موقع الاعلامية مني الشاذلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولفي رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 0d344d436cf006

 

 في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
+4
أبو أسامة
سامح المصرى ابو ريم
supervisor / Amir
نونة
8 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 8:50 pm

الف الف شكر لمنمن وا.ابواسامة على متابعتكم الدائمة ربنا يكرمكم

يارب يكرمك ياايمان على اللينكات دي تسلم ايدك في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Icon_biggrin
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 8:55 pm


الحلقة 15 - قيمة الشوق لله
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.



مقدمة:

ها قد وصلنا لنصف رمضان، فقد مرت الأيام سريعًا وصدق الله العظيم إذ يقول ((أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ...)) (البقرة: ١٨٤) وسرعان ما ينتهي الشهر الكريم. تُرى ماذا فعلت فيما مضى من رمضان؟ وماذا سيكتب لك فيما تبقى؟ أما زلت محتفظا بنية كبيرة وتتمنى أن ينتهي رمضان وقد أعتقت رقبتك من النار وغفر لك ما تقدم؟ يا من قصرت في النصف الأول من الشهر مازالت الفرصة كبيرة في النصف الثاني، ويا من بذلت كل جهدك في النصف الأول تيقن أن العبرة بالخواتيم وبنهاية رمضان وبليلة القدر وآخر أيام رمضان. فتح الله علينا ويجعل من رمضان هذا العام نقلة في حياتنا. من يدري؟ فقد يسمعنا الآن شخص بدأ قلبه يتحرك ليأخذ نية ويتوب إلى الله ويفتح صفحة جديدة مع الله قد يغير رمضان مسار حياته إلى رضا ورحمة ومغفرة وجنة وعتق. فابقَ مع الله وابذل جهدك في الأيام الباقية.



رمضان شهر القرآن:

النقطة الثانية التي أود أن أتطرق إليها هي القرآن في رمضان. كم ختمة للقرآن انتهيت منها حتى الآن؟ فالنبي يقول: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة) هل تريد أن يشفع لك القرآن يوم القيامة؟ هل تتمنى أن تأتي سورة البقرة وسورة آل عمران يوم القيامة وتظللان عليك في حر يوم القيامة وتدافعان عنك؟ فقد سأل سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب النبي صلى الله عليه وسلم: "في كم أختم القرآن؟ فقال له النبي: "اختمه في شهر" فقال: "يا رسول الله إني شاب أطيق أكثر من ذلك" فقال: "اختمه في عشرين" فقال له: "يا رسول الله إني شاب وأطيق أكثر من ذلك" فقال له الرسول: "اختمه في خمسة عشر" قال: "يا رسول الله والله أطيق أكثر من ذلك" قال: "اختمه في عشر" فقال: "يا رسول الله إني شاب ذو طاقة" فقال له النبي: "اختمه في ثلاثة أيام ولا أقل من ذلك". لماذا لا تَغيرون من سيدنا عبد الله بن عمر؟ هل هناك من ختم أو من شارف على الانتهاء من ختم القرآن؟ فالعبادة منازل وجبال من الحسنات وكلُّ حسب اختياره.



كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقضي يومها كله في قراءة القرآن في رمضان، ثم في التراويح وقيام الليل، فسألوها أليس ذلك بالكثير؟ فقالت: "وهل رمضان إلا للقرآن؟" كان النبي يسميه شهر القرآن. ولذلك قمنا بتنظيم حملة "سنحيا بالقرآن" هدفها الوصول إلى عشرة ملايين ختمة في رمضان هذا العام. فمن يختم يدخل على موقع www.amrkhaled.net وكذلك نسجل لمن لا يستطيعون الدخول على النت. لكن ما الهدف من التسجيل ما دمت قد أخذت ثوابها؟ حتى نقوي بعضنا البعض ونفرح ونقول لله سبحانه وتعالى: يا رب قد جئناك هذا العام في رمضان ۲۰۰۹ ومعنا عشرة ملايين ختمة حفظنا فيها وتقربنا بها إليك وأحببنا فيها القرآن ورفعنا فيها شعار سنحيا بالقرآن.



الشوق إلى الله:

محور حديثنا اليوم إيماني ورقيق جدَّا وهو الشوق إلى الله. هل تشتاق إلى الله؟ هل تشتاق إلى رضاه؟ هل تحن إلى الليل فتقوم وتصلي بين يديه؟ فتلك منزلة رفيعة. العبادة منازل: فهناك من يتجنب المحرمات وهذه منزلة، وهناك من يتقي الله، وهناك منزلة اسمها الشوق إلى الله. هل مررت بتجربة شوق لأحد ووصلت إلى درجة أنك لا تستطيع أن تتحكم في مشاعرك؟ فقد وصل سيدنا موسى إلى هذه المنزلة. انظر إلي سيدنا موسى تجده عظيما في كل شيء: في قيادته لأمته وفي شجاعته أمام فرعون وقيادته لبني إسرائيل، كذلك في عبادته تراه عابدا خاشعًا متوكلا على الله، فهو نبي عظيم وهو من أولي العزم من الرسل وكليم الله وهي منزلة اختص بها الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى، ولم يقترب من هذه المنزلة أو يرتقي إليها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم في المعراج.



اليوم سيدنا موسى يشتاق إلى الله. أريد أن أسألك هل يأتي عليك لحظات تشتاق فيها لقراءة القرآن ولختمه؟ انظر إلي سيدنا عبد الله بن حذافة قبل قتله على يد ملك الروم بكى فظن الملك أنه تراجع وخاف فأتى به فقال له سيدنا عبد الله بن حذافة: " يا ليت عندي بعدد شعر جسدي أنفس تخرج الواحدة تلو الأخرى حبا لله وفي سبيل الله". من الممكن أن يكون هذا الكلام نظريا أو إنشائيا لو أن الذي قاله ليس مشرفًا على الموت، لكن من يقول هذا الكلام في لحظات الموت يكون شاعرًا به ومؤمنًا به. لا أطلب منك أن تكون مثله فهو صحابي لكن أين نحن؟!



استشهد سيدنا عبد الله بن حرام في غزوة أحد فبكى ابنه جابر بن عبد الله فقال له النبي: "أتبكي يا جابر؟ يا جابر ما كلم الله أحدًا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحًا. فقال له: "يا عبدي تمنى علي" فقال: "يا رب أتمنى أن أعود إلى الدنيا فأقتل مرة أخرى في سبيلك لِما وجدت من حلاوة الشهادة والقرب منك" فقال الله: "إني كتبت عليهم أنهم إليها لا يرجعون فتمنى أمنية أخرى يا عبدي" فقال: "يا رب بلغ عني أهل الأرض ما أنا فيه من السعادة". أرأيت الشوق إلى الله؟ الآن وأنت في نصف رمضان هل أنت مشتاق لله؟ متى آخر مرة بكيت من خشية الله، وحبًا له، وشكرًا على نعمه وليس لأجل مشكلة عندك؟ هل تحن للقرآن أو للعمرة أو للقيام؟ تلك منزلة قلبية عالية فهنيئًا لمن مر بها، ومسكين يا من غرق في المادية الطاغية ولم يتذوقها.



الميقات:

وعد الله سيدنا موسى بالذهاب إلى ميقاته، الميقات أي لقاء الله، ومتى كانت آخر مرة؟ كانت قبل ذلك بخمس عشرة سنة في جبل الطور. اليوم وبعد هذه المدة وبعد غرق فرعون ونصر موسى وتحقق وعد الله لموسى دعاه مرة أخرى للقائه في المكان نفسه، انظر إلى الآية: ((وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً... )) (الأعراف: ١٤۲) فقال الله سبحانه وتعالى لموسى لو صمت لي وعبدتني حق العبادة ثلاثين ليلة سأعطيك مكافأة وقربا، وسأعطيك التوراة، كتابي نورا وهدى وسأقربك مني قربًا شديدًا. فصام سيدنا موسى الثلاثين ليلة وبعدما أتمها حيث أمره الله أن يتممها بعشر ليزيد قوة وإيمانًا ليستعد للقاء الله.



وماذا عن بقية بني إسرائيل؟ فلقد استخلف سيدنا موسى سيدنا هارون على بني إسرائيل لأنه ذاهب للقاء الله وحده لمدة ثلاثين ليلة وليبقى هو مع بني إسرائيل ولا يتركهم. انظر إلى حظ أمة محمد، فالميقات كان لموسى وحده وحرمت بني إسرائيل منه، فقد منّ الله سبحانه وتعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بشهر رمضان، ثلاثين ليلة عبادةً وصومًا ليهيئكم لتكن لكم منزلة كبيرة (من صام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه) و(إن الجنة لتتزين من السنة إلى السنة لشهر رمضان) انظر إلى جوائز رمضان وتيقن كيف نحن (غاليين) على الله! يقول لنا النبي: (من أتبع رمضان بست من شوال كمن صام الدهر) وسيدنا موسى صام ثلاثين ليلة وأتبعهم بعشر. انظر كيف أن أمة محمد هي خير أمة أخرجت للناس!



يذهب سيدنا موسى للقاء ربه عند جبل الطور، وكان اللقاء في الليل، لقاء طويل وجميل يسأل فيه سيدنا موسى الله ويستفيض، والله يجيب ويمن عليه ويعطيه التوراة كما طلب سيدنا موسى النظر إلى الله.



كلمة ميقات تعني موعد محدد دقيق يلتقي فيه كليم الله بالله سبحانه وتعالى ويتلقى التوراة. وكلمة توراة جاءت من " الطور" حيث تلقاها فسميت نسبة إلى المكان، فكانت المكافأة والهبة أن زاده الله تشريفًا وتكريمًا فأعطاه الكتاب. فماذا ينال من يصوم الثلاثين يومًا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ عاد سيدنا موسى للمكان نفسه، لجبل الطور الذي كلف فيه بالرسالة منذ خمس عشرة سنة، لماذا؟ حتى نعلم أن وعد الله حق وأن الله لا يخلف الميعاد ألم يقل له: ((اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى)) (طه: ۲٤) و ((قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ)) (الشعراء: ١۲) و ((قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)) (طه: ٤٦) وقال ))وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ(( )القصص: ۳٥( في جبل الطور منذ خمسة عشر عامًا، فكان لابد بعد الانتصار وبعدما عبر البحر وشاهد معجزة الله وكيف نجاه ونصره؟! من الممكن أن يكلفك الله بعمل فتدور الأيام، ويذكرك بوقفته معك في مكان وقف فيه معك قبل ذلك. هذا ما حدث مع سيدنا موسى، ذهب إلى ميقات ربه كما تذهب أمة محمد إلى ربها كل عام في رمضان لتعبده وتتقرب إليه، وبينما هو ذاهب إلى الميقات يقول له ربه: ((وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) (طه: ٨۳-٨٤) أي أنه كان متعجلاً من الشوق إلى الله.



أسئلة سألها موسى لله:

ولقد سأل موسى الله أسئلة ذكرها النبي وأخرى ذكرها اليهود الذين أسلموا في المدينة مثل عبد الله بن سلام. على الرغم من أنها آثار إلا أني سوف أذكرها لأنها مؤيدة لسيرة النبي وذكرها النبي بأحاديث مماثلة، هيا نعيش مع هذه المعاني الرقيقة: فالحوار مع الله سبحانه وتعالى خاصية أعطاها الله لموسى عليه السلام في الدنيا، وستكون لنا إن شاء الله في الآخرة، في الجنة، حيث نسأل الله كيفما نشاء ونقول له أعطنا كذا ونتمنى كذا.



قال موسى: "يا رب من أدنى أهل الجنة منزلة؟" فقال: "ذلك آخر رجل يخرج من النار حبوًا يريد أن يدخل الجنة، كلما أراد أن يخرج منها أُعيد فيها حتى يخرج منها ويقول الحمد لله الذي نجاني منكِ" فيقول الله تبارك وتعالى:" اذهب فادخل الجنة"، فيذهب فينظر فيخيل إليه أنها ملأى فيقول: "يارب وجدتها ملأى" فيقول له الله: "أما ترضى أن يكون لك مثل مُلك أعظم ملك من ملوك الدنيا" فيقول الرجل: "يا رب أتهزأ بي وأنت رب العالمين؟" فيقول له الله تبارك وتعالى: "لك مثل مُلك أعظم ملك من ملوك الدنيا ومثله ومثله ومثله ومثله ومثله" فيقول العبد: "رضيت يا رب" فيقول له الله تبارك وتعالى: "لك مثل مُلك أعظم ملك من ملوك الدنيا وعشرة أمثاله ولك فيها ما اشتهت نفسك وتمنت عينك وأنت فيها خالد". هذا أدنى شخص منزلة، فقال موسى: "يا رب أذلك أدناه منزلة؟" فقال الله: "نعم يا موسى" قال: "فمن أعلاهم منزلة؟" فقال له الله: "أولئك الذين أردت زرعت كرامتهم بيدي فلا تدري عين ولا تسمع أذن ولا يخطر على قلب بشر ماذا أريد أن أعطيهم" ومعنى كرامتهم أي سعادتهم.



قال موسى لله: "يا رب كيف لا تأخذك سِنة ولا نوم؟" فقال له الله: "يا موسى ابق الليلة وأنت تمسك بزجاجتين في يدك فبقى سيدنا موسى وهو ممسك بالزجاجتين فغفل فنام فسقطت منه الزجاجتين فانكسرتا. فأوحى الله إليه: "يا موسى لو تأخذني سِنة أو نوم لسقطت السماء على الأرض". فقال موسى وهو يشعر بالحياء من الله وأن الله عظيم يستحق الشكر على هذه النعمة ألا تنطبق السموات على الأرض: "كيف أشكرك وشكري لك نعمة تستحق الشكر؟"، فهذا من توفيقك لي أنك أعنتني على الشكر، فأوحى الله إليه: "يا موسى إذا عرفت ذلك فقد شكرتني". ما هذا اللقاء والميقات الذي حدثنا عنه الله في القرآن! و الله يا قائمين ويا صائمين لو صمتم بحق ستتذوقون حلاوة القرب من الله مثل سيدنا موسى. حاول بعد هذه الحلقة أن تدخل إلى غرفتك وتناجي الله.. قل له يا رب ليس لي سواك، قربني منك، سامحني واعف عني، حتى وإن كنت مليئا بالذنوب وهذا.



قيمة "لا إله إلا الله":

تطرق سيدنا موسى لموضوع آخر، فقال له: يا رب دلني على كلمة أو دعاء أو ذكر أذكرك به كثيرًا، فقال له الله: "يا موسى أكثر من قول لا إله إلا الله" ، فقال له موسى: "يا رب كل عبادك يذكرونك بلا إله إلا الله، خصني بذكر أذكرك به لك وحدك"، فقال له الله: "يا موسى لو أن السموات السبع والأراضين السبع وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت كفة لا إله إلا الله".



من الملاحظ أن كل قصة لها مع رسول الله حديث أو دعاء أو ذكر مماثل؛ فقد روى النبي قصة الرجل الذي جاء يوم القيامة فقال الله للملائكة: "ابسطوا له سيئاته" فبسطت له سيئاته فإذا هي تسعة وتسعون سجلا من السيئات مدها مد البصر، فوضعت في الميزان فرجحت، فظن أنه هالك، فقال له الله: "هل بقي لك شيئا؟" فقال :"لا يا رب" فقال له الله: "أظلمتك الملائكة؟" قال: "لا يا رب" قال الله: "ألك عذر؟" قال: "لا يا رب" قال الله: "بلى يا عبدي بقي لك شيء" قال: "وما هو يا رب" قال الله: "لك عندي بطاقة مكتوب فيها لا إله إلا الله" فقال: "يا رب وماذا تفعل البطاقة؟!" فقال الله: "إني لا يظلم عندي أحد، يا ملائكتي ضعوا البطاقة في كفة الحسنات"، فوضعت في كافة الحسنات فطاشت السجلات فقال النبي: "و لا يثقل مع اسم الله شيء". يجب أن نقول لا إله إلا الله بحق، فلا يجب أن يُعبد مثله ولا أن نخضع لغيره، ولا نذل لأحد إلا الله.



كرم الله ورحمته:

من ضمن الأشياء التي سأل عنها سيدنا موسي قال: "يا رب إن هناك رجلين من بني إسرائيل أحدهما صالح والآخر عاصٍ، وقبل أن آتي إلى الميقات وجدت الاثنين يدعونك قائلين: يا رب، فماذا فعلت بهما يا رب؟" فقال له الله تبارك وتعالى: "قلت للصالح لبيك عبدي، وقلت للعاصي لبيك عبدي.. لبيك عبدي.. لبيك عبدي" فقال موسى: "أتقول للصالح ذلك وتقول للعاصي ذلك؟". فقال له الله: "يا موسى أما الصالح عندما قال يا رب فكان يعتمد على عمله، وأما العاصي حين قال يا رب فكان يعتمد على رحمتي". يا عصاة، يا من ملئتكم الذنوب، لو ذهبتم إلى الله وعرفتم أنه سيرحمكم سيقول لكم لبيك عبدي.. لبيك عبدي.. لبيك عبدي.
مازلنا مع لقاء موسى مع ربه، ونحن نقتطف من ثمار هذا اللقاء: قال الله : "يا موسى إن من عبادي من أدخلهم جنتي وأخيرهم فيها بين قصورها وثمارها وأنهارها ما شاءوا" فقال له موسى: "من هؤلاء يا رب؟" فقال الله: "من يدخل السرور على المؤمنين وعلى أهل بيت من المسلمين" ما أحلى أن تدور على بيت فقير أو أسرة فقيرة فتقيم لهم مشروعًا تساعدهم به فيعود الأولاد إلى المدارس مرة أخرى! هيا نبدأ بها اليوم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:00 pm



الحب في الله:

وأوحى الله إلى موسى: "هل عملت لي عملا قط؟" فقال موسى: "يا رب صليت لك وذكرتك وقمت بين يديك وصمت لك"، فقال له الله: " يا موسى أما الصلاة فلك نور، وأما الصدقة فلك برهان ولكن هل عملت لي عملا قط؟" فقال موسى: "وما العمل؟" فقال له الله: "هل أحببت فيّ أحدًا قط؟ هل واليت لي وليًّا قط؟" فعلم موسى أن أعلى درجات القرب من الله أن تحب في الله وأن تآخي في الله.



التذلل إلى الله:

قال له الله: "يا موسى أتدري لماذا اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي؟" فقال: "لما يا رب؟" فقال الله تبارك وتعالى: "يا موسى إني قلبت قلوب عبادي ظهرًا وبطنًا في زمانك فلم أجد قلبًا أذل لي من قلبك يا موسى، فأردت أن أرفعك على عبادي". كل هذه الآثار تعرض لك أفكارًا للدخول إلى الله، كالأخوة في الله، أو الإكثار من قول لا إله إلا الله، حتى تختار بابًا يكون طريقك إلى الله. أحد هذه الأبواب هو التذلل لله؛ فمن تواضع لله رفعه. كلنا نعبد في رمضان، لكن من يقرب؟ من الذي يتذلل إلى الله ويسجد ويضع رأسه على الأرض ويقول له أنا فقير إليك. أحد العلماء يقول: "طرقت الأبواب إلى الله فوجدتها ملئى، فطرقت باب الذل فوجدته فارغًا وقلت هلموا هذا هو الباب".



