موقع الاعلامية مني الشاذلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 0d344d436cf006

 

 دعــوة للـتــأمــل

اذهب الى الأسفل 
+7
RANA
آيات السيد
سامح المصرى ابو ريم
هند الديب
supervisor / Amir
أبو أسامة
زين العابدين
11 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... , 11, 12, 13  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 23, 2011 1:37 pm

السلام عليكم،


قليل هم من يغمسون الكلمة في عمق الفكرة و يحرصون على الغوص في بحر مجريات الأمور لِيَكْتَنِهُوا أسرارها فيرسلون (أصحاب العمق و التحليل) إشارات تُنَبِّهُ مَنْ سَكَّرَتْهُ الغفلة عن كيد الكائدين و مَنِ اسْتَمْرَأَ الرَّاحَةَ بعد تعبِ ثورةٍ يجب أن تستكمل و يقرع بكلماته من يكابرون حتى اللحظة و يجزمون أن كراسيهم لن تسقط و سَيَخِرُّونَ على أم رؤوسهم. ستجري عليهم نواميس التاريخ و سنن الله في خلقه و إن الغد لناظره قريب.

الشعوب العربية تعيد اكتشاف نفسها أمام نفسها...و تعيد اكتشاف بعضها البعض...فهل ستستعيد امتلاك مصيرها بنفسها لتَتَحَرَّرَ من عبودية الداخل و من رِقِّ الخارج التاريخي..و إلى الأبد؟


"شدوا حيلكم يا عــــرب" (إقتباسا من آخر عبارة للكاتب)


قَلِيلٌ هُمْ...و مع الكاتب المتميز معتز بالله عبد الفتاح.






فَــكُّ أَسْــرِ لِــيــبْــيَــا



دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Motaz-bdelfttah

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح




23 اغسطس 2011 08:21:31 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات وأعمدة -




هذا يوم عظيم فى تاريخ أمتنا العربية. يوم انتصار إرادة الشعب على إرادة المستبد، إرادة أصحاب البلد على مغتصبها، إرادة أرباب الحق على ظالمهم. هذه نقطة تحول كبرى فى منطقتنا العربية لكن مهم أن نتأمل دلالاتها.

أولا، هى تعنى أن جينات السلبية التى توارثناها كعرب أجيالا وراء أجيال يتم التخلص منها فى جمهوريات العرب تباعا، وها هو النسق الاجتماعى السلبى يُخرج خَبثَه ويُغَلِّب خيرَه، ويُنتج إرادته، وأن المستقبل سيحمل نمطا جديدا فى علاقة الحكومات العربية بشعوبها. نتحول من نمط المجتمع الاستبدادى الذى وصفه الكواكبى بأن «المستبد لا يحكم إلا مستبدين» وما يرتبط به من دولة زبائنية يكون فيها الحاكم هو ضابط الميزان والصانع للأغلبية إلى الموظف الأجير الذى تأتى به الأغلبية عبر مؤسسات انتخابية منظمة وآليات شفافة. الرحلة لم تزل طويلة، ولكن المقدمات مبشرة.

ثانيا، منطقتنا لم تزل مستباحة من قبل الغرب، وأنه باستثناء مصر وتونس، فإن شبكة التحالف بين مركز المركز (أى نخب الغرب) فى مواجهة نخب الهوامش (أى حكام الدول العربية) أقوى من قدرة هامش الهامش (أى مجتمعاتنا العربية) على أن تغير مراكزها بدون الاستعانة بمراكز الغرب. هجمات الناتو كانت متغيرا حاسما فى انتصار الثوار، كما كان التوقيت المبكر لإعلان الكثير من الدول الغربية لاعترافها بالمجلس الانتقال الليبى كممثل شرعى ووحيد لليبيا، أضعف من شوكة القذافى وزبانيته. إذن لا نبالغ فى الاحتفاء باستقلالنا لأنه استقلال كاشف عن التبعية ويحمل فى جوهره مقومات تبعية من نوع جديد. لماذا؟ لأن المراكز الغربية ستتدخل بشكل سافر لتشكل مستقبل ليبيا. ومن أسف، هكذا دائما لعبة السياسية والحرب منذ أن وصفها «ثوسيديديس» (المؤرخ اليونانى الشهير) بأنها «معركة قوة تدار بالسياسة وتترجمها الجيوش». وها هى الجيوش ستوقف نيرانها، والساسة الغربيون سيتدخلون لتشكيل شكل الدولة الجديدة. وسيبحث العروبيون الليبيون عنا، نحن العرب، وغالبا لن يجدونا لأننا «نكفى خيرنا شرنا» و«بنمشى جنب الحيط» باستثناء قطر، سواء رحبنا بسلوكها أو انتقدناه.

ثالثا، الجمهوريات أكثر هشاشة من الملكيات العربية. كل الجمهوريات العربية، بلا استثناء واجهت فى آخر 25 سنة أزمة شرعية طاحنة سواء فى لبنان، أو السودان، أو الجزائر، وها هى البقية أتت تباعا. ما السر؟ البعض يقول النفط، ولكن ماذا عن الأردن والمغرب؟ البعض يقول التحالف مع الغرب؟ ولكن لا يوجد حليف للغرب أكثر من مبارك؟ الإجابة معقدة وربما تكون العبارة الشهيرة لبرهان غليون: «فى البدء كانت القبيلة» نقط بداية جيدة لأن البنية القبلية تجعل ولاء سيد القبيلة ضمانا للسيطرة على النسق الاجتماعى المغلق للمجتمع. وإن كنت لم أزل متشككا لأن البنية القبلية حاضرة بقوة فى اليمن وليبيا، ومع ذلك انطلقت شرارة التغيير العنيف.

رابعا، نريد مجلسا وطنيا للسياسة الخارجية فى مصر. نحتاج مجموعة من أنبه السفراء وأنبه المحللين الاستراتيجيين وأساتذة العلاقات الدولية وفقهاء القانون الدولى لوضع رؤية وطنية لسياساتنا الخارجية بغض النظر عن الحزب أو التوجه الذى سيتبنى سياساتنا الخارجية فى مرحلة ما بعد الانتخابات. لا توجد سياسة خارجية لحزب أو جماعة إلا على سبيل التحليل النظرى، لكن السياسة الخارجية هى للدولة. ومهام مصر والتزاماتها تقتضى وجود مجلس أعلى للتخطيط الاستراتيجى فى هذه المنطقة الملتهبة من العالم. ليس من المعقول أن تكون علاقة مصر بما يحدث فى ليبيا، واليمن، وسوريا هو بين: «الاستهجان والاستنكار والتنديد» والتجاهل التام وفقا لنظرية «اعمل نفسك ميت». صمتنا يعنى أن أحدا غيرنا سيتحدث، عجزنا يعنى أن أحدا غيرنا سيتحرك، تراجعنا يعنى أن أحدا غيرنا سيتقدم.

شدوا حيلكم يا مصريين.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالخميس أغسطس 25, 2011 2:56 pm

السلام عليكم،

من أجل الدم الطاهر المهراق على صدر سيناء...من أجل شهداء ثورة الـ 25 من يناير..من أجل فلسطين السليبة...من أجلنا جميعا نستعيد كلمات الشاعر الراحل أمل دنقل:



لاَ تُــصَــــالِـــحْ




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Pictures_2009_06_29_79c92362-43f1-4dd9-a062-5fecf5220254_maincategory

أمــل دنقـــل



الرابــط: موقع بورصة اون لاين



لا تصالح ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقا عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هل يصير دمي بين عينيك ماء
لا تصالح
أتنسى ردائي الملطخ بالدماء
لا تصالح
إنها الحرب قد تثقل القلب
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح
ولا تتوخ الهرب
لا تصالح
لا تصالح على الدم حتى بدم
لا تصالح ولو قيل رأس برأس
أكل الرؤوس سواء
أقلب الغريب كقلب أخيك
أعيناه عينا أخيك
وهب تتساوى يد سيفها كان لك
بيد سيفها أثكلك
لا تصالح
لا تصالح ولو توجوك بتاج الإمارة
لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
لا تصالح
إن سهما أتاني من الخلف
سوف يجيئك من ألف خلف
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة أن تسوق الدهاء
لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة
لا .. لا تصالح
إنه الثأر قد يثقل القلب
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح
فليس سوى أن تريد




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Y1pHKi83vwv35nb2mbWnkFFu14f1T69ZZyjCoh4O1y1AKQYY3CxNOWAZy5CEnqAtYza


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالسبت أغسطس 27, 2011 1:14 pm

السلام عليكم،



فرزات.. أَصَــابِعٌ فِي مُـــوَاجَــهَـــةِ دَبَّــابَــة


تنويه سريع: فرزات، هو فنان الكاريكاتير السوري الكبير علي فرزات



دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 BlackwhiteIMG_0949-copy-120x158

خالد كساب



August 27th, 2011 10:23 am

الرابــط: التحرير - مقالات -




قوة من عناصر الشبيحة تعتدى بالضرب المبرح على الفنان والرسام السورى العربى الكبير «على فرزات» وتحطم عظام أصابع يديه لتمنعه من الرسم!

هكذا جاء الخبر، مصحوبا بصورة للرسام الكبير راقدا على سريره بالمستشفى. كانت آثار الاعتداء الوحشى الهمجى بادية عليه تماما، بينما يداه متكسرة الأصابع والمربّطة بالشاش تحتل صدارة الصورة وعمق المشهد.. يا للفخر.. هل يد الفنان -عندما يكون فنانا بجد- قد تصبح مؤثرة إلى هذا الحد؟! هل تخيف أصابع يد رسام أعزل سوى من فرشاته وألوانه وأقلامه طاغية مثل بشار الأسد إلى تلك الدرجة؟! هل يصدق وزير الداخلية السورى الذى أمر بفتح تحقيق حول ملابسات الحادثة نفسه عندما يدين ما حدث بينما يعلم جيدا ونعلم جيدا أنه هو من أمر بتنفيذ الاعتداء وأن هؤلاء البلطجية أو الشبيحة ما هم إلا رجاله الذين يأتمرون بأمره، ويكسرون أصابع الرسامين بناء على توجيهات نظامه منتهِى الشرعية؟!

وكما أنه «يا للفخر» فى ما يخص الفنان الكبير المعتدَى عليه، فإنه «يا للعار» فى ما يخص نظام بشار الأسد الذى اعتدى عليه.. ألا يشعر رجاله بالكسوف فى أثناء وقوفهم أمام المرآة فى الصباح قبل خروجهم لممارسة القتل؟! هل يستطيعون فهم أو استيعاب ما أصبحوا عليه؟! هل يشعرون بالفخر بعد تكسير أصابع رسام مثل على فرزات أو بعد انتزاع حنجرة مطرب معارض للنظام السورى؟! هل يشعرون بالرجولة ساعتها؟! هل لا يزالون عطشى إلى الدماء إلى هذه الدرجة؟!

كانت المرة الأولى التى أرى فيها صورته بعد الحادثة على الرغم من شغفى برسومه منذ كنت أمتلك من السنين سبعة وماشى فى التمانية. كنت أنتظر حكاياته وقصصه المصورة فى مجلة «ماجد» كل يوم أربعاء. كانت رسومه مختلفة وغير مألوفة بشكل مناسب تماما ليتفاعل معه طفل متوحد مثلى يؤمن منذ صغره بمقولة العم أينشتين الخالدة «الخيال أهم من المعرفة». ثم تطورت علاقتى به إلى ما هو أبعد من قصص الأطفال المصورة فى مجلة ماجد، إلى فن الكاريكاتير الذى تصبح معه الفرشاة بمثابة مدفع، والأفكار بمثابة قذائف هاون، والألوان بمثابة اسبوتات إضاءة مسلطة على السادة أصحاب الفخامة والجلال والسمو والطغيان والإجرام والكلاحة والتناحة والاستعباط والاستهبال والأمراض النفسية.. السادة الملوك والزعماء والرؤساء العرب. أتذكر جيدا رسمته التى يظهر فيها أحد هؤلاء المجرمين أصحاب بدل الحكم السوداء فى الكادر الأول من الرسمة مرتديا على وجهه قناع حمار، ثم ينزع هذا الحاكم القناع فى الكادر الثانى ليظهر لنا وجهه الحقيقى والذى نكتشف أنه أيضا وجه حمار(*)، وربما كانت تلك هى المشكلة الرئيسية عند الفنانين العظماء من عينة على فرزات وبهجت عثمان واللباد وكثيرين على شاكلتهم. مواجهة الطاغية بحقيقته.. تلك الحقيقة التى يصفها أستاذى الأستاذ إبراهيم عيسى بأنها «هى تلك التى نتمنى أن لا نعرفها أبدا» وهنا يأتى رد الطاغية من دول حاسما وسريعا ومتناسبا مع مدى غبائه المدقع وتخلفه المستحكم وطغيانه العبيط. تماما مثلما فعل النظام السورى البلطجى بعلى فرزات.. هل تلك الأصابع تقف فى مواجهتنا؟! إذن.. نكسرها ونخلص ثم نأمر بعد ذلك بالتحقيق فى الواقعة على أساس أنه «دول الشبيحة يا جماعة.. مش إحنا»!

الرسام الكبير والفنان العظيم على فرزات.. لو قال أحد قبل الحادثة الشائنة أن أصابعك قادرة بفنها ورسوماتها على مواجهة دبابات وشبيحة وقوى أمن الرئيس الزرافة بشار الأسد وإخافته إلى حد التفكير فى تكسيرها، لكنا قد اتهمناه بالمبالغة والرومانسية الزيادة عن اللزوم، ولكن الآن وبعد تكسير النظام السورى أصابع يدك لمنعك من الرسم لم يعد بإمكاننا اتهام صاحب تلك المقولة بالمبالغة، لم يعد بإمكاننا اتهام أحد بشىء سوى النظام السورى -الذى يعيش آخر أيامه الآن- بالغباء المستحكم!

الرئيس المنتهية شرعيته بشار الأسد.. وصلت الرسالة التى وددت من خلال تكسير أصابع يد فرزات إيصالها إلينا.. ألا وهى أن أصابع يد الرسام قد تكون أقوى بكثير من كثير من الشبيحة والدبابات والرؤساء الساقطين من أمثالك!




______________

(*) دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 100328173907


عدل سابقا من قبل زين العابدين في الأربعاء أغسطس 31, 2011 8:06 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Engineer // Amir

Engineer // Amir


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 63
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 30/07/2011

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 29, 2011 4:56 pm


انهم وحوش و حيوانات قذرة .. ربنا موجود .. يمهل و لا يهمل ..

الف شكر يا استاذ زين العابدين ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو أسامة
كاتب مميز
كاتب مميز
أبو أسامة


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 58
Localisation : صحافي
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 26/02/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 29, 2011 5:43 pm

لقد أساءني كثيرا منذ زمن طويل ما فعله المجرم بشار ببلبل الثورة السوريه ابراهيم قاشوش من ذبحه واستئصال حنجرته
وثم الثمثيل بجثة الفتى حمزه
ثم القاء جثث الثوار في نهر العاصي
ثم هدم المساجد على من فيها ليلة القدر برمضان
ثم تكسير أصابع الفنان على فرزات
وغير ذلك الكثير
دليل على أنه نظام هش
لا يستحق الوجود
شكرا لفارس الكلمة بمنتدانا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://plasy3@yahoo.com
فرحة
عضو مميز
عضو مميز
فرحة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 39
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/04/2010

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 29, 2011 5:52 pm

قمة الغباء أن يعتقد النظام السورى و على رأسه اسد الندامة أن موهبة فرزات تكمن فى أصابعه ... إن أى فنان لا تكمن موهبته أو فنه فى أصابعه أو صوته أو ... إنما فى عقله و مشاعره .. و هذا ما لا يمكن أن تدركه عصابة عفنة كالتى تدك سوريا و تستبيح المساجد و البيوت و الدماء

ذكرنى حادث فرزات بقصيدة نزار قبانى "حوار مع ملك المغول" :


يا ملك المغول ..
يا وارث الجزمه والكرباج عن جدّك أرطغولْ
يا من ترانا كلنّا خيولْ..
لا فرق- من نوافذ القصور-
بين الناس والخيولْ..
يا ملك المغولْ ..
يا أيها الغاضب من صهيلنا..
يا أيها الخائف من تفتّح الحقولْ..
أريد أن أـقول:
من قبل أن يقتلني سيّافكم مسرورْ..
وقبل أن يأتي شهود الزورْ..
أريد أن أقول كلمتينْ
لزوجتي الحامل من شهورْ..
وأصدقائي كلّهم..
وشعبي المقهورْ..
أريد أن أقول انّي شاعر
أحمل في حنجرتي عصفور
أرفض أن أبيعه..
وأنت من حنجرتي
تريد أن تصادر العصفورْ..
يا ملك المغولْ..
يا قاهر الجيوش يا مدحرج الرؤوس..
يا مدوّخ البحورْ..
يا عاجن الحديد يا مفتت الصخور
يا آكل الأطفال
يا مغتصب الأبكار
يا مفترس العطور
واعجبي ... واعجبي
أأنت , والشرطة , والجيش
على عصفور

ندعو الله أن يفرج كرب السوريين و يمنحنا جميعا حكاما صالحين

ألف شكر لحضرتك استاذ زين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 31, 2011 8:01 am

السلام عليكم،

أشكر أستاذي الحبيب أمير، أستاذنا الفاضل أبو أسامة و أختي الفاضلة فرحة، أفرح الله قلبك..على المداخلات القَيِّمَة، سعدتُ و شرفتُ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 04, 2011 9:19 am

السلام عليكم،


اليَــوْمَ سَـقَـطَ ثَــالِـثُـهُـمْ.. وَ غَـداً رَابِـعُـهُـمْ !



دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 %D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%AA%D9%8A

جواد البشيتي



بتاريخ: 2:40 م 27/08/2011

الرابــط: أخبار الثورة السورية




فمنهم من سقط, ومنهم من يَنْتَظِر; ولقد سقط, اليوم, ثالثهم, “أسد ليبيا”; وإنَّ غداً لَيَوْم السقوط لرابعهم, “قذافي سورية”, إلاَّ إذا نازَع اليمنيون أشقاءهم السوريين الحقَّ في أنْ يكون “صالح مُنْتَهي الصلاحية” رابعهم لا خامسهم.

ما أنْ وصلت طلائع ثوَّار السابع عشر من فبراير إلى “الساحة الخضراء”, وطوَّقوا مَعْقِل الطاغية, ورمز حكمه المطلق, في “باب العزيزية”, حتى أخبرني أحد المُصدِّقين لـ “خطاب الإنكار” للحاكم العربي, في الرُّبع الأخير من ساعة حكمه الأخيرة, ومِمَّن يستبدُّ بهم وهم أنَّ “الحقيقة” هي كل ما يُفكِّر فيه الحاكم العربي, وينطق به, أنَّ بشار الأسد غير معمر القذافي, وأنَّ ما حلَّ بـ “أسد ليبيا” لن يحل بـ “قذافي سورية”; أمَّا الدليل (المُفْحِم) على صِدْق ما قال, أو على وجاهة ما يقول به, فهو كلام بشار الأسد, قبل سويعات من سقوط القذافي, ولهجته, والهيئة التي ظهر فيها; فـ “العلامات” التي أراد الأسد الابن أنْ يرينا (ويُسْمِعنا) إيَّاها ليست “علامات سقوط (وشيك)”, وإنَّما علامات بقاء (وطيد) لحكمه.

وبعدما اتَّخَذ مِمَّا يعوزه الدليل, ويحتاج إلى إثبات, في مزاعم الأسد, “مُسَلَّمةً”, بها يقيس “الصواب” من “الخطأ”, و”الحقيقة” من “الوهم”, شرع يُقارِن بين “القذافي” و”الأسد”; وكأنَّه يريد أنْ يُقْنِع نفسه, عَبْر سعيه (الظاهري) إلى “إقناعي”, بأنَّ القذافي سقط; لأنَّه مُمْكِن (وضروري) السقوط, ويملك ما يكفي من “مقوِّمات السقوط”, وبأنَّ الأسد لن يسقط; لأنَّه ليس من جنس القذافي, وخالِصٌ من خواصِّه السياسية, أي من مثالبه في الحكم, ويملك ما يكفي (ويفيض) من “مقوِّمات البقاء (لا بل الخلود)”.

لقد أنكر (سائراً على نهج الأسد نفسه) وجود النهار حتى عندما تكون الشمس في كبد السماء; ثمَّ تحدَّاني طالباً الدليل على وجود النهار; فهل يَصِحُّ في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل, وإذا ما اقتضت مصلحة بشار أنْ يُنْكِر بديهية كبديهية “أنصاف الأشياء المتساوية متساوية”?!

إنَّهم ما أنْ يُزوِّروا, إعلامياً وسياسياً, وحتى فكرياً, الحقائق, أي حقائق واقعهم وحالهم, وحقائق واقع وحال شعبهم وثورته, حتى يُسْرِعوا في تصوير هذا المزوَّر من الحقيقة على أنَّه الحقيقة التي لا ريب فيها, ناسين, أو متناسين, أنَّ “النقد المزوَّر” هو خير دليل على وجود, ووجوب وجود, “النقد الحقيقي”.

إنَّني رأيتُ بشار, وفي الهيئة التي أراد أنْ يظهر فيها, وسمعت كلامه الذي مداره الرغبة (أي رغبته هو) في أنْ يُقْنِع نفسه, لا غيره, بأنَّ نظام حكمه عصيٌّ على السقوط, وسيكون الصخرة التي عليها تتكسَّر كل ريح; ثمَّ قارنتُ بينه وبين القذافي في خطابه الثالث, في يومٍ واحد, والذي وجَّهه إلى شعبه قبل خمس دقائق, فحسب, من سقوطه; وإنِّي لأدعوكم إلى أنْ تقارنوا بينهما, أي بين “الزعيمين”, أو بين “الخطابين”.

قبل خمس دقائق فحسب من سقوطه ظَهَر القذافي, أو أظْهَر نفسه, في خطابه, على أنَّه الصخرة التي لا, ولن, تهزها ريح, مهما اشتدت وعَنُفَت, و”القائد التاريخي الأعظم” الذي يقود ويُسيِّر الملايين, من الليبيين وغير الليبيين, إلى ما يرضيه, والذي يحبه الشعب حُبَّاً يصعب تمييزه من العبادة.

لو لم يسقط عقيد ليبيا, وعميد الزعماء العرب, وملك ملوك إفريقيا, وذو الأُفْق الذي يسع كل شيء ولا يسعه شيء, بعد خمس دقائق فحسب من “خطاب القوَّة” الذي وجَّهه إلى “شعب ليبيا العظيم”, لقال القائلون به وبنظام حكمه إنَّه باقٍ في الحكم ولو فَنِيَ المحكوم; لكنَّنا, والحمد لله, من قومٍ لا يَزِنون القائل (ولو كان القذافي أو الأسد) بميزان أقواله, ولا يملكون من الأسماع ما يشبه سمعه, ولا يرونه من خلال “صورته الإعلامية”; فليس من شَبَهٍ, ولو ضئيل, بينها وبين “الأصل”, أي الواقع الحقيقي (الموضوعي) لنظام الحكم وصاحبه.





عدل سابقا من قبل زين العابدين في الأحد سبتمبر 04, 2011 9:26 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 04, 2011 9:21 am

السلام عليكم،


"اليَــوْمَ سَـقَـطَ ثَــالِـثُـهُـمْ.. وَ غَـداً رَابِـعُـهُـمْ !"...و بعد غَدٍ، ستسقط باقي أوراق الخريف، لا محـالة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2011 8:15 pm

السلام عليكم،


اللِـيـبِـيُّـونَ بَـيْـنَ الـثَّــوْرَةِ وَ الـدَّوْلَــةِ الـدِّيـمُـقْـرَاطِـيَّــةِ




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 1_1081883_1_34

صالح السنوسي



الجمعة 27/9/1432 هـ - الموافق 26/8/2011 م (آخر تحديث) الساعة 16:49 (مكة المكرمة)، 13:49 (غرينتش)

الرابــط: الجزيرة نت - وجهات نظر -




لعله من السهل أن تقوم بثورة من أن تصنع نظاما ترضى عنه, ذلك أنه في الثورة عليك أن تزيل كل ما لا يعجبك بالقوة إذا لزم الأمر، بينما في حالة بناء النظام فإنك تريد أن تصنع ما يعجبك، وهناك قطعا فارق كبير بين سهولة هدم الأشياء وصعوبة بنائها.

ولعل هذا أيضا هو السؤال الذي تجد الثورة الليبية نفسها أمامه بعد سقوط نظام القذافي، الذي لم يسقط بعد، ذلك أن الثورة تتطلب إرادة وتصميما على القتال واستعدادا للتضحية، وهذا ما أبداه الليبيون طوال ستة أشهر في صراعهم مع نظام استطاع خلال ما يزيد عن أربعة عقود أن يسيطر على مصادر القوة في ليبيا ويتغلغل في نسيج المجتمع بكل الوسائل.

لقد ساهم في فعل الثورة كل فئات الشعب الليبي، وهذا يعني أن مساهمة أبسط فرد في هذا المجتمع ربما كان لها من القوة والحجم ما يوازي قوة فعل النخبة أثناء مراحل هذا الصراع، وذلك عندما يكون هذا الفرد قد حمل سلاحه مع مفرزة كانت هي رأس الحربة في قتال ضار اندحرت بعده كتيبة شرسة من كتائب القذافي التي كانت تستحل مدينة من المدن الثائرة.

غير أن مساهمة هذا الفرد الذي يكره نظام القذافي ويريد التخلص منه، قد تكون متواضعة في مرحلة بناء النظام السياسي الذي سيجري بناؤه على أنقاض دكتاتورية كان لهذا الفرد ولمن هم مثله دور كبير في تحطيمها، ولهذا فإن مرحلة ما بعد القذافي ستكون أكثر صعوبة لأن حاجتها إلى نخب واعية ومدركة لكل المخاطر والاحتمالات أكثر من حاجتها إلى مقاتلين أشداء.

لم تكن تربة ليبيا السياسية قاحلة عندما استولى القذافي على السلطة في سبعينيات القرن الماضي, بل كانت تعج بالتيارات السياسية رغم أن النظام الملكي كان أيضا يمنع قيام الأحزاب، فكانت هناك تنظيمات تعمل في الخفاء مثل الأحزاب القومية واليسارية والدينية، وكان هناك انفتاح ثقافي على الساحات العربية والأجنبية وكانت الصحافة الليبية تتمتع بحرية لم تعرفها بعد استيلاء القذافي على السلطة.

بعد نجاح انقلاب القذافي بدأ في تجريف التربة السياسية مطلقا أول شعاراته الذي أصبح مقولة سياسية من مقولاته وهو" من تحزب خان"، فدخل بذلك في معركة لا هوادة فيها مع كل التيارات والأفكار السياسية تحت غطاء ما أسماها بالثورة الثقافية التي أعلنها في عام 1973.

ومنذ ذلك الوقت انطلقت حملات المطاردة لكل من يحمل أفكارا مختلفة عن آراء القذافي فامتلأت السجون وعلقت المشانق في الميادين العامة وفرّ من وجد سبيلا إلى المنافي أما من بقي فظل برفقة الرعب والصمت, ونظرا لأن حقبة القذافي قد امتدت لأكثر من أربعة عقود فإن معظم هؤلاء شملهم الموت والشيخوخة، وبدا المشهد السياسي الليبي مختزلا في شخص القذافي تزينه مقولات الكتاب الأخضر التي يجرم من يجرؤ على القول بغيرها كحل للمشكل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وبالتالي فإن الهياكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية قامت كتطبيق لهذه المقولات, غير أن هذه الهياكل لم تكن -في حقيقة الأمر- تنطبق عليها معايير المؤسسات القانونية والسياسية التي تتمتع بالاستقلالية ووضوح تحديد الاختصاصات، بل مجرد هياكل ينفخ فيها القذافي من روحه إذا شاء لها الحياة لكي تتقمص الدور وتؤدي الوظيفة التي يكلفها بها القذافي في أي مناسبة.

رغم استحواذ القذافي على ليبيا لأكثر من أربعين سنة لم يكن سائدا فيها سوى مقولاته وآرائه وتطبيقاته، فإنه لم يستطع أن يعزل ليبيا عما يجري في العالم ومن حولها من تيارات التغيير، فعصفت بنظامه ثورة مسلحة على عكس الأنظمة السياسية التي سقطت من حوله، ولكن تركة القذافي، الذي لم يسقط بعد والطابع الذي أخذته ثورة السابع عشر من فبراير، جعلت المآل السياسي لهذه الثورة محفوفا بمحاذير أكثر من تلك التي أحاطت بالثورات التي سبقتها، وذلك لأسباب لا تخفي على أحد والتي من أهمها:


1- أنها ثورة مسلحة: فقد أرغم القذافي الليبيين على حمل السلاح لموجهة الحرب التي شنتها كتائبه على المدن والقرى كما تفعل أية قوة أجنبية غازية، وهذا بالضرورة كانت له نتيجة حتمية وهي أن الثوار المنتصرين غالبيتهم مسلحون، فلم يسقط نظام القذافي بسبب المظاهرات المليونية والاعتصام والمصادمات مع قوات الأمن في ميدان التحرير وشارع بورقيبة، بل أسقطه مسلحون يتعقبون كتائب القذافي وأعوانه في المدن والقرى الليبية، هذا إلى جانب أن هؤلاء المسلحين يمثلون أطيافا لها رؤى سياسية مختلفة.

2- شبه فراغ أمني: فلا توجد في ليبيا قوة منظمة ومنضبطة تستطيع – كما فعل الجيش المصري والجيش التونسي- أن تأخذ مهمة الأمن على عاتقها، وهذا أمر بالغ الخطورة في ظل ظروف معقدة ليس أقلها وجود بعض الجيوب من بقايا أتباع القذافي وانتشار السلاح بكميات كبيرة خارج أيدي الثوار.

3- ارتفاع سقف التوقعات: الليبيون يعتبرون أنفسهم مواطنين في دولة غنية ولم يتمتعوا بثرواتها التي بددها القذافي وحرمهم منها طوال أربعين عاما, ولهذا فإن كل فرد ولا سيما عامة الناس يتوقع أنه بمجرد سقوط نظام القذافي تعود إليه كل حقوقه وحصته التي سلبت منه طوال عهد القذافي.

وهذا لا شك سيصعب من مهمة من سيتولون إدارة شؤون الدولة الليبية بعد نهاية نظام القذافي، لأنه لا يمكن إنجاز ذلك على الصعيد الاقتصادي والمالي خلال فترة توقعات هؤلاء المواطنين وخصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار تكلفة إعادة بناء ما تم تدميره بسبب سياسة القذافي طوال حكمه كذلك ما تركته الحرب من آثار على البنية التحتية.

ولهذا فإن الليبيين عندما يجتمعون لمناقشة ولوضع أسس النظام السياسي الذي يحلمون به سيكون الكثير منهم مسلحين في بيئة تفتقر إلى قوة أمن موحدة ومنضبطة، وسيكون الكثير من هؤلاء الليبيين متحفزين وفي عجلة من أمرهم لاستيفاء حقوقهم الاقتصادية التي حرموا منها ولإنزال العقاب بكل من ارتكب ضدهم جرائم القتل والتعذيب من جلادي نظام القذافي، وستكون أمامهم قبل هذا وبعده ثقافة زرعها نظام القذافي وظل يتعهدها وينميها لأكثر من أربعين عاما، ثقافة الفساد المالي والإداري والأنانية وحب الذات.


لا شك أن الإعلان الدستوري وخريطة الطريق اللذين أعلن عنهما ولم يسلما من النقد, يرسمان -رغم ذلك- بعضا من ملامح المرحلة القادمة، ومع ذلك فإن حاجة الليبيين لتخطي هذه المرحلة الصعبة وللتغلب على كل هذه التحديات، تتطلب إلى جانب ذلك العمل على إنجاز جملة من الأولويات أهمها:


أولا- نشر ثقافة التسامح واحترام الرأي المخالف، والتي تعتبر أولى الخطوات على طريق الديمقراطية، وذلك من خلال التفاعل بين مكونات المجتمع المدني في هذه المرحلة التي تعتبر مدرسة مفتوحة يتعلم فيها الليبيون ممارسة هذا السلوك الذي حرموا منه منذ عدة عقود.

ثانيا- تأسيس إعلام حر وشفاف لكي يمارس دوره التوعوي والرقابي في مرحلة التحول من نظام دكتاتوري إلى دولة ديمقراطية تحترم حق المواطن في معرفة كل ما يتعلق بالحياة السياسية والاقتصادية باعتباره مواطنا وشريكا في صنع القرار وليس مجرد رعية لا يحق له سوى السمع والطاعة.

ثالثا- تجنب سياسة الإقصاء والاجتثاث لأنها أثبتت فشلها وخطورتها على المستقبل السياسي في تجارب عربية سابقة إلى جانب أنها ستصبح في هذه الحالة إعادة إنتاج لما فعله القذافي منذ بداية حكمه إلى آخر يوم فيه.

رابعا- إنهاء كل المظاهر المسلحة بعد السقوط النهائي للقذافي ونظامه واعتراف المجتمع لمؤسسة واحدة فقط بشرعية حمل السلاح وهي مؤسسة الجيش الوطني والأمن العام، لأنه لا يمكن أن يجرى حوار ديمقراطي حر بين مسلحين يتحسس كل منهم زناد بندقيته.

عندما ينتهي الليبيون من القضاء على نظام القذافي ويستديرون نحو أنفسهم سيجدون أنه ما كان مطلوبا منهم أثناء الثورة وقتال القذافي هو أيسر مما بات مطلوبا منهم لوضع أسس نظام سياسي يستجيب لما كانوا يطمحون إليه وقادر على احتضان اختلافاتهم.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 09, 2011 11:44 am

السلام عليكم،


الشَّــرَاكَــةُ التِّـي نَـحْـنُ بِـحَــاجَــةٍ إِلَـيْـهَـا



دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Barack-Obama_7

باراك أوباما



الجمعة 11 شوال 1432 هـ الموافق لـ 9 سبتمبر 2011 العدد 11973

الرابــط: الشرق الأوسط




في الذكرى السنوية العاشرة للهجمات الإرهابية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 نتذكر أن ما حدث في ذلك اليوم لم يكن هجوما على الولايات المتحدة فقط، وإنما كان هجوما على العالم وعلى الإنسانية وعلى الآمال التي نتشاطرها.

نتذكر أن بين ما يقرب من الثلاثة آلاف شخص من الأبرياء الذين فقدناهم في ذلك اليوم، كان هناك مئات المواطنين من أكثر من 90 بلدا. كانوا رجالا ونساءً وشبانا وكبارا في السن من كل الأجناس والأديان. وإننا في هذه الذكرى المهيبة ننضم إلى أسرهم ودولهم في تكريم ذكراهم.

نذكر بامتنان وعرفان كيف التحم العالم وأصبح كتلة واحدة قبل عشر سنوات. ووقفت مدن بكاملها في أرجاء العالم من دون حراك في لحظات من الصمت. وأدى الناس صلواتهم في الكنائس والمساجد والمعابد وغيرها من أماكن العبادة. وأما أولئك في الولايات المتحدة فلن ينسوا كيف وقف الناس في كل ركن من أركان العالم متضامنين معنا ساهرين حاملين الشموع وسط أكداس الزهور التي وضعت أمام سفاراتنا.

