| من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 | |
|
+10زين العابدين سامح المصرى ابو ريم آيات السيد Eng.SHADY RANA venos sarah نونة طلعت الحداد أبو أسامة 14 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 السبت أبريل 11, 2009 3:05 am | |
| تحياتي
هذا باب جديد رأيت أن أضع فيه بعضا من المقالات الجميلة التي مرت علي وقرأتها وأردت أن يطلع عليها أحبابي في المنتدى حتى تعم الفائده وأسميته (من أجمل ما قرأت) أتمنى أن تشاركوني فيه بالمقالات التي قرأتموها ولفتت إنتباهكم وكانت جديرة بالنشر وسأبدأ معكم بمقال قرأته الليلة بعنوان (الحجاج بن يوسف الثقفي والغلام) وبعد قراءتكم للمقال وتعقيبكم بإذن الله ستكون لي وقفة وتعليق حتى لا أشوش على تعليقاتكم مسبقا سأترككم الآن مع المقال لتقرؤوه على مهل وإبداء رأيكم فيه : قصه غلام من بني هاشم والحجاج بن يوسف الثقفــي
ﮔﺎﻥ الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب.
فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار.
فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟
فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال الحجاج ׃ ويلك أنا الحجاج بن يوسف.
فقال الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك .
فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ،
فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام فأخذوا الغلام فرجع الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ،ورأى الوزراء و أهل الدولة لم يخشى منهم
بل قال : السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان.
فقال الغلام : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً
فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟
فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ، يعني السلام على علىّ بن أبى طالب وأصحابه
فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير.
فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاماً مثلك يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام : أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها"
فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟
قال : عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم ؟
فقال الحجاج : على عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام : عبدالملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟
فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير فقال بعض الجلساء اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام : يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟
فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فاستشار جلسائه.
فقال الحجاج : اضربوا عنقه.
فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك.
فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه.
فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي :أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له: افعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟
فقال للغلام: من مصر.
فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين .
فقال الغلام : ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟
قال الحجاج : لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟
قال الغلام : أنا من أهل خرسان.
فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان.
فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟
فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أين أنت ؟
قال : أنا من مدينة الشام.
قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان .
قال الغلام : لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : من اليمن.
فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور.
قال الغلام: ولم ذلك؟
قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام : أنا لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : أنا من أهل مكة.
فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
فقال الغلام : ولم ذلك ؟
قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
فقال الغلام : أنا لستُ منهم.
فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت ؟
فقال الغلام : من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله.
فقال له كل من حضر من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير.
فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو يناد منادى من السماء.
فقال الغلام: ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء.
فقال الحجاج : ومن يحول بيني وبين قتلك.
فقال الغلام : يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه.
فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك.
فقال الغلام : كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه.
فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه؟
فقال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج .
فقال الحجاج: أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن والحسين.
فقال الغلام : من غير خوف ولا جزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله عليهالة وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك.
فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أولاد الرسول وتكره الموت؟
قال الغلام : قال الله تعالى " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة"
قال الحجاج : ابن من أنت ؟
قال الغلام : أنا ابن أبي و أمي.
فسأله الحجاج : من أين جئت ؟
قال الغلام : على رحب الأرض.
فقال الحجاج : أخبرني من أكرم العرب؟
فأجاب الغلام : بنو طي .
فسأله الحجاج : ولم ذلك ؟
فقال الغلام: لأن حاتم الأصم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشرف العرب ؟
قال الغلام : بنو مضر.
فقال الحجاج : ولم ذلك؟
فقال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟
فقال الغلام : بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم .
فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً ؟
فقال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت فأغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً ؛؛ֵ
وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟
فقال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان.
فصاح الحجاج به قائلاً : يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق؟
فقال الغلام : وهل للإبل قرون ؟
فقال الحجاج : هل حفظت القرآن ؟
فقال الغلام : هل القرآن هارب منى حتى أحفظه.
فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟
فقال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟
فقال له الحجاج : أما فهمت سؤالي .
فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.
فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟ وآية أعدل ؟ وآية أخوف ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟ وآية قالها الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟ و آية فيها قول أهل الجنة؟ وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس ؟؟؟
فقال الغلام : أما أعظم آية فهي آية الكرسي وأحكم آية إن الله يأمر بالعدل والإحسان
وأعدل آية فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره
وأخوف آية أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم وأرجى آية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعها
وآية فيها عشر آيات بينات هي إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب
وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب وهم إخوة يوسف كذبوا ودخلوا الجنة
وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء فصدقوا ودخلوا النار
والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطمعون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
وآية فيها قول الأنبياء وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فل يتوكل المؤمنون
وآية فيها قول الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
و أية فيها قول أهل الجنة الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور
وآية فيها قول أهل النار ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون
وآية فيها قول إبليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
فقال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الهواء ؟ ومن حُفظ بالهواء ؟ ومن هلك بالهواء ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ بالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام ؛ وأما الذي هلك بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛ والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛ والذي نجا من الماء موسى عليه السلام؛؛ والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من النار ؟ ومن حُفظ من النار ؟
فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها ؟
فقال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال في كتابه العزيز فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى... وكلها تجري في محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بنى آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب .
فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم في الدنيا ؟
فقال الغلام : الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط.
فقال الحجاج : فما أول قطرة من دم؟
فقال الغلام : هي حيض حواء.
فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟ والشجاعة ؟ والكرم؟ والشهوة ؟
فقال الغلام : إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء ؛؛والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية الدنيا؛؛ والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛ والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛ والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم؛؛ والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال.
فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟
فقال الغلام : صيام رمضان.
فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟
فقال الغلام : الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا .
فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟
فقال الغلام : الآخرة .
ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام.
فقال الغلام : أنا أهل لذلك.
فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟
فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس.
فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟
فقال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛ فبنت العشر سنين من الحور العين؛؛ وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛ وبنت الثلاثين جنة نعيم ؛؛وبنت الأربعين شحم ولين؛؛ وبنت الخمسين بنات وبنين؛؛ وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛ وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛ وبنت التسعين شيطان رجيم؛؛ وبنت المائة من أصحاب الجحيم.
فضحك الحجاج وقال:أي النساء أحسن؟
فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي يهتز نهدها ويرتاح ردفها.
فقال له الحجاج : أخبرني عن أول من نطق في الشعر؟
فقال الغلام : آدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل. أنشد آدم يقول : بكــت عــينـي وحـق لـها بكاهـــا *** ودمــــع الـــعـــين منهمل يسيح فـــمـا لـي لا أجــود بسـكـب دمع *** و هـابــيل تضمّنـه الـضــريـــــح رمــى قــابـيـل هـــابــيــلاً أخـــاه *** وألحد في الثرى الوجه الـصبيح تغـــيرت البـــلاد ومـــن عـــليها *** فــوجــــه الأرض مــغــبر كشيح تـــبدل كـــل ذي طــعــم ولــــون *** لـــفـقـدك يا صــبــيـح يا ملــــيح أيا هـــــابــيل إن تــقــتـل فإنــــي *** عـــليك الــــدهر مكتـئـب قريــح فأنت حياة من في الأرض جميعاً *** وقــــد فــقـدوك يا روح وريـــح وأنـــت رجــيــح قــدر يـا فصيح *** سلـــيم بـل ســـميح بــل صبيـــح ولــــسـت مــيـت بـــــل أنت حي *** و قــابــيــل الشــقي هو الطريـح علـــــيه السخــط من رب البرايا *** و أنت عـــليـــك تسليم صريـــح فأجابه إبليس يقول : تـنوح على البلاد ومن عليها *** وفي الفردوس قد ضاق بك الفسيح وكـــنت بها وزوجك في نعيم *** مــن الــمــولـى وقـلـبك مسـتريـــح خـدعتك في دهائي ثم مكري *** إلــــى أن فـــاتـك الــعيــش الرشيح
فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟
فقال الغلام : هو بيت حاتم طي. حيث يقول:ـــ وأكرم الضيف حتما حين يطرقني *** قبل العيال على عسر و إيسار
فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة و جارية وسيف وفرس.
وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له.
ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية.
