محاكمة ملك الحديد أمام منى الشاذلى ....

محاكمة ملك الحديد أمام منى الشاذلى ....


الشرقية أون لاين - 26/6/2008 م


محمد شوكت الملط


نجحت الإعلامية الشهيرة منى الشاذلى فيما فشل فيه الكثيرون ، فقد عقدت محاكمة علنية وعلى الهواء مباشرة ، للمهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى ، والشهير بملك الحديد ، وذلك فى حلقة من برنامجها المعروف العاشرة مساء يوم الثلاثاء 24/6/2008 ، والتى استمرت الى ما يقارب ثلاث ساعات متواصلة ، وقد اتسمت هذه المحاكمة التى كان ينتظرها الرأى العام المصرى على أحرمن الجمر بالموضوعية ، وقد أثارت هذه الحلقة المهمة كثيرا من الملاحظات التى لاينبغى أن تمر على المهتمين بشئون الشعب المصرى مرور الكرام ، ومن أهم هذه الملاحظات الجديرة بالإهتمام :


1- واضح أن المهندس أحمد عز رجل مثقف ، ومحاور جيد ، يشعر من يشاهده بأنه يحاول أن يجمع الكثير من الحجج والبراهين والأسانيد ، لكى يحصل على اقتناعه بصورة أو بأخرى ، وللحقيقة فهو انسان مرتب ورجل أعمال دارس ،وله تجاربه الناجحة فى الشئون الإقتصادية والمالية ، وأن اختياره من قبل القائمين على الحزب الوطنى اختيار مدروس ، ولم يأتِ اعتباطا أو ضربة حظ كما يظن الكثير .


2- بالرغم من أنه أمين تنظيم الحزب الوطنى وشخصية سياسية مهمة فى الدولة ، وبالتأكيد فان له صولات وجولات فى الحوار والنقاش ، الا أنه بدأ الحلقة تائها ومرتبكا لمدة ليست قصيرة وبصورة لم يستطع اخفاءها على المشاهدين ، طبعا ليس خوفا من الكاميرات أو لظهوره على الهواء مباشرة ،ولكن ربما يكون ذلك قلقا من احتمال عدم قدرته على دفع الإتهامات الشديدة والمتوقع توجيهها من المذيعة والمشاهدين الراغبين فى الإتصال به على الهواء مباشرة .


3- أكد الرجل مرارا وتكرارا أنه لايعمل من خلال منصبه منفردا ، وانما هو ترس فى آلة ،و أنه يعتبر رأس حربة ، وهذا يعنى عند أولى الألباب ، أن كافة القرارات والقوانين الإقتصادية والسياسية التى تستحوز على استهجان وغضب الرأى العام المصرى ، ليس هو المسئول الوحيد عنها ، وانما تقع المسئولية على عاتق جميع قيادات الحزب الوطنى الحاكم ، فاذا أراد أحد أن ينتقد هذه القرارات أو تلك القوانين فعليه أن يوجه ذلك الإنتقاد الى كافة أفراد الحزب قيادة وأعضاء .


4- بالرغم من أن معظم الأسئلة الموجهة اليه واضحة ومحددة ولاتحتاج الا احدى اجابتين نعم أو لا ، الا المهندس أحمد عز كان يستغل قدرته الفائقة فى المراوغة ، فلا يجاوب اجابة مباشرة ويتعمد فتح موضوعات فرعية ، على أمل ألا يُجر للوقوع فى أى خطأ فى حق أحد المؤيدين أو المناوئين له ، على أساس أن ذلك الأسلوب هو عين الدبلوماسية ، وحدث ما لم يتوقعه ، فقد زاده هذا الأسلوب لدى المشاهدين غموضا ، كان هو فى حل عنه .


5- من بداية الحوار الى نهايته على مدار ثلاث ساعات كاملة ، يشعر المشاهد بانهزامية السيد عز فى هذه المقابلة ، والإنهزامية هنا معناها أنه شعر بالهزيمة فى هذه المواجهة من البداية ، فكثيرا ما كرر أنه يؤكد وجهة نظره بكثير من الحجج ، ولكن أحدا لا يقتنع به، بل أنه أوضح للمذيعة شعوره بعدم اقتناعها بحججه ،وذلك كلما احتجت على حججه و آرائه بابساماتها الساخرة ، وهذا ما يثير علامات استفهام كثيرة ، فكيف يكون رجل مثله على رأس حزب حاكم ويعتبر مرجعا لأعضائه ، ولايستطيع اقناع المواطن العادى ؟