أمنيات سيدنا موسى:

تمنى سيدنا موسى في هذا اللقاء الجميل وبعد هذه الأسئلة، وبعدما أوحى الله إليه ما أوحى أمنيتين: الأولى عندما قال: "يا رب إني قد وجدت في الألواح مكتوبًا أن لك أمة من الأمم الحسنة عندهم إذا هموا بها فلم يعملوها كتبت لهم حسنة فإذا عملوها كتبت لهم عشرة فاجعلها أمتي" فقال له الله: "يا موسى هذه أمة محمد" فقال: "يا رب إني قد وجدت في الألواح مكتوبًا أن أمة تأتي يوم القيامة يكونون هم الشافعون المشفعون فاجعلهم أمتي" فقال له الله: "يا موسى هذه أمة محمد" فقال: "إني قد وجدت في الألواح مكتوبًا أن هناك أمة هي خير أمة أُخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلها أمتي" فقال له الله: "يا موسى هذه أمة محمد" فقال: "إني قد وجدت في الألواح مكتوبًا أن هناك قومًا هم أكثر أهل الجنة فاجعلها أمتي" فقال له الله: "يا موسى هذه أمة محمد". أمة محمد غالية على الله، لماذا رخصنا أنفسنا؟ لماذا عصينا ونسينا وبعدنا؟ تستطيع اليوم أن تصلي ركعتين في لقاء مع الله وتصلي التراويح وتقرأ القرآن وتسمع كلام الله إليك وتذكر الله فيذكرك هذا هو الهدف من هذه الحلقة المليئة بالروحانيات.



في النهاية طمع سيدنا موسى في شيء ((...قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ...)) (الأعراف: ١٤۳) انظر لأي درجة ملأ الشوق قلبه. فقال له الله: ((...قالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا...)) (الأعراف: ١٤۳) ولماذا الجبل؟ لأن الجبل قوي وضخم فإذا تجلى الله على الجبل جعله دكا فما بال الإنسان. ثم انظر إلى كلمة " دكا " أي سواه بالأرض ولذلك خر سيدنا موسى صعقًا على الأرض. تأمل في كلمة تجلى واسم الله الجليل ((وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)) (الرحمن: ۲٧) تستشعر هذا الاسم عندما تقف أمام منظر طبيعي جميل فتعجب به حتى إنك لا تستطيع أن تتركه، أتذكرون أول مرة رأيت فيها الكعبة؟ والهيبة التي شعرت بها؟ هذا في الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة فما بالك في الجنة ورؤية الله؟



خاتمة:

لقد أكرمني الله أن دخلت الكعبة من الداخل يوم غسلها فلم أستطع أن أدعو من الهيبة والجلال لبيت الله فما بالك برؤية الله عز وجل. لذلك يعلمنا النبي فيقول: " لا تفضلوني على موسى، فإن الناسَ يُصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى باطِشًا بساقِ العرش، فلا أدري هل أفاق قبلي، أو كان ممن استثنى اللـه؟" أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدري أفاق قبله أم جوزي بثواب صعقة يوم الميقات. ما أعظم عدل الله! وما أجمل تواضع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! ((...فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ...)) (الأعراف: ١٤۳).







رابط تحميل الحلقة:

http://amrkhaled.net/sound_libaray/multimedia1319.html

رابط تفريغ الحلقة:

http://amrkhaled.net/articles/articles3647.html


عدل سابقا من قبل نونة في الأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:58 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:03 pm


الحلقة 16 - قيمة العزة .. أوعه تذل نفسك

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قيمة قراءة القرآن الحقيقية:

أحب أن أذكركم بشعارنا هذا العام في رمضان: "سنحيا بالقرآن"؛ فمن المهم أن ندرك جميعًا أننا لا نقرأ القرآن لنتزود إيمانيًا أو لنأخذ حسنات فقط، فإلى جانب ذلك نحن نقرأ القرآن لسبب غاية في الأهمية؛ فالقرآن منظومة قيم لإصلاح أخلاق الإنسان وقيمه ونظرته للحياة، فقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال: 24) يؤكد أن القرآن يحينا لأنه منظومة قيم وأخلاق. فنحن نتعبد بقراءة القرآن – في رمضان وفي غير رمضان-، ولكن يجب ألا تتوقف قراءة القرآن عند التلاوة فقط، ولذلك فقد قررنا في هذا الجزء من قصص القرآن أن نستخلص قيمة من القيم في كل حلقة؛ لأن هذه القيم هي رسالة القرآن في الأصل. إذا نظرنا للقرآن بمعناه الشامل الكامل الحقيقي، فإننا سنستخلص كل قيمة من هذه القيم وندرك أن الله أنزل هذه القصة في سورة طه ليصحح هذه القيمة في كلٍّ منا، وهكذا نستطيع أن نفهم الإسلام بمعناه الصحيح الكامل.



اسم الله العزيز:

من أسماء الله الحسنى "العزيز"، فاسم الله "العزيز" وهو ذو علاقة وثيقة بحلقة اليوم، فما معنى اسم الله "العزيز"؟ "العزيز" هو الذي يأبى الذل لعباده، فيأبى أن ينكسر عبده لأي إنسان أو شهوة أو معصية أو مال...إلخ، فهل تعد نفسك عبدًا للعزيز؟ هل أنت مكسور ذليل أمام شهوة أو إنسان أو معصية أو شيطان أو حتى أمام نفسك؟ أم أنك عزيز مرفوع الرأس لأنك عبد لله العزيز؟

لقد ترك بنو إسرائيل مصر مع سيدنا موسى عليه السلام، وشهدوا معجزة انشقاق البحر غير أن الذل قد ملأ قلوبهم حيث شوه الذل نفوسهم. إن الذل يقضي على النفوس ويشوهها بعمق ويترك أثرًا أشد وأسوأ من تشويه مادة كاوية لوجه إنسان، فلك أن تتخيل!

فلو أُسر أسد متقدم في السن ليوضع في حديقة للحيوان سيأبى أن يأكل لأنه حرّ فيفضل الموت على أن يبقى أسيرًا في قفص، فإن أرادوا أن يعتاد الأسد على حياة الأسر، يجب أن يكون شبلا صغيرًا ليعتاد على تلك الحياة؛ لذا فاحذر لأنك من الوارد أن تكون ذليلا لنفسك أو للشيطان، فالشيطان يقول لله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً} (الإسراء:62)، فما معنى "أحتنكن"؟ أصل هذه الكلمة يأتي من كلمة "الحنك"، أي الفم، فمعناها نية الشيطان في أن يسوق الإنسان كالبهائم. فقيمة اليوم هي ألا تذل نفسك لأحد أبدًا، فإن أردنا أن "نحيا بالقرآن" وأن نصل إلى العشرة ملايين خاتمة للقرآن، فيجب أن نطبق ما فيه من قيم وهذا هو الهدف من أن "نحيا بالقرآن".



وصية سيدنا موسى لأخيه هارون في غيابه:

ذهب سيدنا موسى عليه السلام لميقات ربه، ووصى سيدنا هارون أن يخلفه في قومه، يقول الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} (الأعراف: 142)، فوصية سيدنا موسى عليه السلام لسيدنا هارون كانت لمعرفة منه أنه لا يستطيع أن يترك قومه بمفردهم، فسيدنا موسى عليه السلام يعلم أنه لو تركهم لأنفسهم فسيرجع ليلقى مشكلات وخيمة وكوارث، وقد أمره أن يصلح بينهم كي لا تصل الأمور بينهم لأي خلافات. ورغم علم سيدنا موسى عليه السلام بوجود مفسدين بين قومه فإنه تاركهم. فسكوت سيدنا موسى عليه السلام على المفسدين بين قومه كسكوت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على وجود المنافقين في المدينة، فإن هذا هو أسلوب القادة العظام للتعامل مع الفتن الداخلية بصبر وحكمة حتى القضاء عليها حتى تموت مع الزمن غير أن هذا ليس في مقدرة جميع الزعماء، فمن الزعماء من يسارع إلى القضاء على المفسدين، وهذا ليس بأسلوب العقلاء الحكماء.

إذًا فلقد ذهب سيدنا موسى عليه السلام للقاء ربه ثلاثين يومًا كما قال لقومه، ولكن الله أمره أن يمد فترة الاستعداد للقاء الله عشرة أيام أُخر فغاب أربعين يوما.



أثر الذل في نفوس بني إسرائيل:

لم ترسخ فكرة الإيمان في نفوس بني إسرائيل بعد، فلقد شوه الذل كيانهم حيث إن أيّ غياب لسيدنا موسى عليه السلام يحدث انهيارًا وسقوطًا لبني إسرائيل، ثمة سؤال يطرح نفسه: هل يُفتن أو ينهار بنو إسرائيل رغم وجود سيدنا هارون عليه السلام؟ فلا يزال لدى بني إسرائيل مشكلة عظيمة فمن يسيطر عليهم هو سيدنا موسى عليه السلام؛ فهو من شق البحر بعصاه، وهو الذي واجه فرعون، ولذا يأتي بعده سيدنا هارون كقائد ثانٍ، فهم لا يقبلون إلا القائد الأول، ورغم حبهم لسيدنا هارون لكنهم لا يطيعون إلا سيدنا موسى، هذا لعدم صلابة إيمانهم وعدم رسوخ فكرة الإيمان في نفوسهم، صحيح أن منهم المؤمنون كما أن منهم أيضًا من لم يرسخ إيمانه بعد. ويبدو أنهم كانوا متأثرين بالمصريين في ذلك الوقت، حيث كانوا يعبدون العجل (أبيس) والذل هو سبب هذا التأثر، فهم يرون أن المصريين وفرعون أفضل منهم، رغم أنهم من المؤمنين الموحدين غير أن الذل قد شوه عقولهم وأنفسهم.



السامري وموهبته المكبوتة:

ومع تأخر سيدنا موسى عليه السلام في العودة انبثقت بين بني إسرائيل فتنة شديدة، وهي فتنة السامري؛ السامري ليس من المصريين ولا من بني إسرائيل إنه من الأقليات التي كانت في مصر وهو من سامراء بالعراق، وكان شابًّا عندما ظهر سيدنا موسى عليه السلام في ذلك الوقت الذي كان فيه فرعون في كامل جاهه، وهو محارب بارع وموهوب لكنه كان من أحد المستضعفين في عهد فرعون {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (القصص:4)، ورغم موهبته وإمكاناته لم تكن أمامه فرصة للتقدم لأنه من طائفة أخرى غير المصريين، لذا فقد كان من المنبوذين المضطهدين، وظلت موهبته مكبوتة وعنده شعور بالإهانة ونما بداخله تشوهات نفسية.

لدى عالمنا العربي الكثير من الشباب الموهوب ذي الطاقة غير أن المحسوبية تحول بينه وبين أن يعلو شأنه، فتذل نفسه وتتكون عنده طاقة للتدمير، وهذا ليس مقبولا كفعل، لكن المجتمع له يد فيما فعل أيضًا، كثيرون هم من أمثال السامري في العالم العربي! فقصة سيدنا موسى عليه السلام لا تنطبق لعام ۲۰۰۹ق.م ولكنها تنطبق أيضًا على حاضرنا اليوم في عام ۲۰۰۹ميلادية. عندما وجد السامري سيدنا موسى عليه السلام وأتباعه انضم إليهم على الفور بغير إيمان منه.



خطة السامري:

وبعد انتهاء الثلاثين يوما بدأ بنو إسرائيل في السؤال عن سيدنا موسى عليه السلام وسبب تأخره، وفي هذه الأثناء بدأ السامري في تكوين فكرة للانتقام بدلا من أن ينتقم من فرعون الذي ظلمه في الأصل، فسينتقم من بني إسرائيل الذين ظلموا كما ظُلِم، وهكذا تكون الطاقة المدمرة عندما تكبت طاقات الموهوبين والمبدعين في بلادنا، فالانتقام يكون من المجتمع ككل الذي قد يكون فيه من المظلومين أيضًا، وهكذا أصر السامري على أن يرى بنو إسرائيل موهبته وأن يثبت لهم عبقريته، وهنا قرر السامري أن يبدأ مع بني إسرائيل بمدخل التدين، لما تبقى في بني إسرائيل من دين ومتدينين، إلى جانب من فيهم ممن لم يرسخ إيمانه بعد، ففي هذا يقول تعالى: {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} (الأعراف:159).



حُلي نساء مصر:

قبل أن يخرج بنو إسرائيل من مصر كان لديهم عيد؛ لذا فقد استعارت نساؤهم حليًّا من نساء المصريين، وعندما جاء الأمر من سيدنا موسى عليه السلام بالخروج من مصر {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} (الدخان: 23) أخذ النساء الحلي معهم حيث ولم يعيدوا هذا الحلي لذا أقنعهم السامري بأن سيدنا موسى عليه السلام لن يعود إلا إذا تخلصوا من تلك الحلي بإلقائه في البحر حيث إنه ليس ملكًا لهم ومن ثم يعتبر مالا حراما فرموه، وهكذا دخل إليهم من باب التدين، لما تبقى فيهم من إيمان، لكن ما قيمة التدين في إنسان ذليل؟ {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} (طه: 87).



السامري ينفذ خطته:

أخذ السامري هذا الحلي، ليس بغرض السرقة لكن ليصنع منه عجلا من ذهب ليري بنو إسرائيل براعته، فصنع عجلا من الذهب يشبه العجل (أبيس)، العجل الذي عبده المصريون القدماء؛ لأنه يعلم أن بداخلهم فتنة العجل (أبيس). كان تصميم هذا العجل كتصميم العجل (أبيس) الذي يوجد في معابد قدماء المصريين. لذا سيأمرهم سيدنا موسى عليه السلام بعد ذلك، كما ذكر في سورة البقرة بذبح بقرة صفراء، لتأثرهم بالعجل أبيس، وجعل في فم ومؤخرة التمثال ثقبا ووجهه في اتجاه الريح، ليصدر صوتا عندما تهب الريح.



بنو إسرائيل يعبدون عجل السامري:

أخبر السامري بني إسرائيل أن هذا العجل إلههم وإله موسى، وعندما سألوه عن مكان موسى عليه السلام قال لهم إن موسى عليه السلام قد نسي إلهه عندهم وذهب إلى المكان الخطأ، وعندما يجد إلهه عندهم سيرجع إليهم، فعليهم إذًا أن يعبدوا هذا العجل فعبدوه، يقول الله تعالي: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} (طه: 88)، وهل صدق بنو إسرائيل هذا الحديث؟ نعم، صدقوه، وعبد كثير منهم العجل، فقد صدقوا ما قال السامري، لما هم فيه من ذل جعلهم منقادين، فالذل يجعل الإنسان سهل الانقياد إلى أي معصية كانت، وهنا يكمن الفرق بين بني إسرائيل وأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والسبب في أنها خير أمة أخرجت للناس {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه...} (آل عمران: 110) فأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا من الأحرار لذا اختار الله الجزيرة العربية لبدء رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. لكنْ بنو إسرائيل كانوا أذلاء، تُرى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اليوم أقرب إلى من؟ تخيل أن الذل جعل بني إسرائيل يعبدون العجل (أبيس) ويسجدون له حيث شعر السامري بالنصر والسعادة، لأنه جعل بني إسرائيل يسجدون لما صنعته يداه، فهو مريض وما دفعه إلى هذا هو كبت موهبته.



تعامل سيدنا هارون مع الفتنة:

أدرك سيدنا هارون عليه السلام ما هو فيه من مشكلة، فقد بدأ بنو إسرائيل في عبادة هذا العجل، فنصحهم وحاول أن يمنعهم، يقول تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} (طه:90)، وإذا بردهم في قوله تعالى: {قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} (طه: 91)، فهم منقادون إما لسيدنا موسى عليه السلام أو للسامري بلا رأي ولا انتماء لأي فكرة، يتبعون من يقودهم، فلم يسمعوا لسيدنا هارون عليه السلام، هذه قيمة اليوم وفيها رسالة للآباء، بالله عليكم لا تجعلوا أبناءكم أذلاء لأيٍّ من كان، واحذروا من سيطرة المعصية وارتكابها، ليس فقط لما فيها من (حرمانية) بل أيضًا لما تتركه في النفس من أثر الذل وتشويهه، فابقوا عبادًا لله العزيز سبحانه وتعالى. ظل سيدنا هارون عليه السلام محاولا هدايتهم مرارًا وتكرارًا، ولكنه وصل إلى مرحلة أنه وجد بوادر صراع، فهناك من بني إسرائيل من اتبع السامري، وهناك من اتبع ما نصحهم به سيدنا هارون عليه السلام.



جنوح سيدنا هارون إلى الانتظار:

وجد سيدنا هارون عليه السلام نفسه أمام خيارين، وهنا نرى الأسلوب الصحيح في التعامل مع الفتن والمشاكل الداخلية: هل يدخل في هذا الصراع؟ أم يتركهم إلى حين يرجع سيدنا موسى عليه السلام؟ فاختار سيدنا هارون أن ينتظر رجوع سيدنا موسى، فهو وحده من يستطيع حسم هذا الخلاف بكلمة منه، فهو لبني إسرائيل القائد الأول فقد قارن سيدنا هارون عليه السلام بين الأمرين. تخيلوا لو أن سيدنا هارون عليه السلام قد دخل في صراع ونجم عن هذا الصراع حرب في بني إسرائيل! رجع سيدنا موسى عليه السلام ليجد بني إسرائيل وقد قتلوا في حربٍ بينهم، وهذا ما يسمى بفقه الموازنات، عندما تكون في اختيار بين أمرين: كيف تختار الأقل ضررًا بينهما؟ فقه الموازنات يجهله كثير من المتحمسين.



عودة سيدنا موسى عليه السلام:

عاد سيدنا موسى عليه السلام من لقاء ربه، بعد أن كلم ربه، فكان لقاءً مليئا بروحانيات وعبادة، وقد تلقى التوراة هدى ونورا ومعه الألواح، وينوي أن يرتقي ببني إسرائيل ليعلمهم وليكون لهم منهج وإذا بالمفاجأة: فقد عبد بعض من بني إسرائيل العجل. تخيل أن سيدنا موسى عليه السلام في لقاء ربه، وقومه يعبدون العجل! وهنا يتساءل الكثيرون، لماذا ترك الله سيدنا موسى عليه السلام في هذه المصيبة بعدما كان فيه من روحانيات وعبادة؟ هكذا الحياة، خير وشر، إيمانيات ومواجهات، وغير ذلك فقد تلقى سيدنا موسى عليه السلام كل هذه الروحانيات ليصلح بني إسرائيل، وليصلح في الأرض، ما حدث لسيدنا موسى عليه السلام مثال لما يحدث لنا بعد الصيام والقيام والعبادة في رمضان فتخرج من رمضان لتجد مشكلة كبيرة في العائلة، أو تجد أن أحد أبنائك وقد ارتكب ذبنًا كبيرًا، فهذا لا يعني أن الله لم يتقبل منك عبادتك في رمضان، فما اكتسبته من قوة إيمانية في رمضان هي لمواجهة مشاكل الحياة، بل على العكس، هذا من دلائل قبول الله سبحانه وتعالى لعبادتك، فالله سبحانه وتعالى يبعث رسالة إلى سيدنا موسى، أنه طالما أنه مع قومه، فهم ملتزمون بما يقول، ولكن إذا تركهم تركوا هم ما آتاهم. فهم ليسوا أصحاب فكرة، إنما هم تابعون لشخص، فإنهم ليسوا كسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما قال: "من كان يعبد محمدا فإن محمدًا قد مات ومن يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت"، فبنو إسرائيل ليسوا كأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.