وقالت : خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول :ـــ و قــرقعــت اللجان بـــرأس حــمراً *** أحــــب إلىّ مــما تــغــمـزني أخـاف إذا وقعــت عــــلى فراشــي *** وطالت علتي لا تصحبينـــي أخـــاف إذا وقــعــنا فــي مضـــيـق *** وجار الدهر بي لا تنصريني أخـــاف إذا فـقــدت المــال عــندي *** تــمــيلي للخصام وتهجريني فأجابته الجارية تقول :ــ معاذ الله أفـــعــــل مـــا تــــقــول *** ولو قطعت شمالي مع يميني وأكتم سر زوجــي فــي ضميري *** وأقـــنع باليسير وما يــجيني إذا عاشـــرتني وعرفت طـــبعي *** ستــعــلم أنـــني خــير القرين
فقال الحجاج : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر.
فقال الغلام : إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟
فأجابه الحجاج : أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام.
فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟
فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن...
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه.
منقووووووووووووووووووووووول
عدل سابقا من قبل أبو أسامة في الجمعة يناير 21, 2011 12:56 am عدل 2 مرات | |
|
| |
طلعت الحداد كاتب مميز
النوع : العمر : 61 Localisation : مصر تاريخ التسجيل : 01/12/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 السبت أبريل 11, 2009 4:09 am | |
| شكرا جزيلا اخى ابو اسامة على مواضيعك الرائعة,,الحجاج بن يوسف الثقفى هو اكثر شخصية مثيرة للجدل فى تاريخ العرب والمسلمين ,,فلا احد يقدر ان يلعنه ولا احد يحب ان يترحم عليه فاصبح مثل جحا ينسب إليه ما ليس له ,,فلا تحبه لخفة ظله ولا تبغضه لغبائه ولا تحسده على ذكائه ,,فهو حالة تترك لديك احساس غامض كلما قرات عنه ولا تحب ان تعيش عصره وتكره ان تكون مثله,,شكرا اخى الحبيب,,تقبل مرورى ولك التحية0 | |
|
| |
نونة عضو مميز
النوع : العمر : 47 Localisation : من بغداد الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق تاريخ التسجيل : 01/01/2008
| |
| |
sarah مشرف مميز لعام 2008
النوع : الدولــة : تاريخ التسجيل : 20/06/2007
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 السبت أبريل 11, 2009 8:28 pm | |
| انا فاكرة اني درست لة نص في العربي لما كنت في الثانوية العامة النص حلو فعلا ميرسي اوي يا استاذ ابو اسامة | |
|
| |
venos
النوع : العمر : 35 Localisation : egypt الدولــة : تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 السبت أبريل 11, 2009 9:30 pm | |
| شكرا جزيلا يا استاذ ابو اسامة والحقيقة الفكرة دي كنا محتاجنها قوي | |
|
| |
RANA
النوع : العمر : 34 Localisation : egypt الدولــة : تاريخ التسجيل : 10/12/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 السبت أبريل 11, 2009 11:14 pm | |
| جميله جدا فكره الباب ده شكرا يا استاذ ابو اسامه احلى حاجه يا استاذ ابو اسامه ان انت بتعمل مواضيع اغلبها بيكون خبره شخصيه وحياتيه ليك عشان نتعلم منها شكراااااا لحضرتك | |
|
| |
Eng.SHADY مشرف مميز 2008
النوع : العمر : 33 Localisation : قدام الكمبيوتر وانت الدولــة : تاريخ التسجيل : 27/10/2007
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 السبت أبريل 11, 2009 11:22 pm | |
| جااااااااااااااااااااااامده جدا | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الأحد أبريل 12, 2009 1:54 am | |
| تحياتي:إلى شاعرنا الكبير الحاج طلعتكتب: شكرا جزيلا اخى ابو اسامة على مواضيعك الرائعة,,الحجاج بن يوسف الثقفى هو اكثر شخصية مثيرة للجدل فى تاريخ العرب والمسلمين ,,فلا احد يقدر ان يلعنه ولا احد يحب ان يترحم عليه فاصبح مثل جحا ينسب إليه ما ليس له ,,فلا تحبه لخفة ظله ولا تبغضه لغبائه ولا تحسده على ذكائه ,,فهو حالة تترك لديك احساس غامض كلما قرات عنه ولا تحب ان تعيش عصره وتكره ان تكون مثله,,شكرا اخى الحبيب,,تقبل مرورى ولك التحية0---------------وأقول:تعليق ينم عن ثقافة عاليه وكثرة إطلاع وهذا ليس بغريب على شاعر مثلكنعم الحجاج بن يوسف الثقفي شخصية شغلت المؤرخين هل هو كان كما يقال عنه أنه قتل الآلاف وعاث في الأرض فسادا وضرب الكعبة أم انه شخصية مفترى عليه كما ذكر ذلك أحد الكتاب حينما ألف كتابا بعنوان (الحجاج المفترى عليه)ولذا فالكثيرين من المؤرخين يدعون إلى تنقية التاريخ مما علق به من أفكار وحوادث مدسوسة عليهأشكر مروركم الكريم ولكم التحية إلى بنت العراق الصامد نونهكتبت:على راي سيدنا عمر بن عبد العزيز كان ميقولش الا-ذلك الحجاج-فهو قاتل ابن السيدة اسماء وضرب الكعبة بس اي كان ماسك الدولة والدول الي حواليها ومسيطر على كل حاجة ا.ابواسامة اي حاجة تكتبها روعة بس لوسمحت تكبر الخط وتغير اللون مش عارفة اقرا كده اشكر حضرتك -----------------وأقول:حينما قرأت هذا الحوار الشيق بين الحجاج وهذا الغلام عجبت لبراعة الغلام ومدى علمه وثقافته العالية جدا وإجاباته التي يعجز عن الاجابة عنها فطاحل العلماء الآنوتعجبت من فطنة وعبقرية الحجاج ذلك الرجل المشهور بأنه سافك للدماء ووو كيف لهذا الحاكم أن يكون عنده الدراية الكافية بهكذا موضوعات وأسئلة تحتاج إلى متخصصين في علوم شتى بالدين واللغة والسياسة والشعر وووووفقلت :ربما يكون هذا الحوار مصطنع بين شخصية الحجاج بوصفه حاكم ظالم وبين شخصية غلام لم يبلغ الحلم بعدعلى كل أنا لا أبحث الآن في مدى صدق أو كذب أو إختلاق هكذا موضوعات بقدر ما أبحث في كم المعلومات وبراعة الحوار بين حاكم وغلام صغيرأشكر مروركم العطر وبارك الله فيكمإلى المشرفة سارهكتبت:انا فاكرة اني درست لة نص في العربي لما كنت في الثانوية العامة النص حلو فعلا ميرسي اوي يا استاذ ابو اسامة-------------وأقول:يا ليت طلابنا وطالباتنا يفتشوا وينقبوا عن تاريخ وحضارة المسلمين الأوائل سيجدون فيه الكثير والكثير ولكن للأسف ياساره رغم وجود وسائل الاعلام المتقدمة والحصول على المعلومة بكل سهولة الا أنه يوجد الآن نسبة عالية من أنصاف المثقفين حاصلين على شهادات ورقية وليس عندهم أي شيء مما درسوه لأنهم كان همهم الشهادة لا العلمبأشكر مروركم الجميل أخي العزيز مصطفىكتب:شكرا جزيلا يا استاذ ابو اسامة والحقيقة الفكرة دي كنا محتاجنها قوي-------------وأقول:لقد وضعت هذا الباب لجميع الأعضاء حتى يدلوا فيه بدلوهم ويعطونا من أجمل ما قرؤوه في حياتهم حتى يستفيد الجميعوأضيف : لقد رغبت في أن يدور حوار بين الأعضاء حول ما قرؤوه وحول الموضوع محل البحث والنقاشولذا تركت تعليقي في النهاية حتى أتحاور مع الجميعأشكر مروركم ولكم التحية على موضوعكم الرائع عن فلسطينإلى الفاضلة رناكتبت:جميله جدا فكره الباب ده شكرا يا استاذ ابو اسامه احلى حاجه يا استاذ ابو اسامه ان انت بتعمل مواضيع اغلبها بيكون خبره شخصيه وحياتيه ليك عشان نتعلم منها شكراااااا لحضرتك---------------وأقول:كنت أود فعلا أن أجد من جميع الأعضاء المشاركة بعد قراءة الموضوع والرجوع والبحث حول شخصية الحجاج وما أثير حولها فتكون جلسة نقاش وإن كنت سعيدا بقراءتكم للموضوع فهو بداية طيبه لنقاشات مستقبليه حول المواضيع الآتيةأشكر مروركم الكريم ولكم التحية مستر شادي كتب:جااااااااااااااااااااااامده جدا----------------------وأقول:أشكر مروركم يا باشمهندسوكفايه عليك عبئ الكليه الله يعينك وفي النهاية أقول:كلما قرأ أي عضو موضوعا وراق له وأحس أنه من أفضل الموضوعات التي قرأها فلا يتردد في وضعه في هذا الباب فهو منكم وإليكمبارك الله فيكمولكم جميعا كل الحب | |
|
| |
آيات السيد مؤسس وإدارة الموقع
النوع : العمر : 30 الدولــة : تاريخ التسجيل : 16/06/2007
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الأحد أبريل 12, 2009 5:14 am | |
| لا الحجاج بن يوسف الثقفي درسته في التاريخ هنا في الحروبه انما في مقالك رأيت زوايا اخري لديه
سبحان الله نفسي التاريخ يكون في شكل من اشكال الحوار وحديث الشخصيات
يعني اي كتاب عن الرسول صلي الله عليه وسلم
بنحب اوي نقرأ احاديت الرسول مع الغلام والصحابي والسيدة ونتعلم وناخذ منها اشياء ونقرب اكثر
ونعرف الرسول علي حق
معرفش ليه مش بيتبقوا كده في كتب التاريخ عن الشخصيات التاريخية
حاجة مثل المقال ده ....هنعرف اكثر ونقرأ زوايا اخري في تلك الشخصيات
بدل ما كل واحد بيشوف الشخصية التاريخية علي كيفه | |
|
| |
سامح المصرى ابو ريم عضو مميز
النوع : العمر : 41 Localisation : مصر الدولــة : تاريخ التسجيل : 06/07/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الأحد أبريل 12, 2009 5:18 am | |
| ابو اسامة اوعى تنسانى احنا اتفقنا نقسم بنصف يعنى ( ففتى ففتى ) هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تحياتى ليك يا اعز الناس | |
|
| |
زين العابدين وسام القلم الذهبي
النوع : العمر : 53 الدولــة : تاريخ التسجيل : 06/01/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الأحد أبريل 12, 2009 7:37 pm | |
| السلام عليكم،
الأستاذ، أستاذنا الفاضل أبو أسامة..نتعلم من حضرتك، أفدتنا أفادك الله.
