شريف منصور يكتب:في الحرية والعدالة
2013-12-06 08:45:04
يتذكر كثيرُ منا المسلسل العربى الشهير "على الزيبق" والذى تناول بشكلٍ واضح فصلًا من فصول الإرادة الشعبية فى مواجهة استبداد الحكام وظلمهم. وكانت إحدى الشخصيات المحورية فى هذا المسلسل شخصية القاضى "حلاوة" وهو القاضى الذى باع ضميره وأخلاقه فأهدر الحق والعدل وكان تابعًا للحاكم الظالم المستبد فى كل أمر، يدور فى فلكه ويعينه على ظلمه وغيه.
قاضٍ ملاكى لا يمتلك من أمره شيئًا، يحكم بما يأمره به أسياده ويتخذ من سلطانه وسيلةً لسجن الشرفاء الذين يقاومون الظلم والاستبداد والفساد, ويحاولون استعادة إرادة الشعب وثرواته المنهوبة من أولئك الفسدة المستبدين الذين نهبوا أموال الشعب ومقدراته وصادروا إرادته لمصلحتهم هم وأبناؤهم من بعدهم وحرموا منها الشعب -صاحب الحق الأصيل فيها- وتركوا المجرمين الفسدة طلقاء أحرارًا ليعيثوا فى الأرض فسادًا ونهبًا وقتلًا.
تذكرت شخصية القاضى "حلاوة" وأنا أتابع ما يجرى فى بلادى الحبيبية من ظلمٍ وجورٍ تجاه كل الشرفاء الذين يحاولون استعادة الحقوق المسلوبة والحرية والكرامة المصادرة ومن يقولون كلمة الحق فى وجه الظالمين القتلة.
فها هو القاضى "حلاوة" يعود من جديد فى أقبح صوره ليسجن الشرفاء ويلقى بهم خلف الأسوار تنفيذًا لرغبات أسياده فيجدد للشرفاء مدد الحبس الاحتياطى المدة تلو المدة دون مراعاة لقانون أو عدالة.
وها هو القاضى "حلاوة" يصدر أحكامًا بالسجن المشدد سنواتٍ عديدة على كل حرٍ يهتف ضد الظلم والطغيان.
وها هو القاضى "حلاوة" لا تتحرك بداخله ذرة نخوة أو رجولة فيسجن النساء والفتيات فى أمرٍ يترفع عنه "أبو جهل" وصناديد قريش.
وها هو القاضى "حلاوة" يحاول التخلص من كل قاضٍ شريف لا يقبل الظلم فيحيله إلى الصلاحية، أو إلى الجنايات حتى يهدم الأمل الباقى فيما تبقى من حصن العدالة.
القاضى "حلاوة" مسموح له أن يكون له آراء سياسية ما دامت تتفق وهوى الظالمين الفاسدين، أما الشرفاء الذين يخالفون هوى الفاسدين فهم غير مرغوبٍ فى وجودهم وتوجه لهم كل أنواع التهم والنقائص ما ظهر منها وما بطن.
يتقاضى القاضى "حلاوة" أجره وعرقه من أسياده، فيحصل على الأراضى والشاليهات والامتيازات والأموال ويوظف أولاده دون وجه حق فى النيابة والقضاء وهو فى الحقيقة يذكرنى بـ"محجوب عبد الدايم" فى فيلم "القاهرة 30" -كما حُكى لى.
يظن القاضى "حلاوة" أنه باحتمائه بأسياده سيضمن الحماية المطلقة والنفوذ الدائم -فى غفلةٍ عن التاريخ والعبرة منه- ولكنْ هناك يومُ قريب سيأخذ فيه الشرفاء منه حقهم تمامًا كما حدث له فى نهاية مسلسل "على الزيبق"؛ حيث كانت نهايةً مخزية وفاضحة؛ فقد وضعه الشعب الثائر على حمارٍ فى وضعٍ مقلوب وطافو به أرجاء المدينة فكانت فضيحته "بجلاجل" ثم تخلصوا منه ليذهب إلى مكانه الطبيعى فى مزبلة التاريخ..
وبقى القضاة الشرفاء الأحرار يرفعهم الناس على أعناقهم ليصلحوا ما فسد فى حصن العدالة ويربوا أجيالًا جديدة تقيم الحق وتحقق العدالة ولا ترضخ للذل أو الهوان..
القاضى "حلاوة" إلى زوال وقضاة العزة والشرف هم الباقون... والله أكبر وتحيا مصر.
رأي المدون :
بدون تعليق
التاريخ يسجل