علم سيدنا موسى بفتنة قومه:

ومن رحمة الله بسيدنا موسى، أن أنبأه بالخبر قبل أن يصل إلى قومه ليستعد لهم، فيقول تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى* قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} (طه: 83-85)، و"فتنا" هنا معناها اختبرنا، فقد اختبر الله بني إسرائيل إن كانوا سيتبعون سيدنا موسى، حتى وإن لم يكن معهم، فلم ينجحوا في هذا الاختبار، ولكن عند اختبار قوم سيدنا محمد يوم وفاته نجحوا في الاختبار وثبتهم سيدنا أبو بكر الصديق، فشخصية سيدنا أبو بكر تشبه كثيرًا شخصية سيدنا هارون في صبره وحلمه وفي ارتباطه بالفكرة وليس فقط بالأشخاص. فهذه القصة تدل على أن بني إسرائيل كانوا مرتبطين بشخص وهو سيدنا موسى أكثر من الفكرة؛ لذا فهذا ما سيعمل سيدنا موسى على إصلاحه بسبب هذه الحادثة، فهذه دعوة لقراءة القرآن قراءة صحيحة، فمعاني القرآن أعمق بكثير من مجرد قراءتها، فالقرآن مليء بالقيم.

وقد أخبر الله سيدنا موسى بأن السامري هو رأس الفتنة، ليكون مستعدا للموقف. يقول الله تعالى: {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا...} (طه: 86)، تخيل المشهد حيث يذهب سيدنا موسى إلى قومه آتيا من الجبل، وإذا بأغلبهم يعبدون العجل ساجدين له، تخيل كيف سيتعامل سيدنا موسى مع هذا الموقف؟



استراتيجية سيدنا موسى عليه السلام:

هنا نرى أسلوب تعامل القائد مع فتنة وكارثة داخلية، فأي قرار خاطئ يمكن أن يسبب حربا أهلية أو يجعلهم يصرون على عبادة العجل، غير أن عليه أن يكون حاسمًا مع السامري ومع بني إسرائيل، فهذه ليست المرة الأولى فقد قالوا له من قبل: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (الأعراف: 138) لذا يجب أن يأتيهم سيدنا موسى بعقوبة حاسمة، فهو لديه الآن ثلاثة أطراف ليتعامل معهم: السامري، وبنو إسرائيل، وسيدنا هارون، وغير ذلك يجب على سيدنا موسى عليه السلام مواجهة الأطراف الثلاثة معا لأنه سيقابلهم جميعا عندما يرجع، فلا يستطيع مثلا أن يستمع إلى ما حدث من سيدنا هارون على انفراد، فلسيدنا موسى هنا طريقة وخطة استراتيجية؛ فهو ينوي أن يتخذ معهم موقفًا حازمًا فيه شدة تجاه الجميع، ولكن إذا بدأ بالشدة فيمكن أن يخلق صراعا لذا فلسوف يبدأ باللين ثم الرحمة وبعدها الشدة والحزم.

إذًا بمن سيبدأ؟ هل يبدأ بالسامري؟ لا، فإنه إن بدأ بالسامري وبني إسرائيل فلربما مازالوا متأثرين به، وقد يُحدث هذا فتنة أكبر، وقد يجعل هذا من السامري بطلا. هل يبدأ بسيدنا هارون؟ لا، لم يبدأ به، لأنه ليس أصل الفتنة. سيبدأ سيدنا موسى ببني إسرائيل أنفسهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:05 pm



موقف سيدنا موسى مع بني إسرائيل:

بدأ سيدنا موسى بكلام رقيق ليذكرهم، يقول الله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي} (طه: 86)، وأنا أقول هذه الكلمات اليوم لأي عاصٍ: ألم يعطك الله من الخير الكثير؟ ألا تستطيع أن تصبر؟ لا ترتكب المعصية؟ فردوا عليه بعدما أثر فيهم كلامه: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ* فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} (طه: 87-88)، عندما وجد سيدنا موسى أنهم قد تأثروا بالموعظة، وبدأوا التبرأ من السامري تركهم على ذلك.



موقف سيدنا موسى مع أخيه هارون:

وكما بدأ سيدنا موسى باللين ذهب إلى سيدنا هارون متخذا معه الشدة، وهو يعرف أن سيدنا هارون يحتمل هذا، وأنه سوف يتقبل كلامه لأنه أخوه، فعندما يتعامل بالشدة مع سيدنا هارون سيحذر بنو إسرائيل ويخافون، يقول تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا* أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} (طه: 92-93)، وأخذ لحية سيدنا هارون وشدها، كان المشهد أمام الجميع، فقال له هارون: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} (طه: 94)، ويذكر سيدنا هارون سيدنا موسى بما ربتهم عليه أمهم من أخوة، فلن يختلف سيدنا هارون مع أخيه سيدنا موسى أبدًا حيث ذكره بما وصاه عليه قبل أن يذهب بألا يجعل فتنة أو صراعًا بين بني إسرائيل لذا فقد انتظر عودته. يقول الله تعالى في سورة أخرى عما قاله سيدنا هارون لسيدنا موسى: {... قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (الأعراف: 150)، فهدأ سيدنا موسى، بعدما وضح لبني إسرائيل أنه ينوي معاملتهم بالشدة، فقال: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الأعراف: 151).



موقف سيدنا موسى مع السامري:

وجاء دور السامري، فالتفت سيدنا موسى إليه ليبدأ معه بحزم وشدة ولكن سأله قبلها لما فعل هذا؟ يقول تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ} (طه: 95)، ينبغي أن يتعلم الآباء من هذا الموقف كيف يمكنهم معاقبة أبناءهم؟ فقبل التوبيخ والمعاقبة، يجب أن يقولوا لأبنائهم ويشرحوا لهم لماذا يعاتبونهم أو يعاقبونهم؟ وهنا يكمن صبر سيدنا موسى لذا كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتأسى به عندما يغضبه أحد، ويقول: (رحم الله أخي موسى، لقد ابتلي بأكثر من ذلك فصبر)، فكذب السامري لأنه جبان، ولم يخبره عن السبب الحقيقي لما فعل وعن موهبته المكبوتة، فقال: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } (طه: 96)، وادعى أنه رأى جبريل عليه السلام، يوم أغرق الله فرعون يمر بفرسه في البحر فأخذ من طينة كانت من أثر قدم جبريل، ووضعها في العجل الذي صنعه، ليبقى به جزء من الملائكة ليصبر به بنى إسرائيل حتى يأتي سيدنا موسى، فلم يناقشه سيدنا موسى فيما كذب.



حسم سيدنا موسى عليه السلام:

انتقل سيدنا موسى إلى مرحلة الحسم والعقوبات، ففرض أربع عقوبات: كانت أول عقوبة للسامري بنفيه فأمره أن يذهب، يقول تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ...} (طه: 97)، أما العقوبة الثانية والثالثة: {... وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} (طه: 97)، فيُنفذ الأمر فورًا ويحرق العجل ويرمى في اليم، ويقال إن السامري قد أصابه مرض جلدي فما عاد أحد يقربه. هذه رسالة لكل المبدعين؛ إياك أن تسلك درب السامري حتى وإن ظُلمت فتدمر المجتمع فيفعل بك الله كما فعل بالسامري. نُفى السامري وتوفي في منفاه وحيدا، وحرق العجل ونسف في اليم ثم يلتفت سيدنا موسى لعقوبة بني إسرائيل ليكمل موقفه الحاسم مع الأطراف الثلاثة بموقف في منتهى الحكمة والحسم.



قيمـة اليـوم:

لا تنسوا قيمة اليوم: إياك أن تذل نفسك لأي من كان.



رابط تحميلها:
http://amrkhaled.net/sound_libaray/multimedia1320.html

رابط تفريغ الحلقة:

http://amrkhaled.net/articles/articles3660.html


عدل سابقا من قبل نونة في الأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:57 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:12 pm


الحلقة 17- قيمة حسن الخاتمة

مشاركة أ.عمرو خالد

حلقة اليوم على الرغم من انها تجعلك شديد القلق علي ختامتك إلا انها تجعلك تضع يدك على اسباب حقيقة تؤدي بك إلي حسن أو سوء الخاتمة .. أنها أمراض القلوب ، الجديد في هذه الحلقة ليس الكلام عن حسن أو سوء الخاتمة فقد تكلمنا وتكلم الكثير من العلماء الافاضل عن هذا الموضوع ، لكن المشكلة انك كنت تسمع هذا الكلام فيظر قلبك وتخاف ثم لا تنتهي إلي شيء عملي محدد لضمان حسن الخاتمة ولذلك فالجديد في هذه الحلقة ، أنعا تجعلك تضع يديك على السبب الحقيقي وهو هل قلبك مريض ام لا لتعرف خاتمتك .
قيمة حلقة عالج قلبك من أمراض القلوب (حقد – حسد –غل – انانينة – كبر – عجب - رياء) هل انت مريض القلب .. ارجوك استقصاء اليوم هام للغاية ووفقا للدرجات التي ستحصل عليها ستعرف اذا كنت مريض ام لا . وانا ادلك على مقياس خاص جدا ودقيق جدا تعرف به سلامة قلبك من عدمه : هناك شيء اسمه المنافسين في نفس مجال العمل ، أن الانسان يكتشف نفسه عندما تضعه الاحداث ويختبره الله في موضوع التنافس مع منافسيه (في مجال العمل – في المنزلة الاجتماعية –في الطموحات المشتركة) ولا يمر فترة من عمرك إلا ويختبرك الله بهذا الموضوع . ونحن نفوس بشرية نغار وقد نضيق من المنافسين وهذا امر لا يعني عدم سلامة النفس ولكن اذا تحول الامر إلي بغضاء او كراهية أو تمني الشر للمنافس أو قد يزيد إلي تدبير الشر للمنافس فهذا دليل مرض اكيد بالقلب ، ان مرض القلب الحقيقي يكتشف عند ظهور المنافسين .
فمثلا اذا وجدت عالما او داعيا يشتم عالما اخر ويسارع في تجريه تحت مسمى قولة حق دون ان يسر له بالنصيحة فاعلم ان التنافس عماه ، واذا وجدت زميلا في العمل يفسد بكل الطرق اي تقدم لزميله ويقضي علي العمل الجماعي من اجل أن يظهر هو وحده فاعلم أنه ايضا مريض القلب . هذه نقطة دقيقة للغاية ولا نعفي انفسنا من اننا نغار احيانا بل كثيرا فنحن بشر ، لكن اذا حبست نفسك عن التمادي في الغيرة فانت سليم القلب واذا تركتها لينفخ فيها الشيطان فاحذر سوء الخاتمة ، وهل رفض ابو جهل الاسلام إلا لانه قال كن نحن وبنو عبد المطلب فرسي رهان (اي شديدي التنافس) حتى قالوا منا نبي فوالله لا نصدقه ابدا فقتله غله من منافسيه حتى صار رمز الجهل والكفر . الم اقل لكم نقطة دقيقة من تجارب الحياة ، فراقب نفسك في انتظار تعليقاتكم في موضوع اليوم حاسس للغاية وانا مناكد أن مداخلات اليوم غنية جدا بافكار ومعاني هامة وساستفيد منها بشدة إن شاء الله ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:13 pm

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهلا بكم، هيا بنا نستكمل لقاءنا مع قصة سيدنا موسى، وشعارنا سنحيا بالقرآن.



ترى كم عدد الختمات التي قمتم بها؟ ماذا عن الهمة والعزيمة؟ وها قد مرت نصف أيام رمضان، ونود الاقتراب أكثر من الله، وليلة القدر على الأبواب، نريد ختمات وختمات أكثر في رمضان، تحلوا بالهمة والعزيمة، ونود أن نتشارك جميعًا في حملتنا سنحيا بالقرآن، ونتمنى الحصول على عشرة ملايين ختمة، الهدف ليس صعب المنال، وعندما ينتهي كل شخص من إتمام ختمة فليرسل لنا، لنضع الرقم بالعداد الخاص بالموقع.



حزم سيدنا موسى:

توقفنا عند الكارثة التي كان يعمل سيدنا موسى كقائد عظيم على معالجتها، وهي أن بني إسرائيل عبدوا العجل بعد أن فتنهم السامري، تدرج سيدنا موسى في معالجته للموقف من اللين إلى الشدة ثم إلى الحزم، وحسم سيدنا موسى الأمور مع السامري؛ حيث قام بطرده ونبذه بعيدًا [قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ...] {طه:97} كما قام بحسم أمر العجل [... لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسْفًا] {طه:97} ثم التفت سيدنا موسى إلى الفئة التي عبدت العجل من بني اسرائيل، يا ترى كيف سيكون تصرفه تجاههم؟



لقد شعر سيدنا موسى أنهم نادمون على ما دفعهم السامري إليه، بل ويودون حقًا التخلص من هذه الكارثة، لكن لابد وأن يحسم الأمر معهم لأنها ليست المرة الأولى، ففي المرة السابقة قالوا: [... اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ...] {الأعراف:138} واليوم عبدوا العجل، فلابد من إنزال عقوبة شديدة بهم، وعاود سيدنا موسى طريقته المعتادة وصبره الكبير في معالجة الأمر: بدأ باللين ثم الحسم، بدأ بشرح الأمر لهم ثم الحسم، وقال كلمته الشهيرة لهم:[إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا] {طه:98}، [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ...] {البقرة:54}، ولننتبه أنها المرة الأولى التي نسمع كلمة "توبوا" في قصة بني اسرائيل، وهي كلمة مازالت غير مفهومة بالنسبة لهم، فالتوبة عند المسلمين هي: أستغفرك يا ربي وأتوب إليك، أشعر بالندم، ولن أفعل هذا الشيء مرة أخرى، وأعتزم التوقف عنه مستقبلًا، وهو شعور نفسي بينك وبين الله، علاقة غير ملموسة، لا نستطيع أن نلمسها بأيدينا، أمة محمد تفهم هذا المعني بسهولة، أما بنو اسرائيل فلابد أن تكون التوبة شيئًا ملموسًا لديهم، أي أن تكون حسية يراها بعينيه، والإيمان بالغيب بالنسبة له مازال ضعيفًا، لماذا؟ لأن هناك فارق كبير في مستوى النضج بينهم وبين أمة محمد، فأول آية في القرآن نزلت على أمة محمد في سورة البقرة هي: [الم * ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ] {البقرة:1-2}، من هم المتقون وما هي أول صفاتهم؟ [الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ...] {البقرة:3}، وأنا دائمًا أضرب المثل على ذلك بتشبيههم بالطفل الذي إن أبلغته أنك قد وضعت في حسابه بالبنك مبلغ مليون جنيه لن يمثل له الأمر شيئًا، بينما لو قدمت له لعبة ثمنها خمسة جنيهات سيفرح بها فرحًا كبيرًا، وهذا هو النضج فهو لن يشعر بما لا يراه، يجب أن يكون بين يديه، احذروا يا إخوتي أن نكون أصبحنا كذلك نتسم بالمادية، فأجمل لذة لدينا هي"يؤمنون بالغيب"، وهم مازالوا في حرمان منها، سيدنا موسى يريدهم أن يتوبوا والله يريدهم أن يتوبوا، ولكن لن يتم ذلك بالمعنى الإيماني، فلابد أن يحدث ذلك بشيء حسي في البداية.



توبة بني إسرائيل:

انظر إلى الآية التي تقول: [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ...] كيف يحدث ذلك؟ [... فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ...] ليأخذ كل منكم سكينًا، ويقتل نفسه، أو يقتل شخصًا آخر من بني اسرائيل، وهل يعقل أن يحدث ذلك؟ لن يحدث بالطبع، ولكن ليتخيلوا موقفًا حسيًا، لقد ارتكبت خطأ جسيمًا للدرجة التي ستفقد فيها حياتك، ولقد سمعوا ونفذوا الأمر لأنه لا يزال بهم شيء من الإيمان، وكل منهم سيحمل سكينًا، وتقول كتب اليهود الآن أنهم قتلوا أنفسهم بالفعل، ولكن القرآن يقول شيئًا آخر، فما إن حملوا السكين وأصبحوا على استعداد لتنفيذ القتل حتى قال لهم سيدنا موسى -واسمع الآية مرة أخرى-: [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ...] {البقرة:54} أي أنهم لما هموا بالتنفيذ قال: [...ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ...] عفا الله تبارك وتعالى عنهم، إذن لماذا كل هذه القصة؟ حتى يشعروا بشيء حسي يفهموا به معنى التوبة.



ما هي شروط التوبة لدينا؟

· الشعور بالندم.

· إيقاف الذنب.

· العزم على عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى.



هل علمتم الآن الفارق بين الماديين وبين من جمعوا بين المادة والروح (أمة محمد صلى الله عليه وسلم )؟ هل عرفتم الآن لماذا هي خير أمة أُخرجَت للناس؟ يا تُرى هل تشعر بالتوبة سريعًا أم لابد وأن تمر بإحدى المصائب لتفهم معنى التوبة؟ من أي الأنواع أنت؟



أسباب سوء الخاتمة:

خرج سيدنا موسى من مصر وعبر البحر، ثم ذهب لميقات ربه وتلقى التوراة، ونزل من الطور، وذهب لمقابلة بني اسرائيل، وفوجئ بأنهم قد عبدوا العجل، ثم نُفي السامري، ونُسف العجل في البحر. وبدأ بنو إسرائيل يتعلمون معنى التوبة، ثم أخذهم سيدنا موسى إلى القدس. ونحن نروي قصة سيدنا موسى نتذكر قيمة هامة، سأروي لكم قصة لها علاقة بقصتنا، في إحدى الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كان من بين الصحابة رجل يقاتل بشدة، فقال الصحابة: هنيئًا له الجنة فقد مات شهيدًا، فأخبرهم النبي أنه في النار، فسألوه لم يا رسول الله؟ قال" كثُرَت عليه الجراح في جسده، فوضع سيفه، فاتكأ عليه فقتل نفسه"، أي أنه لم يستطع الصمود في القتال، هل هذه هي خاتمته؟ نريد أن نفهم لماذا كانت الخاتمة هكذا؟ يقول النبي:" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها". هناك سر في الأمر نريد أن نفهمه.



مثال آخر: صحابي من العُباد، وهو سيدنا علقمة، طلبوا منه لحظة وفاته أن ينطق بالشهادة، ولكنه لم يقدر، كأنه يحمل جبلًا على لسانه، فذهب الصحابة للنبي يروون له قصة علقمة، فقال النبي:" أله أم؟" قالوا: نعم، يا رسول الله، قال:" ائتوا بها"، قال:"هل في قلبك وصدرك شيء من علقمة؟"، قالت: نعم، يا رسول الله، كان يأتي إلى زوجته وأولاده بأجمل الفاكهة، ويأتيني بما يتبقى منها، وأنا أمه يا رسول الله، نعم في قلبي شيء منه. فقال النبي: "احفروا له حفرة، وأوقدوا فيها النار"، إذا لم ترض عنه هذا هو مصيره سنحدده له في الدنيا، وفعل الرسول ذلك حتى يرقق قلبها على ابنها، فما لبثت أن قالت: عفوت عنه يا رسول الله، فإذا بعلقمة يحرك لسانه،ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. يا جماعة، احذروا، هذا كان ألم قلب أم فعل ذلك بعلقمة، فليساعدنا الله لو كان أحد الوالدين يشعر بالغضب تجاهنا، أصل الموضوع هو حسن الخاتمة، ولذلك كان النبي كثيرًا ما يدعو بهذا الدعاء :" اللهم إني أسألك حسن الخاتمة"، "اللهم اجعل خير أعمالي خواتيمها"، ويقول لنا النبي:"سلوا الله حسن الخاتمة"، ما هو حسن الخاتمة؟ حسن الخاتمة وسوء الخاتمة كلاهما مرتبط بقلبك: هل كان نقيًا أم به مرض، مثل: الريبة، الحقد، الحسد، الغل، الكراهية، الأنانية، الكِبر، العُجب، إذا كان في قلبك قدر من أي من هؤلاء عليك أن تخاف من سوء الخاتمة، وإذا كانت لديك ذنوب وقلبك خالٍ من هذه الأمراض الشديدة، فاطمئن سيتوب عليك الله ويغفر لك إن شاء الله.



