصحافة فى موقف محرج شديد البؤس، فكل المشتغلين بمهنة الكتابة يدركون جيدا أن هذا صنف من الصحافة الصفراء، والإعلام شديد الاصفرار، ومع ذلك نحن مضطرون جميعا للانحياز للحرية للجميع، الصالح منهم والطالح، انطلاقا من الدفاع عن مبدأ عام وقاعدة مستقرة تنتصر للحرية بإطلاق.
ولعل هذه فرصة لكى تنهض نقابة الصحفيين من غفوتها وغفلتها وتفعل ما لديها من مواثيق تضبط الأداء بقواعد مهنية وأخلاقية محترمة، أو تتخذ من الإجراءات وتسن من القوانين ما يضمن تطهير التربة مما انتشر فيها من أعشاب وطحالب ضارة وبذور سامة تكاد تقضى على ما تبقى من احترام لهذه المهنة.
رأي المدون:
في رأيي أن هذه المجموعات التي تقوم بمثل هذه الافعال الأن هدفهم الآتي :
أولا : لقد كان الهدف الأول لهذه المجموعات بعد نجاح د. محمد مرسي في الوصول إلى رئاسة الجمهوريه أن يستعينوا بالقوات المسلحة ممثله في المجلس العسكري للتحرك ضد الشرعية ومحاولة إسقاطه ولديهم مثلين في ذلك.
المثال الأول: مثال إسقاط محمد نجيب عام 1954 وقد كان رئيس للجمهوريه وقد تم إقالته وتحديد إقامته وإستيلاء جمال عبد الناصر على السلطة منه .
المثال الثاني إسقاط الشرعيه الخاصه بنجاح الاسلاميين في الجزائر عام 1995 وإستيلاء العسكر على الحكم فبعد حرب إستمرت 10 سنوات بعدها إستقر الحكم علية
ثانيا :كان الهدف الثاني لهذه المجموعات إستخدام آخر سهم لهم في جعبتهم والذي اعتقد المخططون له إنه سيكون السهم القاتل ألا وهو سلاح المظاهرات الشعبيه والذي أعتقدوا أنه قد أستخدم من قبل في حالة مبارك وتم بنجاح إسقاط مبارك بهذا السلاح فقد فشل هذا الهدف بجدارة ولم يتحقق
نسيت هذه المجموعات أن هناك فرق واضح ما بين الحالتين :
حالة مبارك : عانى الشعب المصري من حكم الفرد لمدة 30 عام وظل يعاني الفساد والانحلال والرشوه والمحسوبية وبيع أصول هذه البلد وانتخابات مزورة طوال هذه المدة وأنهى كل ذلك أيضا بمشروع التوريث الذي كان القشة التي قصمت ظهر البعير
في حالة مرسي : استلم السلطة أو التركة الثقيله بالانتخابات الصحيحة منذ 60 يوم فقط منهم 30 يوم فقط وهو في صراع للحصول على صلاحياته من المجلس العسكري واستطاع أخيرا أن ينزعها من أنياب خصومه وبقوه غير متوقعه لم يحصل هذا الرجل حتى الأن على فرصه إثبات وجوده أو نجاح تنفيذ مشروعه لذلك كان من الغباء الشديد محاولة إسقاطة في هذا التوقيت الغير ملائم بالمرة ولذلك فشل هذا الهدف عن التحقيق أيضا لعدم إقبال الشعب عليها.
ثالثا : أي تحرك مهما كان صغيرا لابد له من تمويل على الأقل للحصول على المأكل والمشرب لمثل هذا التحرك وخاصة إذا كان في نيته الاستمرار لعدة أيام . وقد سمعنا أن هناك خيام قد نصبت أمام مبنى الرئاسه استعدادا لذلك.
والسؤال الأن : من أين هذا التمويل أيها الثوريين ؟
هل مازالت أموال مبارك وأولاده المسروقه وأعوانهم تتدفق عليكم؟
من هو صاحب المصلحة لإجهاض كل محاوله للسير للأمام؟
إلى هذه المجموعات المشبوهه لقد نفذ أخر سهم مسموم لديكم إن كنتم تحبون هذا الوطن فعلا فاتركوا هذا الرجل ليعمل ثم حاسبوه بعد ذلك على أفعاله أتركوا له الفرصه فقط لاثبات نجاحة أو فشله.
في حالة الفشل فقط سوف نبحث كلنا عن قائد آخر كفء وقد يكون واحد منكم وسنقوم بإسقاط محمد مرسي معكم بصندوق الانتخابات
وإن نجح فمفروض علينا جميعا أن نقف في ظهره ونساعده أن كنا فعلا وطنيون مصريون يحبون بلدهم مصر وما وصلتم له الان يثير كثيرا من الشبهات عليكم وعلى من يتحرك من خلفكم وقد يلصق بكم تهمة ( الخيانه العظمى ) لهذا البلد العظيم
التاريخ يسجل