6- وأطرف ما فى هذه الحلقة اتهامه للمذيعة بأنها متسلطة ، لعدم افساحها له المجال ليجيب اجابة طويلة دون مقاطعة ، فقد اعتاد على أن يتحدث هو وسط صمت الحاضرين، فاستفز ذلك المذيعة بقولها من المتسلط :أنا أم هو ؟ !! ولم تقل عجبى !!،ومن ضمن المآخذ التى حسبت على المهندس أحمد عز فى هذا الحوار أنه رفض تحديد قيمة ثروته الحقيقية ، والتى قدرها البعض بأربعين مليونا ، وياليته رفض لمجرد الرفض – وهذا حقه - ، ولكنه سبب رفضه بأنه لايعرف قيمة ثروته على سبيل الدقة ، أيصح هذا أيها السياسى والإقتصادى العبقرى !!! .


7- نفى أمين تنظيم الحزب الوطنى بأسلوبه الدبلوماسى أنه هو الآمر الناهى لنواب حزبه بمجلس الشعب ، فاذا رفع يده بالموافقة فليرفع الجميع ،والا سيرى من العقاب ما لم يتوقع ، وأكد أن هناك لقاءات واجتماعات مسبقة يتم الإتفاق على كيفية التصويت بالمجلس ، ونسى أو تناسى أن هناك أمثلة كثيرة أرغم فيها نواب الوطنى بتغيير تصويتهم ، بل مخالفا لرأى أحد كبار رجال الحزب بالمجلس .


8- "نائب اليوم هو نائب الغد" هذه مقولة لم ينفها الرجل ، كان قد أعلنها أثناء مناقشة تعديل احدى مواد الدستور لنواب حزبه ، لطمأنتهم بأنهم باقون نوابا بالمجلس لدورة قادمة ، وكأن بيده الأمر اليوم وغدا ، وهذا أمر لايصدر الا عن رجل مغرور .


9- سؤال مهم جدا لم يستطع أن يجيب عليه اجابة شافية ، وهو : لماذا هذا العداء لك من قبل الكثيرين فى الصحف الحكومية والمعارضة رغم اختلافاتهم القديمة وتناقضهم بعضهم مع البعض ؟، لم يقل أن هذا ليس الا حقدا عليه ،أو أن هؤلاء هم أعداء النجاح ، او أنه ليس له أعداء ، أو أن كل هذا ما هو الا افتراءات وأوهام ، والحقيقة أنه محبوب بشدة من الجماهير المصرية كحبها للنجم الكروى "محمد أبو تريكة " !!!.


10- من أهم الأسئلة التى طُرحت عليه هو : لماذا شارك فى سن قانون الإحتكار وهو فى نظر الكثير المحتكر الأول فى مصر ؟ ، ولكن اجابته لم تكن -كبقية الأجوبة - مقنعة ، وكان أخطر ما قيل ضمن المداخلات هو ماأثاره أحد ضباط الشرطة المتقاعدين من موضوعات خاصة بمباحث الأموال العامة تخص المهندس أحمد عز ، ادعى فيها أنه يعرفها ، وأنه يعرف أن هذا الضابط يعرفها منذ أن كان مسئولا بمباحث الأموال العامة ، وهذا أمر جد لاهزل فيه ، فان كان الضابط صادقا فعلى المهندس عز أن يدافع عن نفسه ، وان كان هذا الضابط غير ذلك فينبغى على السيد عز أن يتهمه بالبلاغ الكاذب والتشهير به ، والا تأكد للجميع أننا نعيش فى بلد شعاره "سمك لبن تمر هندى ".


كان ينقص هذه المحاكمة مشاركة احد المتخصصين فى مجال الصناعة والإقتصاد فى الحوار ، ليُقر أو ينفى ردود السيد عز ، كذلك فتح باب الإتصالات بصورة أكبر ، المهم أن هذه المحاكمة ان لم تكن محاكمة قانونية ، فانها تعتبر مقدمة لمحاكمة لشخص مهم فى الدولة يرغب فى توضيح الحقيقة للناس ، فهل ستبدأ المحاكمة الحقيقية لهذا الرجل ، ولغيره من الرجال المهمين فى دولتنا المباركة ؟.


امير

حتى لو كان غرض احمد عز من الحوار هو تحسين صورتة
فلقد انقلب علية الامر

شكرا يا استاذ امير وفعلا كان مهزوز جدا فى الحلقة ورغم كل الجحج والادلة الى قالها مااقنعناش ربنا يهديه

شكرا يا استاذ امير

شكرا يا أستاذ أمير توضيحك المفصل للحلقة

يا جماعة الحلقة كانت حلوة ومدام منى بلغت ذروة الفن فيها

بس اسمحولى هو اللى كسب برضه ....مجرد رأيي