انظر داخل قلبك:

عندما قرر سيدنا أبو بكر أن يتولى عمر بن الخطاب الخلافة، سأله الناس: أتوليه علينا وهو شديد؟ فأجابهم برد عجيب قائلًا: ذلك رجل أعلم أن سره أفضل من علانيته. هل تعرف جبل الجليد؟ عشرون بالمائة منه فقط يكون فوق سطح البحر، وثمانون في المائة منه تحت سطح البحر، هذا الجزء هو ما يجعله ثابتًا، كلنا يعمل بالعشرين في المائة الظاهرة للناس من حسن الهندام والملبس، ولكن من يهتم بأمر الثمانين في المائة الموجودة بداخلنا؟ ومن يعمل على تنقيتها؟ ولذلك كان النبي عندما ينظر في المرآة يقول: "اللهم كما حسنت خَلقي فحسِن خُلُقي"، كلنا ينظر في المرآة لنتأكد من حسن الطلعة، والنبي يعلمك عندما تنظر ابحث عما بداخلك لأنه الأهم، فالجميع يهتم بالمظهر، اهتم أنت بالداخل.



كلما توغلنا في قصة سيدنا موسى -نحن لا نقوم بسرد رواية_ نربط الأحداث بالقيم، فسيمر اليوم سيدنا موسى برجل تبدو عليه مظاهر الإيمان الشديد والعِِلم، ولكنه مريض من الداخل بمرض الأنا، قبل حسن الخاتمة ابحث عن قلبك، هل هو نقي أم به أحد الأمراض؟ عندما يمرض أي منا يذهب إلى الطبيب، ويبدأ في علاج جسده مما ألم به، جميعنا يهتم بأمراض جسده، ولكن من يكترث لأمراض قلبه؟ إن مرض الجسد ينتهي بالموت، بينما مرض القلب يلازمك حتى يوم القيامة، من الجائز أن يعيق مرض الجسد حركتك في الدنيا، بينما يتسبب مرض القلب في أن تخسر الدنيا والآخرة. هل تستطيع استكشاف قلبك؟ أن تكشف عليه، ولكن ليس الكشف الطبي.



بلعام باعوراء:

لنكمل مع سيدنا موسى، ونراه وهو يستكمل سيره إلى الأرض المقدسة كما يصفها القرآن [يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ...] {المائدة:21}، ستبدأ الأحداث القادمة من الأردن، وهذا المكان عبارة عن وادٍ يُشرف عليها من أعلى جبل ممتد، والجبل الذي سيذهب إليه سيدنا موسى اسمه نيبو، وهو غاية في الأهمية ومن أهم المعالم السياحية بالأردن الآن، ومن أهم الجبال، وجاء ذكره بالتوراة والإنجيل، وهذا الجبل هو أقرب الطرق التي تطل على المسجد الأقصى وفلسطين. سيمر سيدنا موسى بهذا الوادي الذي يعيش فيه قوم بني كنعان، يود سيدنا موسى المرور من على قمة جبل نيبو من خلال الوادي، وعندما يتم له ذلك يستطيع رؤية القدس، وقد دُفن سيدنا موسى بهذا الجبل، وأثناء رحلة النبي في الإسراء والمعراج ذكر أنه رآه عند الكثيب الأحمر عند جبل نيبو، وأؤكد لكم أننا نسير وفق الاتجاه الصحيح طبقًا للخريطة، ومرور سيدنا موسى إلى هذا الوادي للذهاب لجبل نيبو لتقع هذه الحادثة الإنسانية الهامة، قصة قصيرة، أليست قصة سيدنا موسى قصة طويلة في القرآن، ومتواجدة في مشاهد كثيرة، ولكن هناك قصص قصيرة [نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ...] {يوسف:3}، سيقابل رجلًا أثناء سيره، هذا الرجل به مرض من أمراض القلب على الرغم من حسن المظهر الذي يبدو عليه، هو عالِم مؤمن، ولكنه مريض من الداخل، سيقابل رجلًا يُدعى: بلعام بن باعوراء، ويتجسد فيه حسن وسوء الخاتمة، وبلعام من العلماء- ليس من بني اسرائيل- ولكنه مؤمن بالله، ويعي جيدًا أن موسى حق، وأنه نبي، هو يملك العلم الغزير، [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا...] {الأعراف:175}، وتقصد الآية بلعام بن باعوراء، الذي كان يبحث عن الشهرة وعلى استعداد للتضحية من أجلها بكل شيء. هناك نقطة تسببت في إفساد نقاء الرجل، هناك كارثة تستقر بقعر القلب، الشهرة لديه أهم من العلم ومن الإيمان ومن الدين، فهو يريد المكانة الرفيعة والزعامة. كان هذا الرجل يسكن عند قبيلة تُدعى بنو سمعان، وسيمر سيدنا موسى، ويقيم خيمته وقت الغروب ليذهب في الصباح إلى جبل نيبو ثم المسجد الأقصى والقدس، إذن سيبيت ليلته هنا، ومن الجائز أن تكون هناك أكثر من ليلة واحدة، لا تهتم بنو كنعان ببلعام لأنه متدين وعالِم، وهو يريد أن يشعر بذاته ويُشار إليه بالبنان، فعندما مر سيدنا موسى خاف بنو كنعان من الأعداد الضخمة لبني اسرائيل، وهم يشعرون بالقلق والخوف حيالهم، ولا يدرون ما الذي يجب عليهم القيام به. وكان لدى البعض من بني كنعان علاقة قوية بفرعون وأصدقاء له، والعلاقة بين فرعون وموسى ليست على ما يرام، وهم لا يريدون لسيدنا موسى المرور بأرضهم، وهم لم يستطيعوا التصرف إزاء ذلك، فاتجهوا إلى بلعام وسألوه: ألم تخبرنا أنك متدين وعالِم وأن موسى نبي وأنت تؤمن به، ادع عليه، وجاء رده: ماذا تقولون؟ أأدعو على نبي الأمة؟ لا أستطيع القيام بذلك، فقالوا له: لو فعلت ذلك واستُجيب دعاؤك سنصدقك القول أنك عالِم، سنضعك في منزلة كبيرة. وهم الآن يلتمسون المشكلة التي يعاني منها، هل نحن على استعداد للتضحية بالعلم، الإيمان ، الدين من أجل مكانة ما؟ هل تضحي بالحق من أجل السلطة، أو من يقبل الرشوة، لا يوجد فارق بينك وبين بلعام بن باعوراء، وعندما ألحوا على بلعام والمكانة التي وعدوه إياها دعا على سيدنا موسى وبني إسرائيل، ولكن كيف يُستجاب دعاؤه؟ ثم قالوا له: أنت لست بعالم، دعوت على موسى، ولم يُستجَب لك. فغضب بلعام لما أصابه، وأكد أنه سيثبت أنه قادر على ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:15 pm



حيلة بلعام باعوراء:

أما وأن بلعام قد خسر آخرته، فلقد قرر أنه لن يخسر دنياه؛ فأشار على قومه بحيلة ماكرة للقضاء على بني إسرائيل، حيث قال لقومه: زينوا نساءكم وعطروهن، وأرسلوهن بالبضائع ليبعن لبني اسرائيل، وقولوا للنساء لا تمنع أي امرأة منهن نفسها عن أي رجل من بني إسرائيل يريدها، هل سيقدم عالِم على فعل ذلك؟ تلك أحد أسباب سوء الخاتمة، هناك مرض بالقلب. أطاعوا بلعام بن باعوراء، وبدأ التنفيذ، وأرسلوا النساء من بني كنعان تبيع لبني إسرائيل، ويذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أول فتنة لبني اسرائيل كانت بسبب هذه الحادثة. وعلم سيدنا موسى بالأمر، وأن بلعام هو السبب وراء ذلك فدعا عليه، عندما تنسلخ من آيات الله لا يُستجاب دعاؤك، لكن موسى الموصول بالله استجيب دعاؤه، هل تستطيع أن تنزع دينك؟ من يفعل ذلك كأنه انتزع جلده، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في غزوة أحد:" دينك دينك لحمك دمك"، يا من نزعِت الحجاب، احذري، ويا من كنت تصلي واتسمت أفعالك بالفجور، ويا من كنت موصولًا بالله ثم وقعت في شرك المعصية، احذر سوء الخاتمة، بإمكانك العودة والإصلاح، [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ...] {الأعراف:175-176}، هذا ليس سبابًا للكلب، فقد أثني على الكلب في القرآن في آيات أخرى [... رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ...] {الكهف:22}، لماذا إذن الكلب؟ لأن من طبيعته أن يلهث سواء عند جريه أو وقوفه، والآية توضح أن بلعام كان يلهث وراء الدنيا وأنه كان غير قادر على الوصول إليها، هذا هو عقابه، يريد أن يأخذ ولا يعرف كيف يقوم بذلك فأصبح مثل الكلب، الهث وراء الدنيا يا بلعام [... ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] {الأعراف:176}، هذه هي قصة بلعام بن باعوراء وسوء الخاتمة وهي غنية بالمعاني.



فُتن بلعام وأخلد إلى الأرض، يا بلعام بن باعوراء عام 2009 اتق الله، وإلى النساء اللاتي أصابهن النسيان أو أخطأن أو تركن حجابهن، احذروا نتيجة بلعام بن باعوراء، بلعام بن باعوراء هو مرآة مخيفة للجميع، يا تُرى ما هي خاتمتنا؟ أنا أيضًا أشعر بالخوف، يا رب، ارزقنا الإخلاص، لأنه ينقي القلب من مصائب كثيرة، ادعوا لنا بالإخلاص، وادع لنفسك بحسن الخاتمة.



أمثلة لحسن وسوء الخاتمة:

أود أن أختم بقصص لحسن وسوء الخاتمة، وكل منا يختار ما يريد، سيدنا بلال وهو يموت تقول زوجته: وامصيبتاه، فيرد عليها قائلًا: "لا تقولي: وامصيبتاه، ولكن قولي: وافرحتاه؛ غدًا ألقى الأحبة محمدًا وصحبه".



سيدنا معاذ بن جبل وهو يموت يسأل: "أي وقت هذا؟"، فيقولون: وقت السحر، فيقول: اللهم إني أسألك موتةً في ليلة يكون صبحها في الجنة، ثم تدمع عيناه، فيسألوه:علام تبكي؟ فيقول: والله ما أبكي على ثواب الدنيا، ولكن أبكي على ثواب قيام الليل وقراءة القرآن.



وهذه موتة معاصرة: الشيخ كشك عليه رحمة الله يموت وهو ساجد، والشيخ محمد الغزالي يموت وهو يدافع عن الإسلام في مناظرة وتصيبه ذبحة ويموت، ويُدفن بالمدينة المنورة في مكان لم يجد من دفنه أفضل منه؛ بين الإمام مالك وإبراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام.



وهناك موتة عكس ما سبق، موتة معاصرة أخبرني بها أحد أصدقائي، الذي يحكي ويقول إنه كان مسافرًا بالطائرة، وبجواره رجل يرتدي أفخر الثياب ومعه زجاجة خمر يحملها، وأنت تعلم أن ملك الموت لا يستوقفه مكان، فجاءه ملك الموت وأخذ الرجل يتصبب عرقًا وأصابه التشنج، فقلت له: قل لا إله إلا الله، فصار يقول لي: اعطني الحقيبة، بها عقود شركاتي، ويقسم صديقي أن هذا ما حدث، فعاود صديقي الكرة لينطق بالشهادة، فقال له الرجل: كلما حاولت لا أستطيع النطق بها، ثم مات، تقول الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] {آل عمران:102}.



قيمة اليوم.. اكتشف قلبك وعالجه:

هل تريد حسن الخاتمة؟ قيمة اليوم هي.. اكتشف قلبك، وعالجه مما به من أمراض، بلعام بن باعوراء كانت لديه الأنا، وهي التي قتلته وأضاعت دنياه وآخرته.


رابط التحميل:
http://amrkhaled.net/multimedia/multimedia1321.html

رابط التفريغ:
http://amrkhaled.net/articles/articles3671.html

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:22 pm


الحلقة 18 - قيمة حب المسجد الاقصى ..


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.


أتلاحظون أننا في كل مرة ونحن نروي قصة سيدنا موسى عليه السلام أننا نركز على قيمة من القيم، أتعرفون كم قيمة تكلمنا عنها حتى الآن؟ ستجدون على موقع www.amrkhaled.net جدول بكل القيم السابق ذكرها، إن موضوع القيم هو موضوع هام جدًا، ولأجل أن تفهموه أكثر فهناك شيء يسمى رصيد البنك ورصيد القيم، إن كل الناس تفكر برصيد البنك ولكن إياك أن تنمي رصيد البنك على حساب رصيد القيم والأخلاق، فرصيد القيم أغلى بكثير في الدنيا والآخرة من رصيد البنك.



قيمة اليوم: حب المسجد الأقصى:

بعد أن خرج سيدنا موسى من مصر وأنجاه الله سبحانه وتعالى هو وبني إسرائيل من بطش فرعون، نزلت التوراة وحدثت حادثة السامري، واتجه سيدنا موسى إلى الأرض المقدسة، دعونا نبدأ بسؤال، هل أنت مشتاقٌ للقدس؟ هل تحب المسجد الأقصى؟ هل أنت مشتاقٌ للمسجد الأقصى؟ لأن هذه هي قيمة اليوم، ما مدى اشتياقك للمسجد الأقصى؟ ماذا يمثل لكم المسجد الأقصى؟ إن قيمته عند الله سبحانه وتعالى عظيمة، وقيمته عند النبي صلى الله عليه وسلم كبيرة، فهو أول القبلتين وثالث الحرمين، وهو مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نقطة معراجه للسماء، وهناك سورة باسمه في القرآن، يقول تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ...} (الإسراء: الآية1)، لا يمكن أن يذكر المسجد الأقصى إلا وتتبعه جملة (الذي باركنا حوله).



هل تشتاق لأداء العمرة؟ هل تشتاق لزيارة بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومدينة النبي ومسجد النبي؟ بالطبع، فأنت تحلم بزيارته وهناك من يدعو الله أن ينال الحج أو العمرة، هل تشتاق للمسجد الأقصى كاشتياقك للحج والعمرة؟ أتلاحظون أن الثلاثة لا يذكرون إلا مع بعضهم ، فلا تُشد الرحال إلا إلى الثلاثة، فهل يا ترى شوقك إلى المسجد الأقصى كشوقك لزيارة المدينة أو مكة؟ بالتأكيد أقل ولكن ما مقدار ذلك؟ ولو سألتك ما هي أغلى ثلاث مدن أو أماكن بحياتك؟ وهل من بينها القدس، وهل تشمل المسجد الأقصى؟ وبكم من عشرة تقيم مكانة المسجد الأقصى بحياتك، قيمة اليوم هي حب المسجد الأقصى، ألم أقل لك بأن هناك ما يسمى برصيد البنك وما يسمى برصيد القيم، إن حب المسجد الأقصى لا يقدر بجميع كنوز الدنيا.



الطريق إلى الأقصى:

خرج سيدنا موسى من مصر مارًا بسيناء ثم الأردن حيث مر على ديار بني كنعان مرورًا بجبل نيبو وهو أقرب جبل يطل على المسجد الأقصى، فبينه وبين المسجد الأقصى حوالي خمسة وعشرين كيلو مترًا تقريبًا، ولو كنت فوق الجبل والرؤيا جيدة فقد ترى المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وأهل مأدُبة بالأردن يعرفون هذه المنطقة جيدًا، ويعلمون أنك من هذا المكان تستطيع رؤية المسجد الأقصى بمنتهى السهولة ومنتهى الوضوح، يا ترى كيف هو شكل جبل نيبو ومنظر المسجد الأقصى من أعلى؟



لماذا يا ترى سلك سيدنا موسى طريق جبل نيبو؟ لأنه أقصر طريق يؤدي إلى المسجد الأقصى والقدس، إن المسافة من جبل نيبو بالأردن إلى القدس قريبة جدًا، إن الطريق الذي سلكه سيدنا موسى حتى وصوله إلى المسجد الأقصى أصبح طريقًا رسميًا يزوره السائحين من كل العالم ومن كل الأديان ليروا خط سير سيدنا موسى حتى وصل للقدس، هل تشتاق للمسجد الأقصى؟ هذه هي قيمة اليوم، إياك أن تنسى المسجد الأقصى، إياك ألا تملأ قلبك بحبه والاشتياق له، وأن تتمنى أن يمن الله عليك في يوم من الأيام أن تكون من الفاتحين له والمصليين فيه، لقد دعى سيدنا موسى الله أن يُدفن هناك تحت أسوار المسجد الأقصى فكان يدعوه قائلا: يا رب قربني ولو برمية حجر لأكون بجوار القدس، فتخيل كيف هي مشاعر سيدنا موسى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تُشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) ألا تشعرون ونحن نروي عن مسيرة سيدنا موسى ووصوله لجبل نيبو أننا نشد الرحال للمسجد الأقصى؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر المسجد الحرام إلا وذكر معه المسجد الأقصى فيقول: ( صلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة وصلاة في مسجدي هذا بألف صلاة وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة)، هل تحب المسجد الأقصى أم لا؟ إن هذا من دلائل إيمانك.



وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما أول بيت بني في الأرض قال: المسجد الحرام قيل: ثم أي، قال: المسجد الأقصى، قيل: كم بينهما يا رسول الله؟ قال: أربعون سنة. حديث رواه البخاري، لقد بُني المسجد الحرام قبل المسجد الأقصى بأربعين سنة، لذا فهما متلازمان دائما في الذكر، وقد بنى سيدنا آدم كلا المسجدين، إن المسجد الأقصى هو المسجد الذي حدث به أعظم اجتماع في التاريخ، فقد اجتمع به أنبياء الله آدم وموسى وعيسى وداوود وسليمان ومحمد عليهم السلام، اجتمعوا جميعًا في المسجد الأقصى وليس المسجد الحرام، أيضًا معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء تم من المسجد الأقصى، وكانت رحلة النبي صلى الله عليه وسلم الوحيدة مع جبريل إلى المسجد الأقصى، ألهذه الدرجة غالٍ هو المسجد الأقصى؟ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ...}.