و أنتظر دائما وقفاتك بفارغ الصبر..أستاذنا الفاضل.
قصه غلام من بني هاشم والحجاج بن يوسف الثقفــي
المكان: منطقة صيد..
ﮔﺎﻥ الحجاج الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب.
فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟ سؤال، إذا حمل على ظاهره، لا شيء فيه..تنقص النبرة و الجو النفسي لقائلها..قد تكون فارقة في فحوى الكلمات!..
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار.
رد الصبي، إذا حمل على ظاهره، قلة أدب و تهور..فمن حق الكبير أن يحترمه الصغير..إلا أن يكون قد استيقن هذا الصغير من كنه السائل و أزمع إن لقيه أن ينفس عن كبت الظلم الذي يحسه (و قد يكون مصدر التهور الذي يؤدي إلى الحتف)..الحكمة ضالة المؤمن!، فليس صنيع هذا الصغير بقدوة أو أسوة لمن يحسب للعواقب حسابا أو يريد، على الأقل، إشعال شمعة في وجه الظلم الأظلم..
فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟ "هذا الحجاج" يسوس الصغير و لا يغلظ له في القول..ربما..و قد يكون الران الذي ختم قلب الظالم، جعله لا يبالي و يحتقر من أمامه، كبرياء و غرور..يرى نفسه جبلا تمشي أمام قدميه نملة.. و أمثاله في واقع حالنا موجودون!
فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
و هذا ميزان أراه دقيقا و قد خبرته..إلقاء السلام يبعث برسالة سلام لمستقبلها، و طبعا لن يغيب على فراسة المؤمن تملق أو ابتسامة ملء الشدقين..إفشاء السلام و وجه طلق، أخلاق كريمة. أصارحكم، حتى لهجة الصدق من غيرها، تصطاد من بعض كلمات..لكن ذروة المعرفة، العشرة و الإختبار، يطول الزمن أو يقصر..يعيش المرؤ و يرى العجب.
فقال الحجاج ׃ ويلك أنا الحجاج بن يوسف. غضب و "أنا" تظهران بعضا من حقيقة الوجه القبيح..
فقال الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك . رد مقطوع عن ما قبله..إلا أن فيه إمتعاضا و سخطا واضحين..يندفع، يندفع هذا الغلام، جرأة أم تهور؟!
فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ،
هذا حال بطانة غذاها كبيرهم الذي يتزلفون..و معدن ناس، تتبع كل ناعق، صديد يفوح عفنا (و اعذروني)..و هم في واقع حالنا موجودون!..عجبي!
فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام.. أهذا دليل إحساس مرهف أم أن كلمات الصغير لمزت كبرياءه الزائف؟!..
المكان: قصر ذلك الحاكم.. يسكنون القصور (تعرفونهم و أعرفهم)..و الناس تسكن القبور، على مساحة قريبة منها، يحيون حياة..ثم يدفنون في حفرة!
..فأخذوا الغلام فرجع الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ،ورأى الوزراء و أهل الدولة لم يخشى منهم
بل قال : السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان.
فقال الغلام : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين..
بعض علامات العابثين الجبارين..رفاهية باذخة و عصا باطشة. لو كانوا صادقين و أهل لحكم الناس، لنزلوا إلى هؤلاء الناس و بذلوا لهم من الخيرات ما يكفيهم شظف العيش و كانوا بهم رحماء..تنتفخ بطونهم و تتضخم رؤوسهم و يموت ذاك المسكين و قد عاش في الدنيا لحظة، هي لحظة آخر زفرة من الهواء، تخرج من رئتيه..
.. فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً..
فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟
فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ، يعني السلام على علىّ بن أبى طالب وأصحابه
فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير.
فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاماً مثلك يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام : أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها"
فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟ ...
فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير فقال بعض الجلساء..
..اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة..
آه!..لسان حال بعض الناس في واقعنا الحالي..عجبي!
..وشتم عبدالملك بن مروان...
فقال الغلام : يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟
فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فاستشار جلسائه.
كان "هذا الحجاج" يشير إلى جلسائه بالصمت، إمتثالا للغلام..لكنه بعد أسئلة باردة، ينتفض و يأمر بقتله؟؟!
فقال الحجاج : اضربوا عنقه.
فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك. فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه.
تدخل غريب من "الرقاشي" بعد أن قضي بضرب عنق الصغير..!
فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي :أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له: افعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
دخل في الحديث أو حبكة القصة و تفصيلات مهمة قد تجازوها السرد..و قد يطرح سؤال عن الحقيقة التاريخية للقصة..
فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟
عجيب، غريب!..إنتقال مفاجئ كأن شيئا لم يكن!
فقال للغلام: من مصر.
فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين .
فقال الغلام : ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟
قال الحجاج : لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب.
فقال الغلام : لستُ منهم. ...
فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت ؟
فقال الغلام : من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله.
كل هذه الأسئلة البوليسية، التي كان من الممكن أن يتكفل بها أحد الحراس الغلاظ..بطاقة تعريف، أتحتاج للحاكم لكي يظهرها؟!
مرة أخرى!..يأمر بالقتل..
فقال له كل من حضر من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير.
لا!..هذا غير متسق مع ما سبق، آلآن يتحدث "الوزراء" (براغيث الحمير كما يسميها الغلام) عن حقوق الطفل..عجبي! و إن كنت أشفق على الصغير، طبعا.
فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو يناد منادى من السماء.
هذا لسان حال الجبروت..و هم موجودون!
فقال الغلام: ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء.
...
بعد هذا التكلف في أسئلة و أجوبة يكافأ الصبي..!
وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له.
...
فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟
فأجابه الحجاج : أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام.
فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟
فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن...
رد غريب من "هذا الحجاج"..كان يريد أن يدق عنق الصغير و الآن أصبح الناصح الأمين؟!!..عجبي، عجبي!
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه.
وددت لو أن هذا الصغير، تكفل والداه برعايته و الحرص على تعليمه ليصبح أحد علماء الأمة الكبار..يكبر و يقوى عوده و يجيزه أهل العلم و الفضل، بعدها له أن يتصدر المعامع، معامع العلم و الحرب إذا أراد..