نتذكر أننا في الأسابيع التي تلت 11 سبتمبر كنا نتصرف كأسرة دولية واحدة. وعملنا كجزء من ائتلاف واسع على طرد «القاعدة» من معسكراتها للتدريب في أفغانستان وأطحنا بطالبان، وأتحنا للشعب الأفغاني فرصة العيش متحررا من الإرهاب. إلا أن السنين التي تلت كانت عسيرة وانفرطت روح الشراكة العالمية التي أحسسنا بها في أعقاب 11 سبتمبر.

ولقد عملتُ بصفتي رئيسا على تجديد التعاون العالمي الذي نحتاجه للتصدي الكامل للتحديات العالمية التي نواجهها. وأقمنا خلال عهد جديد من الشراكة شراكات مع الدول والشعوب على أساس من المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.

وبرهنّا كمجتمع دولي على أن الإرهابيين ليسوا ندّا لشدة مقاومة مواطنينا وصلابتهم وقدرتهم على التكيّف. وأوضحتُ بجلاء أن الولايات المتحدة ليست، ولن تكون أبدا، في حرب مع الإسلام. والصحيح هو أننا وحلفاءنا وشركاءنا متحدون ضد «القاعدة» التي هاجمت عشرات البلدان وقتلت عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، وغالبيتهم الساحقة من المسلمين. وفي هذا الأسبوع، نتذكر كل ضحايا «القاعدة» والشجاعة والقدرة على التكيّف اللتين ثابرت عليهما أسرهم ومواطنوهم امتدادا من الشرق الأوسط إلى أوروبا فأفريقيا ثم آسيا.

وبعملنا معا عطّلنا مؤامرات «القاعدة» وتخلصنا من أسامة بن لادن والكثيرين من قادته ودفعنا «القاعدة» إلى طريق الهزيمة. وفي غضون ذلك، دللت الشعوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن أضمن سبيل إلى العدل والكرامة هو القوة المعنوية للاّعنف وليس الإرهاب الأهوج والعنف. فمن الواضح أن المتطرفين العنفيين قد تخلفوا وراء الركب وأن المستقبل ملك لأولئك الراغبين في العمران وليس في الخراب.

إن للدول والشعوب الساعية إلى مستقبل يسوده السلام والرخاء شريكا في الولايات المتحدة، فإننا رغم ما نجابهه من تحديات اقتصادية في وطننا، ستواصل الولايات المتحدة القيام بدور قيادي فريد في العالم. وإننا إذ نسحب ما تبقى من قواتنا في العراق وننقل المسؤولية في أفغانستان، فسوف نساند العراقيين والأفغان في جهودهم لتوفير الأمن وتمهيد الفرص للشعبين. وسوف نقف في العالم العربي وفي خارجه دفاعا عن الكرامة والحقوق العالمية لكل أبناء الإنسانية.

وفي أرجاء العالم سنواصل مزاولة العمل الشاق في السعي إلى السلام وتعزيز التنمية التي تنتشل الناس من الفقر، ومن أجل تحقيق التقدم في أمن الغذاء والصحة والحكم الرشيد، مما يطلق عنان الإمكانيات الكامنة في المواطنين والمجتمعات.

وجددنا في الوقت ذاته إلزام أنفسنا بالتمسك بقيمنا والوفاء بها في وطننا. فالولايات المتحدة، كأمة من المهاجرين، ترحب بالناس من كل بلد وثقافة. وهؤلاء الأميركيون الأجدّ - من أمثال الضحايا الأبرياء الذين فقدناهم قبل عشر سنوات - يذكّروننا بأننا رغم ما بيننا من أي اختلاف في الأعراق والأجناس والأصول والمعتقدات، يجمعنا كلنا معا رباط من الأمل المشترك بأننا قادرون على جعل العالم مكانا أفضل لهذا الجيل ولأجيال المستقبل. فهذه هي التركة الباقية التي يجب أن تدوم من الذين فقدناهم.

إن الذين هاجمونا يوم 11 سبتمبر إنما أرادوا أن يدقّوا إسفينا بين الولايات المتحدة والعالم، وقد فشلوا. فنحن في هذه الذكرى العاشرة متحدون مع أصدقائنا وشركائنا في تذكّر كل الذين خسرناهم في هذا الكفاح. وها نحن في ذكراهم نجدد تأكيد روح الشراكة والاحترام المتبادل اللذين نحتاج إليهما لإقامة عالم يعيش فيه كل الناس بكرامة وحرية وسلام.

* رئيس الولايات المتحدة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 09, 2011 12:07 pm

السلام عليكم،


عجبي!..يصدق فيه المثل القائل: " أسمع كلامك أصدق وداني، أشوف عمايلك أستعجب"..


تتحول "الشَّــرَاكَــةُ"...إلى شَرَكٍ (مَصْيَدَة) يتمتع هذا "الأوباما" فيه بمصالحه الخالصة، مصالح إمبراطوريته الأمريكية..

يتحول "إتحاده مع الشركاء"..إلى وسيلة لفرض العصا الأمريكية لمحاربة "أعداء أمريكا" و "أعداء الإنسانية"..

و حربه (لن أصفها أو أنعتها)، هي ضد الـ (داتا بيز) و ليست "ضد الإسلام"!..كأنما بَرَّأَنَا الملهم، هذا "الأوباما"، و بَرَّأَ الإسلام من تُهَمٍ، حاشا لله، تلتصق به إلتصاق الجلد بالعظم..

و..و..و لا أزيد، هذا "الأوباما"، صاحب الكلام المعسول و الفصاحة الفضفاضة..سمِعناه و في مكره باللَّيل و النهار، مع "أصدقائه"، خَبِرْنَاهُ، فهل من معتبر؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 10, 2011 10:52 pm

السلام عليكم،


الـطَّـرِيـقُ إِلَى فَـلَـسْـطِـيـنْ.. مَـا الـعَـمَـلُ؟




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 1_1082992_1_34

زياد منى



السبت 12/10/1432 هـ - الموافق 10/9/2011 م (آخر تحديث) الساعة 15:24 (مكة المكرمة)، 12:24 (غرينتش)

الرابــط: الجزيرة.نت- وجهات نظر-




مع اقتراب تاريخ إعلان سلطة رام الله قيام دويلتها العتيدة هذا الشهر، للمرة العاشرة بعد الألف العاشرة، تبدو فلسطين أبعد في هذه الأيام، وأن الاقتراب منها كمن يقترب من الأفق.. والأفق، كلنا يعرف، خط وهمي يرسمه الناظر، كلما اقترب منه ابتعد عنه.

واقع الأمر، أن هذا العمل، إن تم حقًا، ومعظم قرارات تلك القيادة هي وعيد أكثر منه وعود، فسيلحق أضرارًا إضافية بالقضية لأنه يكشف تعري سلطة رام الله من آخر أوراق التوت التي كانت تدعي التمسك والإمساك بها، بتخليها عن "حق العودة"، وكالعادة، من دون مقابل.
وإزاء حالة الإحباط الفلسطينية المحيطة، وكون "الربيع العربي" محاصرًا الآن بين برودة شتاء قارس وعاصف ولهيب صيف وجفافه، ثمة حاجة ماسة لإيلاء قضية العرب المركزية، قضية فلسطين، انتباهًا خاصًا ومنحها ما تحتاج إليه من رعاية وعناية، بعيدًا من الاتكال على الغير ومقولة "الحتمية التاريخية، لكننا سنعود إلى هذه لاحقًا.

ما العمل؟، يسأل كثيرون.

لا شك في أن الطريق إلى فلسطين الجديدة، الحرة حقًا، مليء بكثير من الألغام وبصعوبات جمة، بل قد يبدو للبعض أنه مغلق بسبب رجحان كفة القوى "الظاهري" المعادية لهذا الهدف الوطني والقومي.

عند دراسة تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية منذ عام 1965، وتحديدًا بعد "الخروج" من الأردن والانتقال إلى لبنان ونبذ طريق الثورة والانغماس في "عملية التسوية"، يتأكد المرء من أن أسباب الهزيمة لم تكمن أبدًا في تقصير الشعبين الفلسطيني (واللبناني)، بل وكل شعوب أمتنا العربية وامتناعهم عن العطاء من أجل القضية (تفاني الفدائيين في معركة الكرامة عام 1968 أثار حماسة عربية جارفة حتى دفع أميرين من الكويت لترك الحياة الراغدة في بلادهما وقصورهما وانضما إلى فتح)، ولا في كون العدو كلي القدرة حيث أذله مقاتلو حزب الله في جنوبي لبنان عام 2006.

السبب الأول للهزائم المتتالية التي لحقت بنا كمن في أن القيادة تقليدية قاصرة وغير مؤمنة لا بشعب ولا بكفاح مسلح، همها الأول والأخير المحافظة على مواقعها "القيادية" أيًا كان الثمن. قيادة ابتلي بها شعبنا المغلوب على أمره، على درجة من النرجسية وجنون العظمة منقطعتي النظير.

إن ابتعاد القيادة عن الإيمان بالشعب وبمقدراته الهائلة، التي تتجلى في أيامنا هذه بأبهى صورها في انتفاضات شوارع مدننا وقرانا العربية، جعلها لا تترك طريقًا للهزيمة إلا واندفعت فيه بحماسة جنونية، وتجنبت طرق أبواب طريق نصر واعد. بل إنها منعت الغير من خوضه فكفّرت معارضيها وخونتهم، وكانت التهمة جاهزة دومًا: عميل لسوريا، عميل لليبيا، عميل للعراق (لكن الأمر انتهى بها إلى التحالف معه، ذيليًا، في مغامرته الجنونية الظالمة في الكويت التي لم تجلب للعرب سوى الكوارث)، لكنها لم تتهم أحدا يوما ما بـ"العمالة" لنظام كامب ديفيد وغيرها من الأنظمة المستسلمة.

الطريق الأقصر المؤدي إلى فلسطين يبدأ بالاعتراف بأننا الآن في مرحلة الهزيمة، مهما حاول البعض إظهار على العكس. ووجب أيضًا الاعتراف بما ارتكبناه من أخطاء أوصلتنا إلى ما نحن فيه من ضياع. ويلي ذلك تعريف تلك الأخطاء كي نتجنبها.

ذروة الفشل والهزيمة الفلسطينية كان عام 1974 عندما تبنت الحركة الوطنية ما سمي "البرنامج المرحلي/ برنامج الحد الأدنى"، أي كونه مرحلة على طريق تحرير فلسطين. هذا تحول، بديهيًا، إلى برنامج الحد الأقصى، أما الحد الأدنى الذي تقبل به قيادة الهزائم فلا قاع له.
قيل: من يتنازل عن حبة تراب من وطنه فإنه على استعداد للتنازل عنه كله.

انطلاقًا من هذا، فإن أي عمل يجب ألا يحيد عن الهدف الوطني وهو تحرير فلسطين وإقامة الدولة العربية الحرة فعلاً، أي التي يتساوى فيها سكانها في الحقوق والواجبات.

التحول من برنامج "الحد الأدنى" إلى "الحد الأقصى" سببه عدم تعليل أسباب الأخذ به. حقيقة الأمر أن تبني القيادة الفلسطينية للبرنامج تم استجابة لسياسة التسوية التي فرضها أنور السادات، والقيادة الفلسطينية كانت ولهة به إلى أن استبدلت واشنطن وتل أبيب به.

لقد حذرت شخصيات وطنية فلسطينية في الماضي من انحراف القيادة، لكن عصبيتنا الجماعية منعتنا وقتها من الإنصات بهدوء لكل التحذيرات التي كانت تطلق، إلى أن وقعت الكارثة الوطنية المعاصرة، وعدنا بنضالنا عقودا إلى الوراء.

القائد العام قال أمام وفد فلسطيني: الدولة في جيبي. عندها خاطبه الراحل إدوارد سعيد: أرنا إياها!.
وقيل إنه قال، ردًا على جورج حبش الذي اتهمه بأنه يريد دولة (ولو على مزبلة في أريحا): عاوز دولة ولو على ظهر حمار!.

أي تحرك جديد للشعب الفلسطيني عليه الاستفادة من التجارب النظرية والتطبيقية، وتفادي الخوض في نقاشات إشكالية عقيمة، وأولها الفكرية. لذا وجب الاتصال بمن تبقى من شخصيات فلسطينية شاركت في صناعة مشروع الثورة (فتح وغيرها) والاستماع جيدًا إلى ما لديها (التجارب المكتوبة معظمها بقلم قادة الهزيمة ولذا فإنها أكاذيب وتضليل ومديح للذات).

قلنا: "مشروع ثورة" لأنه لم تكن هناك ثورة فلسطينية إطلاقًا. حتى عام 70/1971 كان هناك مشروع ثورة، وما تلي ذلك "أكذوبة فلسطينية اسمها ثورة"، من دون أن يعني هذا التقليل بأي حال من الأحوال من تضحيات شعبنا الجسام، التي استغلتها القيادة للهرولة في طريق التخلي عن فلسطين.

كما أهملت القيادة الفلسطينية، وعن وعي وسبق إصرار و"ترصد"، الحركات الوطنية في العالم العربي، وفي الأردن على نحو خاص، حيث عملت معها بعقلية الهيمنة؛ القيادة الفلسطينية مارست تلك العقلية في تعاملها مع كل الحركات الشعبية ومنها على سبيل المثال تجربة "الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية" التي قادها القائد العربي الراحل كمال جنبلاط، حيث حولتها إلى "الجبهة العربية المساندة . ."، ثم ألحقت بها شعار "يا وحدنا" لتسويغ استسلامها، و"القرار الوطني الفلسطيني المستقل" والذي ثبت أنه مستقل فقط عن إرادة الشعب الفلسطيني وأبناء الحركة.

المطلوب إذًا الالتحام العضوي بين أي حركة وطنية فلسطينية جديدة مع الحركة الوطنية في الأردن (أو الحركة الوطنية الأردنية إن شاء البعض). هذا أمر طبيعي لأسباب تاريخية وجغرافية بديهية ليس ثمة من حاجة إلى تأكيدها هنا.
والمطلوب أيضًا توحيد العمل الوطني الفلسطيني في كل من فلسطين المحتلة عام 1948 وعام 1967 وفي الأردن. توحيد العمل المشترك، مع الأخذ في الاعتبار، الظروف المختلفة في كل منطقة جغرافية. القيادة الفلسطينية، أهملت شعبنا في "إسرائيل"، ولم تتذكره إلا مرة واحدة عندما سعت لدفعه للتصويت إلى هذا الحزب الصهيوني أو ذاك.

ووجب الاتصال بالقوى اليهودية المعادية للصهيونية في فلسطين المحتلة وخارجها والسعي للتنسيق معها، ونقصد في المقام الأول اليهود العرب (المزراحيم)، ولكن ليس هم فقط. نقول هذا عالمين بعصبيتهم الحالية ومعاداتهم المحمومة لنا، لكنهم يحملون في داخلهم عواطف وجذورا عربية وجب مخاطبتها ومحاولة استمالتها، مهما بدا ذلك صعبًا الآن.

الهدف تشكيل جبهة عريضة معادية للصهيونية العنصرية التي هي عقيدة أوروبية "أشكناز" في المقام الأول. والظن بأن تحرير فلسطين من دون مشاركة المزراحيم والقوى اليهودية المعادية للصهيونية ضار.

والمطلوب أيضًا اللقاء مع القوى والشخصيات اليهودية و"الإسرائيلية" المعادية للصهيونية، أي التي تتبنى برنامج قيام فلسطين الحرة مكان الكيان الصهيوني، سواء من منطلق فكري أو ديني أو غير ذلك.
وجب دراسة تجارب تلك القوى والشخصيات والتعلم منها والتعامل معها على أنها شريكة في عملية التحرير، وليس من منطلق انتهازي، لأن فلسطين الجديدة ستكون في نهاية المطاف مختلطة السكان من فلسطينيين مسلمين ومسيحيين ويهود عرب استعادوا هوياتهم القومية.

نعم، لقد طرحت القيادة الفلسطينية مبدأ الاتصال بالقوى اليهودية المعادية للصهيونية في برامجها، لكن من باب الالتفاف على قرار حظر الاتصال بالقوى الصهيونية حيث تحول ذلك المبدأ إلى (الاتصال والتنسيق مع القوى الصهيونية فقط).

لا شك في وجود مداخل وطرق كثيرة أخرى للنضال الوطني سيتعرفها المشاركون في ولادة حركة وطنية فلسطينية جديدة، من أجل فلسطين جديدة، وكل ما طرحناه هنا أفكار رئيسة ليس أكثر.

إن وجود شعبنا الثابت في الوطن المحتل، وتجاربه النضالية الكبرى في الانتفاضتين، وانكشاف القوى الفلسطينية المستسلمة، داخل سلطة رام الله وخارجها، عوامل تشكل جميعها معينًا لا ينضب ودروسًا تاريخية وجب الاستفادة منها لتحويل الهزيمة إلى نصر، والتخاذل إلى نضال.

نحن نتحدث هنا عن تحرير فلسطين من منطلق "الحتمية التاريخية"، لكن ليس من خلال وهم وجود شيء بالاسم، ولكن من إدراك أنه (ما ضاع حق وراءه مُطالِب).

الحتمية التاريخية تحصل عندما يعمل صاحب الحق بجد وأمانة ونكران ذات من أجل تحصيله أو استعادته. لقد أبيدت شعوب من قبل وتمزقت أمم وهَزَمَ الباطل الحق في مختلف بقاع العالم، لأنه لم يوجد من يعمل من أجل إحقاقه "أو لأنه لم يمتلك القوة المطلوب توافرها لمواجهة التحديات".

لكن تمكن شعوب أمتنا العربية من تحطيم جدار الخوف في كثير من بلادنا وأوطاننا المظلومة واعد، ودليل على حيوية هذه الأمة العتيقة الضاربة جذورها في أعماق أراضينا.