فتح عمر بن الخطاب جميع البلاد ومنها الشام والعراق ولم يذهب أبدًا لاستلام مفاتيح مكان ما إلا وسلك هذا الطريق لأنه أقرب الطرق، فقد عبر جبل نيبو ومر بهذا الطريق لاستلام مفاتيح المسجد الأقصى كما فعل سيدنا موسى بعبوره هذا الطريق، وعندما عبر سيدنا عمر هذا الطريق ووصل للمسجد الأقصى كانت ملابسه قد تمزقت وعندما رآه المسيحيون واليهود قالوا أن هذا ما ذكر في التوراة والإنجيل عن الشخص الذي سيستلم مفاتيح القدس، فقد ذُكر في كتبهم أن المسلمين سيستلمون مفاتحها (هامةٌ عالية وثوب ممزق) وعندما رأوه وجدوا أن هامته عالية مرفوعة وثوبه ممزق فتأكدوا أنه هو نفسه الشخص المذكور في كتبهم، ووقف عمر بن الخطاب في المسجد الأقصى ودعاه الناس للصلاة في كنيسة القيامة فرفض عمر بن الخطاب لأنه يؤمن بالتعايش ويؤمن بحق الأديان الأخرى، وقد خاف أن يصلي بداخلها فتتحول إلى مسجد فصلى خارجها، وبالتالي تركت دولة الأردن الهاشمية كنيسة القيامة لأن عمر بن الخطاب لم يصلي بها ولأنها فهمت الغاية مما فعله عمر بن الخطاب وبالتالي أبقت هذا المكان لكل الأديان، لقد بنى المسلمون هذا المكان وأقامته دولة الأردن، ولكن المسيحيين أضافوا إليه رسالة تقول (إن هذه رسالة الأنبياء كلهم) وذلك لأن جميع الأديان لم تختلف على موسى، وعندما دخل عمر بن الخطاب ووقف عند المسجد الأقصى طلب من سيدنا بلال أن يقف على مكان مرتفع فوقف على جبل يشرف على المسجد الأقصى هو وكل جيش المسلمين، فقال لبلال: أذِّن يا بلال، فقال له بلال: يا أمير المؤمنين إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله، فقال له عمر: هذا يوم يُسعد رسول الله، وقد أتى صلاح الدين بعد سيدنا عمر فعبر بنفس الطريق، وكانت كلمة صلاح الدين الشهيرة (كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير)، هل تشتاقون للمسجد الأقصى؟ هل تحبون المسجد الأقصى؟



كيف كان خط سير سيدنا موسى ومن بعده عمر بن الخطاب وصلاح الدين؟ تقول الآية الكريمة: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ } (المائدة: الآية21) بعدما اجتاز سيدنا موسى الطريق تقدم حتى أصبح بينه وبين القدس عشرة كيلو مترات فإذا ببني إسرائيل يتخاذلون ويخافون ويجبنون ولا يدخلون القدس فتحرم عليهم القدس بعد ذلك، عندما وجد سيدنا موسى أنهم قد وقفوا لا يريدون أن يكملوا الطريق حتى القدس بدأ سيدنا موسى يحفز بني إسرائيل بخطاب وقد ذُكر هذا الخطاب بالقرآن وكأن الله يخصنا به أيضًا، فتخيل خطبة سيدنا موسى كي يحفزهم للوصول للقدس، لقد جاءت هذه الخطبة بالقرآن في الآية العشرين من سورة المائدة {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ... } (المائدة: الآيات20،21)



تحفيز بني إسرائيل لدخول القدس:

قام سيدنا موسى بتحفيز بني إسرائيل لدخول القدس وعبور المسافة المتبقية بأربعة أشياء

وهي:

1. ذكر نعمة الله عليهم، فقد منحهم الله أشياءً عظيمة فيجب أن يردوا هذا الجزاء بفعل شيءٍ ما لدينه سبحانه وتعالى وذلك بأن يقوموا بشيءٍ ما للقدس، وهذا ما نحتاج لسماعه حقًا الآن نحن أيضًا.



2. إرسال الأنبياء إلى بني إسرائيل، ولقد بعث الله كذلك لنا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صلى سيدنا محمد هناك وكانت بداية رحلة المعراج من هناك.



3. لقد جعل الله لهم ملوكًا، فقد كان الله سبحانه وتعالى يذكرهم بسيدنا يوسف وبأنه كان ملكًا، فلم يكن تاريخهم تاريخ ذلٍّ بل كان تاريخ علم ٍ، وكذلك نحن فلم يكن تاريخنا تاريخ ذلٍّ بل كان في تاريخنا عظماء كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكسيدنا خالد وسيدنا عمر، كان في تاريخنا المسجد الأقصى الذي عاش به المسلمون، فبعد كل عمرة وحج ٍ كان المسلمون يذهبون للمسجد الأقصى، وكان الإمام الشافعيّ يعتكف هناك فيقول أحب الاعتكاف في المسجد الأقصى، وهناك عمود لأبي حامد الغزاليّ بالمسجد الأقصى، وكذلك صلاح الدين ونور الدين محمود ومن بعدهم أجيالٌ وأجيال، تاريخنا ليس تاريخ ذلٍّ بل تاريخ عزٍّ، فالمسجد الأقصى غالٍ جدًا.

4. قال لهم نبيُّ الله موسى ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ما معنى كتب الله لكم؟ لكي تفهم ما معنى (كتب الله لكم) فيجب أن تفهم حقيقة المسجد الأقصى وحقيقة القدس، فالقدس ليست ملكًا لأحد، بل كلما بعث الله نبيًا كان هو وقومه المسئولون عن القدس، ولقد كان الرسول في هذا الوقت هو سيدنا موسى وبالتالي تقول الآية الكريمة: {... ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ...} لأن موسى هو النبي في هذا الوقت، فعندما بُعث سيدنا آدم كان هو المسئول عن القدس، وكذلك سيدنا نوح وسيدنا عيسى وسيدنا داوود وسيدنا سليمان وكذلك خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو وأمته هم المسئولون الآن عن القدس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:32 pm



اجتماع الأنبياء وتسليم الراية:

هل تودون أن تكونوا ممن اختارهم الله ليكونوا في المسجد الأقصى؟ انتبهوا لأمرٍ مهم جدًا لقد أخبرتكم أن كل نبي يُبعث يكون مسئولا عن المسجد الأقصى، لذلك بدأت رحلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولقائه الأنبياء كان بالمسجد الأقصى وذلك ليتسلم راية المسجد الأقصى ولهذا اجتمع بالأنبياء في المسجد الأقصى وليس في مكة، ويدخل سيدنا محمد وسيدنا جبريل فتقام الصلاة ويقف الأنبياء جميعًا صفًا واحدًا، فإذا بسيدنا جبريل يسأل سيدنا محمد من سيصلي بالأنبياء إمامًا؟ هل هو سيدنا إبراهيم أم سيدنا موسى أم سيدنا عيسى، فيقول: تقدم يا محمد، فيقف النبي ليصلي بالأنبياء إمامًا، يقول الحديث الشريف: ( لا يُؤم الرجل في بيته) وسيدنا محمد هو من صلى بالأنبياء إمامًا وبالتالي يُفهم من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم هو صاحب البيت والمسئول عنه، ويبدأ المعراج من المسجد الأقصى إلى السماء وينزل إلى هناك أيضًا بالرغم من أنه كان من الممكن أن ينزل المعراج من السماء إلى مكة بدلا من المسجد الأقصى.



لقد دفن سيدنا موسى بجبل نيبو الذي يبعد أقل من ثلاثين كيلو مترًا عن القدس، ولقد مر بهذا الجبل سيدنا عمر بن الخطاب، ومر به الصحابة، ومر به التابعين والعلماء، ومر به صلاح الدين، أترى قرب هذا المكان؟ يا ترى ما هو شعورك الآن، انتبه فالأمنيات وحدها لا تكفي ولا تحقق أي شيء، فهناك صفات يجب أن تكون متواجدة، ففي سورة المائدة تأتي قصة سيدنا موسى وسبب عدم دخول بني إسرائيل وتوقفهم هنا، ولقد دفن سيدنا موسى هنا وكان يأمل أن يدخل القدس، ولقد سأل موسى اللهَ تعالى أن يأذن له أن يدفن على أسوار القدس، ويقول العلماء جملة جميلة جدًا أن موسى قد طلب أن يدفن على أسوار القدس لأنه يعرف أن المسئول عنها ليس هو ولكن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لقد توقف سيدنا موسى هنا لنكمل نحن بعده لأننا نحن المسئولون، فماذا ستقول لسيدنا موسى يوم القيامة؟ وماذا ستقول لسيدنا محمد يوم القيامة؟



سبب تسميتها القدس:

لماذا سميت بالأرض المقدسة أو القدس؟ لأن كل الأنبياء اجتمعوا بها فهي أرض الأنبياء، إنه المكان الوحيد على وجه الأرض الذي عُقد به أعظم اجتماع في التاريخ مع الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من أجل تسليم الراية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كل أنبياء الله في هذا المكان {... مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ...} (غافر: الآية 78)، وصلى بهم النبي هناك، ترى من يصلي مع النبي؟ سيدنا موسى وسيدنا داوود وسيدنا سليمان كلهم يقفون مع النبي للصلاة فهو المسئول فقد سُلِّمت إليه الراية، وهنا أريد أن أوضح نقطتين:

1. إن الحياة هي حرب وسَلم، جهاد وعبادة وحتى العبادة فهي لونان فهناك عبادة تغذي الروح والقلب، وهناك الجهاد ولذلك أوجد الله تعالى الحرمين الحرم المكي والمسجد الأقصى، وكل منهم يرمز لشيءٍ معين، فالحرم المكي هو دار عبادة القلب والروح ومن دخله كان آمنًا، أما المسجد الأقصى فدار جهادٍ وإصلاح ٍللأرض، هل سبق وفكرت أن هذا هو دور كل من المسجد الحرام والمسجد الأقصى؟



2. أما النقطة الثانية فهي أن المسجد الأقصى هو ترمومتر الأرض، والترمومتر هو جهاز لقياس الحرارة إن كانت مرتفعة أو منخفضة، إذا كنت تريد أن تعلم ما إذا كانت الأرض بأحوال جيدة أم لا فانظر للمسجد الأقصى ومن يسيطر عليه، فلو أتيت من كوكب آخر ونزلت على الأرض وتريد أن تعرف وضع الأرض فانظر من يسيطر ويتحكم بالمسجد الأقصى، هل هو مع الصالحين أم العنصريين أم الجبارين.



لقد تعلمنا عدة أشياء اليوم فالمسجد الحرام لعبادة الروح والمسجد الأقصى للجهاد، تعلمنا أيضاً أن المسجد الأقصى هو ترمومتر الأرض وهو مقياس لوضع الإيمان الحق بالأرض شاملاً إيمان العطاء والإنتاج والخير وليست العبادة فقط، ثالث شيءٍ قد تعلمناه وهو شيء مهم جدًا أن المسجد الأقصى ليس ملكًا لقوم بعينهم بل ملكًا لكل نبيٍّ في عهده، وبالتالي هو مسئولية خاتم الأنبياء وأمته الآن.

صفات يجب توافرها فيمن يدخل الأرض المقدسة:

إذًا ما هي الأربع صفات التي من المفروض أن يتصف بها كل من هو متواجد في هذا المكان؟ تقول الآيات الكريمة: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ... } (المائدة: الآيات20،21،22). وهذه الأربع صفات هي:

1. شجاعة ونفس حرة غير ذليلة، وهذه هي أول صفة يجب أن يتصف بها الجيل والشباب والناس والنساء حتى يربوا أبناءهم على ذلك.



2. الثقة والتوكل على الله، وليس الضعف والتواكل على الله.



3. الوحدة والأخوة، لا أن تكون الأمة متفرقة متنازعة أو أن يكره أفرادها بعضهم بعضًا أو يعادون بعضهم .



4. أما الصفة الأخيرة والتي من المفترض أن تكون بمن سيذهب للقدس ويصلي هناك ويكون من أهل المسجد الأقصى فهي الحركة والإنتاج والعطاء.



هذه هي الأربع صفات ولكن ما توافر في بني إسرائيل كان العكس لذلك لم يدخلوا، لأن هذه الأرض هي ترمومتر الإيمان لا يدخلها إلا المؤمنون حقًا، { قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ{22} } (المائدة: الآية 22) أترى خوف بني إسرائيل وذلهم مع أن المفروض أن يتصفوا بالشجاعة ليتمكنوا من دخول الأرض المقدسة هذه هي الصفة الأولى.



أما الصفة الثانية فيأتي ذكرها في الآية الكريمة: { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ...{23} } (المائدة: الآية 23) تأمرهم الآية الكريمة أن يأخذوا خطوة وأن يتحركوا في سبيل الدخول إلى القدس، ولكنهم قعدوا بلا حركة بلا إنتاج أو عطاء فيقولون بتكاسل { ...إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } (المائدة: الآية 24)، إن هذه الأمة لا تريد التحرك فالشباب لا يريد أن ينتج أي شيء بل يريدون أن يقفوا في مكانهم ولا يريدون أن يأخذوا خطوة للأمام أو أن يتقدموا بأي شيء، ولا يريدون أن يتعلموا أي علم ٍ جديد في مجالهم أو في أي مجال آخر، مستسلمين للبطالة لا يريدون التعلم أو أن يحصلوا على خبراتٍ جديدة.



{ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{23} } (المائدة: الآية 23)، كان من بني إسرائيل رجلان فقط هم من أبدوا الاستعداد للتحرك والدخول إلى القدس ولكنهما اثنان فقط ولم يكن هذا كافيًا، إن مشكلة بني إسرائيل كانت ضعف الإرادة وضعف الثقة بالله، فتنازعوا مع الرجلين واشتد الخلاف بينهم فقالوا لموسى كما جاء بالآية الكريم: { قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة: الآية 24) إنها إساءة أدب في حقِّ الله تعالى وضعف ثقةٍّ بالله وكسلٍ وتراخ ٍ وعجز أنفس ذليلة. فما كان من موسى إلا أن قال كما جاء بالآية: { قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (المائدة: الآية 25)، فهؤلاء قوم متفرقون لا يوجد بينهم أي وحدة، ولا توجد الوحدة إلا بين سيدنا موسى وبين أخيه، {...فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} إن من لا يريد أن يكون في المسجد الأقصى هم الفاسقون.



فهل أنت شجاع وصاحب نفس حرة؟ هل أنت متوكلٌ على الله؟ هل ثقتك بالله قوية؟ هل بينك وبين باقي العرب والمسلمين أخوة وحب، هل نحن أمة متآخية متحدة؟ هل هناك تعايش وانفتاح واستعداد للوحدة سواء كنا مسلمين أو مسيحيين؟ هل لك أخوة تحبهم ويحبونك وتعينون بعضكم على طاعة الله؟ فتنتجون وتنجحون مع بعضكم ، هل أنت قادر على العطاء وهل تساعد الفقراء؟ هل يوجد حركة وإنتاج وعطاء؟ يا جماعة إن حب المسجد الأقصى ليس كلامًا فقط ولا نظريات أو دموع بل صفاتٌ أربع، بكم تقيم نفسك في الأربع صفات سابقة الذكر؟ إذا حصلت على درجة عالية في تقييمك لذاتك فضع يدك في يد غيرك لتصبحوا أنت وغيرك بإذن الله الجيل المقصود، إن بني إسرائيل لم يكونوا كذلك لذلك جاءت ختام الآيات بأن قال الله تعالى لهم: { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ...} (المائدة: الآية 26)، لقد حرم الله سبحانه وتعالى عليهم القدس، فهي ترمومتر الإيمان فلا يدخلها أيًا كان، إن بعض التفاسير قد فسرت الآية الكريمة على أنها محرمة عليهم تحريمًا أبديًا فيتيهون أربعين سنة في الأرض، وفي تفاسير أخرى بأنها حرمت عليهم أربعين سنة حتى يستكملوا الصفات الأربع، وكانت هذه هي عقوبة بني إسرائيل، فهل يا ترى أيها المسلمون ما نحن فيه اليوم نوع من أنواع التيه بما أننا تركنا الصفات الأربع؟ تيهٌ نفسي ومعنوي، هل نعاني مما عانى منه بنو إسرائيل؟ عاقبهم الله مدة أربعين سنة حتى يتغير الجيل فيذهب الجيل القديم ويأتي بعده جيلٌ جديد، وبالتالي كان دور سيدنا موسى هو الشباب، أن يعد جيل من الشباب تتوافر لديهم الصفات الأربع فيكونون ناجحين في عملهم يستطيعون مد يد المساعدة والعطاء، شجعانًا ذوي أنفس حرة ومتوكلين على الله بينهم أخوة ووحدة هذا هو الجيل، وهذا هو ما يجب أن يعمل وألا يكون كلامًا نظريًا.



قوانين الله في كونه:

ومات سيدنا موسى في هذا التيه، فلم يجد الوقت الكافي ليبني جيلًا لديه هذه الصفات الأربع لأنها احتاجت أربعين سنة، وجاء من بعده يوشع بن نون تلميذ سيدنا موسى النجيب، وسنرى كيف كان موقف سيدنا موسى مع الخضر وكيف سيلتقي سيدنا موسى بيوشع ليجهزه بالعلم لأن يوشع بن نون هو من سيدخل القدس وستكون الصفات الأربع قد اكتملت في عهده، إن لله في الكون قوانين فكما تشرق الشمس من المشرق فإن المسجد الأقصى ليس لأي أحد بل هو لمن تتوافر لديه الصفات الأربع، فهي ترمومتر الإيمان في الأرض، فالقدس ليست بالكلام أو الدعاء فقط بل باستكمال الصفات فهي كقوانين ثابتة بالكون، فهل يا ترى جيلنا هذا هو الجيل المقصود أم لابد أن ننتظر جيلاً آخر؟ مات سيدنا موسى دون أن يكمل وكانت أمنيته أن يكمل فيدخل القدس وقد مات سيدنا موسى وهو متعلقٌ بالقدس، وتمنى من الله أن يدفن في أقرب بقعة من القدس فدفن على جبل نيبو، نحن لا نعرف المكان بالظبط ولكنها أقرب البقاع إلى المسجد الأقصى.



هل أنت مشتاقٌ للمسجد الأقصى؟ يجب أن تكون أمانة المسجد الأقصى في قلبك عظيمة، فهو ليس كأي مسجد، وقد أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم وقد استلم النبي الراية حتى يسلمنا إياها، إنها أمانة في رقبتك تُسأل عنها يوم القيامة فأصدِق الله وضعها كنية من نواياك الكبيرة حتى نحرر المسجد الأقصى، فطالما لا يوجد مكان للمسلمين في المسجد الأقصى فسنُسأل عن ذلك يوم القيامة، إن قيمة اليوم غالية جدًا على قلوبنا، فاملأ عينيك وقلبك وعقلك برؤية المسجد الأقصى، وانوها كنية لتعش بها دائمًا.



رابط تحميل الحلقة:

http://amrkhaled.net/multimedia/multimedia1322.html



رابط التفريغ:

http://amrkhaled.net/articles/articles3676.html

شاهد صور المسجد الاقصى
http://amrkhaled.net/gcategories/categories66-1.html

موقع قناة الاستاذ عمرو على اليوتيوب:



www.youtube.com/amrkhaled
(هذه قناة خاصة بي .. أقسمت عليكم أن تاخذوها وترسلوا لكل من تعرفون من الشباب ان يشاهدوها الليلة وترسلوا رسائل SMS بالرابط الخاص بهذه القناة من اجل حلقة اليوم ..