خوارق العادات..قد يتعلق بها بعض الناس في أمتنا للأسف و الحسرة.. ليت شعري، كان ممن قد سلف، ينشر بمنشار و لا يبدل دينه..و بعضهم أفنى حياته كلها في أمر واحد، يريد به وجه الله، لم يسمع به أحد..و منهم من مات في سبيل الله و نصرة الحق و لم يشر إلى إسمه في سطر من سطور الكتب..
بالحق وحده يشدخ رأس الباطل الآسن..بأناس آمنوا بهذا الحق و كرسوا له حياتهم، عن وعي و عن علم، رحمة بالعباد و شفقة بهم، حبا للناس أن يهتدوا و يذوقوا حلاوة الإيمان..يعنيهم الحق و لا تعنيهم الأشخاص.
ظلام الظلم تقهره شمعة ضياء..ضياء علم حقيقي، ضياء علم على أيدي أصلاء من أهل العلم و الفضل..
الحق ثمرة يجب أن نحس حلاوتها في أعمق قلوبنا أولا، ثم نقدمه للناس كافة، على طاولة الحكمة و الحوار بالتي هي أحسن..
بعض الناس أظلم من الظالم نفسه..و علهم لو تملكوا قوة السلطان، لأصبح هذا الظالم تلميذا في مدرستهم..
العدل و الحق حياة كل إنسان..و الظلم و الجور موت كل إنسان..
نربي أولادنا على الحق و نمزجه لهم في حليبهم و غذائهم..نعجنهم به، يكون لهم، قوة في الجسد و نورا في العقل..
لنغرس العدل و الحق في أنفسنا و في جذورنا..سيرتوي الرأس بماء الأرض الطاهر فيشمخ بالحق إلى عنان السماء..و ربما زحم أنفاسه حتى تزحق روحه و يسقط هذا الرأس لأنه لم يرد أن يتطهر!
نحب الحق لأن الله هو الحق..
أخوكم زين العابدين. | |
|
| |
زين العابدين وسام القلم الذهبي
النوع : العمر : 53 الدولــة : تاريخ التسجيل : 06/01/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الأحد أبريل 12, 2009 8:03 pm | |
| السلام عليكم، - AyAT El SaYed كتب:
- لا الحجاج بن يوسف الثقفي درسته في التاريخ هنا في الحروبه
انما في مقالك رأيت زوايا اخري لديه
سبحان الله نفسي التاريخ يكون في شكل من اشكال الحوار وحديث الشخصيات
يعني اي كتاب عن الرسول صلي الله عليه وسلم
بنحب اوي نقرأ احاديت الرسول مع الغلام والصحابي والسيدة ونتعلم وناخذ منها اشياء ونقرب اكثر
ونعرف الرسول علي حق
معرفش ليه مش بيتبقوا كده في كتب التاريخ عن الشخصيات التاريخية
حاجة مثل المقال ده ....هنعرف اكثر ونقرأ زوايا اخري في تلك الشخصيات
بدل ما كل واحد بيشوف الشخصية التاريخية علي كيفه الله! عليك السيدة المديرة، أختي الفاضلة آيات..يبارك الله فيك و يحميك. مربو المنتدى الطيب..حتما سيجيبون حضرتك. | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الجمعة أبريل 17, 2009 4:06 am | |
| تحياتي:
بأشكر من كل قلبي فارس الكلمة بمنتدانا على الإضافات الرائعة على موضوع الحجاج كما أشكر الأميرة آيات وسامح على مرورهما الكريم وعلى مداخلتهما | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الجمعة أبريل 17, 2009 4:07 am | |
| تحياتي أسعد الله مساءكم بكل خير وسلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته حديثي معكم الليلة سيكون عن الحلقة الثانية من (أجمل ما قرأت) وهي بعنوان (مقتطفات من ديوان الشافعي)
أولا : نبذة مختصرة عن الإمام الشافعي الامام الشافعي احد الائمة الاربعة عند اهل السنة واليه نسبة الشافعية كافة . وهو ابوعبد الله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي. وكان ابوه قد هاجر من مكة الى غزة بفلسطين بحثا عن الرزق لكنه مات بعد ولادة محمد بمدة قصيرة فنشأ محمد يتيما فقيرا . وشافع بن السائب هو الذي ينتسب اليه الشافعي لقي النبي صلى الله عليه وسلم ، واسر ابوه السائب يوم بدر في جملة من أسر وفدى نفسه ثم اسلم . ويلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
اما امه فهي يمانية من الازد وقيل من قبيلة الاسد وهي قبيلة عربية لكنها ليست قرشية، قيل ان ولادة الشافعي كانت في عسقلان وقيل بمنى لكن الاصح ان ولادته كانت في غزة عام 150 هجرية وهو نفس العام الذي توفى فيه ابو حنيفة . ولما بلغ سنتين قررت امه العودة وابنها الى مكة لاسباب عديدة منها حتى لايضيع نسبه ، ولكي ينشأ على ما ينشأ عليه اقرانه ، فأتم حفظ القران وعمره سبع سنين . عرف الشافعي بشجو صوته في القراءة ، قال ابن نصر : كنا اذا اردنا ان نبكي قال بعضنا لبعض : قوموا الى هذا الفتى المطلبي يقرأ القران ، فاذا أتيناه (يصلي في الحرم ) استفتح القران حتى يتساقط الناس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته فاذا راى ذلك امسك من القراءة . ولحق بقبيلة هذيل العربية لتعلم اللغة والفصاحة . وكانت هذيل افصح العرب ، ولقد كانت لهذه الملازمة اثر في فصاحته وبلاغة ما يكتب، وقدلفتت هذه البراعة انصار معاصريه من العلماء بعد ان شب وكبر ، حتى الاصمعي وهو من ائمة اللغة المعدودين يقول : ( صححت اشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن ادريس ) وبلغ من اجتهاده في طلب العلم ان اجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالفتيا وهو لا يزال صغير .
حفظ الشافعي وهو ابن ثلاث عشرة سنة تقريبا كتاب الموطأ للامام مالك ورحلت به امه الىالمدينة ليتلقى العلم عند الامام مالك . ولازم الشافعي الامام مالك ست عشرة سنة حتى توفى الامام مالك (179 هجرية ) وبنفس الوقت تعلم على يد ابراهيم بن سعد الانصاري ، ومحمد بن سعيد بن فديك وغيرهم . وبعد وفاة الامام مالك (179 هجرية ) سافر الشافعي الى نجران واليا عليها ورغم عدالته فقد وشى البعض به الى الخليفة هارون الرشيدفتم استدعائه الى دار الخلافة سنة (184هجرية ) وهناك دافع عن موقفه بحجة دامغة وظهر للخليفة براءة الشافعي مما نسب اليه واطلق سراحه . واثناء وجوده في بغداد أتصل بمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ ابي حنيفة وقرأ كتبه وتعرف على علم اهل الرأي ثم عاد بعدها الى مكة واقام فيها نحوا من تسع سنوات لينشر مذهبه من خلال حلقات العلم التي يزدحم فيها طلبة العلم في الحرم المكي ومن خلال لقاءه بالعلماء اثناء مواسم الحج . وتتلمذ عليه في هذه الفترة الامام احمد بن حنبل . ثم عاد مرة اخرى الى بغداد سنة ( 195 هجرية ) ، وكان له بها مجلس علم يحضره العلماء ويقصده الطلاب من كل مكان . مكث الشافعي سنتين في بغداد ألف خلالها كتابه (الرسالة ) ونشر فيها مذهبه القديم ولازمه خلال هذه الفترة اربعة من كبار اصحابه وهم احمد بن حنبل ، وابو ثور ، والزعفراني ، والكرابيسي . ثم عاد الامام الشافعي الى مكة ومكث بها فترة قصيرة غادرها بعد ذلك الى بغدادسنة (198هجرية ) وأقام في بغداد فترة قصيرة ثم غادر بغداد الى مصر . قدم مصر سنة ( 199 هجرية ) تسبقه شهرته وكان في صحبته تلاميذه الربيع بن سليمان المرادي ، وعبدالله بن الزبير الحميدي ، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم وكان من اصحاب مالك . ثم بدأ بالقاء دروسه في جامع عمرو بن العاص فمال اليه الناس وجذبت فصاحته وعلمه كثيرا من اتباع الامامين ابي حنيفة ومالك . وبقي في مصر خمس سنوات قضاها كلها في التأليف والتدريس والمناظرة والرد على الخصوم . وفي مصر وضع الشافعي مذهبه الجديد وهو الاحكام والفتاوى التي استنبطها بمصر وخالف في بعضها فقهه الذي وضعه في العراق ، وصنف في مصر كتبه الخالدة التي رواها عنه تلاميذه .