قد تبدو هذه الأفكار مثالية أو خيالية، ولكن التغيير يبدأ دومًا بحلم جميل نقي وطاهر.

لنتذكر أن الغزو الاستعماري الحالي ليس بالأول. فلقد جاء إلى وطننا العربي كثير من الغزاة والمغامرين والطامعين وجحافل القتلة وقطعانهم، وفي كل مرة هزمناهم وطردناهم. فقد مر على بلادنا المحتل الفارسي المجوسي والغزاة الإغريق والرومان بالإضافة إلى الفرتيين الوثنيين، ثم جاءت بيزنطة والصليبيون الفرنج وقطعان التتر والمغول، ومن بعدهم جاء المستعمر الغربي الإنجليزي والفرنسي والإيطالي والإسباني والبرتغالي، ثم جرب الأميركيون حظوظهم، وكان على كل من وطئت قدماه أرض بلادنا ورغب في البقاء فيها، التمثل والانصهار في الحضارة العربية الإسلامية، ومن لم يرق له هذا كان عليه الرحيل، طردًا.

مهمة استعادة بلادنا العزيزة إلى قلب كل عربي، وتأسيس فلسطين الجديدة، الحرة حقًا، تحتاج إلى قيادة وطنية جديدة، مبادِرة، تتجنب خطيئة تكرار تجاربنا العقيمة ومتحررة من عُقَدِنا وآلامنا التي لم تنجب سوى المرارة من تجربة واعدة كانت تتهاوى أمام أعيننا، وهزيمة تطاردنا عند كل مفترق طرق نضالي، ولم نكن قادرين على وقفها أو حتى إبطائها.

كل ما حصل من محاولات في الماضي كان ردات فعل وليس أفعالا، قادها أشخاص ملوثون بكل سلبيات الحركة الوطنية الفلسطينية، وكثر منهم كان محركهم وهمهم المنصب والظهور لا غير. أغلبهم غلبوا مصالحهم الخاصة على الوطني العام، فكانت الهزيمة النتيجة الحتمية.

السعي لتأسيس حركة وطنية فلسطينية جديدة يجب أن يستفيد من ثغرات كثيرة في أجساد الأعداء، وجعل نقاط ضعفهم مصادر قوة للتغيير من أجل مستقبل أفضل لكل سكان وطننا. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المصدر: الجزيرة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 11, 2011 11:17 am

السلام عليكم،


كَـيْـفَ تَـضْـمَـحِلُّ الإِمْـبـرَاطُـورِيَّــاتُ



دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 1_1083771_1_34

أحمد الشيخ




الأحد 13/10/1432 هـ - الموافق 11/9/2011 م (آخر تحديث) الساعة 0:06 (مكة المكرمة)، 21:06 (غرينتش)

الرابــط: الجزيرة.نت - وحهات نظر -





قبل عشر سنين بالتمام والكمال في غرفة أخبار الجزيرة القديمة الصغيرة "الدافئة", نظرت فرأيت على شاشة "سي إن إن" الدخان يتصاعد أسود من أعلى أحد أبراج مركز التجاري العالمي, فسألت الزملاء الصحفيين عما يحدث, فقالوا لا شيء حتى الآن على وكالات الأنباء ومع ذلك طلبت, وأنا يومها مشرف التحرير المناوب, من منتهى الرمحي وكانت يومها المذيعة الموجودة في الغرفة, أن تهرول إلى ذلك الأستوديو الصغير "صاحب الأمجاد" لننقل ما تنقله "سي إن إن" وقد كان بيننا اتفاق يتيح لنا أن نأخذ صورها وبثها.

دقائق قليلة وجاءني كبير المخرجين يومها جاسم المطوع ليقول, ثمة في الصور طائرة تخترق البرج الأول وأخرى تتبعها تخترق البرج الثاني.
وتتالت المشاهد وازدادت قتاما إلى أن تهاوى البرجان, وتهاوى معهما عالم وانداحت الدنيا في دوامة ما زالت تبتلع, مثل ما يفعل الثقب الأسود بمادة الكون, الإمبراطوريات والدول والشعوب والأفراد بالملايين.

أُخِذَ جورج دبليو بوش ودهاقنة, بل قل أشرار اليمين المحافظ في العاصمة واشنطن على حين غرة. فلم تكن الإمبراطورية المتلفعة بمحيطيْن هائلين تتوقع حتى في أكثر كوابيسها جموحا أن تُضرَب هكذا, وهي صاحبة الجبروت التي حسمت حروب الدنيا الكونية ونزلت على القمر وتباهت مثل قوم عاد بقوتها وبطشها.

نُقِل بوش وطاقمه إلى مكان سري, ثم عاد ليعلن الحرب على الإرهاب وليجعل من الإسلام والمسلمين والعرب كبش فداء يريق دمه على مذبح كرامته المهدورة.

نعم, لقد قتل آلاف الأبرياء في مركز التجارة العالمي ومن ركاب الطائرات المخطوفة, في جريمة بشعة أرهبت الناس وأدمت القلوب وفجعت النفوس حتى لا يقولنّ موتور, إذ يقرأ هذا المقال, إنه تشف أو إحياء إيجابي لذكرى كارثة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

أذكر يومها ونحن نغطي التطورات على مدار الساعة, وقد تحولت الجزيرة وغرفة أخبارها الصغيرة إلى قبلة عالمية يؤمها الصحفيون من كل أنحاء الدنيا, أذكر أن كل وسائل الإعلام الغربية والعالمية انبرت تدين الجريمة, وتتغنى بأمجاد أميركا وحُلُمِها, والويل الويل لمن يخالف أو يحاول أن يتساءل عن الأسباب والدوافع التي أدت إلى تلك الهجمات, مثل صحيفة "الغارديان البريطانية" التي أتاحت الفرصة وحيدة للكتاب العرب والمسلمين ذوي الرأي المختلف كي يخوضوا في أسباب كراهية أميركا في عالمهم, ومثل الجزيرة التي ما جبنت, ونقلت للعالم ما يقوله بن لادن وهو يعلن مسؤوليته عما حدث ويتوعد بالمزيد, وقد فعل.
وانبرى كل المنافقين ومن في قلوبهم مرض يسارعون فيهم, مؤكدين ولاءهم لأميركا وهم يرتجفون أمام زبد جورج دبليو بوش وسَوْرة غضبه. وهؤلاء هم من فتحوا زنازينهم ومعتقلاتهم ومطاراتهم أمام أميركا, لتطارد كل المشتبه فيهم, وتنقلهم إلى سجونها وسجون المتطوعين المرتعدين منها. وكثير من هؤلاء عرب لا تجد لولائهم للإمبراطورية حدودا, وإن كانوا من دعاة القومية واليسار في بعض الأحيان.
أُخمدت ألسنة اللهب واختفى البرجان من وجه الأرض, وتحول مكانهما اليوم إلى تذكار يؤمه الأميركيون وغيرهم ليتذكروا, إن كان لهم قلوب أو ألقوا السمع وهم شهود.

لكن, هل خبا الألم الذي صبه بوش وزبانيته وما زالوا يفعلون, رغم تغير الألوان والوجوه في البيت الأبيض, هل خبا سعيره المتقد كالحميم في نفوس ملايين العراقيين والأفغان والباكستانيين؟

كثيرا ما كان كبار الصحفيين الأميركيين وأعضاء في الكونغرس يزورون الجزيرة, ويسألوننا لماذا نذيع أشرطة بن لادن, ولماذا تأخذ الجزيرة خطا مغايرا لما مضت عليه أغلب صحف العالم ووسائل إعلامه, التي رفعت رايات مكافحة الإرهاب واستبدلت قوانين الوطنية الأميركية بقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة, التي نقسم على احترامها من توازن وتعدد في الآراء ودقة في الطرح والمعلومات.
قلة منهم حاولوا أن يبحثوا في دهاليز سياسات إداراتهم المتعاقبة, عن أجوبة لما يستشعرونه من بغض لسياسات أميركا لدى شعوب كثيرة. وحين كنت أقول لأحدهم حين يسألني عن أسباب كره أميركا, رغم اعتراضي على وصف مشاعر المسلمين والعرب تجاه الأميركيين بالكره, عليك أن تبحث عن الإجابة بنفسك بمراجعة سياسات وتصرفات الإمبراطورية, كان لا يحير في غالب الأحيان جوابا.

لقد انقضت سنوات عشر منذ واقعة الحادي عشر من سبتمبر الرهيبة, ومنذ ما تلاها, وكان أشد رهبة وقسوة وأكثر سفكا للدماء, وما أظن أن أغلب أولئك الذين طرحوا السؤال السالف الذكر حاولوا أن يجدوا له إجابة. وإن وجدوها يتعامَوْن عنها وينكصون على أعقابهم بين المحيطيْن وفي أرض الأحلام الآخذة في التبدد.
لو كنت أميركيا, لراجعت سياسة بلادي منذ أن أنشأ الغرب إسرائيل في المنطقة العربية, مستعينا بتبعية وبتخاذل حكامنا إذ ربما وجدت الجواب على ذلك السؤال, فأن تكون مع إسرائيل "معتدى عليها" مختلف عن أن تكون معها وهي معتدية.

وحين كنت أقول لزوارنا من الصحفيين الأميركيين وأعضاء الكونغرس وبعض المسؤولين الآخرين, إن على أميركا, إن أرادت معرفة الجواب, أن تنظر إلى سياستها تجاه إسرائيل والعرب كان بعضهم يقول إن القضية الفلسطينية لم تعد, خاصة بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفد, هي الهمَّ الأساس للشعوب العربية. إنه الوهم الذي زرعته وسائل الإعلام المتصهينة في نفوسهم, مع أن قلوب بعضهم تستيقن أن الانحياز لإسرائيل هو مُشَكّلُ الوعي العربي ليس بموقف الولايات المتحدة فحسب, بل بمواقف دول الغرب مجتمعة. وإلى أن يدرك الأميركيون والغرب عموما هذه الحقيقة, فإن الإنسان العربي لن يثق بأميركا ولن يغير شكوكه تجاهها.

لقد كان بعض زوارنا يقولون, ردا على ذلك إن ما يقوله الحكام العرب للأميركيين في اجتماعاتهم وراء الأبواب المغلقة مختلف. إذ يؤكد هؤلاء الحكام للأميركيين أن الشعوب العربية تثق بالولايات المتحدة وتتطلع إليها, وأن القضية الفلسطينية شأن فلسطيني ولم تعد شأنا قوميا عربيا. وإني لأصدق أولئك الأميركيين, فلا شيء مستهجن عن حكام مُنْبَتّين عن شعوبهم, متمسكين بكراسيهم ولو في بحر من دماء الأبرياء, ودون من يشك في ذلك صنعاء ودمشق وطرابلس الغرب وقبلها تونس ومصر.

لو كنت أميركيا لسألت جورج بوش الابن: هل عاد وضع الإمبراطورية كما كان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها من حرب على الإرهاب؟

أين أنت يا سيدي الرئيس؟ تقيم في مزرعة أسرتك في تكساس وتنام قرير العين!! دعني أسألك بسذاجة, كما قد يتهمني المؤمنون بضرورات القسوة والبطش في عالم السياسة, كيف تنام؟ بل كيف ينام أقطاب اليمين المحافظ الذين قادوك في حربك ولم تَقُدْهم, إذ كان واضحا أن قدراتك الثقافية واللغوية هي الأدنى بين كل من حكموا أميركا قبلك؟

إلامَ آلت حربك على الإرهاب؟ دعنا نبدأ من داخل أميركا نفسها في محاولة للإجابة. أزمة مالية خانقة واقتصاد يغالب الركود, ولولا الديون التي تحرك نبض الحياة في قلب الخزينة لتهاوى في غياهب ركود أسوأ من كساد 1929, يوم أن كانت أميركا بحق أرض الحلم المتجدد والمستقبل الواعد. مع أنك يا سيدي الرئيس ورثت من بيل كلينتون خزينة متخمة بفائض مقداره خمسة تريليونات دولار, تكدست إثر انتهاء الحرب الباردة وأفول الاتحاد السوفيتي!

هل كنت يا سيدي الرئيس تتوقع, حتى في الحلم, أن ترى يوما أميركيين ينصبون في الحدائق العامة خياما مثل خيام الفلسطينيين؟ أو لا يجدون من ينقذ منازلهم من براثن صناديق التحوط والبنوك؟ وهل كنت تتوقع أن ينقسم الأميركيون بمثل ما انقسموا حيال انتخابك لفترة ثانية, وأن يصل الأمر إلى حد الاتهام بالتزوير وإعادة فرز الأصوات كما لو كانت أميركا من دول العالم الثالث؟

أما في العالم الذي جعلته أميركا عالمها في القرن العشرين وآلت على نفسها أن يظل كذلك في القرن الحادي والعشرين فانظر من حولك. ورطة في العراق واستعداد للانسحاب بعد قرابة خمسة آلاف قتيل وثلاثين ألف جريح, ولولا أرباب العشائر وصحواتهم السيئة الصيت والسمعة في مناطق العراق المقاوِمة, لكنت أنت من أمر بانسحاب القوات الأميركية وليس باراك أوباما المثقل كاهله بتركتك.
أما في أفغانستان التي اندفعت إليها ظانّا أنها ستكون نزهة وليلة أنس على أنغام القصف, فها هي إمبراطوريتك تواجه ما واجهته سابقاتها من الإمبراطوريات من هزيمة على أرض الأفغان. وإن كنت في شك فدونك الإسكندر العظيم وأباطرة فارس والإنجليز والسوفيات وكأن لأفغانستان ضحية من الإمبراطوريات في كل قرن.
وإسرائيل التي برأتها من كل ذنب أو اعتداء فانظر إليها يتلازم ضعفها مع ضعف إمبراطوريتك, وما حرب لبنان وغزة منك ببعيد.
أما أولئك الحكام العرب الذين كنت أنت وكل رؤساء أميركا تملون عليهم ما تريدون, فانظر إليهم يكادون لا يجدون في أطراف الدنيا ملاجئ أو مغارات أو أسِرة يلوذون بها وشعوبهم تصدر عليهم أحكامها العادلة.

قبل عشر سنين, خرج علينا كتاب وصحفيو المال لينعقوا بالويل والثبور لكل من لا يطأطئ رأسه أمام جبروت بوش وآلته العسكرية الهائلة, ووقف العالم جامدا لا يقوى على شيء, اللهم إلا مقاتلو طالبان المتهمون بالتخلف, وقفوا يقاتلون بما استطاعوا إعداده, أو ما تبقى لديهم إثر احتلال بلادهم وها هم يقلبون السحر على الساحر.

ترى ماذا كان سيحدث لو أن كل العراقيين اختاروا المقاومة في الأساس ولو أن من اختاروها منهم لم يُطعنوا في ظهورهم من أهلهم؟
قبل عشر سنين, ومنذ خمسة عشر عاما, ظلت الجزيرة وحيدة تنقل أخبار وصور عمليات المقاومة, وتدافع عن الصحافة المتوازنة, واختار كثير من العرب الذين يخشون أن تصيبهم دائرة من الغرب اختاروا أن يسارعوا فيه, بل إن بعضهم حرض على قصفنا عله يفوز بالرضا.

وظهرت قنوات ومؤسسات لا تستحي أن تكون بوقا للغرب وأميركا بالذات, وتقف في الخط المناهض للأمة ومصالحها.
كان زوارنا من الغربيين والأميركان لا يريدوننا أن نستعمل كلمة شهيد في وصف من يسقطون برصاص الاحتلال الإسرائيلي, فحذا حذوهم المتماهون معهم من القنوات الناطقة بالعربية وأدانونا في منتدياتهم لأننا نستعمل الكلمة.

هل كان ديك تشيني ودونالد رمسفيلد وبقية زبانية اليمين الأميركي من المحافظين الجدد, وأتباعهم من العرب, يظنون أن العالم بعد عشر سنوات من ارتفاع دخان برجي التجارة واندلاع الحرب على الإرهاب, سيكون مختلفا عما ألفوه أو خططوا له؟

خططوا لشرق أوسط جديد يتماهى معهم وتصفى فيه القضية الفلسطينية, فوصل قطار السلام المزعوم إلى طريق مسدود رغم حماسة ركابه من المفاوضين الفلسطينيين.

خططوا لعالم عربي يواصل طريق الخنوع والطاعة, فها هو يثور.
خططوا لقرن آخر من الهيمنة الأميركية, فها هو يتفلت من بين أيديهم إذ تنتقل مراكز القوة من الغرب إلى الشرق.

من حقهم أن يخططوا, ولكن بعد عشر سنوات من كارثة سبتمبر, من حقنا نحن الشعب العربي أن نطالب حكامنا وكلهم كانوا في الحكم يوم وقعت الكارثة بأن يفسحوا المجال لغيرهم فنساؤنا لم يصبحن عواقر يوم ولدتكم أمهاتكم يا قوم.

المصدر: الجزيرة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 12, 2011 10:20 am

السلام عليكم،


مِـنْـخَـلُ مَــاءْ



دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Auton295-801c4

يوسف أبو لوز




الأربعاء 7 أيلول (سبتمبر) 2011 par

الرابــط: الموقف - مقالات الرأي -





ليت أن شيئاً من الربيع العربي كان فلسطينياً، ولو بالقليل من الزهور.

الشعب يريد الشعب ..

الشعب يريد إسقاط «إسرائيل».

الشعب لا يريد دولة أكبر بقليل من مقاطعة، ولا دولة أصغر من فكرة، وكان محمود درويش يقول «ما أوسع الفكرة .. ما أصغر الدولة»، مع ذلك ما زال بعض صنّاع الخطاب السياسي الفلسطيني ينخلّون الماء.