نريد أن يشاهدها ملايين ملايين المسلمين لتتعلق قلوبهم بحب المسجد الاقصى .. هذه امانة امنتكم اياه وهذا واجب عملي كبير الليلة .. وكما نجحنا في الوصول غلي مليون وخمسة الف ختمة في الايام السابقة سنتجح في ان نجعل ملايين ملايين يشاهدوا حلقة اليوم لتتعلق قلوبهم بسببي وسببكم بحب المسجد الاقصى ..

الا هل بلغت اللهم فاشهد


عمرو خالد)



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 9:54 pm

أ.عمرو خالد أثناء تصويره حلقة المسجد الاقصى من الاردن
في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 946757567

أ.عمرو خالد وهو يقف علي جبل نيبو يصوب يديه على مكان المسجد الاقصى

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 376999492


المسجد الاقصى

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 204280504

الخريطة التي توضخ خط سير سيدنا موسى إلي القدس

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 735571130
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 10:14 pm


الحلقة 19 - قيمة استشعار حلم الله ورحمته

وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (البقرة:60)
دروسٌ من التيه:


بعدما خرج بني إسرائيل من جبل نيبو ومُنعوا منه وقال لهم الله: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً ... } (المائدة:26)، أصبح بينهم وبين البحر الميت ومشارف القدس وجبل نيبو ما لا يزيد عن ستة أو سبعة كيلومترات، والمكان من حولهم صحراء بقوا فيها أربعين سنة يتيهون في الأرض، فحلقة اليوم تدور كلها حول ما حدث لبني إسرائيل في التيه، سترون أخطاءً كثيرة وأشياءً سيئةً جدًا، والقصة لا تملأ القرآن من أجل أن نتندر عليهم بل من أجل التعليم لأُمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا تقع في نفس الأخطاء وتتعلم من الأمم السابقة، وكأن الله عز وجل قدم لنا على طبق ٍ من ذهب كل تجارب الأمة السابقة في كثيرٍ من آيات القرآن، والتيه هام جدًا لأمة محمد لأن التيه قد يكون معنوي، وربما هناك أُناسٌ في التيه بدون أن يعوا ذلك يعيشون في دوامة الحياة من مادية طاحنة فلا تتذوق الإيمان بالغيب.



استسلم لأوامر الله:

وأخطاء بني إسرائيل في التيه تعامل معها الله تعالى أحيانًا بالشدة والغضب وأحيانًا بالرحمة والعطاء، وكلها تربية منه لهم، وكلمة رب تعني الذي يربي، الله رب الناس لأنه يربي الناس، وأول درسٍ نقدمه يقول: احذر أن يكون إيمانك بالغيب ضعيف، أي احذر وأنت تحيا في الدنيا أن تنسى مقام الإحسان، ومقام الإحسان هو: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأن تحيا كأنك ترى الجنة والنار، فأول آية في قرآننا: { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ... } ( البقرة: 1-3)، والدرس الثاني: لا تختر من أوامر الله ما يوافق هواك فتفعله وما لا يوافق هواك تستخرج المبررات لكي لا تفعله بل استسلم لأوامر الله.



سيبدأ سيدنا موسى من هذا المكان في تقسيم بني إسرائيل لاثنتي عشرة قبيلة، وكل قبيلة لها مسئول عنها، {... وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا...} (المائدة:12)، ثم أعطاهم سيدنا موسى معاني من التوراة وبدأ في تربيتهم على شريعته، وتعريفهم بأوامر ونواهي التوراة تمامًا مثل الوصايا العشر: لا تسرق، لا تزني، لا تشرب خمرًا، لا تعق والديك....الخ. بدأ جزءٌ من بني إسرائيل يشعرون أن الأوامر ثقيلةٌ عليهم فتململوا، فأخبروا سيدنا موسى بعدم موافقتهم على هذه الطريقة ورغبتهم في طريقة حديثة، وهي أن يعرض عليهم التوراة فيختاروا ما يشاءون، فالذي في استطاعتهم يفعلونه والذي لا يقدرون عليه لا يفعلونه، فأخبرهم أن هذه أوامر الله فبدأوا في شيء جديد نحن نفعله، ولا أري إذا كنا تعلمناه منهم أم الشيطان هو الذي ينقله للأجيال، فقد بدأوا يخبرونه أن هذه الأوامر غير مناسبة لعصرهم كلها، وأنها ربما تصلح لزمنٍ آخر، فقال لهم سيدنا موسى كلمة شديدة: {... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... } (البقرة:85 ).



واحذر من التعميم، فكن وسطيّ ومتزن فبني إسرائيل بهم مؤمنين ولكن بينهم من فعل هذا ونحن أيضًا بيننا من يفعل هذا، {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } (الأعراف:159)، {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ... } (المؤمنون:71)، ولهذا يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به)).



فاحذر أن تكون مثل بني إسرائيل! فاحذري أن ترتدي الحجاب ومن تحته بنطلون ضيق، أنتِ هكذا أخذت جزءًا وتركت الأخر، وأنا بريءٌ مما تفعلينه اللهم فاشهد، الشباب الذي يقول لن أشرب خمرًا ولكن سأشرب مخدراتًا لأنها تختلف! أنت هكذا تنتقص أوامر الله، واسمع قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ... } (الأحزاب:36) أليس اللهُ هو الآمر! واسمع قول الله تبارك وتعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا } (النساء:65).



فأمام فرض الحجاب نقول نعم يا رب، وفي تحريم المخدرات نقول نعم يا رب، ولكل من يعرضون إعلانات يشجعون الشباب على تجربة الحرام، فأقول لهم حرامٌ عليكم استدراج الشباب، {... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ...}.



أما عن نتيجة إصرار بني إسرائيل على اختيار بعض الأوامر فقد كانت خطيرة! فحدثت معجزة! يقال أنها حدثت بالقرب من الأردن عند هذا الجبل، لكني غير متأكد وربما حدثت عند جبل يشبهه، ولكنها معجزة كبيرة حدثت حين رفضوا أخذ التوراة ككل، {إِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (الأعراف:171) ونتقنا تعني: نزعناه من جذوره ورفعناه، فخرجت هذه الأرض وهذا الجبل من تحت قانون الجاذبية التي تعم الأرض كلها، هذا هو الله مالك الملك! فتحرك الجبل وأصبح فوقهم وظنوا أنه واقعٌ عليهم! ولكنه لم يقع عليهم لأنه لا إكراه في الدين ولن يجبرهم الله على الأخذ بالتوراة لكن معناه: احذروا غضب الله، هل أنت متخيل المعجزة! فمن القادر؟! ومن الملك؟! ومن يملك الأرض في يديه؟! ولمَ العجب من هذه المعجزة؟ فهي ستحدث يوم القيامة، {الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ } (القارعة من 1-5 )، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا }(طه:105).



وأنا أقولها لكل من يختار من أوامر الله احذر غضب الله، أقولها للذي يقول لنفسه سأمتنع عن ذنب كذا لكن سأصاحب فتاة، احذروا يا نساء:{... وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ... } (النساء:25) وللسيدات اللاتي دخلن في خيانات، لا تقول أنا أصلي وسأقوم بذنوبٍ أخرى، وخذ الإسلام بقوة وخذ أوامر الله بقوة.



الإيمان بالغيب:

وربما يتبادر لذهنك سؤالًا: لماذا تحرك الجبل فوقهم، ونحن لم يحدث لنا شيء رغم قيامنا بنفس الأخطاء؟ ولماذا رأوا هذه المعجزة الرهيبة ونحن لم نرها؟ هذا لأننا أفضل، فهم ماديون جدًا والإيمان بالغيب لديهم ضعيف فلابد من أن يروا شيئًا ماديًا، فالنضج لدى أمة محمد أعلى منهم، فإن أول آية: {... يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ... } (البقرة:3) فقد ذاقوا لذة الإيمان بالغيب، وسيدنا عُمر يقول: "لو رأيت الجنة والنار وكُشفَ ليَ الغطاء ما ازددت يقينًا"، لكن بني إسرائيل لا يزالون في بداية النضج، مثل الطفل الصغير الذي تخبره بأنك وضعت له مليون جنيه في البنك، فلا يفهم شيئًا، لكن حين تُحضر له لعبة بعشرة جنيهات يفرح بشدة، لأنها ملموسة.



الله تعالى أرى بني إسرائيل معجزة ملموسة ليفيقوا أما نحن فأوكلنا للإيمان بالغيب، ولهذا حين قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم بأنهم لن يؤمنوا إلا إذا رأوا الله جهرةً أو أن يُرسل الملائكة فرفض النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: {... قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَسُولًا } (الإسراء:93)، فلم يحضر لهم معجزاتًا خارقة مثل بني إسرائيل فأُمة مُحمدٍ أنضج وهي خير أُمةٍ أُخرجت للناس.



عاد الجبل مكانه وقرر بني إسرائيل أخذ الكتاب بقوةٍ والالتزام به، فيا ترى يا أُمة مُحمد هل تنتظرون أن يرتفع الجبل فوقكم أم ستؤمنون بالغيب وتسعدوا بأنكم انضج؟ وهل ستكونون سعداء بمقام الإحسان وأن تعبدوا الله كأنكم ترونه وأنكم من أُمة مُحمدٍ التي ليس لديها معجزات خارقة لأنهم مؤمنون بالغيب، ومن الممكن أن يكون غضب الله بأشكالٍ أخرى وليس شرطًا أن تروا الجبل، ربما تحدث لك مصيبةٍ ما، فالدرس الأول: فلتحذر من أن تختار من بين أوامر الله، واستسلم لكل أوامر الله وخذ الإسلام ككل، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً ... } (البقرة: 208)، والدرس الثاني: قويِّ الإيمان بالغيب في قلبك، وسننتقل لنرى درسًا جديدًا في هذا التيه الواسع، ولكن تذكر الجبل فهو موجودٌ في حياتك في أمورٍ غيبية.



بالله عليكم ارجعوا لسورة البقرة الربع الثاني وانظروا لكمية القصص التي حدثت في التيه في مثل هذه الأماكن، ورأينا منهم درسين في بداية القصة وهما: المادية الشديدة وعدم الامتثال لأوامر الله، والعقوبة كانت تعامل الله تبارك وتعالى معهم بشدةٍ وحزم.



احذر المجاهرة بالمعصية:

وحينما رأى سيدنا موسى القائد العظيم ذو الطراز الراقي كثرة أخطاء بني إسرائيل قرر أن ينتقي سبعين من الأسباط، على أساس أن يذهب بهم معتذرًا إلى الله عن أخطاء بني إسرائيل، ونحن الآن لدينا ميقاتين، الأول قد قصصناه وهو: { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ ... } (الأعراف:142)، أما الميقات الثاني: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا ...} (الأعراف:155)، أخذ سيدنا موسى السبعين رجلًا فجلسوا وذهب سيدنا موسى في لقاءٍ يكلم فيه الله ويعتذر فيه إلى الله، والميقات الأول كان موسى وحده، والميقات الثاني كان موسى وسبعون رجلًا فقط من بني إسرائيل، وأُمة مُحمد أعطاها الله ميقات ثلاثين يومًا في رمضان للصيام والتهجد، ثم أخذ مغفرة وعتق فالحمد لله أننا من أُمة مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم.



والسبعون رجلًا كانوا لا يسمعون كلام الله مع موسى ولكن يسمعون استغفار موسى، وعاد موسى من لقاء الله تبارك وتعالى فإذا بالمفاجأة، خطأ جديد خطير لابد من أن نتعلم منه، فإذا بهم يُعلنون وهم في ميقات الله وأمام موسى: {... لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ... } (البقرة:55)، وهنا خطؤهم أيضًا المادية والنضج القليل، والخطأ الجديد هو الجرأة والمجاهرة بالمعصية بمنتهى العلنية، وتنزل علينا الآية من سورة البقرة لتحكي لنا هذا الخطأ، {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } (البقرة:55) وهذا ما حدث في المرة الثانية وينظرون تعني: أن الواحد منهم يُصعق تلو الآخر والباقون ينظرون إليه لكي يتعلموا، وهنا درسٌ خطيرٌ لأُمة مُحمد: احذر من الجرأة على الله والمجاهرة بالمعصية.



ونحن ولله الحمد لن نقول أرنا الله جهرةً، ولكننا نجاهر بمعاصٍ، فإذا قمت بمعصية فلا تجاهر بها ليسترك الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل أُمتي معافى إلا المجاهرون))، وأقول للفتاة التي لا تريد الحجاب: أتمناه لك لكن إذا لم ترتديه فأرجو منك ألا ترتدي ملابس ضيقة أو عارية، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((صنفان من أُمتي لا يدخلون الجنة: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها وإن رائحة الجنة لتشم من مسيرة خمسمائة عام)) ومعناه ليس عدم الدخول المطلق لكن التأخر الشديد، فبالله عليك ارتدي الحجاب وإذا كنت تركتيه فارتديه مرة أخرى, وأقول هذا لكل نسائنا في لبنان ومصر والأردن ولكل المسلمات والعرب أيضًا: لا للمجاهرة لأنها تُغضب الله بشدة.



بعد أن صعقوا جميعًا أصبح سيدنا موسى في حرج، لأنه انتقي السبعين رجلًا فإذا عاد لبني إسرائيل بدونهم قد يتهمونه أو يتعرض لأشياءٍ رهيبة، ويالصبر سيدنا موسى! وكم كانت حساسيته كبيرة لأخذه سبعين رجلًا ليعتذروا إلى الله ! كما أنه لا يريد أن يُحرج أمام بني إسرائيل فدعا الله: {... رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء ... } (الأعراف:155) وفتنتك معناها اختبارك وليس أن الله فتنهم، فالله الكريم! {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (البقرة:56)، ألهذا القدر موسى غالٍ عند الله! وإذا لم يوجد غير هذا الدليل على حُب الله لسيدنا موسى في قصته كلها لكان يكفي، فالله لم يشأ أن يجعله في حرج، رغم أنهم لا يستحقون.



ويكمل معهم سيدنا موسى، وبعد أن عاقبهم الله بشدةٍ وحزم، سنرى نوع آخر من إصلاح الأخطاء، وهنا ليتعلم الآباء كيف يتعاملون مع أبنائهم عند الخطأ فتارة يكون بالشدة والحزم وتارة بالعطاء، وسيعالج الله أخطاء بني إسرائيل هنا بالحياة العملية وليس بالدروس، فحياتهم كانت غير مستقرة والمكان الذي هم فيه بدون طعام ولا شراب ولا ظل، فذهبوا إلى سيدنا موسى وأخبروه أنهم يريدون أن يشربوا في هذا التيه ولا يجدون ماءً وسيموتون عطشًا، فجمعهم سيدنا موسى ووقف ليدعو صلاة الاستسقاء: يا رب اسقنا، يا رب اسقنا، يا رب اسقنا، وطوال دعاء سيدنا موسى لا ينزل المطر، فقال موسى: يا رب عودتني الإجابة، فأوحى الله إليه: يا موسى لن ينزلَ المطر، بينكم عبدٌ يعصيني منذ أربعين عامًا، لن ينزل المطر يا موسى بمعصية هذا العبد، أرأيتم شؤم المعصية! فليتب الذي يعصي منذ سنوات اليوم من أجل هذه القصة، فوقف سيدنا موسى في بني إسرائيل وقال: ( أقسمت عليكم بيننا عبدٌ يعصي الله منذ أربعين سنة فبشؤم معصيته مُنعنا المطر من السماء، أمرني الله أن يخرج من بيننا لينزل المطر)، فعرف هذا العبد نفسه فقال: "يا رب أنا الآن إذا خرجت فُضحت وإذا بقيت لم ينزل المطر، ماذا أفعل؟ يا رب أتوب إليك وأُعاهدك ألا أُذنب أبدًا"، فنزل المطر من السماء فقال موسى: ( يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد )، فأوحى الله إليه: يا موسى نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي عصاني منذ أربعين سنة!، رب كريم رحيم! أُنزل المطر من أجل هذا العبد وليس من أجل الباقيين!



فيا أصحاب البيوت إذا كان لديكم ابن عاصٍ ورزقكم قليل، ويا شاب ويا فتاة ربما لا ينزل بشؤم معصيتك، لماذا لا تتوب الآن وترى كيف سيأتي لك كل خير، وعندما نزل المطر قال سيدنا موسى: (يا رب دُلَني عليه لأفرح به)، فقال له الله : (( يا موسى يعصاني أربعين سنة أيوم يتوب إليّ أفضحه؟!))، فيا مستورين لسنواتٍ عديدة عودوا إلى الله قبل أن تُفضحوا، ويا كل مستور هو يحبك لكنه يريدك أن تعود إليه، فبالله عليكم لنتُب اليوم، ودروس اليوم كثيرةٌ جدًا فبالله عليكم اكتبوها وعلقوها في بيوتكم وهذا ما تعلمناه من موسى في التيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 09, 2009 10:19 pm



اليقين في الله:

وشرب بنو إسرائيل لكن نفد المطر فكيف سيشربون! فبدأ موسى يدعو مرةً أخرى ويستسقي ويدعو الله بالمطر، فلم ينزل المطر، وسيدنا موسى منتظر مطرًا ينزل من السماء لكن الله أوحى إليه أن يذهب لمكانٍ آخر ويضرب بعصاه الحجر، فانفجرت منه اثنتي عشرة عينًا، وموسى ضرب بعصاه البحر فأصبح صلبًا أما هنا فالعكس! وأصبح لكل سِبط عينٌ يشربون منه، والمطر الذي كان سينزل أقل من الماء الذي انفجر من الصخر! آمنت بالله ولا إله إلا الله! فسيدنا موسى منتظر المطر من السماء فأخرج الله له المطر من قلب الصخر! وبضربة واحدة يتحول البحر لصخر فيعبروا عليه! وضربة واحدة للصخر تحوله لماء فيشربون منه!



لا إله إلا الله واليقين في الله! فسبحان من رفع الجبل! سبحان من صعقهم ثم أفاقهم وأيقظهم بعدما أماتهم! سبحان من أخرج الماء من قلب الصخر! سبحان من أخرج الإيمان (موسى) من قلب بيت الكُفر (فرعون)، سبحان من يخرج الحي من الميت! سبحانه القادر! وكلها أشياء وعكسها غير منطقية لكي يعرِّفك أن كلَّ الكون بيديه سبحانه وتعالى، فالجبل يُرفع ضد قانون الجاذبية، والسكين لا تذبح إسماعيل ضد نواميس الكون، النار التي تحرق تتحول بردًا وسلامًا على إبراهيم، الحوت الذي يبلع بلع يونس حتى أنزله على الشاطئ مثل السفينة، من الملك؟! من المهيمن؟! من الذي بيده الجبال والصخر والماء! اليقين في الله، فافعلوا الحق من أجل اليقين ولا تخشوا شيئًا. بنو إسرائيل كانوا جبناء وخائفين وخافوا من دخول الأرض المقدسة (فلسطين) لأنهم جبناء وليس لديهم يقين في الله، ودرس اليوم هو اليقين في الله وهو درسٌ كبيرٌ جدًا.



وعيون موسى ليست مكانًا واحدًا بل كلما انتقل موسى بقومه لمكان فهناك عيون، ولم يشرب الصخر مرة واحدة بل أكثر من مرة، فمرة ضرب الصخر في سيناء وهناك عيون موسى في سيناء، وهناك عيون موسى بجانب جبل نيبو الذي سيدخل منه سيدنا موسى إلى القدس وهذه أماكن المعجزة واليقين في الله، وأقسمت على كل من عرف عيون موسى اليوم إياك أن تخاف على رزقك بعد اليقين في الله.



