Only in Egypt' .. مني الشاذلي و ايمن نور .. اليوم في جريدة القدس العربي ..
في مصر مثل شعبي يقول: 'اللي يعيش ياما يشوف' والواقع انه يمكن تكملة هذه الجملة بشطر آخر يقول: 'واللي يعيش في مصر يشوف اكثر' فالعجائب لاينتهي حدوثها في مصر وعجائب مصر لاتضاهيها عجائب اي بلد آخر في العالم، حتى ان هناك سلسلة متداولة على الانترنت بالبريد الالكتروني عنوانها 'في مصر وحدها Only in Egypt' وبها صور فوتوغرافية لعجائب الواقع المصري ومفارقاته المدهشة في كل مظاهر الحياة اليومية للمصريين فمصر ليست فقط هي ام الدنيا وانما هي ايضا ام العجائب!
واحدث هذه العجائب هو الافراج المفاجئ عن ايمن نور مؤسس حزب الغد بشكل اثار دهشة الجميع بمن فيهم ايمن نور نفسه وعائلته وجاء الافراج بعد يومين من نشر مقال في جريدة 'الواشنطن بوست' يقول ان البعض في واشنطن يربط بين موافقة الرئيس اوباما على استقبال الرئيس المصري مبارك في البيت الابيض وبين اطلاق سراح المعارض السياسي المصري الذي كان ترتيبه الثاني بعد مبارك في الانتخابات الرئاسية الاخيرة. ليساق بعدها الى السجن بتهمة يرى الكثيرون انها سياسية وليست جنائية كما ذكر مقال ظهر في 'نيويورك تايمز' في اليوم التالي لخروج نور من سجنه المظلم.
وقد جاء الافراج بشكل عجيب حتى ان المذيعة التلفزيونية الشهيرة منى الشاذلي مقدمة احد اهم البرامج اليومية في مصر اليوم وهو 'العاشرة مساءً' اخذت تسأل ايمن نور الجالس امامها في الاستوديو بعد ساعات قليلة من الافراج وهي مندهشة:
-هل ابلغك احد منذ يوم او اثنين بقرب خروجك؟
-لا. لم اعرف سوى لحظتها.
-الم يفاوضك احد على اي شيء؟
-ابدا لامفاوضات ولامعلومات مسبقة
- هل قالوا لك من الذي امر بالافراج عنك؟
- لا لم يقولوا اي شيء
- هل رأيت اي ورقة رسمية بالافراج عنك؟ هل وقعت على اي شيء؟
- لا لاشيء
- كيف خرجت اذن؟
- جاءني احد ضباط السجن وقال تعال معنا واخذوني في سيارة.
- الم تسأل: الى اين ستأخذونني؟
- لا فأي مكان سيكون افضل من المكان الذي انا به! (وضحك)
- وماذا قالوا بعد ذلك؟
- سألوني: اين تقيم؟ فقلت بالزمالك فقالوا للسائق اطلع على الزمالك!
- وماذا قالوا عندما وصلت الى باب بيتك؟
- قالوا فرصة سعيدة!
وكانت علامات الدهشة لا تفارق وجه المذيعة وهي تستمع الى حادث كانه فصل في مسلسل درامي مصري حافل بالتقلبات الفجائية غير المعقولة وغير المبررة وختم نور بقوله انهم ارسلوا له حاجياته من السجن بعد ذلك ببضع ساعات.
كنت اتابع لقاء منى الشاذلي لأيمن نور كما تابعت لقاءها المثير المحزن السابق لزوجته جميلة اسماعيل قبل ذلك بحوالي شهرين عندما حاول البعض بل قاموا فعلا باحراق مقر حزب الغد على من فيه من قيادات واعضاء كانوا مجتمعين به ومنهم جميلة اسماعيل التي لم يهدأ لها بال طيلة سنوات حبس زوجها فراحت ترفع صوت قضيته ومظلمته في كل المحافل داخل مصر وخارجها حتى احتارت القوى المعارضة لايمن نور فيها ولجأوا في النهاية لاستئجار بعض البلطجية الذين تابعهم المشاهدون في تسجيل فيديو حي وهم يحملون انابيب الغاز ويلقون بها داخل مقر الحزب لتشتعل فيه الحرائق وماتزال هذه الواقعة الاجرامية رهن التحقيق!
كنت اتابع هذا كله بتعاطف عميق مع ايمن نور وعائلته فعندي ضعف شديد امام كل من يسجن في مصر في قضية لها شبهة سياسية كما الحال في حبس د. سعد الدين ابراهيم و د.ايمن نور.