العدمية والعبث ليسا تيارين فكريين أو وجوديين، اخترعهما الفلاسفة والشعراء فقط، بل هناك من السياسيين من هو عدمي بالكامل وعبثي أو «عابث» بالكامل أيضاً، والبعض حالم سياسي، وآخرون رومانسيون سياسيون، وهناك طفولة ومراهقة سياسيتان أيضاً، وهي أوصاف تنطبق على الفنون، لكن كارثية هذه التوصيفات في الحقل السياسي أكثر بؤساً وأكبر دماراً، ليس على الإنسان فقط، بل على تاريخ الإنسان ومستقبله.

قبل عقود كان الفلسطيني يركض وراء السراب ظناً منه أن الرقعة المتلألئة من بعيد هي صفحة ماء، «أي السلام»، ولكن القوي لا يعطيك الماء والخبز والطمأنينة إلا إذا كنت قوياً مثله، على الأقل، كي تكون رواية الماء والسلام رواية واقعية، أو على الأقل ليست من قبيل العدم والعبث.

اليوم، ومن قلب الربيع العربي، ثمة خريف لا يحبّه لا السياسيون ولا الشعراء، خريف ساطع البياض وساطع الوضوح، حيث تتساقط أوراق العنب عن الأشجار وعن الأجساد معاً.

إنه «خريف البطريرك» الذي زالت عنه ومنه هيبة «الثائر» الذي استبدل ثياب الخندق بربطة عنق، وخرج عن النص الواقعي ليذهب إلى النص المتخيل.

ولكن لماذا كل هذه السوداوية؟ فالمخيلة واقعية أحياناً والحلم أقصر الطرق إلى الفردوس المفقود.

عبدالناصر، تيتو، غاندي، هوتشي منه، جيفارا، وحتى لوركا والمتنبي وأراغون وبورخيس وغيرهم المئات «من زرد ظهر الحياة» .. ألم يكونوا حالمين كباراً؟

كانوا حالمين تماماً، ولكنهم أكثر من ذلك كانوا واقعيين حتى قرص الشمس، لذا لم يكونوا يغطّون الشموس بالغرابيل، ولم يكونوا يحلبون الغيوم لتهطل على الرمل ماء فراتاً.

ليت أن شيئاً من الخريف العربي لم يكن فلسطينياً .. فالشعب يريد الحياة.

الشعب يريد رمي منخل الماء على قارعة الطريق.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 12, 2011 1:06 pm

السلام عليكم،


لاَ تَـجْـلِـدُونَــا مِـنْ فَـضْـلِـكُـمْ




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Fahmy-Howaidy

بقلم: فهمي هويدي




12 سبتمبر 2011 09:43:54 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات وأعمدة -



يبدو أن إسراف المتظاهرين فى التعبير عن غضبهم مساء جمعة «تصحيح المسار» قوبل بإسراف مماثل فى الإدانة والتنديد من جانب السلطة. وإذا كان الأولون يعذرون فى بعض الممارسات ويعاتبون على بعض الممارسات فى تلك الليلة، فإن إسراف السلطة فى التقريع والتنديد يثير الدهشة ويبعث على الحيرة.

إذا صحت قراءتنا للبيان الذى ألقاه وزير الإعلام أمس الأول فى أعقاب الاجتماع المشترك للمجلس العسكرى مع الحكومة، فإن مسألة التظاهر ضد السفارة الإسرائيلية واقتحام بعض مكاتبها هى القضية المحورية التى أثارت الانفعال واستدعت الحديث عن تهديد هيبة مصر وسمعتها، وعن المحنة الخطيرة التى يواجهها الوطن.

لست مع اقتحام مكاتب السفارة الإسرائيلية، لكننى أرى فيما حدث من اقتحام وانزال للعلم وتحطيم للسور وترديد هتافات عدائية ضد الإسرائيليين ومن لف لفهم، تعبير رمزى عن كم البغض الذى يكنه الشعب المصرى للسياسة الإسرائيلية خصوصا بعد قتل المصريين الستة مؤخرا، علما بأن كل ما فعله المصريون الغاضبون لا يمكن أن يقاس أو يقارن بما يفعله الإسرائيليون بالفلسطينيين علما بأن الممارسات والجرائم التى ترتكب بحق الفلسطينيين تعد طقسا يوميا، كما أنها أكثر جسامة وأعمق أثرا مما أقدم عليه المتظاهرون المصريون فى كل تجليات غضبهم.

لم أفهم لماذا أثيرت مسألة هيبة الدولة فى البيان، لأننى أزعم أن قتل العسكريين المصريين الستة برصاص الجيش الإسرائيلى فى 20 أغسطس الماضى مع سبق الإصرار والعمد، ينال من هيبة الدولة المصرية، بأكثر مما ينال منها اقتحام بعض الشبان الغاضبين لمكاتب السفارة الإسرائيلية وتعارض ذلك مع اتفاقيات جنيف. التى لم تحترمها إسرائيل يوما ما، وإنما تخصصت فى إهدارها والاستهتار بأحكامها.

ان إسرائيل التى نؤِّنب أنفسنا ونجلد ذواتنا لأن بعض شبابنا اعتدوا على مكاتبها، هى ذاتها التى انقضَّت على سفينة الإغاثة التركية «مرمرة» وتعمدت قتل تسعة من أبنائها، رغم أن السفينة كانت فى المياه الدولية ولم يثبت أنها حملت سلاحا من أى نوع، الأمر الذى اعتبرته الحكومة التركية إهانة لها، واتخذت بحق إسرائيل عدة إجراءات حازمة عقابا لها.

كان يمكن بدورنا أن نعرب عن الأسف لأن بعض شبابنا ارتكبوا خطأ بحق السفارة التى يفترض أن تتمتع بالحصانة حسب القوانين السارية. لكننا كان ينبغى أن نقول إن ما دفع الشبان للإقدام على اقتحام السفارة، هو بالأساس كم الجرائم الإسرائيلية التى ارتكبوها ولايزالون يقترفونها بحق المصريين والفلسطينيين.

يحضرنى فى هذا السؤال سؤال أطرحه راجيا ألا «يزعل» منه أحد، هو: ترى لو أن المجلس العسكرى اتخذ موقفا حازما وشجاعا (قريبا مما اتخذته الحكومة التركية) بعد قتل المصريين الخمسة فى سيناء (السادس أسلم الروح خلال الـ48 ساعة الأخيرة)، هل كان يمكن أن ينفجر الموقف أمام السفارة الإسرائيلية على النحو الذى رأيناه؟ ــ ذلك أننى أزعم أن رد الفعل الرسمى المصرى جاء بكثير دون مشاعر الغضب والمهانة التى شاعت بين المصريين بعد إذاعة خبر قتل الجنود فى سيناء، وبالتالى فإن الجماهير المصرية تصرفت بصورة تلقائية وحاولت أن تصوب القرار الرسمى، وتوصل الرسالة إلى السلطات الإسرائيلية كاملة وغير منقوصة قدر الإمكان.

بكلام آخر فإننى لست معنيا كثيرا برأى «الخواجات» فينا، لكنى معنى أكثر بالدفاع عن كرامة الشعب الذى أراق الإسرائيليون دماء أبنائه ورفضوا أن يعتذروا عن جريمة جيشهم، علما بأن الخواجات سوف يحترموننا أكثر إذا ما تمسكنا بالدفاع عن حقوقنا، وليس إذا تهاونا وفرطنا فى تلك الحقوق.

بقيت عندى ثلاثة اسئلة هى: هل يعقل أن يتحدث البيان الرسمى عن مخطط داخلى وخارجى يستهدف اسقاط مصر وإحراجها أمام المجتمع الدولى، دون أن يحدد لنا من وراء ذلك المخطط الجهنمى؟ ثم: لماذا غاب الأمن عن حراسة السفارة الإسرائيلية أثناء المظاهرة، وبماذا يفسر انقضاضه بعد ذلك على المتظاهرين، وبماذا نفسر هذه المفارقة؟ أما السؤال الثالث فهو كالتالى: هل هناك علاقة بين إسراف البيان الرسمى فى التنديد بالمتظاهرين، وبين الضغوط التى نقلها الأمريكيون إلى الجهات المعنية فى مصر، وإنذارها بأنها ستواجه عواقب وخيمة إذا لم توفر الحماية الكافية للسفارة الإسرائيلية كما ذكرت صحيفة «هاآرتس» أول أمس (السبت 10/9).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 14, 2011 12:33 pm

السلام عليكم،


دُرُوسْ أَرْدَوغَــانِــيَّــة




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Motaz-bdelfttah

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح




14 سبتمبر 2011 08:16:59 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات وأعمدة -




فى مادة «القيادة الإستراتيجية» أقدم للطلبة الأطر النظرية المختلفة وأطلب منهم أن يختاروا نماذج تطبيقية. فى الفصل الدراسى الماضى اختار اثنان من طلابى رجب طيب أردوغان بعد أن طالعا مقالا عن تركيا فى مجلة «السياسة الخارجية» الأمريكية. طلبت منهما أن يستعينا بزميل لى من أصول تركية حتى يساعدهما على تحديد المراجع التى تقيم فترة حكمه من وجهات النظر المختلفة.

ذهب الطالبان الأمريكيان وعادا ببحث من 30 صفحة و26 مرجعا والكثير من الإعجاب بالرجل وعدد من الاستنتاجات:

أولا: هو شخص يملك مقومات القيادة المُلهِمة للمحيطين به. فهو لا يسعى لأن يكون اللاعب الوحيد وإنما هو يرتقى بارتقاء المحيطين به بمنطق وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب وفى التوقيت المناسب.

ثانيا: هو شديد الاحترام للقانون والدستور ولم يسجل عليه حتى الآن أى ادعاءات بفساد أو تربح أو تسويد انتخابات أو مخالفة لحكم قضائى.

ثالثا: هو يعرف كيف يختار معاركه وفقا للتوقيت الذى يناسبه؛ المعركة الأولى كانت عُمودية اسطنبول والتى أبلى فيها بلاء حسنا وكانت معتركه التنفيذى الأساسى ليبنى أسلوبه فى العمل القائم على تحديد الأهداف بدقة، مع تصميم خطة عمل (action plan)، ثم تفويض الصلاحيات، ثم متابعة دقيقة للتنفيذ مع رفض أى استغلال للمنصب العام أو حتى «إعطاء انطباع» بوجود استغلال للمنصب العام، ثم إعطاء شركائه التكريم اللائق بهم أو محاسبتهم بلا مجاملة. ثم جاءت معاركه الخمس اللاحقة والتى نجح فيها بامتياز: أغلبية البرلمان، ورئاسة الوزراء، ثم معركة رئاسة الجمهورية، ثم معركة تقليم أظافر مجلس الأمن الوطنى، ثم معركة إصلاح مجلس القضاء الأعلى.

رابعا: نجاحه فى إدارة التحول الاقتصادى من اقتصاد خامل رتيب إلى اقتصاد قوى ومنافس جعل تركيا تصبح من أقوى 20 دولة فى العالم اقتصاديا وينافس معدل النمو فيها ما تحققه الصين، ويتضاعف الناتج الإجمالى التركى فى عقد واحد من الزمن. ويرتفع مستوى دخل الفرد فى تركيا 5 مرات خلال 10 سنوات، ولتنخفض نسبة الأمية إلى ما دون الـ 10 بالمائة.

خامسا: معاركه الخارجية لم تكن أقل نجاحا؛ فبقوة الديمقراطية رفض استغلال الأمريكان لقواعد تركيا، ثم ها هى أنقرة تصبح لاعبا أساسيا فى ظل حفاظها على التوازن بين العلاقات التجارية والدبلوماسية المفيدة لها مع سوريا وإيران والعرب من جهة، وبقائها عضوا فى حلف شمال الأطلسى من ناحية أخرى.

ما الفرق بين تركيا منذ 10 سنوات وتركيا الآن؟ روح القيادة عند الفتى أردوغان ورفاقه.

ما الفرق بين تركيا ومصر؟ يوجد فى تركيا آليات إنتاج أردوغان، أما مصر فهى تنتج الآن هذه الآليات سواء عبر الأحزاب الجديدة أو الانتخابات التى ستجرى أو مؤسسات المجتمع المدنى الفاعلة.

نحن بحاجة لمثله سواء أتى من أصول محافظة أو ليبرالية أو اشتراكية أو قومية: المهم أن يكون مصريا، قويا فى علمه وخبرته، أمينا نزيها فى سلوكه، محترما للقانون والدستور. ابحثوا عنه أو عمن هو مثله، ولا تخلطوا بين الشهرة والقدرة، وبين براعة الكتابة والحضور التليفزيونى وبين الخبرة الإدارية والشخصية الكاريزمية.

الكاتب والمذيع الشاطر على الورق وفى الاستديوهات ليس بالضرورة قادرا على الإدارة والفعل. بلدنا أعز علينا من أن نجرب فيها، أو أن نجعلها مطية للطموحات الشخصية لبعضنا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 14, 2011 1:34 pm

السلام عليكم،


"بلدنا أعز علينا من أن نجرب فيها، أو أن نجعلها مطية للطموحات الشخصية لبعضنا"...حتى و لو لبسوا (هذا البعض) "رداء بطولة أردوغان".


"رداء بطولة أردوغان" رفرف في سماء تركيا و أشير له بالبنان...

تأزمت علاقتها (تركيا) مع إسرائيل الطغيان، و إن لم تنقطع فضلا عن أن توجد مع هذا الكيان الغاصب..حسابات السياسة!، فاقت حسابات الإنس بل و حتى الجان..

إستحسن كل العُرْبَانِ "بطولات الفتى أردوغان" و قَلَّدُوهُ الصولجان..و أَمَّلُوا في شخصه أن يأتي بما لم يأتي به الهدهد لسيدنا سليمان (على نبينا و عليه أفضل الصلاة و السلام)..

و لكي أقطع صوت جرس هذا السَّجَعِ الرَنَّانِ (مقصود) و أختم "كان يا مكان"، قصة "الفتى أردوغان"...أما مصر المحروسة فأبطالها يجود بهم الزمان مرة، أو مرتين، ربما ثلاثا، لا يزيد..يختار (الزمان) من خصوبة هته الأرض الطاهرة فوانيس نورانية، تُشِعُّ القوة و الضوء و تنير الأفئدة قبل العقول..و مداه يضاهي الشمس و هي ترسل رداءها الذهبي على جميع الأرض..


عندي، و من الآخر، البطل هو شهيد الـ 25 من يناير..و دمه الزكي له قداسة هذا البلد الطاهر.

و "سلامة بطنك الخضرا" يا مصر العظيمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 15, 2011 7:00 pm

السلام عليكم،


مع الرائع الأديب، و المفكر الأريب، الكاتب محمد المخزنجي..نستمتع و نتأمل.



أَرْدُوغَــانْ أَمْ طَـالِـبَـانْ؟ (1)




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 %25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25B2%25D9%2586%25D8%25AC%25D9%25892

محمد المخزنجي



آخر تحديث: الخميس 15 سبتمبر 2011 - 9:00 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات و أعمدة -




أتلقى مثل كثيرين غيرى من الكُتَّاب دعوات عديدة من جهات وفاعاليات مختلفة بينها السفارات، لكننى وبعد أن أشبعت فضولى بتجربتين أو ثلاث فى قاعات فخمة ووسط أناس يبرقون، قررت أن هذه كلها لا تناسبنى، وانقطعت تماما عن تلبية أى دعوة دبلوماسية أو غير دبلوماسية، لأننى نزق وأُحس بالحبس فى هذه الأجواء، ثم إن الكلام الذى يدور بين مرتادى هذه المساءات لا يعدو كونه ثرثرة لا تفيد، وحتى الأكل لم أحسه طيبا أبدا، خاصة هذا السلمون النىء المظفلط الذى يثير قرفى بلزوجته وزفارته برغم اعتباره افتتاحية باذخة الفخامة على مثل هذه الموائد.

هكذا آخيت نفسى فاستقرت بديهية الرفض عندى لدعوات السفارات وما شابهها، لكننى عندما جاءتنى من السفارة التركية دعوة على عشاء يحضره رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، وجدتنى أرحِّب دون تردد، وكأن القبول فى هذه الحالة بديهية موازية، ليس لأننى عاشق قديم لتركيا الأرض والناس كما تشف عن ذلك أربع تحقيقات يتضمنها كتابى «جنوبا وشرقا»، ولا لأننى شغفت بتركيا منذ رسوت على شاطئ اسطنبول صيف عام 1986 ضمن رحلة بحرية طفت فيها بمعظم موانئ البحر المتوسط فوقعت فى هوى هذه المدينة دون سواها، ولا لأن أمى من عائلة «شرف الدين» ذات الأصول التركية، كما مئات العائلات المصرية غيرها، ولكن لأن فضولا فكريا شديدا ظل يتولانى تجاه معضلة توسمت فى تجربة أردوغان حلاً لها.

قبل أن أطلع على مفهوم «ما بعد العلمانية» الذى كرّسه الفيلسوف الألمانى بورجن هابرماس منذ سنوات قليلة ورفض فيه فرضية أن التحديث يتلازم مع العلمانية ويقود بالتالى إلى تهميش دور الدين، وأنا مشغول بقضية «الإيمان» حتى وأنا يسارى، وترسخت القضية عندى مع غوصى فى بحار الثقافة العلمية، فكانت عجائب الخلق وبصمة خلقتها المتكررة تلفت انتباهى فى كل الموجودات والوجودات بشكل مبهر، وكأنها أكوان داخل أكوان تنطق بوحدانية الخالق. ورأيت أن مجرد التأمل فى هذا الطيف الهائل بما يكتنفه من معجزات ومدهشات وعجائب، كفيل بطرح حتمية الإيمان لا كإشراق فقط، ولكن كملاذ من مخاوف العدمية والضياع والعبث التى تضغط على الإنسان المعاصر.