الرضا عن الله:

وفي أحد عيون موسى يأتي الماء من قلب الصخر، فالذي يخرج رزقك من قلب الصخر كيف تخاف على رزقك بعدها! وأين اليقين في الله! تخيل أن الماء الخارج من عيون موسى من ثلاثة آلاف عامٍ، وكان أول تدريب لبني إسرائيل بهذه العيون على اليقين، ولكن لازال بني إسرائيل يريدون أن يأكلوا، وهنا بدأ المن والسلوى، والمن هو سائلٌ يشبه العسل غير موجود في الدنيا فإذا أكلته وحده يكون سائل وإذا وضعته على أشياء أخرى يكون طعام، والسلوى يشبه طائر السِّمان، وهم في كل يوم صباحًا يستيقظون ليجدوا طيور السمان المهاجرة تأتي حتى أماكن المياه الخاصة ببني إسرائيل فيأكلون ثم يجدون المن ينزل من السماء فيشربون، وهم قد تعلموا اليقين في الله، لكن المن والسلوى يأتي يوم ويوم على قدر عددهم تمامًا ولا يستطيعون تخزينها وإلا فسدت، فلماذا! يريد الله أن يعلمهم الرضا، دروس متتالية لكن هذه المرة بالعطاء، ودروس الشدة مثل الجبل والصاعقة ثم دروس العطاء.



بنو إسرائيل يحتاجون إلى إصلاحٍ كثير، وليس بالمواعظ والكلام والدروس النظرية بل بالتدريب العملي مدى الحياة فهذا الذي يُعلِّم اليقين، والمن والسلوى يعلمان الرضا، فمن أرسل لك رزق اليوم سيرسل لك رزق غدٍ، وإذا كانت روحك باليوم لماذا تريد أن يكون رزقك بالسنة؟ فروحك باليومية ورزقك باليومية فارضَ عن الله، والله تعالى يقول لك إذا كان عندك قوت يومك فافرح.



{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (البقرة:60)، أرأيت هذه الآية وهذه المعجزة! أوثقت في الله وراضٍ عنه؟ أرأيت الدروس التي تعلمناها اليوم؟ ماذا بقى؟ حرارة الجو لأنها صحراء مكشوفة، ورغم هذا فوجئنا ونحن الآن في يوليو ونعاني من شدة الحر بوجود غمام في السماء وقمنا بتصويره، وهذا هو العطاء الثالث: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (البقرة:57) فأعطاهم الله الماء لكل قبيلة عين ماء ولكل قبيلة عدد من المن والسلوى ولكل قبيلة سحابة تظللها.



وظلل الله عليهم بالغمام لأنه رحيمٌ وهم قلوبهم قاسية، والقلوب القاسية تُعَالَج بظلالٍ من الغمام، وعدم التوكل واليقين في الله يُعالَج بماء يخرج من قلب الحجر، وعدم الرضا وزيادة الجشع يعالج بالمن والسلوى يأتيهم كل يوم على عددهم، فعلاج الله لعباده كما هو بالشدة فهو بالعطاء، ربٌّ رحيمٌ كريمٌ ودود علمهم اليقين والرضا، علمهم الرحمة وعدم القسوة بالعطاء، والعين الأولى كان الماء يخرج من وسط الصخر أما الثانية فالماء ينزل من الجبل كأنه مطر، فكما هناك مطر من السماء فهناك مطر ينزله الله من الصخر! لا إله إلا الله! وكأن الله تعالى يقول انظروا معي لتنوع عطائي وبذلي، أتحب الله بعد كل هذا أم لا؟ قل لا إله إلا الله بكل قلبك وبكل يقين وثقة، قل بكل عزمك آمنت بالله، وعاتب نفسك أنك لم تثق في عطائه، وعاتب نفسك إن كذبت أو غششت أو سرقت أو ارتشيت أو تركت مظلومين لخوفك على رزقك، بعد أن عرفت الآن أن شلالًا من الماء يخرج من قلب الجبل، لا إله إلا الله اللهم لك الحمد كله أن عرفتنا على عظمتك وعلى ما حدث مع بني إسرائيل لكي نفيق حين نعرف ما رأوه من معجزات.



فنحن أُمة مُحمدٍ أُمة الإيمان بالغيب ولذة الإيمان بالغيب، ومع ذلك ترك لنا الله اثنين أو ثلاث عيون لنراها بأعيننا، فما شكل حبك لله الآن؟ وهل ستقول له أنك تحبه من قلبك؟ وإذا أردت أن تسجد له فلتسجد له الآن وقل له لن أشك في عطائك بعد اليوم، ولن أكون ماديًا بعد اليوم ولن أجترئ عليك بعد اليوم، ولن آخذ أمرًا وأترك أمرًا، قولي له سأرتدي اليوم الحجاب، قل له سأطيعك ولن أفعل الحرام، اسجد بين يديه وقل له رأيت ملكك وعظمتك، اشعر بحبه كما نشعر الآن، وأنا أكلمك من قلبي لأني أرى آياتًا ومعجزاتًا من الله سبحانه وتعالى، أما العين الثالثة فمنظرها عجيب وسبحان الذي جعل لكل من الاثنتى عشرة سبط عين بها نفس كمية الماء.



أحبوا الله من كل قلوبكم وهذه أول كلمة قالها النبي وهو يدخل المدينة: ((أيها الناس أحبوا الله من كل قلوبكم، أحبوا الله لما يغزوكم به من النعم)) فقولوا رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا، وانظروا لآيات الله ومعجزات الله وتعلقوا بها، اللهم لك الحمد أن عرفنا عيون موسى والجبال التي تُنزل مطرًا، حين ضرب العصا الصخر تفجر منه هذا الماء، لا إله إلا الله يقيننا بالله توكلنا على الله ولم نعُد خائفين من الدنيا بما عليها بل واثقين من عظمة الله وقدرة الله، فالله لن يضيعنا ولن يضيعك وللأرامل والمطلقات والضعفاء ويا كل من تعاني في هذه الدنيا، اجعل توكلك على الله وثق به، فنحن الآن في مشهد تاريخي فتوكلوا على الله واحيوا من أجل الله وربنا ينصرنا ويفتح علينا.



التيه دروسٌ رائعة وغير عادية، انظر حلم الله عليهم على الرغم مما فعلوا، وغفرانه لهم، ونحن نحتاج أن نحيا مع القرآن وسورة البقرة، اكتبوا دروس اليوم وضعوها في بيوتكم وأسمعوها لكل الناس، اسجدوا له وقولوا له يا رب يقيني بك عظيمٌ ولن أُضيع حقًا بعد اليوم، ولن أخشى سواك بعد اليوم، ولن أقبل أن أُظلم أو أرى مظلومًا بعد اليوم، بعد كل هذا اليقين والحب، اجلسوا مع أنفسكم واحضروا ورقة وقلم واكتبوا نِعم الله عليكم، وفي صفحة أخرى اكتبوا ذنوبكم، وضعوهم أمام بعضهم وابكوا واعتذروا واستغفروا.





ملخص الدروس المستفادة:

1. استسلم لأوامر الله.

2. الإيمان بالغيب.

3. احذر المجاهرة بالمعصية.

4. اليقين في الله.

5. الرضا عن الله.





رابط تحميل الحلقة:

http://amrkhaled.net/multimedia/multimedia1324.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 8:13 pm


( الحلقة العشرون)


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_. ها قد بدأت العشر الأواخر فهل أنتم مستعدون لاستقبال ليلة القدر؟ أأضمرتم نوايا كبيرة؟ أتدعون الله؟ ماذا عن ختم القرآن والإقبال على الله عز وجل؟ عسى الله أن يفتح علينا ويتقبل منا ويجعل هذه الليالي مقبولة ويكتبنا من أهل الجنة.

مقدمـة:

سنتناول الآن حادثة عجيبة وقعت بينما كان سيدنا موسى يرتب ويصلح من أحوال بني إسرائيل؛ إذ أن الله عَرَّضَه للقاء رجل غريب يحيط به الغموض. ومما يزيد الأمر غرابة أن سيدنا موسى هو من سيسعى جاهدًا للقائه! وهذا الرجل هو عَالِم، بيد أنك تحتاج إلى وقت لتفهم الأسرار المحيطة به؛ فمَن هذا الرجل؟ ومِن أين أتى وأين اختفى؟ أهو متزوج أم لا؟

هذا الرجل هو: الخضر.



سر الخضر:

تدور أحداث هذه القصة في الأردن قرب البحر الميت، وذلك بعد أن وصل سيدنا موسى مع بني إسرائيل إلى هناك خلال فترة التيه، وعلى الرغم من أن هذه القصة هي قصة فرعية من قصة بني إسرائيل؛ إلا أنها وثيقة الصلة ببني إسرائيل، وفي هذا المكان سيلتقي سيدنا موسى بهذا الرجل الغريب ألا وهو الخضر كما أسلفنا، فما سر الخضر؟ سر هذا الرجل هو: العلم. فالخضر يمتلك علمًا غير اعتيادي، مما حدا بسيدنا موسى للسعي ليتعلم منه هذا العلم الذي نريد نحن أيضًا أن نعرفه، ما هذا العلم الذي يجعل كليم الله ونبيًّا من أولي العزم من الرسل يرتحل ويقطع مسافة قد تصل إلى ألف كيلو متراً ليتعلمه؟ هو تعلمه من الخضر ثلاثة قضايا.



القيمة: العلم:

هذا يقودنا لقيمة اليوم ألا وهي: العلم، فأُمَّة اقرأ يجب أن تقرأ. ونجد أن الله يخاطب أُمَّةَ اقرأ في سورة الكهف التي نقرؤها كل جمعة بقصة موسى في اثنتين وعشرين آية ليرينا مدى أهمية العلم، فلا يمكن لهذه الأُمَّة أن تنهض بلا علم، دعونا إذن نرافق سيدنا موسى في رحلته إلى أن يقابل الخضر.



ذكريات البحر:

يعد تاريخ سيدنا موسى مع البحر مليء بالذكريات؛ فمنذ أن رُمِيَ رضيعًا في البحر والتقطه آل فرعون مرورًا بنجاته هو وبني إسرائيل من فرعون بانشقاق البحر، وصولاً إلى قصة اليوم والتي هي الثالثة المتعلقة بالبحر، فيا ترى ما هي ذكرياتنا مع البحر؟ لا شك أن ذكرياتنا مع البحر تنحصر في عطل الصيف والنزهة والاستجمام إلا أن ذكريات سيدنا موسى محصورة في نصرة دين الله، وكيف أن الله نصره وكان بجانبه، إضافة إلى قيمة العلم المتعلقة بالبحر أيضًا.



العلم سبب النهضة:

أحداث القصة تدور بالقرب من البحر الميت في مكان يبعد حوالي عشرين كيلو مترًا عن جبال القدس، وهو المكان الذي كان يعيش فيه بنو إسرائيل بعد أن حُرِّمَ عليهم دخول القدس. والقصة تدور أحداثها حول بني إسرائيل الذين كانوا يعانون من أمراض كثيرة؛ فأصبحت مهمة سيدنا موسى وعلى مدى أربعين سنة هي أن يعالج بني إسرائيل وذلك بعد رفضهم لدخول الأرض المقدسة حيث أنهم يعانون من أمراض في العقيدة، واليقين بالله، والثقة به، والتوكل عليه، أضف إلى ذلك الجدل، والظلم الذي طالما عانوا منه مما كان له أكبر الأثر على نفسياتهم، إلا أن السبب الأكبر لجميع هذه الأمراض هو الجهل فهم أُمِّيُّون حيث أن فرعون لم يكن يدعهم ليتعلموا، ولم تكن لهم قضية خلال تواجدهم في مصر سوى الحصول على لقمة العيش، وعاشوا كذلك زمناً طويلاً، أخذ سيدنا موسى يَحُثُّ بني إسرائيل على أخذ العلم وبَيَّنَ لهم أهميته، وأنه سر نهضة الأمم إلا أنهم كانوا يرفضون الاستماع إليه؛ بحجة أنهم أخذوا تعليمات التوراة وتعبدوا لله عز وجل فكأنهم بذلك أَدُّوا كل ما عليهم.



أراد الله تبارك وتعالى أن يغير هؤلاء الناس الذين ما فتئ سيدنا موسى يحدثهم ويخطب فيهم، وأن يهز دواخلهم، فلم يعد الحاجز الذي يفصلهم عن القدس هو البحر وحسب بل إن الحاجز الأكبر هو الجهل، وأكبر منه –وكما هو الحال في بلادنا- أن المتعلمين لا يعشقون العلم ولا يسعون لتعلم ما يُستَجَد، بل اكتفوا بكونهم يعرفون القراءة والكتابة أو أصبح حد علم أحدهم متوقفًا عند نيله الشهادة أو الدرجة العلمية، فأراد الله أن يجعلهم يتعلمون بطريقة جديدة، تأخذهم لآفاق أخرى، وتغرِسُ فيهم حب العلم والاشتياق له من خلال قصة عملية مثيرة في منتهى الغموض يرونها ويعيشون أحداثها ووقائعها؛ ولنشعر بأهمية العلم ونشتاق إليه ونغير من حالنا مع العلم، هذه القصة ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف، كما ذكرها النبي _صلى الله عليه وسلم_ في حديث طويل في صحيح البخاري أيضًا؛ وعندما تجد قصةً ورد ذكرها في القرآن وفي الحديث معًا تعرف أنها عظيمة الأهمية وأن خلفها دروسٌ وعبر.



بداية القصة:

قام موسى خطيبًا في بني إسرائيل في مكان التيه يحدثهم عن قيمة العلم، ومدى رضا الله عن المتعلمين، فقام رجل من بني إسرائيل فقال: يا موسى من أعلم أهل الأرض؟ -مجرد سؤال جدلي لا ينبني عليه فائدة ولا طائل من ورائه إلا أن سيدنا موسى بصبره وحلمه أجابه- فنظر سيدنا موسى من حوله فإذا بني إسرائيل وهم ما بين جاهل، وأُمِّيّ، أو متعلم وقف علمه عند حد معين، وكذلك هارون لا يفوق علمه علم موسى، وموسى كليم الله، وأنزلت عليه التوراة، فقال: أنا . فعاتبه الله سبحانه وتعالى لأنه لم ينسب العلم إليه ولم يقل: الله أعلم . فنزل سيدنا جبريل من السماء وقال: إن الله يعتب عليك أنك لم تنسب العلم إليه، هناك عبد من عباد الله هو أعلم منك.



التعليم في القرآن:

وهنا تعجب سيدنا موسى وبنو إسرائيل على حد سواء: هناك عبد أعلم من سيدنا موسى! – فلاحظ أنه قال له: عبد ولم يقل له نبي مثلاً- فتخيلوا حال بني إسرائيل بطبيعتهم المعهودة في ذلك الوقت والتساؤل يملؤهم: من يكون هذا العبد يا ترى؟ وأين هو؟ وبدأت الأحاديث الجانبية بين بني إسرائيل . وهنا يعلمهم الله بطريقتين أو دعنا نقل أنها من القضايا الأساسية في التعليم:

· التعليم بطريقة عملية وليست نظرية بحتة كما هو الحال في بلادنا.

· التعليم بالتشويق.

- فقال موسى: يا رب دلني عليه.

- قال: يا موسى إن لي عند مجمع البحرين عبد هو أعلم منك فاذهب وتعلم منه.

فأين مجمع البحرين؟ وهنا يزداد الغموض، ويزداد تبعًا له التشويق، ويزداد لفت انتباه بني إسرائيل؛ وهذه هي طريقة التعليم في القرآن.



مجمع البحرين:

ومجمع البحرين إما أن يكون في سيناء (رأس محمد) في البحر الأحمر، أو أن يكون التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق في السودان، وسيدنا موسى الآن قرب البحر الميت؛ أي أن المسافة التي سيقطعها ليبلغ مجمع البحرين سواء كان رأس محمد أو ملتقى النيل الأزرق جِدُ كبيرة، فضلاً عن أن مجمع البحرين هذا لم يُحَدَّد له؛ ليبحث، ولأن العلم غالٍ. طلب موسى من الله أن يجعل له علامة تدله على مجمع البحرين، فقال له الله أن يحمل حوتًا مشوياًّ في مكتل فحيثما فقدت الحوت ستجد الرجل. حتى هذه العلامات يلفها الغموض فكيف سيفقد هذا الحوت؟ ومن هذا الرجل الذي سيجده؟



التعليم بالمعايشة:

بدأ سيدنا موسى رحلته، وأخذ معه فتى من شباب بني إسرائيل اسمه يوشع بن نون؛ حتى يرى تجربة عملية للعلم ويعرف قيمته، أي أن التعليم هنا بالمعايشة. فيوشع بن نون هذا هو الذي سيقطع البحر ويدخل القدس بعد وفاة موسى عليه السلام، فكأن هذا بمثابة الإعداد له وأول شيء بدأ به سيدنا موسى في إعداد يوشع بن نون هو العلم، وقد كان دور يوشع بن نون مقتصرًا على حمل المكتل وحسب.



وهنا أوجه رسالة للشباب الذين يريدون أن يكون لهم دور لخدمة الإسلام، ويريدون أن يكونوا مثل يوشع بن نون فأول خطوة لبلوغ هدفكم هي العلم. ولا تحقِرَنَّ نفسك أن تحمل حقيبة أستاذك في سبيل معايشته وتعلم العلم منه، فيوشع بن نون حمل المكتل ليتعلم اليوم وفيما بعد صلى في المسجد الأقصى. يقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ في حديث جميل: "رأيت أنني أشرب لبنًا فدخل اللبن في جسدي فخرج الريُّ من أظافري فأعطيت فضلي لعمر بن الخطاب" فقيل: ما تأويل ذلك يا رسول الله؟ قال: "العلم" وكأنه يقول: أنني مُلِئتُ علمًا صلى الله على محمد _صلى الله عليه وسلم_ .



أمر آخر يجب الوقوف عنده؛ لماذا كانت العلامة حوتًا مشويّا؟ وحيثما يفقد الحوت يجد الرجل الذي سيتعلم منه؟ لأن بني إسرائيل عاشوا حياتهم من أجل لقمة العيش وجُلَّ همهم هو غذاء بطونهم، فأراد الله أن يعلمهم درسًا مفاده: أن العلم أهم من غذاء البطن، فمتى ما ضحيت وفقدت غذاء البطن وجدت غذاء العقل. فيا كل شبابنا قَدِّموا عقولكم على بطونكم؛ فهي أهم منها بكثير، لا ينبغي أن تعيش لتغذي بطنك وتهمل عقلك، ويا كل من تعلموا عِلْمًا تلقينياً بحتًا في بلادنا، وحوَّلوا عقولهم إلى مخازن يصبون فيها العلم ليحصدوا شهادة وحسب . فتَنَبَّهُوا؛ فليس هذا هو العلم الذي سيدخلنا الجنة، وليس هذا هو المقصود من قوله _صلى الله عليه وسلم_: " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة" إنما العلم الذي يدخل الجنة هو ما تطلبه لتنهض بأُمَّتك وتصلحها، وتمد يد المساعدة للناس، وتخترع ما يفيد العالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 8:19 pm



فانطلقـا:

{فَانطَلَقَا...} (الكهف:71) وَصَفَ القرآن بداية الرحلة بالانطلاق، وستجد أن سورة الكهف ستكرر وصف الانطلاق على مدى الرحلة؛ فالعلم يحتاج إلى انطلاقة وهمة، يحتاج شخصًا يريد أن يتعلم ويبذل جهده في سبيل الحصول عليه. سيترك سيدنا موسى بني إسرائيل مع أنهم في حاجة إليه، كما أنه ويوشع سيقطعان مئات الكيلو مترات حتى يبحثوا عن مجمع البحرين ويصلوا لرأس محمد، وربما سيتضح بعد ذلك أن المقصود هو ملتقى النيل الأبيض بالنيل الأزرق فيكملون المسير، وهنا نجد أن القصة أوردت ثلاثة شروط لمن أراد أن يتعلم العلم:

1. إصرار شديد وعزيمة على التعلم بحب وإصرار وشغف.