ثانيا : مقتطفات من ديوانه الشعري
كتمان الأسرار
doPoem(0)
| إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق | إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق |
|
يشير الإمام الشافعي إلى أن الإنسان إذا لم يكن قادرا على تحمل كتمان سره بنفسه وأفشاه إلى غيره فكيف لغيره أن يطيق حمل مالم يستطع هو تحملهحمل النفس على ما يزينها
doPoem(0)
| صن النفس واحملها على ما يزينهـا تعش سالمـاً والقـول فيـك جميـل |
| ولا تـريـن الـنـاس إلا تجـمـلاً نبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل |
| وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ عسى نكبات الدهـر عنـك تـزول | ولا خير فـي ود امـريءٍ متلـونٍ إذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل |
| وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـم ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل |
| يدعوا الإمام الشافعي في أبياته الخمس السابقة إلى :- على الإنسان أن يحافظ على الأخلاق الحميدة ويحسن التعامل مع الناس فإن فعل ذلك عاش في وسط الناس طيب السيرة ومحمود الفضيلة- وعليه ألا يظهر للناس الا كل خير حتى ولو لقي غير ذلك منهم- ثم يدعوا إلى الصبر على الأرزاق حتى تزول النكبات- ثم يحذر من مصادقة الإنسان المتلون الذي ليس له أسس مرة معك ومرة عليك حسب المنفعة الذاتية وما أكثرهم في عصرنا هذا- وذكر في البيت الخامس أن الأصدقاء كثر جدا ولكن الصديق الحق لا يظهر معدنه وإخلاصه لك إلا في الشدائد والمحن- وقديما قالوا (ليس الصديق من يصدقك – بضم الياء وفتح الصاد وتشديد الدال وكسرها وضم القاف- ولكن من يصدقك –بفتح الياء وسكون الصاد وضم الدال)- أي ليس الصديق الحق هو الذي يصدق كلامك ولكن الذي قول لك الا صدقا أكتفي بهذا القدر على أمل أن نكمل أجزاء أخرى من ديوان الإمام الشافعي في الحلقة القادمةلكم جميعا كل الحب | |
|
| |
venos
النوع : العمر : 35 Localisation : egypt الدولــة : تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الجمعة أبريل 17, 2009 4:53 am | |
| الله الله يا استاذ ابو اسامة تعريفك لينا باالامام الشافعي كان هام جدا (وكلام في سرك انا انا مكنش عندي عنه خلفية كبيرة بس متقولش لحد )
بس في الابيات إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق
ممكن ساعات الواحد بيكون محتاج لحد يكون يشاركه مشاكله ياتري كده يبقي بيفشيي اسراره | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الجمعة أبريل 17, 2009 4:36 pm | |
| تحياتي لمصطفى
ما جعلت هذا الباب الا لنتشارك جميعا في كسب المعرفه كل واحد قرأ شيء كويس جدير بالنشر لا يتردد في إفادة إخوانه بالمنتدى به أما بالنسبة لإفشاء السر فهناك خصوصيات وهناك خصوص الخصوصيات لكل إنسان فعلى المرء أن يكون حذرا من إفشاء خصوص الخصوصيات لأحد لأنه إذا ما أفشاها لا يدري هل ستبقى محل كتمان أم لا وساعتها لا يجدي الندم إذا أفشاها من استأمنه عليه ولا يحق لك أن تلومه لأنك صاحبها لم تستطع الاحتفاظ بها فكيف لغيرك أن يتحملها أما الفضفضة ببعض الخصوصيات للأهل والأقارب فلا بأس بها إذ هي ترويح عن النفس وتفريج عما بداخلها شكرا لمداخلتك وزادنا الله وإياكم علما وتقى | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الأربعاء يوليو 29, 2009 5:30 am | |
| تحياتي:
كنت قد توقفت عن مواصلة الكتابة في هذا الموضوع نظرا لانشغال إخواني وأخواتي بمذاكرة ومراجهة نهاية العام وكذا الامتحانات ولكن بعد انتهائهم من امتحاناتهم وظهور بعض نتائجهم رأيت أن أواصل الكتابة فعلى بركة الله اليوم أحضرت لكم قصيدة عظيمه قلما نجد مثلها في الشعر العربي الفصيح ليس لبلاغتها فحسب ولكن لأن موضوعها قلما تناوله شاعر من الشعراء أسمعتم عن شاعر يكتب قصيدة في أثناء حياته (يرثي بها نفسه؟؟؟؟؟؟) إنه الفارس العربي مالك بن الريب كتب هذه القصيدة (عبارة عن نعي لنفسه) فمن المعتاد أن الذي يكتب النعي هم أهل المتوفى أما هذا الشاعر فقد كتب نعيه بنفسه فماذا قال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إليكم القصيدة: وأتمنى أن تنال اعجابكم ------------------------------ [size=24]قصيدة مؤثرة جدا لمالك بن الريب يرثي فيها نفسه
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه وليت الغضى ماشى الركاب لياليا لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى مزار ولكن الغضى ليس دانيا ألم ترني بعت الضلالة بالهدى وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا!
وأصبحت في أرض الأعادي بعدما أراني عن أرض الأعادي قاصيا دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي بذي الطبسين فالتفت ورائيا أجببت الهوى لما دعاني بزفرة تقنعت منها أن الأم ردائيا أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا: جزى الله عمرواً خير ما كان جازيا إن الله يرجعني من الغزو لا أرى وإن قل ما لي طالباً ما ورائيا تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي: سفارك هذا تاركي لا أبا ليا لعمري لئن غالت خراسان هامتي لقد كنت عن بابي خراسان نائيا فإن أنج من بابي خراسان لا أعد إليها وإن منيتموني الأمانيا فلله دري يوم أترك طائعاً بني بأعلى الرقمتين وماليا ودر الظباء السانحات عشية يخبرن أني هالك من ورائيا ودر كبيري اللذين كلاهما علي شفيق ناصح لو نهانيا ودر الرجال الشاهدين تفتكي بأمري ألا يقصروا من وثاقيا ودر الهوى من حيث يدعو صحابه ودر لجاجاتي ودر انتهائيا تذكرت من يبكي علي فلم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا وأشقر محبوك يجر لجامه إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا ولكن بأكناف السمينة نسوة عزيز عليهن العشية ما بيا صريع على أيدي الرجال بقفرة يسوون لحدي حيث حم قضائيا ولما تراءت عند مرو منيتي وخل بها جسمي وحانت وفاتيا أقول لأصحابي: ارفعوني فإنه يقربعيني أن سهيلاً بدا ليا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية إني مقيم لياليا أقيما علي اليوم أو بعض ليلة ولا تعجلاني قد تبين شانيا وقوما إذا ما استل روحي فهيئا لي السدر والأكفان عند فنائيا وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردا على عيني فضل ردائيا ولا تحسداني بارك الله فيكما من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا خذاني فجراني ببردي إليكما فقد كنت قبل اليوم صعباً قياديا وقد كنت عطافاً إذا الخيل أدبرت سريعاً إلى الهيجا إلى من دعانيا وقد كنت صباراً على القرن في الوغى وعن شتمي ابن العم والجار وانيا فطوراً تراني في ظلال ونعمة ويوماً تراني والعتاق ركابيا ويوماً تراني في رحى مستديرة تخرق أطراف الرماح ثيابيا وقوماً على بئر السمينة أسمعا بها الغر والبيض الحسان الروانيا:
بأنكما خلفتماني بقفرة تهيل علي الريح فيها السوافيا ولا تنسيا عهدي خليلي بعدما تقطع أوصالي وتبلى عظاميا ولن يعدم الوالون بثاً يصيبهم ولن يعدم الميراث مني المواليا يقولون: لا تبعد وهم يدفنوني وأين مكان البعد إلا مكانيا!
غداة عديا لهف نفسي على غدِ إذا أدلجوا عني وأصبحت ثاويا وأصبح مالي من طريف وتالد لغيري كان المال بالأمس ماليا فياليت شعري هل تغيرت الرحى رحى المثل أو أمست بفلج كما هيا إذا الحي حلوها جميعاً وأنزلوا بها بقراً حم العيون سواجيا وعيناً وقد كاد الظلام يجنها يسفن الخزامى مرة والأقاحيا وهل أترك العيس الغوالي بالضحى بركبانها تعلو المتان القياقيا إذا عصب الركبان بين عنيزة وبولان عاجوا المنقيات النواجيا فيا ليت شعري هل بكت أم مالك كما كنت لو عالوا نعيك باكيا!
إذا مت فاعتادي القبور فسلمي على الرمس أسقيت السحاب الغواديا على جدث قد جرت الريح فوقه تراباً كسحق المرنباني هابيا رهينة أحجار وترب تضمنت قرارتها مني العظام البواليا فيا صاحبي إما عرضت فبلغن بني مازن والريب أن لا تلاقيا وعطل قلوصي في الركاب فإنها ستفلق أكباداً وتبكي بواكيا وأبصرت نار المازنيات موهناً بعلياء يثنى دونها الطرف وانيا بعودي النجوح أضاء وقودها مها في ظلال السدر حوراً جوازيا بعيد غريب الدار ثاو بقفرة يد الدهر معروفاً بأن لا تدانيا أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى به من عيون المؤنسات مراعيا وبالرمل منا نسوة لو شهدنني بكين وفدين الطبيب المداويا وما كان عهد الرمل عندي وأهله ذميماً ولا ودعت بالرمل قاليا فمنهن أمي وابنتاها وخالتي وباكية أخرى تهيج البواكيا __________________
[/size] | |
|
| |
خالد المسيرى عضو مميز
النوع : العمر : 32 Localisation : حصة شبشير -طنطا الدولــة : تاريخ التسجيل : 18/02/2009
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الخميس يوليو 30, 2009 6:05 pm | |
| شكرا استاذ ابو اسامه والحوار بتاع الحجاج رائع رغم انه احتمال ما يكنش حصل بالفعل
وبالنسبه للشاعر اللى رثى نفسه فمش هو لواحده دى قصيده عظيمه للامام زين العابدين بنف الموضوع
ليس الغريب غريب الشام و اليمن ...... إن الـغـريب غــريب الـلـحـد و الـكفن
إن الغريب لــــه حـــق لـغـربـتـــــه ...... على المقيمين في الاوطان و السكن
لا تـنـهـرن غـريـبــاً حـــال غـربـتة ...... الــــدهـــر يـنـهـرة بــالــذل والـمـحـن
سـفـري بعيد و زادي لـــن يبلغـني ...... و قــوتي ضـعــفـت و الـموت يطلبني
ولـي بـقـايـا ذنـوب لــست أعلـمـها ...... الله يـعــلـمـهـا فــي الـسـر و الـعـلــن
مــا احـلـم الله عـنـي حـيث أمهلني ...... و قـــد تـماديـت فـي ذنبي و يسترني
تـمـر سـاعـات أيــامـي بــلا نـــــدم ...... و لا بــكــاء و لا خـــوف و لا حـــزن
أنــا الـذي اغـلـق الابــواب مجتهداً ...... عـلى المـعاصي و عين الله تـنـظرني
يــا ذلـة كـبـتـت فـي غـفـلـة ذهبـت ...... يــا حـسـرة بـقـيت في القلب تحرقني
دعني أنــوح عـلى نفسي و أنـدبها ...... و أقــطـع الـدهـر بـالـتـذكير و الحزن
دع عنك عدلي يا من كــان يعدلني ...... لـــو كـنـت تعلم مــا بـي كنت تعذرني
دعني أسح دموعاـً لا أنقطاع لـهــا ...... فـهــل عـسـى عـبـرة مـنـها تخلصني
كـأنـنـي بـيـن تـلك الاهــل منطوحـاً ...... عـــلى الـفـراش و أيـديـهم تـقـلـبـنـي
كـأنـنـي و حـولي مـن يـنـوح ومـن ...... يــبــكــي عـلـي و يـنعـاني و يـنـدبني
و قـد أتـوا بـطـبـيب كـي يـعـالجني ...... و لــم أر الـطـبـيـب الــيـوم يــنـفـعـني
وأشتد نزعي وصار الموت يجذبها ...... مـن كـل عـرق بــلا رفـق و لا هــون
وأستخرج الروح مني في تغرغرها ...... و صار ريقي مـريراً حـين غرغرني
وغمضوني وراح الـكـل وأنـصرفوا ...... بعد الأياس و جـدوا في شراء الكفن
وقام من كان أحب الناس في عجل ...... نــحـو الـمـغـسـل يـأتـيـنـي يـغـسـلني
وقـال يـا قـوم نبغي غـاسلاً حـذقـــاً ...... حـــراً أديــبــاً أريــبــاً عــارفـاً فـطـنِ
فـجـاءنـي رجــل مـنـهـم فـجـردنـي ...... مــن الـثـيـاب و أعــرانـي و أفــردني
و أودعوني عـلى الالواح منطوحـاً ...... و صـار فـوقـي خـرير الـماء ينظفني
و أسكب الماء من فوقي و غسلني ...... غـسـلاً ثـلاثـاً و نــادى الــقوم بالكفن
و ألـبسـونـي ثـيـابـاً لا أكـمـام لـهـا ...... و صـار زادي حـنـوطي حين حنطني
و أخرجوني مــن الدنيا فـوا أسـفـا ...... عــلــى رحــيــل بــلا زاد يــبــلــغــنـي
و حـمـلـونـي عـلى الاكـتاف أربعة ...... مـن الـرجـال و خـلـفي مـن يـشـيـعني
وقـدموني الى المحراب وأنصرفوا ...... خـــلـف الامـام فـصـلـى ثــم ودعـنـي
صـلـوا عـلـي صلاة لا ركــوع لـهـا ...... و لا ســــجـود لــعــل الله يــرحـمـنـي
و أنـزلوني الى قـبـري عــلـى مهل ...... و قــدمــوا واحــداً مــنـهـم يـلـحـدنـي
وكشف الثوب عن وجهي لينظرني ...... و أسـبـل الـدمع من عينية و أغرقني
فـقام مـحـتـرمـا ًبـالـعـزم مـشـتـملا ...... و صـفـف الـلبـن من فوقي و فارقنـي
وقـال هلوا علية التراب و أغتنموا ...... حسـن الـثواب من الرحمن ذي المنن
و فـي ظلمة الـقبر لا أم هنـاك و لا ...... أب شـــــفــيــق و لا أخ يـــــؤنـسـنـي
وهالني صورة فـي العين إذ نظرت ...... مــن هولي مطلع ما قد كان أدهشني
مـن مـنـكـر و نـكير مـا أقـول لـهـم ...... قـــد هــالــنـي أمـرهــم جـداً فأفزعني
و أقـعـدوني و جـدوا في سـؤليهـم ...... مــالـي ســواك الـهي مـــن يخـلصني
فأمـنـن عـلـي بـعـفـو مـنك يـا أملي ...... فــإنـنــي مــوثــق بـالـذنـب مـرتـهــن
تقاسـم الاهل مالي بعدمـا أنصرفوا ...... و صـار وزري عـلى ظـهري فأثقلني
و أستبدلت زوجتي بـعلا ً لها بدلي ...... و حـــكـمـتـة فــي الامــوال و الـسكـن
و صـيـرت أبـنـي عـبـدا ً لـيخدمـة ...... و صـار مـالي لـهـم حــلا ً بــلا ثـمـن
فــلا تـغـرنـك الـدنـيـا و زيـنـتـهـا ...... و أنظر الـى فعلها في الاهل و الوطن
وأنظرالى من حوى الدنيا بأجمعها ...... هـل راح مـنـها بـغـير الحنط و الكفن
خـذ القناعة من دنياك و أرض بها ...... لــو لــم يـكن لك فيها إلا راحـة البدن
يـا زارع الـخـيـر تحصد بعدة ثمراً ...... يــا زارع الشر موقوف عـلـى الوهن
يا نفس كفي عن العصيان وأكتسبي ...... فـعـلاً جـمـيـلا ً لــــعـــل الله يرحمني
يا نفس ويحك توبي وأعملي حسناً ...... عـسى تـجـزين بـعــد الموت بالحسن
ثم الـصـلاة عـلى الـمخـتـار سيـدنا ...... مـا وصا البرق في الشام و في اليمن
و الـحـمـد الله ممـسـيـنـا ومصبحنا ...... بـالخير و العفو و الاحسان و الـمـنن | |
|
| |
زين العابدين وسام القلم الذهبي
النوع : العمر : 53 الدولــة : تاريخ التسجيل : 06/01/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الخميس يوليو 30, 2009 8:31 pm | |
| السلام عليكم،
أشكر جزيل الشكر و عطر الثناء للأستاذ، أستاذنا الفاضل أبو أسامة على درره النفيسة و هته واحدة منها.