هذا فى رأى ما حدث ويحدث للمليارات من سكان كوكبنا فى العقود الأخيرة خاصة مع انتشار التليفزيون والفضائيات والانترنت، حيث صار بمستطاع أبسط الناس أن يتعرفوا على بعض معجزات هذا الوجود مما تنقله إليهم هذه الوسائط، ويكفى رؤية كوكبنا الأزرق المنير معلقا فى ظلمة الفضاء، وهى رؤية باتت متاحة لكل الناس، فحتى أجهل الناس لو عرضت عليه هذه الصورة لتلك اللؤلؤة الزرقاء الموشاة بالبياض وسط السواد الحالك لقال على الفور إنها «الأرض». كما أن ما تنقله الشاشات، المتاحة للجميع تقريبا، عن نعم ومِحن هذا الكوكب الذى نسكنه، من زلازل وفيضانات وغابات وأنهار وحقول وجبال وكائنات وبشر، بات مما يثير التأمل حتى فى أكثر الأذهان التهاءً، سواء بوعى وبلا وعى.

هذه المعرفة الكونية فى رأيى، ومعاناة قطاعات كبيرة من سكان العالم للقهر السياسى والاجتماعى من قوى الاستكبار المحلية والدولية، هى التى أدت لانفجار ظاهرة الإيمان فى العالم، ومن ثم الانتشار الواسع للتدين بعد عقود من إهمال هذا الجانب، إن بسبب عفوية التلهى بالحياة اليومية، أو بدعاوى التفكير القاصر ونظريات الأحياء المبتسرة، وفلسفات الوجود السطحى للكائن البشرى، فى السياسة والاقتصاد خاصة.

هكذا صار الإيمان اتجاها بشريا جارفا فى حياتنا المعاصرة المتفجرة بمعارف لم تكن متوافرة من قبل، وعلى عكس ما كان فى زمن الفيزياء التقليدية، لم تعد السببية كافية لتفسير ظواهر تعترض أبسط الناس فى حياتهم النفسية والجسدية والوجودية، وباتت معجزات مما فوق مستوى التصديق العقلى السائد تطرق أبواب التأمل بإلحاح، فما من أحد لا يعرف عن أعجوبة أن تلد أنثى بغير ذكر كما فى عمليات الاستنساخ، أوالتوازن الحرج لكوكبنا ضمن مجموعته الشمسية.

كان اللا شعور البشرى يكتنز ذلك كله، وينمى دافعا تلقائيا للإيمان فى داخل الأنفس حتى التى تظن أنها تتبنى موقفا ذهنيا لا دينيا، ومن ثم كان البحث عن عمق فى التدين يندفع بخليط من مشاعر الخوف والرجاء معا، وتلقف هذه الحاجة الملحة الدعاة الذين باتوا، بخيرهم وشرهم، ظاهرة العالم الملتبسة، ليس فى ديننا وحده، بل فى كل الأديان، فظاهرة الأصولية الدينية ليست وقفا على الإسلام والمسلمين، فهناك أصوليات مسيحية وأخرى يهودية وثالثة هندوسية ورابعة بوذية، وهكذا. ومن هذا التشبث بتلك الأصوليات بدأ سؤال الموقف من المُعاصرة، وتضمنت الإجابات مواجهة بين موقفى التسامح والتعصب المتعارضين. ووُلدت المعضلة.

معضلة الجزء الأخير من القرن العشرين وبداية القرن الحادى والعشرين والتى أتصور أنها ستمتد إلى عمق هذا القرن بموازاة عجيبة للتطورات المعرفية الحداثية المدهشة، وقد باتت هذه المعضلة ترتجى حلا خاصة بعد أن راحت تعبر عن نفسها فى صدامات دامية داخل القطر الواحد، وبين الأقطار، بل عبر القارات، كما فى أحداث 11 سبتمبر التى لا أعتقد أنها من صنيع القاعدة، أو على الأقل ليست القاعدة منفردة فى صنعها. وهى أحداث تلبس قناع صدام الحضارات، الذى بشر به الباحث الأمريكى هنتنجتون، وهو كما كثيرين من المفكرين الأمريكيين، يروجون للظاهرة أكثر مما يبحثون فيها، بل يمهدون لصناعتها وظهورها أحيانا. وكان هناك من يشعل النار فى الهشيم بدوافع تعصبية حاقدة على الجميع، خاصة على المسلمين، كما يرشح من تحريضات المستشرق الصهيونى الأمريكى بريطانى الأصل برنارد لويس، والذى لم يكن بعيدا عن فكر هنتينجتون، ففى عام 1990م كتب لويس مقالا بعنوان جذور الغضب الإسلامى، قال فيها: «هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية، لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخى منافس قديم لتراثنا اليهودى والمسيحى، وحاضرنا العلمانى، والتوسع العالمى لكليهما « وقد احتفل هنتنجتون بهذه الفقرة فى كتابه «صدام الحضارات» الصادر عام 1996!

ولم نعدم نحن أيضا فى عالمنا العربى والإسلامى متعصبين بقناعات أو أقنعة دينية يقومون بدور مماثل فى تأجيج النار بيننا وبين غيرنا، بل بيننا وبين أنفسنا، وبيننا وبين عصرنا، فكانت الهوجة، ولاتزال هذه الهوجة تربك أحلام نهوضنا هاهنا فى مصر، بعد ثورة أدهشت العالم بجمالها وبصيرتها وحدسها الراقى العجيب. لهذا كان حماسى لذلك العشاء فى حضرة أردوغان.

فى قليل الدعوات والندوات التى لبيتها على مدى سنوات، عادة ما كنت أنتبذ ركنا قصيا بجوار الباب، ليتسنى لى الهروب السريع الخفيف عندما تبلغ الروح الحلقوم من ولع أصحاب «البقين» فى إثبات الوجود بكثرة وهجص الكلام والجدال واللدد، لكننى فى هذه المرة حاولت أن أصالح بين ولعى بالأركان وتشوفى لصحبة القائد التركى، فاخترت مائدة خالية وراء عمود فى القاعة يعزل الجالسين حولها عن العموم ويتيح إطلالة مباشرة وقريبة من موقع أردوغان، ثم التحقت بالمكان الدكتورة منار الشوربجى وما إن جاء العزيز بلال فضل حتى تهللت هاتفا «جاء الفرج»، فبلال صديق أقرب ما يكون من نفسى، وما إن نتجاور حتى نثير دهشة الآخرين بعنفوان الضحك والقهقهة بيننا، ونصنع عالمنا الخاص برغم الضجيج والزحام، عالم من الأفكار والأخبار والقراءات والحكايات الساخرة بتطرف.

وكان طبيعيا مع مجىء بلال أن نبحث عن مكان جديد يستوعب هذا كله، ويبقينا على قرب من أردوغان فى الوقت نفسه، وانتهينا إلى أقصى ركن فى القاعة بموازاة المائدة الرئيسية ومنصة المتحدثين، وكان على المائدة نفسها الدكتورة أهداف سويف والكاتب الكبير فهمى هويدى والدكتور نبيل عبدالفتاح، وكالعادة تفجرت قهقهاتنا أنا وبلال، لكن مساحات جادة جدا كانت تفصل بين هذه القهقهات، فبلال عاشق شاب لتركيا وعارف بجديدها، وأنا محب قديم يروم معرفة الجديد.

تأخر أردوغان ساعتين عن الموعد المحدد فى الدعوة، لكن أحدا لم يتململ، فقد كان هناك تفهُّم لوضع رجل فى مقام قائد دولة عظيمة النهوض، وهو لم يتوقف عن العمل منذ التاسعة صباحا حتى العاشرة مساء كما أخبرنا وزير الخارجية التركى الدكتور داود أوغلو قبيل حضور أردوغان، وخلال هاتين الساعتين كان ذهنى يصوغ عنوان هذه المقالة التى أظنها ستمتد «طالبان أم أردوغان»، ثم جاء أردوغان فلم ترحل طالبان عن بالى، لأننى أرى فى طرح هذا الخيار استفتاء يحل معضلة تشوش ذهن عالمنا العربى كما العالم الإسلامى، ويكاد يكون المهلك أو المنقذ لثورة 25 يناير، وهو مفاضلة حاسمة فى ظنى، بين طريق النهوض ومنحدر القعود.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 15, 2011 7:17 pm

السلام عليكم،


لا أردوغان..و لا طالبان!..و ليست الإجابة، قطعا، عند الأمريكان.


الإجابة..في قطرة دم الشهيد الطاهرة، التي صنعت حياةً جديدةً لأمةٍ، عليها دَيْنٌ أن لا تخذله (الشهيد) و أن تصنع تاريخا كُتِبَتْ أول صفحاته يوم الـ 25 من يناير ثم تُسَطِّرُ على صفحات الواقع دولة العز و المجد بأنامل مخلصةٍ، قويةٍ، ذكيةٍ، لا تتراجع..


فاللهم احفظ مصر المحروسة و جميع بلاد أمتنا العربية و الإسلامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 18, 2011 8:09 pm

السلام عليكم،


قليل من هم يغوصون في أعماق الأحداث و ينظرون بزاوية 360 درجة..و مع المفكر الكبير فهمي هويدي.




أَهْـلـَنـَا الـمـَحـْجُـوبُـونَ فِي الـظِـلِّ





دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Filemanager

فهمي هويدي



آخر تحديث: الأحد 18 سبتمبر 2011 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات و أعمدة -




قرأت تقريرا عن الوحدات الصحية فى محافظات مصر أغرقنى فى بحر من الخجل وسرب إلى شعورا عميقا بالذنب، ذلك أننى اكتشفت حين وقعت عليه أننا حين انكفأنا على ذواتنا فلم نبتعد عن إخواننا فى العالم العربى فحسب، وإنما ابتعدنا أيضا عن أهلنا فى مصر ذاتها.

كنت أعرف الكثير عن بؤس المحليات وتدهور خدمات التعليم والصحة والإسكان والصرف الصحى، لكننى لم أتخيل أن تتحول الوحدات الصحية إلى «خرابات»، كما ذكر التقرير الذى نشرته صحيفة روزاليوسف فى 14/9، لم أتوقع أن يقام فى المنوفية 50 مستشفى يفترض أنها متميزة ومتكاملة لكنها تظل مغلقة تنعى من بناها، وأن يهدر فى العملية نحو 70 مليون جنيه، وانتابنى الفزع حين قرأت أن مرضى الكبد يقفون فى طوابير طويلة أمام معهد الكبد الذى بات عاجزا عن أن يعالج مرضاه، وأصبح بحاجة إلى مبلغ 200 مليون جنيه لكى يستطيع أن يلبى احتياجات الطلب عليه.

قرأت فى الوحدات الصحية التى بنيت بالطوب الأحمر ثم تركت فارغة، فى عهدة الخفراء وعن القرى التى لا تتوافر لها أى خدمات صحية، أو تلك التى يمر بها الممارس العام مرة كل أسبوع، وتلك التى يضطر مرضاها للسير على أقدامهم عدة كيلومترات تحت الشمس الحارقة، لكى يصلوا إلى مقر الوحدة الصحية ثم لا يجدون فيها الطبيب المختص. وقرأت عن الوحدات التى يطلب أطباؤها من المرضى أن يحضر كل واحد منهم مستلزمات علاجه من السوق قبل أن يقف أمامه. حتى القطن والشاش والمطهرات يشتريها الفقراء حتى يتلقوا العلاج المجانى!

رأيت صورة مكبرة لإحدى المستشفيات فى محافظة قنا. حيث تمدد أكثر من مريض على السرير الواحد، فى حين افترش الزوار الأرض. وصورة أخرى لمبنى مهجور عرف بأنه الوحدة الصحية فى إحدى قرى بنى سويف، التى تم بناؤها منذ 3 سنوات لكن أحدا لم يعتن بتوفير مستلزماته. وهو ما تكرر فى بلدة إدفو بأسوان التى أقيم فيها مبنى من خمس طوابق ليكون مقرا للوحدة الصحية، دون أن تتوافر له أية إمكانيات، ومن ثم لم يعد له دور فى علاج الناس، وأصبح مجرد علامة على الطريق العمومى.

حين يكون ذلك حال الوحدات الصحية، فينبغى ألا نتفاءل بوضع المدارس أو المرافق الأخرى. ذلك أن الذى يترك الوحدات الصحية بتلك الحالة المزرية لن يكترث بالمدارس أو الطرق أو بأى خدمة أخرى تقدم لسكان الأقاليم.

أخجلنى أننا قاعدون فى القاهرة، شبه معزولين عما يحدث خارج حدود العاصمة، يثور بعضنا حين ينقطع التيار الكهربائى وتتعطل المكيفات أو تتوقف خطوط المترو، ولا نكف عن الشكوى من انتشار القمامة فى الأحياء المختلفة، ونصرخ حين يرتبك المرور أو تسقط بعض الأمطار وتعجز البالوعات المعطوبة عن تصريف مياهها، وتلك كلها مشكلات لا يمكن التقليل من شأنها، لكنها إذا قورنت بما تعانيه بقية المحافظات من تدهور فى الخدمات ومن أوضاع مزرية فى قطاعى التعليم والصحة، فإن هذا الذى نشكو منه فى القاهرة يبدو من قبل الترف والبطر.

هم هناك يشكون من صعوبة الاستمرار فى الحياة، فى حين أننا فى العاصمة لا نكف عن الشكوى لأننا نريد تحسين الحياة. والفرق بين الاثنين كالفرق بين إنسان قلق على وجوده، وآخر قلق على رشاقته.

نحن بالنسبة للأقاليم «سياح»، نطل عليها بين الحين والآخر، ونتابع أخبارها فى الصحف، التى لا تنتقل إليها إلا إذا حلت بها كارثة. فأغرقتها السيول أو انتشر فيها وباء أو حدثت فيها فتنة من أى نوع. منذ كان الفرعون هو واهب الحياة والموت للمصريين، حين كان يتحكم فى مياه النيل فيمنح فيها ويمنع، فإن مقامه صار قبلة للناس، وأصبحت حاضره مصر هى كل مصر. ودون أن يَعىِ المصريون فإنهم ثبتوا هذه الفكرة حين أطلقوا على محطة السكك الحديدية بالعاصمة اسم محطة مصر!

إن أغلب فئات المجتمع المصرى ترفع الآن صوتها وتخرج إلى الشارع فى تظاهرات واعتصامات شاهرة مطالبها وأحيانا مهددة ومتوعدة، ولكن ملايين البسطاء والفقراء الذين يعانون من تدهور الخدمات ونقصها فى القرى لم يسمع لهم صوت. ولولا التقارير التى تتسرب بين الحين والآخر فى وسائل الإعلام التى باتت قاهرية بالأساس، لظلت الأقاليم خارج القاهرة محجوبة فى عالم النسيان، وضحية لفساد المحليات. وانشغال المحافظين حكام الأقاليم بأمن النظام الذى عينهم وليس خدمة الناس. إننى لا أعرف نهاية لحبال الصبر التى يتعلق بها هؤلاء، لكنى لا أخفى قلقا من اللحظة التى ينفد فيها صبرهم وينفجر فيها غضبهم المخزون. اتقوا غضب الحليم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 19, 2011 7:21 pm

السلام عليكم،



مَـطْـلـُوبٌ، خَــارِطَــةُ طَـرِيــقٍ لِـلــْمَـصْـرِيـِّيـنَ




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 41576_31437618733_5071856_n

فاروق جويدة



آخر تحديث: الأحد 18 سبتمبر 2011 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات و أعمدة -





المصريون فى حاجة إلى إجازة من الفضائيات والإعلام والمظاهرات والاعتصامات والمعارك الحزبية.. المصريون فى حاجة لاستعادة أنفسهم بعيدا عن الصراعات بين القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة.. لقد أشعل الإعلام المصرى المعارك فى كل بيت وأشعلت المظاهرات والاعتصامات والتراشق كل أرجاء المحروسة.. ووجدنا أنفسنا أمام جبهات كثيرة كل جبهة تلقى المسئولية فيما يحدث الآن على جبهات أخرى.. فلماذا لا تهدأ كل هذه الجبهات ونتجه للعمل والإنتاج والتفكير فيما يواجهنا من مشاكل وأزمات لماذا لا نجلس مع بعضنا البعض لنراجع معا ما حدث من أخطاء وما ننتظر من نتائج.

فى مصر الآن ما يشبه حرب الكواكب ولكنها تحمل اسما آخر هو حرب الفضائيات وكله يدور فى الفضاء.. إن الفضائيات الآن هى مسرح المعارك وفيها تجد كل جبهات الصراع السياسى فى مصر وكل طرف يلقى المسئولية على طرف آخر.

إن جهاز الشرطة وهو يواجه أزمات حادة فى الشارع المصرى يلقى المسئولية على أجهزة الإعلام ويتهمها بأنها تشعل الفتن بين أبناء المجتمع الواحد.

على الجانب الآخر فإن أجهزة الإعلام تلقى مسئولية الانفلات فى الشارع المصرى على أجهزة الأمن التى لم تعد تؤدى واجباتها ودورها منذ قامت ثورة 25 يناير.. إن أجهزة الإعلام ترى أن الشرطة تستطيع إذا أرادت أن تعيد الانضباط للشارع المصرى لأن رجال الشرطة يعرفون أماكن 350 ألف بلطجى يعبثون فى الشارع المصرى وأن أى ضابط مباحث فى أى قسم من الأقسام يعرف المسجلين الخطرين والبلطجية ويستطيع أن يجمعهم فى ساعات قليلة.. على الجانب الآخر فإن الشرطة تتهم الإعلام بأنه يبالغ فى الحديث عن حالة الانفلات وان هذه الظواهر كانت موجودة قبل الثورة ويكفى أن مصر شهدت أكثر من 240 مظاهرة واعتصام فى عام 2010 وقبل قيام الثورة.

