عمرو موسي خرج عن الدبلوماسية في مؤتمر جبهة الإنقاذ فقال بوضوح إن العد التنازلي لرحيل النظام بدأ. الجبهة أعلنت وقف الحوار مع النظام الحاكم. المخرج خالد يوسف عقب مظاهرة شتم الرئيس مرسي بأقذع الصفات خلال اعتصام بعض الفنانين بمقر وزارة الثقافة ظهر مع محمود سعد الذي تخلى عن واجبه كمذيع يلتزم الحياد والموضوعية، وقال إنه واثق من سقوط مرسي يوم 30 يونيه.
الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد عاب على جبهة الانقاذ أنها لم تستعد لسيناريو ما بعد 30 يونيه، يقصد ما بعد سقوط مرسي.
إذن هناك شبه يقين لدى جبهة الإنقاذ وإعلام الليل بما سيتمخض عنه 30 يونيه الذي وصفه خالد يوسف في اللقاء المذكور بأنه يوم خلاص مصر من الاحتلال وأنهم سينزلون الاتحادية والميادين ولن يعودوا إلى بيوتهم إلا بإسقاط الرئيس وتعيين سلطة انتقالية تعلن عن انتخابات رئاسية.
مخطط واضح لا تخفف منه تبريرات البعض بأن المظاهرات ذات طابع سلمي، وأن نزول الإسلاميين لحماية الشرعية هو الذي سيؤدي إلى عنف وحرب أهلية. الانقلاب باستخدام العنف مع سبق الإصرار والترصد نجده في تصريح موسى الانفعالي المتشنج عقب تهديد قيادات الجبهة بفصله عقابًا على لقائه خيرت الشاطر في منزل أيمن نور.
الدعوة للانقلاب والعنف واضحة كالشمس في حديث خالد يوسف عبر البرنامج الذي يقدمه محمود سعد في قناة النهار، إضافة إلى محاولته إثارة ذعر المتظاهرين بأنهم إذا عادوا إلى بيوتهم بعد 30 يونيه من غير أن ينجحوا في إزاحة مرسي ستنصب لهم المشانق، أي لابد أن يفعلوا كل شيء من أجل أن تنتهي الليلة أو الليالي التالية بما يريده ذلك المخرج ومن شابهه.
تحريض توفرت له العلانية التي تعرض المسئولين عنه للمساءلة القانونية، لكن هذا لن يحدث، فالسلطة للأسف اعتادت على شتمها وإهانتها ثم التسامح مع من يقومون بذلك والتنازل عن اللجوء للقانون وهو حق مشروع للجميع لا فرق بين كبير وصغير، ولا بين رئيس جمهورية وغفير .
كتب الأستاذ محمود لطفي على صفحته بالفيسبوك فجر الأحد 9/6 ما يلي: "عندما هتف الفنانون ونادوا الرئيس باسم والدته. عندما ذكرت صحيفة كبرى تحت صورة الدكتور مرسي "الرئيس الجبان". يبقى فيه حاجة غلط. والجماعة ناسية أن الشعب لا يقبل بإهانة رئيسه وتصمت.. والرئيس يصمت.. والله عيب وعيب وعيب".
هذا ليس شعور الكاتب الكريم فقط بل شعوري وشعور غيري. خالد يوسف قدمه محمود سعد كمثقف كبير له من الفتوحات ما يَبُز فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح بعد ملحمة الشتائم التي تزعمها في مقر وزارة الثقافة.
استدل الأستاذ محمود قاعود في مقال له كشاهد عيان بأهون الشتائم التي استمع إليها هناك نظرًا لقبحها الشديد فأورد منها "يا علاء روح أمك اصطلحت. ارحل ارحل يا ابن سنية. مش حنخاف مش هنطاطي مش حنسيبها لمرسي ال..... قالوا رحيله يعمل أزمة.. ارحل ارحل يا ابن ال...".
كل ذلك لأن وزير الثقافة بدأ حربه على الفساد المستشري داخل الوزارة الذي ضرب بعض الأمثلة عليه في حواره مع جريدة الأهرام، كإهدار المال في إصدارات لا توزع أكثر من 1% ومنها جريدة القاهرة التي لا توزع أكثر من 33% وينفق عليها آلاف الجنيهات. 92% من بعض مطبوعات الوزارة مرتجعات.
طبعت لأحد العروض على مسرح سيد درويش بالاسكندرية 620 تذكرة بيعت منها 8 فقط، وفي الحد الأقصى 50 تذكرة طوال فترة عرضه. دار الوثائق نالت منحة 100 مليون جنيه ولم تعمل أو تتم حتى الآن.
الخلاصة أننا أمام تجييش مستمر وحاد للانقضاض على الحكم ممن توحدت مصالحهم على إسقاط مرسي وبعدها يحلها ألف حلال. يظهرون الآن ثقتهم الكاملة في اقترابهم من الهدف حتى إنهم لا يتورعون عن توجيه أقبح البذاءات إليه، ولا يتردد عمرو موسى بخبراته الدبلوماسية الهائلة عن التصريح بأن نهايته اقتربت.
السؤال.. هل تلك الثقة تضمر تخطيطًا لإيقاع مكروه برئيس الجمهورية..؟ هل تقترب مصر من تكرار منصة اغتيال السادات بشكل آخر؟!
أهمية السؤال أن جبهة الإنقاذ تفتح أبواب جهنم على مصر لو كانت تفكر في هكذا نهاية.
farrag.ismail@yahoo.comعنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.