إستوقفني أول الأمر، هذا الرثاء للنفس قبل سكرات الموت..عجيب حال النفس البشرية. من هذا الملمح و المدخل يستشف المرء أن قصة غير عادية وراء هذا الشاعر المجيد، و بالفعل بعد بحث قصير غير مستوعب (بضاعتي مزجاة و لأهل الذكر الكلمة العليا..و أثق أن الأستاذ سيزيدنا علما) برزت لي بعض تقاسيم هته الشخصية.
- كان من أجمل العرب جمالا و أبينهم بيانا و أحسنهم ثيابا..
- صاحب حرب لا يكلف بغيرها..لا يتأنى في السلم جر الجرائم..لا يتأنى في العواقب و إنما هو رجل يقدم على غمرات الموت ولا يهاب تفاقم الحوادث..
- فاتك مشهور و لص إمتهن الحرفة..
- كانت نفحات الحب و الحنين تتعالى من نفسه الوالهة..و كثيرا ما كان الحنين إلى أهله و وطنه يحز في نفسه..
مفردات القصيدة و فحواها، ننتظر أهل الذكر و الإختصاص، الأستاذ، ليمتعنا بأسرارها.. و إن كنت بكل تواضع، اجتهدت في البحث عن بعض المعاني و فحوى القصيدة جملة، في الوقت القصير المتاح بعدتي الهزيلة.
وجدت شخصية جديرة بالتأمل و الغوص في تاريخها..بين حمأة احتراف اللصوصية و التوبة منها إلى معان راقية عن الوطن و عن الزوجة و الإبنة و الفروسية و غيرها، لنأتي إلى رثائه لنفسه (أراه في حد ذاته عجيب..تحليل نفسي مطلوب) و الموضوعات التي تطرق إليها في قصيدته ذات قيمة و أهمية لا ريب في ذلك..لكني! توقفت عند من هو مقبل على نهايته و يتذكر أبعاد نفسه (ذاته، أهله وطنه و فرسه..و) و لم يضمخ (أو هكذا فهمت) كلماته، بمسك الفرح للقاء الله و الرجاء في رحمته و مغفرته و أن يخلفه في أهله و داره..
عجبت، يرثي نفسه لسلوى نفسه؟!..حرقة، أراها، بادية على ما سيدع و يغادره إلى الأبد. أم يذكر نفسه بأغلى ما عنده، كأنما يريد أن يستصحبه معه، يغرسه في روحه التي ستغادر جسده. صدق نفسه، ليكن! و أرجو أنه صدق مع ربه و حسنت خاتمته..اللهم نسألك حسن الخاتمة. | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الجمعة يوليو 31, 2009 4:45 am | |
| تحياتي:
أخي خالد المسيري لقد أمتعتنا بقصيدة الإمام زين العابدين وكنت أحفظ منها أبياتا ولكني لم أكن أعرفها كاملة وفعلا لم يكن وحده مالك بن الريب هو الشاعر الوحيد الذي رثى نفسه قبيل وفاته ولكنهم قلة قليله لسبب بسيط أن النفس البشرية ترغب دائما في الدنيا وزخرفها ولا ترغب في الحديث عن الموت وآخرتها النفس ترغب في الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت بانيها فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها فشكرا جزيلا لهذه الإضافة العطرة ---------------------------------- فارس الكلمة بمنتدانا تحليلك للشخصية شاعرنا مالك بن الريب كان تحليلا منطقيا وتذوقك للقصيدة كان تذوق رجل محب للشعر وأهله فقد كان مالك بن الريب المازني التميمي في بداياته قاطعا للطريق حتى طلب منه أمير خراسان (حفيد الصحابي عثمان بن عفان أن يتوب ويستصحبه ، فأطاعه وحسنت سيرته حتى كان في الطريق الى غزوه و في انثناء الراحه و في القيلوله لسعته افعى و جرى السم في جسمه فأحس بالموت فرثى نفسه) فقال تلك القصيدة السابقة ولكن الذي لفت انتباهي بالإضافة إلى ماتفضلتم بذكره هو تذكره لتلك النسوة اللاتي بأطراف السمينة وأنهن سيحزنن على وفاته قال: ولكن بأطراف السمينة نسوة === عزيز عليهن العشية ما بي رجل يحتضر ويتذكر وما زال قلبه ينبض أشكركم على مروركم العطر ولكم جميعا كل التقدير | |
|
| |
supervisor / Amir مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
النوع : العمر : 64 Localisation : alexandria تاريخ التسجيل : 14/12/2007
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الجمعة يوليو 31, 2009 2:16 pm | |
| اشكرك جدا يا ابو اسامه علي الحاجات الحلوة دي .. | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الجمعة يوليو 31, 2009 3:49 pm | |
| شكرا لأمير لقلوب على مروركم العطر | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| |
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الأحد أغسطس 16, 2009 2:54 am | |
|
ـ4ـ الجزء الرابع : ----------
(في منزل الدارمي وعنده وفد من أصحابه النساك، قد جاءوا ليردوه عن ضلاله) الدارمي : اقلوا على اللوم يا أصحابي! أحدهم : كلا لسنا لك أصحاباً من اليوم. الدارمي : غداً إن شاء الله تعرفون عذري. أحدهم : أي عذر لك في هذا؟ والله لا نقبل لك عذراً حتى تعود إلى جميل حالك. آخــر : إننا نحبك يا مسكين ونشفق عليك. الدارمي : أما أنكم لمشكورون على نصيحتكم. وأنا قد بلوت هذا السبيل وذاك فرأيتني أقرب إلى شأني الأول وأشبه به، فماذا أصنع؟ إن كنتم تحبونني حقاًَ فادعوا الله أن يهديني سواء السبيل. أحدهم : كلا لا ندعو لمن أضله الله على علم. لو أنك بقيت على حالك القديم لكان ذلك أجمل بك. ولكن تحولك الآن وانصرافك عن صحبتنا إلى صحبة أولئك الفساق الماجنين يعني انك تؤثرهم علينا! الدارمي : ويحكم إني إن كذبتكم لا أستطيع أن أكذب نفسي ولا أن أكذب ربي. ما خير بقائي في المسجد إذا كان قلبي في مجالس الشعر والغناء؟ وما خيرا تلاوتي للقرآن إذا كان خاطري يختلج بالشعر وينازعني إلى السماع؟ ولكن عسى الله أن يتوب على غداً بعد أن اقضي لبانتي من هذا الباطل، فيكون نسكي يومئذٍ نسكاً صحيحاً وتكون توبتي توبة نصوحاً. أحدهم : هلموا بنا يا قوم فلا فائدة من نصحه. والله ما أشبهه إلا بابليس الذي كان ملكاً من صالحي الملائكة حتى غلبت عليه الشقوة فصار من أضل الشياطين. آخر : أجل قوموا بنا عنه (ينهضون لينصرفوا). الدارمي : عفا الله عنكم.. الله من وراء علمكم محيط.
ـ5ـ الجزء الخامس : ------------
(مجلس غناء في دار أبي أيمن) أبو أيمن : هيا أسمعيهم اللحن الجديد يا لمياء. الندماء : نعم.. نشتهي أن نسمع اللحن الجديد. لمياء : كلا لا أغنيه لكم حتى يأتيني الخمار الأسود. ابن سريج : ويلك يا أبا أيمن ألم تبتع لجاريتك الخمار الأسود الذي تريده؟ أبو أيمن : قد بعثت الغلام في شرائه من أول الصباح ولا أدري ماذا أخره حتى الساعة. ابن سريج : ما ضرك يا لمياء لو بدأت في غنائه ريثما يجئ الغلام بحاجتك؟ لمياء : كلا لقد حلفت لا أغنيه إلا إذا جاءني الخمار الأسود. أحدهم : لعنة الله على هذا الغلام. أفنبقى هكذا بدون سماع حتى تشرق علينا طلعته؟ آخــر : ابشروا فهاهو ذا قد أقبل! أبو أيمن : لحاه الله.. والله لأعاقبنه على تأخره. الغــلام : (يدخل) هاهو ذا الخمار الأسود يا مولاي! أبو أيمن : قبح الله وجهك الأسود! ماذا أخرك من الصباح يا لكع؟ الغــلام : مهلا يا مولاي.. أنظر إلى ردائي كيف تمزق؟ أبو أيمن : ويلك أ اختصمت مع الغلمان فتشاغلت عن الحاجة التي بعثتك فيها؟ والله لأمزقن جلدك! الغــلام : كلا يا مولاي ما اختصمت مع أحد ولكني ما تمكنت من شراء هذا الخمار إلا بعد جهد. أبو أيمن : فيم ويلك؟ الغــلام : وجدت الناس مزدحمين على دكان التاجر العراقي يدفع بعضهم بعضاً، كل يريد أن يشتري قبل الآخر خشية أن تنفذ الخمر التي عنده. ابن سريج : ها قد جاءك الخمار الأسود يا لمياء فغنينا. لميـاء : (تختمر به) كيف ترونني في هذا؟ أبو أيمن : عجباً.. ما كنت أحسب أن سيكون للخمار الأسود كل هذا الحسن والرواء عليك! ابن سريج : اصبحت والله كتلك المليحة التي وصفها الدارمي! أحـدهم : أما إن الدارمي لذو ذوق! الندماء : هاتي إذن يا لمياء غنينا اللحن الجديد. لميـاء : عودك يا ابن سريج! ابن سريج : عودي وروحي معه يا لمياء! (يعزف اللحن على عوده). لميـاء : (تعني): قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد؟ قد كان شمر للصلاة ثيابه حتى وقفت له بباب المسجد! ردى عليه صلاته وصيامه لا تقتليه بحق دين محمد! أبو أيمن : (يصيح) قومي أرقصي به يا لمياء! هذا والله لا يطيب إلا بالرقص! الندماء : أجل بحياتك يا لمياء أرقصى به! أبو أيمن : خذي هذه الصنوج! (تعيد لمياء غناء الأبيات وهي ترقص بالصنوج وهم يصيحون من الطرب).
