محكمة العاشرة مساء ....

في جريدة المصريون كتب الدكتور نصار عبدالله الاتي ..

الاثنين : 18 فبراير 2008

محكمة العاشرة مساء ـ د. نصار عبدالله

تابعت عددا من اللقاءات الإعلامية التى أجريت مع السيد المستشار ماهر الجندى فى أعقاب خروج سيادته من السجن ، وفى كل ما أتيح لى متابعته حاول سيادته أن يبدوبمظهر التقى النقى البرىء الذى سجن ظلما نتيجة لتدبير شيطان آثم على حد وصفه، دون أن تتاح لنا نحن القراء أو المشاهدين أن نستمع فى نفس الوقت إلى وجهة نظر ذلك الموصوف بأنه الشيطان الآثم !!، ولو أننا استمعنا إليها متزامنة مع وجهة نظر الجندى فربما خلصنا إلى نتيجة مختلفة عما يحاول السيد المستشار أن يقنعنا به ، والنتيجة النهائية لمثل هذا النوع من التغطية الذى يقدم للمشاهد وجهة نظر معينة دون أن يقدم له وجهة النظر الأخرى ، النتيجة النهائية لمثل هذه التغطية كانت هى التشكيك فى مصداقية حكم قضائى نهائى لا يجوز لنا ـ فيما أتصور ـ أن نشكك فيه طالما نحن ملزمون بأن نعمل المبدأ الذى يقول بأن الأحكام القضائية هى عنوان الحقيقة ، فإذا ما انتهى حكم معين ـ بعد استنفاد كل السبل القانونية للطعن عليه ـ إذا ما انتهى إلى أن متهما معينا آثم ومدان فالحقيقة القانونية التى لاشك فيها هى أنه آثم ومدان!! ، صحيح أن هناك سؤالا قد يطرح نفسه فى هذا المجال على كثير من الأذهان، ألا وهو: هل تتطابق الحقيقة القانونية مع الحقيقة الواقعية فى كل الأحوال ؟؟ ..أليس من الوارد أن يزج ببرىء فى غيابات السجون دون أن يكون قد ارتكب فعلا ما هو منسوب إليه ، والجواب هو أن هذا الإحتمال وارد فعلا فى حالتين: أولاهما أن تخلو أوراق الدعوى من أى دليل يشكك تشكيكا جديا فى صحة ما هو منسوب إلى المتهم، إما نتيجة لعجز المتهم عن تقديم أوراق معينة بعيدة عن متناوله ، أو نتيجة لتقاعس شهود معينين ـ لسبب ما ـ عن الشهادة لصالحه ، أو نتيجة لاختفاء آثار واقعة مادية معينة كانت قاطعة الدلالة على برائته!! ... الخ، فى الوقت الذى يشير فيه كل ما هو مطروح على القضاء إلى أنه آثم !!، ولما كان القضاء يقيم أحكامه بناء على ما هو مطروح عليه فقط، فلا مناص له من أن يقضى بالإدانة فى مثل هذه الحالة وأن يكون حكمه بالتالى عنوانا للحقيقة كما صورتها الأوراق والأدلة المطروحة، أما الحالة الثانية فهى ألا يستخلص القضاء ـ بكل درجاته ـ النتيجة المنطقية العادلة التى كان يتعين عليه أن يستخلصها من الأوراق نتيجة لافتقاره إلى الحيدة أو إلى الكفاءة، وهنا نصل إلى مربط الفرس ، أعنى إلى اللقاءات التى أجريت مع السيد المستشار ماهر الجندى والتى لا يخرج المشاهد منها إلا بأن سيادته يرى أن أوراق الدعوى كانت وحدها كافية لاستخلاص حكم ببرائته ومع ذلك فقد خلص القضاء إلى العكس !!، أى أن سيادته يشكك : إما فى كفاءة القضاء الذى تصدى لقضيته ، أو فى حياده وموضوعيته ، أو فى الأمرين معا !! والسؤال الآن: لمصلحة من هذا التشكيك الذى ساهمت فيه بوعى أو بدون وعى أكثر من جهة إعلامية حين قدمت وجهة نظر ماهر الجندى دون أن تقدم فى الوقت ذاته من يصدها أومن يرد عليها؟، ومع هذا ـ وللأمانة ـ يبقى أن نشير إلى أنه حين حل ضيفا على برنامج العاشرة مساء، وبعد أن أفاض فى التدليل على برائته اتصل بالبرنامج السيد محمد فوده المستشار الصحفى السابق لوزير الثقافة والمدان أيضا فى نفس القضية طالبا السماح له بالمداخلة لكى يرد على أقوال السيد المستشار ماهر الجندى ، وقد كان من رأى مقدمة البرنامج أن تسمح له بذلك ،غير أن السيد المستشار هددها بأنه فى هذه الحالة سوف ينسحب من البرنامج لأنه لم يعد يطيق أن يستمع (كما قال ) إلى صوت شيطان ضلله وأودى به إلى موارد التهلكة!!، ..أظن أن كثيرا من المشاهدين قد أحسوا مثلى بمدى عمق المأزق الذى سببه تهديد الضيف إلى مقدمة البرنامج ، فهى لا شك تدرك بحسها الإعلامى والأخلاقى السليم أن وجهة النظر المضادة حق لصاحبها وحق للمشاهد فى الوقت ذاته ، لكنها لا شك تدرك أيضا فى الوقت ذاته بحسها الإنسانى ـ السليم أيضا ـ أن خروج ماهر الجندى مطرودا أوشبه مطرود من ضيافة البرنامج بعد استضافته فعلا فيه سوف يمثل بالنسبة له عقوبة جديدة لعلها لا تقل وطأة عن عقوبة السجن!! ، ولقد كان عليها كما نوهت أن تحسم قرارها فى ثوان ، فاختارت أن تعفيه من عناء المواجهة القاسية على نفسه ( وهى بغيرشك قاسية) ، لكنها فى ذكاء شديد قد جعلته يسجل على نفسه دون أن يدرى أنه قد صادر حق دفاع فودة أمام محكمة الرأى العام التى انعقدت فى تمام العاشرة من ذات مساء.

امير

.

شكرا يا استاذ امير
فعلا يا جنة انا كنت متعاطفة معاة جدا بسلما ظهر كتير فى كل البرامج ابتدا يقل التعاطف صعبت عليا اوى منى وهى محطوطة فى الموقف دا كنت حاسة انه صعبان عليها اوى بس فى نفس الوقت عايزة تعرض وجهة النظرالاخرى بس ما ادهاش فرصة

شكرا علي المقال يا استاذ امير جميل اووووووي ولقاء ماهر الجندي كان لقاء حلو وان كنت مش عارفة احكم علية الي الان اذا كان مظلوم ولا لا المهم ان كل لقاءات مني كل الناس بتشيد بيها ودي حاجة معروفة

جنه ..ايه ..ساره ...انا رايي زيكم بالظبط ... ساعات احس ان ماهر الجندي متهم و ساعات احس انه مظلوم .. الله اعلم ... بس كانت من الحلقات الجامده للاعلاميه الكبيره الملكه مني الشاذلي ...

امير