فى منطقة أخرى تقف الحكومة تتبادل السجال مع فئات أخرى كل فئة تبحث عن وسيلة لتحقيق مطالبها.. يقف أمام الحكومة أساتذة الجامعات يهددون بالإضراب عن العمل ويتقدمون فى مسيرة إلى مجلس الوزراء حيث لم يقابلهم أحد ولم يسمع لهم أحد وهم يطالبون بتنحية كل القيادات الجامعية الحالية التابعة للنظام السابق والبدء فى انتخابات جديدة لاختيار القيادات الجامعية.

على الجانب الآخر من المواجهة يقف إضراب الأطباء.. وإضراب المدرسين.. وهناك فئات أخرى تنتظر دورها أمام مجلس الوزراء وقبل ذلك كله إضراب عمال المحلة.

إن مجلس الوزراء لا يستطيع الوفاء بكل هذه المطالب الفئوية فى وقت واحد وإنه لا يستطيع تحقيق مطالب أساتذة الجامعات والأطباء والمدرسين فى نفس الوقت.. ولكن هناك فصيلا آخر يقف فى مظاهرة طالت أمام مبنى محافظة أسوان وهم أهل النوبة ويبدو أنهم فى طريقهم لحل هذه الأزمة العتيقة.. فريق آخر منهم قاد مظاهرة فى الاسكندرية بينما اتجه فريق ثالث للاجتماع مع د.عصام شرف رئيس الوزراء لتلبية مطالب أهلى النوبة.. لم ينس أكبر قطاع سكانى فى مصر وهم الفلاحون أن يتقدمون بمطالبهم إلى الحكومة فى احتفالية ضخمة فى استاد القاهرة يوم عيد الفلاح بينما اتجه فريق آخر منهم إلى ميدان التحرير فى يوم جمعة تصحيح المسار للتضامن مع شباب الثورة.

أمام محكمة جنايات التجمع الخامس حيث يحاكم الرئيس السابق ورموز نظامه تدور معارك دامية بين أنصار الرئيس السابق واسر الشهداء وتتدخل الشرطة وتحاصر الجميع ويسقط مئات المصابين ولكن مصابى الشهداء هم الأغلبية.

على صفحات الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام تجرى معارك أخرى بين رموز الأحزاب الدينية ولا أحد يعرف عددها الآن ورموز الأحزاب العلمانية والليبرالية والمدنية وكل فصيل منها يلقى التهم على الآخر ويحمله مسئولية ما يحدث فى الشارع المصرى من حالات الانفلات.

الأحزاب الإسلامية تحاول تشكيل كتلة ضخمة تقود بها الانتخابات البرلمانية والرئاسية بينما تطالب الأحزاب الليبرالية بتأجيل الانتخابات حتى تهدأ أحوال الناس ويعود الانضباط للشارع المصرى ونواجه بحسم حالة الانفلات التى تهدد كل شىء.

وسط هذه المواجهات بين جميع القوى فى مصر تنجح مليونية جمعه تصحيح المسار ويشهد ميدان التحرير صورة حضارية لمظاهرة ناجحة بكل المقاييس.. ولكن مع نهاية اليوم تتقدم مجموعات من المتظاهرين إلى مبنى وزارة الداخلية وتشتبك مع رجال الشرطة ثم يتقدم فريق آخر إلى مبنى السفارة الإسرائيلية وتحدث الكارثة ويسقط ثلاثة قتلى وأكثر من ألف مصاب من رجال الشرطة والمواطنين.

الغريب فى الأمر أن هؤلاء جميعا يتحدثون باسم الشعب وباسم ملايين المصريين ابتداء بمشجعى النادى الأهلى وانتهاء بفلول الحزب الوطنى الذين عادوا إلى الشارع بقوة يحشدون البلطجية ويدفعون ملايين الجنيهات أمام عين الحكومة والمجلس العسكرى.

أمام كل هذه الاشتباكات والصراعات يقف المجلس العسكرى حائرا بين القوى السياسية المختلفة ويرى أن حالة الانفلات تتطلب إجراءات سريعة وحاسمة لإعادة الانضباط إلى الشارع المصرى الذى وصل إلى درجة خطيرة تهدد امن واستقرار الوطن.. إن الصورة التى نراها الآن تعكس خللا رهيبا فى التعامل مع الأزمات والمشكلات التى يواجهها الشارع المصرى.

لقد تأخرنا كثيرا فى معالجة ظاهرة البلطجية فى الشارع المصرى وهل هى ظاهرة تخضع لترتيبات وأطراف تقف وراءها أم أنها ظاهرة طبيعية بعد قيام الثورة.. أن صور البلطجية الذين نراهم على شاشات التليفزيون تؤكد أننا أمام نوعيات من البشر تشبه إلى حد كبير هؤلاء الذين رأيناهم فى موقعة الجمل وهناك مؤشرات كثيرة تؤكد أن فلول الحزب الوطنى المنحل بدأت تتحرك على جبهات كثيرة.. إنهم يتحركون الآن استعدادا للانتخابات البرلمانية وقد حشدوا عددا كبيرا من الأبواق فى الصحف والفضائيات وبدأت أصواتهم ترتفع بل إن أعدادا كبيرة منهم بدأت تتجه إلى المحاكم حيث يحاكم رموز النظام فى الأوتوبيسات المكيفة للاعتداء على أسر الشهداء.

هناك أصوات كثيرة بدأت الآن تتحدث ببجاحة عن عودة رموز الحزب الوطنى المنحل للعمل السياسى فى ظل مصالحة وطنية..

وهنا أطل قانون الطوارئ مرة أخرى ليفسد على المصريين فرحتهم بثورة لم تقدم لهم بعد أى أمل فى التغيير.. عاد قانون الطوارئ يطل فى إجراءات سريعة ومتسرعة تهدد حرية الرأى والتعبير والتظاهر وهى الإنجاز الوحيد الذى حققته الثورة فى أن الإنسان المصرى بدأ يستنشق هواء نقيا وسط عالم ملوث فى كل شىء حاصره ثلاثين عاما فى ظل نظام مستبد غاشم.

وكأن الثورة ما قامت وكأن سلطات البطش ما تغيرت..

إن السبب فى ذلك كله أننا حتى الآن لم نحسم قضية العزل السياسى رغم الغاء الحزب الوطنى وحين يأتى موسم الانتخابات سوف تشهد مصر معارك دامية بين فلول الحزب الوطنى المنحل والقوى السياسية المختلفة.

هناك قضايا أخرى أهم من صراعات الأحزاب والحكومة والعلمانيين والإسلاميين ومنها أموال مصر فى الخارج التى لم نصل حتى الآن إلى شىء منها يشعرنا بجدية إجراءات المطالبة بهذه الأموال.. هناك تناقضات غريبة فى موقف الغرب بما فى ذلك أوروبا وأمريكا من أموال مصر فى الخارج.. لقد شهد مؤتمر باريس فى الأيام الأخيرة قرارا بإعادة 30% من أموال ليبيا والتى تقدر بحوالى 150 مليار دولار فى بنوك الغرب أى أن ثوار ليبيا سوف يحصلون على 50 مليار دولار فى حين أن مصر حتى الآن لم تسترد دولارا واحدا رغم أن الثورة الليبية لم تكتمل بعد.. وهذا ما حدث مع الأشقاء فى تونس.. إن هذا يطرح سؤالا مهما حول مدى جدية الإجراءات التى اتخذتها مصر للمطالبة باسترداد أموالها ولماذا تأخرت كل هذا الوقت وما هى الإجراءات التى تمت بالفعل وهل هى كافية فى ظل أحكام القوانين والأعراف الدولية.

من الغريب أيضا أن القوى السياسية فى مصر بما فيها النخبة لم تتفق على شىء حتى الآن.. لم نتفق على موقف نهائى من قضايا الدستور والانتخابات البرلمانية وانتخاب رئيس الدولة وأضعنا الكثير من الوقت فى تبادل الاتهامات والتشكيك والخيانة والتمويل الخارجى والتمويل العربى والإسلاميين والعلمانيين والليبراليين ومن كل لون.

لقد تحدث وزير العدل المستشار عبدالعزيز الجندى عن أموال تلقتها جهات كثيرة فى مصر من الجمعيات الأهلية والنشطاء السياسيين بهدف إثارة القلاقل والأزمات فى الشارع المصرى وعلى الحكومة أن تعلن أسماء هذه الجمعيات وهؤلاء النشاط وأن تتم إحالتهم إلى النائب العام.. لا أحد فوق القانون ولكن حتى لا يؤخذ العاطل بالباطل يجب أن تكون الاتهامات واضحة وصريحة وموثقة من الأجهزة المسئولة فى الدولة.

نحن الآن أمام موقف خطير للغاية.. انفلات فى الشارع المصرى فى الأمن والإعلام.. ولغة الحوار.. والبلطجية.. وفلول الحزب الوطنى.. والمحاكمات وعدم الثقة بين جميع الأطراف فى العملية السياسية.. إن أخطر ما يهددنا هو حالة العجز التى نواجهها تجاه قضايا الوطن داخليا وخارجيا.. كان ينبغى بعد أن نجحت الثورة وسقط رأس النظام وبعض رموزه أن يكون الهدف هو استكمال مسيرة الثورة فى إقصاء ما بقى من رموز النظام السابق وما بقى من أفكار الحزب الوطنى ورموزه وأن يسعى المجلس العسكرى بالتعاون مع الحكومة لبدء مرحلة جديدة من بناء دولة حديثة لأن الصراعات والمعارك التى نشهدها الآن لن تسير بنا خطوة واحدة للأمام لقد فشلنا طوال الشهور الماضية فى الاتفاق على شىء حتى وصلت بنا الأحوال إلى ما نحن فيه ولا أحد يعلم ما سيحدث غدا.

هل يمكن أن يحصل المصريون على إجازة لمدة شهر واحد يلتقى فيه المسئولون فى المجلس العسكرى والحكومة والأحزاب السياسية ورموز النخبة وشباب الثورة وعقلاء هذا الوطن لوضع خريطة طريق تعيد لهذا الوطن أمنه واستقراره.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 20, 2011 1:03 pm

السلام عليكم،


تَـحـْرِيـرُ الأَرْضِ يَـبْـدَأُ بـِتَـحْـرِيـرِ الإِنـْسَــانِ




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 1_1084396_1_34

محسن صالح





الخميس 17/10/1432 هـ - الموافق 15/9/2011 م (آخر تحديث) الساعة 15:19 (مكة المكرمة)، 12:19 (غرينتش)

الرابــط: الجزيرة.نت - وجهات نظر -



الحرية والتحرير أمران متلازمان، فالأرض المحتلة المستعبدة للأجنبي لا يحررها الأذلة المستعبدون لأنظمتهم ومخابراتهم؛ والأرض يحررها الأحرار وليس العبيد. فالحر الذي تحرر من قيود الخوف، وشعر بمعاني العزة والكرامة، هو من يملك الإرادة، ومن يملك الشعور بالمسؤولية، ومن يملك القدرة على المبادرة، ومن يملك أدوات الإبداع. وليس استعادة الأرض وكرامة الأمة ممكنا لمن فقد كرامته، وليس تحرير الأرض مرتبطا بعبد يائس من الحياة، وإنما بِحُرٍّ يريد صناعة حياة جديدة له ولأمته.

***
الأنظمة الثورية التي جاءت على ظهور الدبابات، في الربع الثالث من القرن العشرين، لقيت في البداية استجابة واسعة من الجماهير التي كانت قد يئست من الأنظمة الوراثية ومن الأنظمة المرتمية في الحضن الأميركي، فقد ظنت الجماهير أن خلاصها قد جاء على يد الأنظمة الثورية التي بررت استيلاءها على الحكم بمكافحة الفساد وبمحاربة الاستعمار وبتحرير فلسطين واستعادة المقدسات، وبتقديم نموذج حكم يلبي تطلعاتها في الحرية والتقدم والازدهار.

وإذا كانت الأنظمة الثورية قد نجحت في إزالة بعض مظاهر الهيمنة الاستعمارية، إلا أنها قدمت كشف حساب بئيس بعد فشل نماذجها الاشتراكية، وبعد قيامها بإعادة إنتاج الفساد وتدويره لطبقة جديدة فئوية أو عائلية أو طائفية، وبعد هزيمتها بشكل مهين في صراعها مع الكيان الإسرائيلي خصوصا في حرب 1967.

غير أن أسوأ ما قامت به، متفوقة على الأنظمة "الرجعية"، هو أنها أحضرت لبلادنا أسوأ ما في التجربة البشرية في إذلال الإنسان، وفي استعباد شعوبها لأجهزة مخابراتها، وأنها قتلت في الإنسان إنسانيته، وقتلت فيه معاني العزة والكرامة، وأسست أنظمة شمولية تسبّح بحمد "الزعيم الفرد الملهم". فنشأ جيل ذليل مستعبد يسكنه الخوف، يصلح أن يتبع أذناب البقر لا أن يصعد قمم الجبال. وبذلك أرجعت حلم التحرير عشرات السنوات إلى الوراء.

هذه الأنظمة التي كيَّفت لنفسها شرعيات شعبية غير حقيقية أو مزورة، ظلت تصرّ على خطابها الثوري وشرعيتها الثورية وشعارات تحرير الأرض والمقدسات، في الوقت الذي تضخمت ثروات الزعيم، وتجمعت حوله عصابة من الفاسدين والانتهازيين، وسعى لتحويل دولته الثورية إلى جمهورية وراثية، ونخر الفساد أجهزة الدولة وكوادر الحزب الطلائعي، الذي "طلَّع" أرواح الناس؛ وكان مطلوبا من الناس أن يواصلوا "التسبيح" وأن يستمروا بعزف اسطوانات مشروخة حول الثورية والتحرر والتقدمية، بينما لا يرون حولهم سوى مجموعة من مصاصي الدماء، تحميهم سياط الأجهزة الأمنية.

***
النظام الذي يخاف من شعبه لا يستطيع أن يقوده في عملية تحرير، كما لا يستطيع أن يقوده في مشاريع نهضوية وحضارية. والنظام الذي يخيف شعبه، لكنه لا يخيف عدوه، لا يمكن أن يشكل أية حالة تحرير جادة، طالما أن سلاحه موجه نحو شعبه وليس نحو عدوه. وطالما بقي النظام خائفا من شعبه فسيظل أيضا خائفا من عدوه؛ لأنه يفتقد السند الحقيقي في المواجهة كما يفتقد الحضن الدافئ الذي يحميه ويدعمه ويرعاه.

إن عملية التحرير تعني تفجير طاقات الأمة وقدرتها على الإبداع، وهي عملية غير ممكنة إلا في أجواء الحرية، وهي غير قابلة للتنفيذ في أجواء الكبت والإرهاب. والأنظمة التي تقوم بإغلاق الأدمغة و"تعليبها"، أو سجنها، أو تهجيرها هي أنظمة تمنع أحد أهم وسائل استنهاض الأمة وتعبئتها ونهضتها وإعدادها لعملية التحرير.

لا يمكن الجمع بين أنظمة الاستبداد وبين مشاريع المقاومة والتحرير، لأن مشاريع التحرير هي بطبيعتها ضدّ القهر والظلم، ولأن أنظمة الاستبداد هي بطبيعتها أدوات للقهر والظلم.

إن من أسوأ ما قامت به الأنظمة الثورية أنها قتلت في الإنسان العربي ذلك الأسد الموجود في داخله، وجعلت مكانه أرنبا أو ظبيا أو عصفورا جفولا؛ وضعت في داخله رجل الأمن والمخابرات الذي يسلبه عقله وإرادته، ثم أبقت له ألفاظا كبيرة ضخمة ليتلهى بها: ثورة، تحرير، تقدمية، سلطة شعب...، لكن الويل له إن "صدَّق الكلام" وأخذ الأمور بشكل جاد، لأنه عند ذلك سيقبض عليه متلبسا بالعمالة والخيانة والرجعية، وسيعدّ من أذناب الاستعمار!!

***
الأنظمة الثورية التي ظهرت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ورفعت شعارات التحرر والتحرير، انشغلت معظم الوقت بتثبيت نفسها وسحق خصومها، أما كشف حسابها في حرب حزيران 1967 فكان من أسوأ ما شهده العرب في التاريخ المعاصر والحديث والوسيط والقديم؛ كان كارثة بكل المقاييس عندما ضاعت باقي فلسطين والجولان وسيناء، لأن هذه الأنظمة لم تكن تدرك، أو لا تريد أن تدرك، أن الإنسان الذي أذلته وأفسدته، هو إنسان لا يمكن أن يحمل مشروع تحرير.

ومع ذلك فقد استمر بعض هذه الأنظمة في التغني أن "إسرائيل" كانت تستهدف إسقاط النظام الثوري، وأنه بالرغم من ضياع الأرض فإن النظام نجح في البقاء ليتابع منجزاته!!

ربما يثير التساؤل معرفة أن سقوط قطاع غزة قد استغرق يوما واحدا أو يومين سنة 1956وسنة 1967، واستغرق سقوط سيناء (وهي ضعفا مساحة فلسطين التاريخية) يومين سنة 1967، واستغرق سقوط الجولان سنة 1967 (وهي أحد أقوى خطوط الدفاع في العالم) يوما واحدا؛ أما سقوط بغداد سنة 2003 فلم يستغرق سوى "مسافة السكة"، حيث سقطت بشكل مهين ودون مقاومة. لماذا؟ على الزعماء "الملهمين" الذين كانت تنتظرهم هذه اللحظات التاريخية أن يجيبوا؟

من حقنا أن نقارن وأن نتساءل لماذا صمدت بيروت سنة 1982 أكثر من ثمانين يوما؟ ولماذا صمد مخيم جنين (نحو كيلومتر مربع واحد فقط) في الضفة الغربية 11 يوما سنة 2002؟ ولماذا صمد جنوب لبنان 33 يوما في حرب تموز 2006؟ ولماذا صمد قطاع غزة 23 يوما في حرب 2008-2009؟ ...، كلها صمدت في وجه هجمات صهيونية شرسة عاتية؟ وكيف صمدت الفلوجة في العراق بشكل بطولي في وجه أقوى جيوش العالم "الأميركيين" ولنحو شهر في ربيع 2004؟ ما الذي تغير؟ إنه "الإنسان"، الإنسان المؤمن الحر العزيز الذي يملك إرادته وقراره، والذي قاتل بإمكانيات أقل، بعيدا عن وصاية الأنظمة الثورية، فضلا عن وصاية الأنظمة الدائرة في الفلك الأميركي.