ـ6ـ الجزء السادس : ------------
(في بيت أهل جليلة زوجة الدارمي) الدارمي : هلمي يا جليلة إلى الدار فهأنذا قد عدت إلى ثياب النسك. جليلة : انظرا يا أبوي إلى هذا الرجل العابث يدعوني اليوم للرجوع إلى بيته بعدما فضح نفسه وصار حديث الناس. أم جليلة : نعم ما من أحد في المدينة إلا خاض في حديثه وتندر به. أبو جليلة : هداك الله يا مسكين.. ماذا حملك على ما فعلت؟ الدارمي : سأقص عليكم الآن حقيقة حالي فتعرفون عذري. جليلة : أي عذر لك في هذا ويلك؟ أم جليلة : دعينا يا بنتي نسمع ما يقول. (يسمع صوت غلام يتغنى في الطريق): قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد؟ جليلة : هأنت يا أماه تسمعين ما يقول. اذهب يا هذا إلى ذات الخمار الأسود صاحبتك! الدارمي : يا هذه ما بي ذات خمار أسود ولا غيره.. إنما كل هذا.. جليلة : وذات العيون التي أصمتك والتي تقول فيها: دعوها دعوها لا تروعوا فؤادها فأهون عندي أن تقوموا على قبري؟ الدارمي : يا هذه لو كان ذلك حقاً لما رأيتني اليوم حياً إلا أن تقومي على قبري معهم! جليلة : وتلك التي لا تريد أن تبوح باسمها ولو قطعوا رأسك؟ الدارمي : ويحك كيف أبوح باسم من لا وجود لها البتة؟ أبو جليلة : ولكن ما حملك على كل هذا؟ الدارمي : ذلك ما جئت اليوم لأبينه لكم. أم جليلة : ماذا عندك من بيان؟ هات! الدارمي : ألا تعرفون صديقي التاجر العراقي سليمان؟ أم جليلة : بلى نعرفه. الدارمي : ألم تروا كيف أقبل نساء المدينة على خمره السود العراقية حتى نفدت جميعاً؟ أبو جليلة : بلى.. حتى امرأتك هذه عزمت على فاشتريت لها واحدا منها. الدارمي : هيه يا جليلة! أو قد أردت أن تكوني "المليحة في الخمار الأسود"؟! جليلة : كلا، ولكني رأيت النساء أقبلن على هذه الخمر ففعلت مثلهن! الدارمي : فمن أجل ذلك صنعت ما صنعت لكي أنفق لصاحبي العراقي خمره السود التي كانت كاسده! أم جليلة : إذن فقد كان هذا قصدك؟ الدارمي : وهل يعقل عندك يا خالتي أن يكون لي قصد غيره؟ أبو جليلة : قاتلك الله يا مسكين. ما ألطف حيلتك! قومي اذهبي يا بنتي مع زوجك إلى داره! أم جليلة : أجل يا جليلة قد وضح اليوم عذره. جليلة : ويلك فهلا كنت أخبرتني بذلك من قبل؟ الدارمي : لو قد أخبرتك يا حبيبتي لفشا سري فما نجحت حيلتي! ( يتضاحكون). أبو جليلة : صدقت والله.. لا سر لذات سوار! أم جليلة : لا ريب أن صاحبك العراقي قد ربح كثيراً من سلعته. أبو جليلة : أجل فإني ما تمكنت من شراء الخمار إلا بمشقة من شدة الزحام على دكانه. الدارمي : نعم قد ربح مبلغاً طيباً حتى بعث إلى وكيله بالعراق ليرسل إليه المزيد من هذه الخمر. أم جليلة : ألم يجعل لك شيئاً من ربحه جزاء ما صنعت له؟ الدارمي : بلى قد قبضت منه خمسمائة دينار. الثـلاثة : (بصوت واحد) خمسمائة دينار! أبو جليلة : أرأيت يا جليلة! أما أن بعلك لأريب! أم جليلة : لا جناح عليه إذن فيما فعل! جليلة : فأين هي.. أتركتها في الدار لتسرق؟ الدارمي : كلا يا جليلة لقد وضعتها بحيث لا يقدر أحد أن يسرقها مني. جليلة : أين؟ الدارمي : عند الله عزوجل! أبو جليلة : قد تصدق بها يا جليلة! أم جليلة : تصدق بها؟! الدارمي : نعم فرقتها على الفقراء والمساكين. جليلة : (صائحة) وا بؤسي! ألم تترك لنا منها شيئاً؟ الدارمي : لا يا جليلة. جليلة : ولا دينار واحدا؟ الدارمي : ولا دينار واحداً. أم جليلة : والله ما أنصفت ولا بررت. كان ينبغي أن تستبقى شيئاً لنفسك ولأهلك. جليلة : هل سمعت يا أبت.. أرأيت صاحبك هذا الأريب؟ (للدارمي) اذهب إذن وحدك لا آتي معك! الدارمي : ويحك يا هذه.. لا بالمجون ترضين ولا بالنسك تقنعين. لقد أردت مني النسك فهذا سبيل النسك! جليلة : واشقائي بك ما جنا وناسكاً! مالك في هذا يرزؤه الشراب والغناء وفي هذا يرزؤه الفقراء والمساكين! الدارمي : فأيهما خير عندك؟ جليلة : كلاهما والله شر! أبو جليلة : اتقى الله ويلك يا جليلة! إن سبيل الله خير وأهدى. هيا انقلبي إلى دار زوجك فوالله أنه لنعم الزوج الصالح. الدارمي : ولنعمت الزوجة الصالحة هي! أفلا ترينني يا جليلة خمارك الأسود؟ جليلة : فيم تريده؟ أتريد أن تتصدق به أيضاً؟ الدارمي : (يضحك) لا يا حبيبتي بل اشتهى أن أراك فيه! جليلة : دعني من هنياتك! أبو جليلة : أطيعي بعلك يا جليلة! جليلة : هل أطاعني هو فأطيعه؟ أبو جليلة : قومي يا تماضر فأحضريه (تقوم أم جليلة فتخرج). الدارمي : (يدنو من جليلة فيكلمها بصوت خافض) أما زلت غضبي يا جليلة؟ جليلة : لا أريد أن أكلمك! الدارمي : يا حبيبتي إنما الدنيا متاع زائل وما عند الله خير وأبقى. والله لأنت عندي في طاعة الله خير من كل ما طلعت عليه الشمس! أم جليلة : (تعود) هاهو ذا الخمار. أبو جليلة : خذي خمارك فالبسيه لزوجك! جليلة : (تختمر به) هاهو ذا قد لبسته فماذا يريد؟ الدارمي : (يرنو إليها) نفيس والله على نفيس! جليلة : دعني من هذا! الدارمي : أتدرين يا جليلة ما أنت؟ جليلة : هيه! الدارمي : أنت المليحة في الخمار الأسود!
ستار
*الهلال أغسطس 1950م | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 الإثنين أغسطس 17, 2009 3:45 pm | |
| إلى أمير الأمراء
حاولت تنسيق المسرحية بأجزائها الخمسه ولكن أتنمى عليكم أن تعيدوا تنسيقها حتى يتسنى للأعضاء قراءتها والشكر لكم مقدما | |
|
| |
| من أجمل ما قرأت مقال جديد بعنوان (زواج الصالونات) ص 3 | |
|