يوم جديد
44397 السنة 132-العدد 2008 يونيو 26 22 من جمادى الآخر 1429 هـ الخميس
أحمد ومني في العاشرة!
كتب : سـيد علي
أحمد عز ــ منى الشاذلى
أظن أن كثيرا ممن كانت لديهم اتهامات وشكوك حول النائب أحمد عز قد تبدد جزء لا بأس به منها بعد حواره مع مني الشاذلي في العاشرة مساء لأسباب بعضها خاص بالنائب, والبعض الآخر بالمذيعة, أما ما يخص عز فقد كان مرتبا ومنظما ولديه حجج ومنطق مدعم بالوثائق والأرقام,
وأخذ فرصته ربما لأول مرة ليقول ما عنده فيما يتعلق بدوره السياسي أو الاقتصادي. صحيح أنه بدا كالملاك النقي الطاهر الذي لا يخطئ, واتسع صدره ليسمع الاتهامات بدون أن ينفعل أو يجرح أحدا, وتكلم عن قياداته بأسلوب عف,
وبدا أنه مدرب سياسيا و متواضع علي عكس الاتهامات التي تروج ضده, أما ما يخص المذيعة فقد كانت موضوعية وعلي أعلي مستويات المهنية, لم تقاطعه إلا عندما يستدعي الموقف لتكسر حدة المونولوج الطويل, لم تتأثر بالاتهامات فتكون عدوانية مستفزة, وفي الوقت نفسه طرحت كل الأسئلة أو الاتهامات بأسلوب ناعم, وكانت تعلم أنها في اختبار علي الهواء أمام المشاهدين, ونجحت في أن تحافظ علي مصداقية الشاشة ومصداقيتها كوسيلة إعلامية لا تنتمي للحكومة أو المعارضة,
وفي نهاية الأمر قدمت وجبة تليفزيونية دسمة, سواء بالمعالجة أو التقارير التليفزيونية الجيدة مع فريق الإعداد, لهذا تراجع كثيرون عن ظنونهم, وأنا منهم, فيما يقال عن أحمد عز.. المشكلة الوحيدة كانت في كم الأحاديث التي هطلت من عز في أيام محدودة بدون تنسيق, فقد سكت طويلا عن الاتهامات بما يعني عند الناس أن السكوت علامة رضا أو ضعف, وفجأة غمر وسائل الإعلام بالنفي.
عموما ما حدث في العاشرة مساء تجربة تستحق من المسئولين دراستها, حتي لا يصدعونا ويتساءلوا: لماذا لا يشعر الناس بالإنجازات؟ ويوم يفكون شفرة التعامل في التواصل مع الشارع من خلال وسائل الإعلام الجادة سيختفي هذا التساؤل!