***
إن جوهر الفكرة الإسلامية يقوم على أساس "تحرير الإنسان"، وذلك "بإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد"؛ وهي العبارة التي ذكرها الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم قائد جيوش الفرس، عندما سأله عن سبب قدوم جيوش المسلمين. إنه تحرير الإنسان من عبادة الأوثان والزعماء والهوى والمال وأي من المخلوقات، مع إيمان راسخ أن الرزق والموت والحياة هي بيد الله وحده، والنتيجة: صناعة إنسان حرّ عزيز كريم، لا يخشى من بشر على حياته وماله.

وهذه نقطة البدء ومنطلق أية عملية بناء حضاري، أو تشكيل نظام سياسي صحي، يمثل بشكل حقيقي هموم الجماهير وآمالها؛ وهي المنطلق لأن يمارس الإنسان كافة حقوقه السياسية والمدنية دونما استجداء، وأن يحاسب حكامه وزعماءه دونما خوف أو اضطراب؛ وهي أساس الشعور بالحق وواجب حفظه وحمايته.

إن من أعلى المقامات في الإسلام مقام العبودية لله، وهو الوجه الآخر للتحرر مما سواه. وعندما وصف الله سبحانه في فواتح سورة الإسراء الفئة التي ستقوم بهزيمة بني إسرائيل فإنه قال "عبادا لنا أولي بأس شديد"؛ فهم لا يركعون إلا لله ولا يذلون إلا إليه، وهم المؤهلون فعلا للنصر والتحرير.

وعندما مدّ بنو إسرائيل ألسنتهم لموسى عليه السلام قائلين "اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون"، كانوا يعبرون عن حالة العبودية والذل التي أصابتهم تحت حكم الفراعنة، فلم يعودوا صالحين ولا قادرين ولا راغبين في قتال "القوم الجبارين"؛ عند ذلك رفع موسى يده إلى السماء ليشكو إلى الله أنه لا يملك إلا نفسه وأخاه هارون. فكان القرار الرباني أنّ هذا الجيل المطبوع بالذل والجبن يجب أن يُغيَّر -بعد تيهٍ لمدة أربعين سنة- بجيل جديد ينشأ في الصحراء حرا من المخاوف والقيود، حتى يتمكن من أداء المهمة.

* * *
يحقق المستعمر نصرا جزئيا باغتصاب الأرض، ولكنه يبقى نصرا مؤقتا، أما نصره الكامل فلا يتحقق إلا إذا اغتصب من الإنسان إنسانيته وروحه وكرامته وإرادته، وعند ذلك يستطيع الاطمئنان إلى طول بقائه.

ويقوم المستعمر باحتلال الأرض ويمنع ابن هذه الأرض من حقه فيها، ومن حكمه إياها، ومن حقه في تقرير مصيره، ومن حريته في التصرف بموارده وثرواته. وقد يمنعه من حرية التنقل والعمل، ومن العمل السياسي، ومن التعبير عن الرأي، وغير ذلك.

ألا ترى أن الأنظمة الثورية، التي تجمع الثلاثي المشؤوم المكوّن من الظلم والاستبداد والفساد، تلتقي مع المستعمر في جوهر فعلها، في فكرة إذلال الإنسان وحرمانه من حقوقه؟ إن الإنسان يفقد إنسانيته وكرامته في كلتا الحالتين...، والفرق الجوهري أن الجريمة في الحالة الأولى يرتكبها المستعمر الأجنبي، وفي الحالة الثانية تكون صناعة محلية (تستفيد من أسوأ ما لدى الخبرات الأجنبية). وسواء كان ذلك طربوشا أم عقالا أم قبعة أم خوذة أم شعرا منكوشا، فإن الظلم هو الظلم، والاستبداد هو الاستبداد، والفساد هو الفساد.

***
تلك الأنظمة التي تتحدث باسم الجماهير وغصبا عنها، وتقول إنها تعبر عن تطلعاتها في التحرير والاستقلال، يجب أن تكون صادقة مع نفسها ومتوافقة مع ذاتها في التعبير عن تطلعات الجماهير أيضا في توفير العدالة والحرية والكرامة في بلدانها، فالأمران صنوان متلازمان. ولذلك فإن عقلية الوصاية التي تمارسها الأنظمة الثورية الشمولية يجب أن تذهب وتزول.

إن أولئك الذين جاؤوا على ظهر دبابة ليتحدثوا باسم الجماهير، عليهم أن يقدموا كشف حسابهم لهذه الجماهير، وعليهم أن يرضخوا للإرادة الحرة لهذه الجماهير التي لها الحق في محاسبتهم ومعاقبتهم وإزاحتهم، إذا ما كشفت فشلهم وفسادهم وتزويرهم لإرادتها. ولا خيار لهذه الأنظمة إلا المسارعة في عملية إصلاحية حقيقية، أو أن تتوقع ثورة شعبية تطوي صفحة هذه الأنظمة.

أما ما يثير السخرية والرثاء فهو ما ينادي به بعض منظري الأنظمة الثورية من أن الجماهير لم تنضج بعد لممارسة العملية الديمقراطية، وهو ما يعني أنهم يرغبون في البقاء جاثمين على صدور الناس إلى ما لا نهاية، دون الاستناد إلى أية شرعية معتبرة سوى شرعية القهر والقوة.

وبالرغم من أن الإنسان في بلداننا العربية يعود في عمقه وإبداعه الحضاري إلى أكثر من خمسة آلاف عام، فإنه ما زال برأيهم غير مؤهل لممارسة عملية شورية ديمقراطية، مع أن الناس في مجاهل الغابات الاستوائية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، الذين تحضروا منذ سنوات قليلة، يمارسون هذه العملية بحرية كاملة في بلدانهم.

إن أكثر من أربعين أو خمسين عاما من الحكم الثوري والشمولي لم تزد فيها الممارسات الديمقراطية إلا تخلفا، ولم تزد الحياة السياسية فيها إلا فسادا، وبالتالي فلا بيئة صحية ممكنة لإنضاج عملية ديمقراطية في أجواء شمولية قمعية فاسدة؛ لأن هذه الأنظمة هي سبب المشكلة وليست أداة حلها.

إن حديث هذه الأنظمة عن عدم نضج الجماهير لممارسة اللعبة الديمقراطية هو تعبير عن فشل الأنظمة الدكتاتورية والشمولية في أداء مهامها في التوعية وفي إعداد الناس، وهو محاولة لإخفاء الفشل والهرب من المحاسبة والسعي للاستمرار على الكراسي بعكس إرادة الناس.

***
وبالطبع فإن هذا المقال يركز فقط على الأنظمة الثورية، أما الأنظمة الأخرى الموجودة أصلا في الحضن الأميركي، فربما تمّ تسليط الضوء على دورها في مقال آخر، لكنها في كل الأحوال لا تدَّعي الثورية ولا تتأبط مشاريع التحرير، ولا تضع نفسها في موضع المقاربة التي نناقشها.

***
وباختصار، فإنه لا يحق للأنظمة التي ترفع شعارات تحرير الأرض أن تقوم باستعباد شعوبها، لأن ذلك هو النقيض الجوهري لمشروع التحرير. وقد تصبر بعض الشعوب على مرارة المعاناة والحرمان، وعلى الصلاحيات الواسعة للقيادة لإعطاء فرصة لتنفيذ برامج فعالة جادة، لكن من الطبيعي أن تنفجر هذه الشعوب في وجه أنظمتها الثورية، عندما تفقد هذه الأنظمة مبرر وجودها، وتنكشف عن أنظمة قمعية عائلية أو طائفية أو فئوية فاسدة، تحاول التخفي تحت غلالة رقيقة من الشعارات المهترئة.

المصدر: الجزيرة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 22, 2011 2:23 pm

السلام عليكم،



الـتـُّهْـمَـةُ: مَـصْـرِيُّــونَ يَـعْـمَـلُــونَ فِي قَـنَــاةٍ أَجْـنَـبِـيَّــةٍ




دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 25818f6a

منى سلمان



آخر تحديث: الخميس 22 سبتمبر 2011 - 11:20 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات و أعمدة -





«قناة الجزيييرة.... حلوة فلوسها دى، بالريال مش كده». كان التلميح واضحا فى كلام الضابط الكبير الذى وضعونى أمامه فى مطار القاهرة، كنت قد فقدت جواز سفرى فى الدوحة واستكملت كل الأوراق اللازمة والتحقيقات الروتينية، وعندما هممت بالمغادرة أوقفنى الضابط قائلا اننى قيد الاحتجاز لأننى مطلوبة على ذمة ثلاث قضايا شيكات بدون رصيد وتبديد وإهدار مال عام، ولما كنت لا أتعامل بشيكات برصيد أو من غير رصيد فقد قلت له أكيد تشابه اسماء، لكنه عاد ليقول لى إن الاسم متطابق رباعيا وكذلك المهنة ومحل الإقامة!

كان ذلك بعد وقت قليل من تقديمى حلقة عن الشرطة فى العالم العربى على خلفية حادث خالد سعيد وتفاعلاته وهو الأمر الذى أخبرنى صديق صحفى كبير ونافذ أنه أثار استياء قيادات لم يسمها، رأت أن ما قدمته يعد تحريضا، وبعد وساطات وتدخلات من أصدقاء واحتجاز استمر أربع ساعات ومعى طفلتاى الصغيرتان جاء الاعتذار بأنه كان مجرد تشابه فى الأسماء.

أسابيع قليلة بعدها كنت عائدة من غزة بعد مجموعة حلقات قدمتها من هناك لبرنامجى الصباحى، وبعد انتظار ممض مع عشرات الفلسطينيين فى منفذ رفح استدعانى الضابط فى مكتبه وبعد أسئلة عن أسباب الزيارة ودوافعها توقف عن الكتابة ونظر لى بمزيج من اللوم والتعنيف: لماذا قناة الجزيرة ؟ وما هى مشكلة حضرتك معها؟ سألته، فاندفع بطريقة المحفوظات: قناة عميلة ومشبوهة وبتكره مصر، والحجة أنها تقدم الأشياء السلبية، سألته لو أنه يجلس فى مكتبه وأمامه كوم من القاذورات وقمت أنا بتصويرها فمن منا سيكون المخطئ وعلى من يقع اللوم ؟

لم تمض شهور قليلة... كنا فى غرفة الأخبار نقف على أطراف أصابعنا، الجميع سواء فى ذلك، من هو فى وقت عمله ومن جاء متطوعا ليساعد فى أى شىء، نترقب ونتتبع كل مصدر ونحاول أن نوجد شبكات تواصل من خلال مصادرنا المختلفة بعد انقطاع وسائل الاتصال عن مصر ومن يسقط من الاعياء يذهب إلى بيته ثم يعود بعد ساعات قليلة، قلوبنا معلقة بكل همسة فى مصر، الجو عصيب والمشاعر متوترة ولا أحد يقدر على النوم.

يومها سمعت أن الأديب الكبير الذى وقعت فى غرام كتاباته منذ قرأت له أول رواية وأنا طالبة فى الجامعة وافتتنت بكتاباته البديعة وشخصيته النبيلة ــ ولاأزال ــ إفتتانا يشبه افتتان المراهقات بنجوم السينما قد أقدم على موقف يليق بكاتب حر أمضى نصف عمره فى المنافى وعمل فى منظمات دولية لم يمنعها كونها أجنبية من أن تشير للانتهاك أينما وقع، اتصل به الزملاء فرفض الحديث للقناة.

كان التحريض ضد القناة التى أعمل بها على أشده وخرج بعض الزملاء فى برامجهم يطالبوننا كمصريين بالاستقالة ولم يسلم الأمر من التخوين والاتهامات بالعمالة بل والتحريض على حياتنا والحمد لله أن الأمر لم يصل إلى حرق بيوتنا وإجبار عائلاتنا على التبرؤ منا كما حدث مع زملاء فى ثورات أخرى.

ولما كان رأيه يعنى لى الكثير فقد اتصلت به وسألته ان كان قد تأثر بالدعاية والتحريض ضدنا وإن كان يصدق أننى وزملائى نعمل ضد بلادنا فأجاب بحنوه المعتاد إنه يشاهدنا ولا يصدق ذلك لكنها مسألة مبدأ فهو يريد أن يتحدث فى قنوات مصرية.

تقبلت الأمر حتى لو لم أوافق عليه، فأنا مثله كنت أتمنى أن يكون فى بلادى إعلام حر يستند إلى معايير مهنية ويستطيع كاتبنا الكبير أن ينتقد فيه النظام لو اختلف معه، فربما ساعتها لم أكن مضطرة لأن أتغرب فى بلاد الناس أو أجد من يعايرنى لأننى أتلقى راتبى بالريال، ومن يدرى ربما لم نكن لنحتاج إلى ثورة.

على كل الأحوال لست معنية هنا بالمعركة القائمة بين وزارة الاعلام وبين قناة الجزيرة فلها ساحاتها ولا معنية بالخوض فى جدل مع كاتب صحفى يتساءل بطريقة مسرحية «ولماذا مصر بالذات؟» وكأنه قد أقام الحجة أو جاب التايهة،

لكننى معنية أكثر بلحظة استثنائية عشتها وأتمنى أن أكتبها فى يوم ما، كنت قد سافرت منذ سنوات وأنا التى لم أحلم أبدا أن أترك بلادى، لكننى مثل مصريين كثيرين كتبت عليهم الغربة التى يراها المصريون دوما مرارا كاسرا وأن يتحولوا إلى مجرد رقم ووصف: المصريون فى الخارج، وواجهت ما يواجهونه فى الغربة والأحاديث حول شيفونية المصريين وما يقابلها من شيفونية مضادة وهو حديث يطول.

ثم جاءت الثورة المصرية.. كانت ثورة تونس حدثا إستثنائيا ومدهشا ومفاجئا، وكانت الأحداث فى اليمن تراوح منذ عدة شهور بين مد وجزر، لكن ثورة مصر كانت شيئا مختلفا، فعلى قدر المشاعر التى فجرتها هذه الثورات فإننى استطيع أن أقول اننى شهدت لحظة عربية مجيدة فجرتها الثورة المصرية.

شاهدت الجميع يتحول إلى مصرى، العراقى والجزائرى والخليجى والفلسطينى، اختفت كل المماحكات والمعارك الصغيرة وكان شعور الجميع بهذه الثورة مختلفا، كانت الإجابة دائما وباعتزاز بالغ: «دى مصر».

الكثيرون أقدر منى على الاستفاضة فى الحديث حول دور مصر وتأثير مصر وقدر مصر، لكن ما كنت شاهدة على جانب منه هو روح مصر التى انبعثت فى الجميع.

كنا نشعر أننا وزملاؤنا فى المحطات الدولية الأخرى مثل الـ«بى بى سى» والعربية وفرانس 24 أننا نلعب دورا مهما فى وقت كان الاعلام المصرى فيه مكبلا والضغوط الواقعة عليه مفهومة من نظام يلفظ أنفاسه، وكنا نعلم فى وقت لم يكن يستطيع أحد أن يتنبأ بمصير الثورة أن ثمنا قد يدفع وأنه سيبقى أقل من أثمان دفعها آخرون، وأننا تحولنا جميعا من موقع المنافسة إلى موقع رفقة السلاح لدرجة أننا كنا نتبادل أحيانا المعلومات ويمرر بعضنا لبعض المصادر فكل ما كان مهما هو أن يصل صوت مصر، وعلى كل فإن الدور الذى قامت به وسائل الاعلام وتحديدا الدولية جدير بأن يبحث بشكل أعمق من ذلك.

لكن ما هو جدير بالملاحظة والتوقف عنده هو أن نظاما يفترض أنه جديد يعيد انتاج نفس الحجج القديمة ويستخدم نفس الاصطلاحات غير المحددة، ويلجأ أول ما يلجأ للتضييق على وسائل الاعلام التى لا يستطيع السيطرة عليها، والمفارقة أنه يجد من بين أبناء المهنة من يبرر ذلك بنفس الحجج القديمة دون حتى أن يتعب نفسه فى ابداع حجج تليق بثورة.






عدل سابقا من قبل زين العابدين في الخميس سبتمبر 22, 2011 4:52 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 12 I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 22, 2011 2:31 pm

السلام عليكم،


لا بد أن تكون روح الإعلام، ما بعد الـ 25 من يناير، مثل هته الروح التي تستشعرها في هذا المقال و قد عبرت الكاتبة و الصحفية، منى سلمان، عن ذلك أبلغ وصف:

"..وكنا نعلم فى وقت لم يكن يستطيع أحد أن يتنبأ بمصير الثورة أن ثمنا قد يدفع وأنه سيبقى أقل من أثمان دفعها آخرون، وأننا تحولنا جميعا من موقع المنافسة إلى موقع رفقة السلاح لدرجة أننا كنا نتبادل أحيانا المعلومات ويمرر بعضنا لبعض المصادر فكل ما كان مهما هو أن يصل صوت مصر.."

كلمات من ذهب... و "باعتزاز بالغ:" أقول هي "«دى مصر».".


حفظ الله مصر المحروسة و جميع بلاد أمتنا العربية و الإسلامية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعــوة للـتــأمــل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 12 من اصل 13انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... , 11, 12, 13  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الاعلامية مني الشاذلي  :: شاشات حرة لمتابعي مني الشاذلي والعاشرة مساء :: قسم النقاشات والقضايا العامة-
انتقل الى: