بوابة الشروق
عبد الرحمن يوسف | نشر فى : السبت 28 سبتمبر 2013 - 8:00 ص
هناك جرائم يسمع عنها المصريون منذ أقدم العصور، كانت موجودة فى عصر الفراعنة، مثل (توزيع المنشورات)، تهمة من لا تهمة له، تهمة (باى ديفولت!) لكل من يقبض عليه! هناك جريمة الانتماء إلى تنظيم سرى لقلب نظام الحكم، تهمة أزلية وجهت لآلاف المعارضين فى العهد الملكى، والجمهورى، حتى د.محمد مرسى برغم قصر فترة حكمه وجهت فى عهده هذه التهمة لما يسمى البلاك بلوك. هذه التهمة وردت فى القرآن الكريم، ففى قصة سحرة فرعون، قال تعالى: «قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِى الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا»، لقد لجأ فرعون إلى تلفيق مؤامرة فى نفس اللحظة التى آمن فيها سحرة فرعون، تنظيم سرى، رئيسه هو كبير السحرة (إنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِى عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ)، ومعنى (لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا) هو نفس معنى تكدير السلم العام، أو قلب نظام الحكم، وبعد ذلك بدأ فرعون بإجراءاته الاستثنائية بلا تردد (لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ). هذه تهم قديمة تعودنا عليها، ولكن مصر تقدم لنا اليوم العجب العجاب، تقدم لنا بعد ثورة عظيمة قامت من أجل الحرية تهما جديدة، لا مثيل لها فى التاريخ. التحريض على التظاهر! أى أن حق التظاهر الذى دفع من أجله مئات المصريين أرواحهم، ودفع من أجله آلاف المصريين عيونهم وأعضائهم، أصبح مُحرَّما مُجَرَّما. وعدنا إلى عصور الطوارئ، ومبررات «الحرب على الإرهاب» وكأننا لا رحنا ولا جينا! حيازة بوسترات لعلامة رابعة! تهمة مضحكة، ويبدو أن من يرفع يده بهذه الإشارة اليوم سيكون معرضا للاعتقال، أو ما هو أكثر. تهمة التخابر مع حماس! وهى موجهة لشخص من المفترض أن يكون من ضمن مهماته أن يتصل بحماس، وهو اتصال قد أثمر خيرا لمصر ولغزة حين كانت نذر الحرب وشيكة، إنها تهمة أشبه بتوجيه تهمة التعامل مع الأجانب لدبلوماسى مهمته التعامل مع هؤلاء «الأجانب»! التعامل مع حماس ليس جريمة، وغالبية السياسيين الذين يصفقون لهذه التهمة اليوم لهم مواقف متطابقة مع موقف الرئيس المعزول، بل إن بعض هؤلاء السياسيين قد عبر الحدود المصرية إلى غزة بدون تصريح من الدولة المصرية فى عام 2009، وخطب فى البرلمان الفلسطينى أثناء هذه الزيارة، ولهم مئات الصور مع إسماعيل هنية وعشرات المسئولين الحمساويين فى غزة، ولم توجه لأى منهم أى تهم بالتخابر «مع حماس»! بقيت مجموعة من التهم (باكيج على بعضه)، مثل الهتاف بشعارات ضارة بالأمن القومى، رسم جرافيتى مسىء، كتابة عبارات مسيئة، حيازة أدوات تصوير تهدد الأمن القومى، والخ ما تفتق عنه ذهن الدولة الأمنية العتيدة المجيدة. أهذه هى مصر التى نريدها؟ أهذه هى الحرية التى وعدنا بها؟ أهذا هو العصر الجديد الذى تصبح فيه مصر لكل المصريين؟ إذا كان الأمر كذلك فأنا أول المعارضين، وتهمتى الحقيقية حيازة عقل يرتكب كبيرة التفكير فيما يغضب الحاكم. نصيحة لكل من يظن أن المصريين سيدخلون فى زنزانة الذل أفواجا: «اتعظ مما حدث فى مصر وتونس وليبيا وسوريا خلال العامين الماضيين»
رأي المدون :
إلى الحاكم بأمر الله ... وإلى البلداء في الحساب
1+1 = ملوخية
أو يمكن بندقيــه
التاريخ يسجل