المصريون أكثر عاطفية من غيرهم من الشعوب العربية و حين نستحسن تصرفاً ننكب على وجوهنا غارقين في الإمتنان و الشكر و العرفان للمعروف الذي أٌسدي به إلينا و الحقيقة أنه يجب أن نتدبر لماذا هذا المعروف أتانا؟ أقصد هنا الإمارات و السعودية ...
السعودية موقفها معروف وواضح فهي تؤمن حكومة و شعب بأن مصر يجب ألا تغرق و لا تعوم كما قال الملك فيصل رحمه الله فالساسة السعودية على يقين بأن مصر هي الدرع الواقي للعرب كذلك الشعب... و لو أن مصر في موقفها الراهن كانت قد تركت العنان للإخوان ليفعلوا بها ما يشاءون لأثر ذلك تأثيراً مباشراً على السعودية فلا بد لها من دعم مصر كي لا تغرق و لكن أيضاً يجب ألا تعوم...
أما موقف الإمارات فهو مختلف تماماً فهم ينظرون للنواحي الإقتصادية و مدى تأثرها بمشروعات عملاقة كانت قد تنوي مصر إقامتها و أهمها مشروع محور قناة السويس و الذي سيعمل على إفقار إمارة دبي الفقيرة أصلاً بالبترول و التي تعتمد إعتماداً كلياً على مشروعات جبل علي و التي ستتوقف في حال بدأت مصر بتنفيذ مشروعها القومي بمحور قناة السويس... لذلك سعت الإمارات بكل طاقاتها لدعم إزاحة الإخوان الفاشلون أصلاً و حليفهم قطر من حكم مصر ... وبدت و كانها الداعم الأول للإقتصاد المصري حيث تبادل الزبارات على أعلى المستويات ( ووفود رايحه ووفود جايه ) ليس كما يبدو من أجل عيون مصر بل من أجل تأخير مصر كما كان الحال أيام مبارك الذي أوقف كل المشروعات المصرية ربما من أجل عيون الإمارات التي ربطته بها علاقات لم تتكشف حتى الآن كل خيوطها و أسرارها و ليس من سبيل الصدفة أن تحتضن الإمارات أهم رموز عهد مبارك الفريق أحمد شفيق.
وهنا لا بد من وقفة و تحذير للأنظمة المصرية الحالية و الآتية ... إحذروا أن تجروا الشعب المصري و تجبروه على التفكير و الدخول في ثورة ثالثة.