2. تواضع وأدب جم لمعلمك.

3. أن تكون رغبتك في تعلم علم نافع ينهض بالأمة ويفيد مجتمعك وليس أي علم. كما كان يدعو الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع".

هذه الشروط الثلاثة سنجدها في قصة موسى والخضر، وسيلتزم بها سيدنا موسى تمامًا؛ فمن بداية الرحلة نجد إصرار وعزيمة سيدنا موسى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } (الكهف:60) فهو لن يقف دون مجمع البحرين حتى وإن اضطر للمشي حُقُبًا –الحقبة: خمسةٌ وعشرون عامًا- وكأنه يقول لبني إسرائيل: سأظل مرتحلاً حتى أتعلم. ولك أن تتخيل الأحاديث الجانبية التي ستدور بين بني إسرائيل وهم يرون هذا المنظر: ماذا سيحدث؟ كم ستستغرق رحلته؟ أيعقل أن سيدنا موسى يحب العلم إلى هذا الحد؟



نصوص في قيمة العلم:

دعني أسألك الآن: هل تحب العلم إلى هذا الحد؟ هَلُمَّوا بنا لنستمع للآيات والأحاديث الواردة عن قيمة العلم:

· أول آية في القرآن: { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ } (العلق:3-4) وتصف وسيلة العلم (القلم).

· بعد ذلك تنزل سورة القلم: {ن * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } (القلم:1) لتقول لنا: دَوِّنُوا العلم.

تخيَّل أن أول ما نزل من القرآن يحثنا على القراءة وتدوين العلم، ومع ذلك أُمَّة اقرأ لا تقرأ ولا تهتم بالقراءة ولا بتدوين العلم.

· وفي حديث الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "فضل العَالِم على العابد كفضلي على أدناكم". تخيَّل! يا أيها العُبَّاد ويا أيها الشباب الذين يصلون ويصومون ولا يهتمون بالعلم ففضل العالِم كفضل النبي على أدناكم! وفي رواية أخرى : "...وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب".

· ويقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة...".

· ويقول أيضًا: " إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير" يدعون له بأن يرضى الله عنه لتعليمه الخير للناس.

· يقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: "...إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع..." تظلله بأجنحتها.



نماذج لمن أحب العلم:

هل رأيت كَمَّ من الأدلة التي تتحدث عن العلم ولا نزال بلا اهتمام ونقول: أننا من أمة محمد! وانظر إلى من فهم هذا الكلام وطبقه . فعلى سبيل المثال الإمام الشافعي وهو يقول: ذهبت إلى مصر فغربلتها –أي: أخذت كل ما فيها من علم- وذهبت إلى الشام فاحتويت ما فيها من العلم، وذهبت إلى اليمن فأخذت كل ما فيه.

- فقالوا له: يا إمام كيف تحب العلم؟

- قال: أحبه كما أحب الشافعي.

- فقالوا له: عندما تسمع عن علم جديد لم تعلمه ماذا يحدث لك؟

- قال: أتمنى لو أن كل أعضاء جسدي صارت آذانًا لتستمتع بتلقي العلم.

- قالوا له: كيف حرصك على العلم؟

- قال: كحرص أم فقدت ابنها تبحث عنه حتى تجده.

فتخيَّل مدى حب الإمام الشافعي للعلم! إنه كلام يستحق أن يكتب بماء الذهب .

- وقيل للإمام أحمد: كم أنت تحب العلم؟

- فقال: من المحبرة إلى المقبرة.

ويقول ابن رشد: لم أفقد النظر في الكتاب إلا مرتين: يوم وفاة أبي، ويوم زواجي.



قيمة اليوم: نريد أن نتعلم حقًّا، ونقرأ كثيرًا، فما رأيكم لو قرأنا كتابًا كلَ أسبوعٍ؟ فبداية العلم تبدأ بحب القراءة يا شباب؛ ففي إحصائية أجريت على أكثر من مائة شخصٍ ناجح في أمريكا وجدوا أن القاسم المشترك فيما بينهم أنهم جميعًا يقرؤون خمسين كتابًا سنويًّا؛ أي بمعدل كتاب كل أسبوع، فكم كتابًا نقرأ نحن؟



سيقطع سيدنا موسى مسافات شاسعة مشيًا على الأقدام من أجل أن يتعلم، في حين أنه كان من الممكن أن يأخذه جبريل إلى مجمع البحرين مباشرة، أو أن يأتي إليه الخضر بما أنه كليم الله، ولكن شيئًا من هذا لم يحدث؛ لأن العلم يحتاج إلى تعب وإصرار، ولأن هذه القيمة لنا نحن المسلمون وليست لبني إسرائيل فقط، فقد وردت في القرآن. إن كنت من المحبين أمتك أقسمت عليك أن تعيش لتتعلم بعد هذه الحلقة، من أجل أُمَّة حبيبك _صلى الله عليه وسلم_، من أجل أحاديث النبي _صلى الله عليه وسلم_، من أجل القرآن، من أجل قصة موسى والخضر، فقد تعب موسى كثيرًا وبذل كل ذلك الجهد من أجلك {...أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً} (الكهف:60)؛ مشى سيدنا موسى كل تلك المسافات وترك بني إسرائيل حتى تحب العلم . ذُكرت هذه القصة في القرآن رغم أنها قصة للذين لم يتعلموا من بني إسرائيل لأننا مَعْنِيُّون بهذا الكلام. فحبيبك موسى يقول لك: لا بد أن تتعلم. فهذه التجربة أهم بكثير من ألف درس نظري سواها عن قيمة العلم.



هنالك قصة طريفة لتتعرف على قيمة العلم: ذهب شاب إلى أحد العلماء الكبار وقال له: أريد أن أتعلم كل ما عندك من علم، فنظر إليه العالِم وأحس بأنه شاب متحمس قد تزول حماسته سريعًا – كما ستأخذ الحماسة بعض الشباب بعد هذه الحلقة ثم تتلاشى حماستهم بعد ذلك. هل ستثبُت أم ستخبو همتك؟- فقال له: إذا أردت أن تتعلم كل علمي فاتبعني، فمضى معه حتى وصلا إلى البحر، ثم قال له: انظر إلى صفحة الماء، فلما نظر أمسك العالِم برأسه وأنزله في الماء، فأخذ الشاب يدفع نفسه للخروج من الماء والعالِم لا يزال ممسكًا به، وبعد برهة أخرجه.

- فقال الشاب: كدت تقتلني.

- فقال له العالِم: ما أكثر شيء كنت تحتاجه وأنت تحت الماء؟

- فقال: الهواء لأتنفس.

- قال: يوم أن يكون حبك للعلم وإصرارك عليه كإصرارك على النَفَس الذي تحتاجه لئلا تموت، فتعال أعلمك.

وأنا بدوري أقول لك الكلام ذاته: يوم أن يكون حبك للعلم كحبك للنَّفَس الذي تموت من غيره ستكون عظيمًا، وسيفرح بك النبي _صلى الله عليه وسلم_، وعندها سيكون فضل العالِم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وعندها ستظلك الملائكة بأجنحتها وتصلي عليك الحيتان في البحر والنملة في جحرها ويدعون لك، وعندها فقط يفرح بك النبي يوم لقياه، وحينها يقابلك سيدنا موسى يوم القيامة فيحتضنك ويقول لك: لم يذهب تعبي هباءً، فأنت أيها المسلم قد استفدت مني أكثر من استفادة بني إسرائيل، حينها نفرح بالمسجد الأقصى.



تفاصيل اللقاء:

هيا بنا نعيش مع سورة الكهف ونسمع القصة وهي تحكي حالهم: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } (الكهف:60) من أجل طلب العلم، هل تذكرون بماذا خاطب الله الرسول _صلى الله عليه وسلم_ رغم أنه كان في الخمسين من عمره: {...وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} (طه:114) فكذلك سيدنا موسى يقول:{...لَا أَبْرَحُ...}. {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً*قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً*قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} (الكهف:61-64) هذه هي العلامة هل تذكرون؟ فقدان الحوت؛ فرجعا إلى الصخرة حيث فقدا الحوت، وترجلا من المركب ليلتقيا الخضر، وأخيرًا رَأَيَا الخضر. وكان منظره يتناسب مع الغرابة التي ابتدأت بها القصة؛ حيث كان نائمًا ومسجى –مغطيًا رأسه- بعباءة خضراء فهل سمي الخضر بذلك نسبة لعباءته التي لا تفارقه؟ أم لابتسامته وبشاشته؟ أم لأنه إنسان منتج فما من مساحة صفراء إلا ويحيلها إلى اخضرار بإنتاجه؟ أم لهذه الأمور المجتمعة سويا؟ لا أدري حقيقة فهذا أيضًا من ضمن الغموض المحيط بهذه الشخصية، فانتظر موسى ويوشع بن نون إلى أن استيقظ الخضر بالرغم من أنه كان متعبًا من الرحلة الطويلة التي قطعها؛ إلا أنه التزم بصفات المتعلم التي ذكرناها وهي: التواضع الجم والإصرار على العلم النافع.



استيقظ الخضر وأزاح العباءة عن وجهه، فابتدره موسى قائلا: السلام عليكم .

- فقال: وعليكم السلام، وأنَّى بأرضك السلام؟

ما هذا الغموض مع بداية اللقاء؟ عَلِم الخضر أن موسى قد أتى من مصر، وأنه عاش مع بني إسرائيل، وفي كلتا الحالتين لا يوجد سلام؛ فلا سلام مع ظلم فرعون، ولا سلام مع جهل بني إسرائيل. ومن هذه اللقطة الأولى يتضح لنا أن الخضر ليس برجل عادي بل هو عالِم فَذّ. ثم نظر الخضر إلى موسى وقال له: من أنت؟

- فقال: أنا موسى.

- فقال له الخضر: موسى بني إسرائيل؟

- فقال موسى: نعم.

- قال الخضر: وماذا تريد؟

- قال: جئت أتعلم منك. – أرأيت تواضع سيدنا موسى ووضوحه- .

- فرد عليه بمفاجأة وقال: لا، إنك لن تستطيع معي صبرا.

- فقال سيدنا موسى: ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرا.

- فاشترط عليه الخضر شرطًا لمصاحبته، قال: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا .

فوافق سيدنا موسى على الشرط .



أريد أن أقول أن الله سبحانه وتعالى ذكر لنا هذه القصة في القرآن من أجل كلمة واحدة وهي " تعلموا " . فيا أمة محمد تعلموا، لقد صلت نسبة الأمية في أُمَّة محمد وهي أُمَّة اقرأ إلى 40%! أتعلمون أين تقع أقل نسبة للأمية في العالم العربي؟ بين إخواننا في غزة وفلسطين؛ لئلا يتعذر أحد بالظروف الاقتصادية وغيرها.



أراغب أنت في النجاح؟

هل تريد أن تنجح في حياتك العملية؟ هل تريد أن يكون لك عقل ناضج قادرٌ على التعلم؟ إليك سبعة عشر وسيلة اختر منهم عشر والتزم بها لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة وستكون شخصًا متميزاً في تعليمك، قادرًا على إنجاح ونهضة أمتك:

1. اقرأ كتابًا كل أسبوع أو كل أسبوعين (مهم جدًا).

2. اقرأ صحيفة هادفة كل يوم.

3. اشترك في مجلة ثقافية.

4. سافر وانطلق لرؤية العالم وتمثل بسيدنا موسى عليه السلام.

5. تعلم حرفة على يد حرفيٍ.

6. زر الآثار أو متحفاً ببلدك بصحبة خبير.

7. رافق إنسانًا ناجحًا.

8. شاهد قناةdiscovery .

9. تابع نشرة الأخبار يوميًّا.

10.ابحث في تاريخ عائلتك.

11.حاول كتابة قصةٍ أو شعرٍ أو أغنيةٍ أو أية فكرةٍ.

12.ناقش واسأل في الكلية أو الفصل ولا تكن مستمعًا فقط.

13.العب الشطرنج.

14.استخدم الشبكة العنكبوتية لتصفح مواقع ثقافية.

15.اذهب لزيارة مكتبة عامة.

16.اعمل في الصيف.

17.تعلم كل ثلاثة أشهر مهارةً أو رياضةً جديدة.



أوصيكم يا شباب بالعلم العلم العلم.


رابط تحميل الحلقة:
http://amrkhaled.net/sound_libaray/multimedia1325.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 8:28 pm


( الحلقة الواحدة والعشرون )
موسى والخضر -ع-


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.



حياة البشر صعبة وليست بالسهلة وفيها من المشاكل الكثير والكثير، فهناك من طُلقت وليس بها عيب وأخرى مستقرة، وهناك من لم تنجب بينما أخرى بعدما أنجبت طفلا واثنين تركتهما وتنازلت عنهما، وربما تجد أحد الخيرين يصاب بمرض عضال ويعاني من الآلام الشديدة وآخر عاصيا فاجرا مستمتعا بالحياة، وربما تجد فلاحا بسيطا لديه أولاد كثيرون ولديه بقرة واحدة تموت بينما لدى جاره تسع وتسعون بقرة وليس له ولد واحد، وربما تجد أحدهم وقد فقد ابنه الوحيد ويظل يبكي عمره كله عليه وآخر لديه من الأولاد الكثير ولا يشعر بهم، تُرى ما الحكمة وما السر؟



قيمة اليوم.. الإيمان والرضا بقدر الله:

خرج سيدنا موسى مع الخضر في ثلاث رحلات، تعلم من خلالها قدر الله في كونه، وتعلم كيف أن قدر الله كله خير رغم التعب والمشقة! كأن الخضر سيعلم سيدنا موسى ركن الإيمان بقضاء وقدر الله. ثلاث رحلات الظاهر فيها أنها قمة الشر بينما هي قمة الخير، وكأن الخضر في القصة يمثل ويجسد قدر الله.



فأركان الإيمان كما نعلم هي أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. ولا يتم إيمانك إلا برضاك عن قدر الله، ولن يكتمل هذا الرضا إلا إذا فهمت ثلاثة من أسماء الله الحسنى واطمأننت بها وعشت بها، وهي:

اسم الله (العليم)، فالله يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن ولو كان كيف يكون؟

اسم الله (الحكيم)، لا تتحرك حبة رمل من مكانها إلا لحكمة من الله تعالى الحكيم.

اسم الله (الرحيم)، فالله تعالى رحيم لا يريد سوى الخير لعباده.



يقول ابن القيم: "الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا".



لقد توفي للنبي صلى الله عليه وسلم سبعة أولاد على مدار عمره، أولاد وبنات، كبار وصغار، آخرهم ابنه إبراهيم الذي بكى النبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاته ورفع يديه إلى السماء وقال: "إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا".



ولما أسلم العباس بن عبد المطلب علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ولم يَعرف أحد سواه، فوقف يوم غزوة بدر وقال لصحابته: "من لقي منكم العباس بن عبد المطلب فلا يقتله". فيخرج أحد الصحابة ويقول: "أنقتل آباءنا وإخواننا ونترك العباس لأنه عم النبي؟ والله لو لقيته لأقتله" فيتأثر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: "يا عمر أيقتل عم النبي صلى الله عليه وسلم؟" ما أريد الوصول إليه هو أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو بشر لديه معلومة وفيما طلبه حكمة وفي الوقت نفسه يريد الخير، فبوجوده في جيش قريش سيعمل على تثبيطهم كي لا يدخلوا المعركة، فلما عرف الصحابي الحقيقة ظل يستغفر ويقول والله لا أدري كيف أستغفر عنها؟ هذا في حياة البشر فما بالك برب العالمين سبحانه وتعالى.



الرحلة الأولى.. رحلة بحرية:

انطلق الخضر وسيدنا موسى في رحلتهما الأولى، وبينما هم وقوفا على شاطئ البحر أشار الخضر لسفينة فعرفه البحارة الموجودون عليها ووقفوا له [فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ...] {الكهف:٧١} ويصفهم القرآن بأنهم مساكين [أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِ...] {الكهف:٧۹} وكان من ورائهم ملك كلما مرت سفينة سليمة يغتصبها ويأخذها لنفسه، فركب الخضر السفينة ومعه سيدنا موسى، ورغم فقر هؤلاء البحارة إلا أنهم رفضوا أن يأخذوا منهما أجرًا، وما لبث الخضر بعد ركوبه السفينة حتى نزل إلى قاعها وقام بكسر لوح من الخشب أسفلها فخُرقت وبدأت المياه تتسرب إليها، وإذا بسيدنا موسى يتعجب أيما تعجب أفبعد أن وافق البحارة المساكين على اصطحابنا، وبعد أن رفضوا أخذ الأجرة منا نخرق لهم سفينتهم التي يقتاتون منها؟! وقال للخضر وهو غاضب [... أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا] {الكهف: ٧١} فذكره الخضر باتفاقهما قبل بدء الرحلة [قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا] {الكهف:٧۲} فقال له سيدنا موسى [قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا] {الكهف:٧۳} ثم نزلا من السفينة.





الرحلة الثانية.. رحلة برية:

بعد ذلك سارا على شاطئ البحر حتى وصلا إلى مجموعة من الفتيان لم يبلغوا الحُلُم، ظل الخضر يبحث فيهم عن فتى بعينه حتى وجده، ثم صنع شيئًا رهيبًا [فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ...] {الكهف:٧٤} ويتعجب سيدنا موسى مرة أخرى من فعلته ويقول له غاضبًا [... قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا] {الكهف:٧٤} أما الخضر فلم يتحدث أو يبرر ما فعل، مثل القدر الذي عادة ما يكون صامتًا فيما ترى من أحداث ولا تفهمها، ثم قال لسيدنا موسى [قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا] {الكهف:٧٥} فرد عليه سيدنا موسى وقال له [قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا] {الكهف:٧٦}.



الرحلة الثالثة.. رحلة ريفية:

انطلق الخضر ومعه سيدنا موسى وقد اشتد بهما الجوع حتى وصلا إلى قرية أهلها ميسورو الحال، فطلبا منهم أن يضيفوهما فأبوْا ذلك؛ لبخلهم [فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا...] {الكهف:٧٧} وبينما يسيران وفي الوقت نفسه جائعين إذا بالخضر يبحث عن شيء ما في جدار بيوت أهل هذه القرية، حتى وجد جدارا لأحد البيوت سينهار فأقامه [... فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ...] {الكهف:٧٧} ولم يفهم سيدنا موسى هذه التناقضات، أتخرق السفينة لمن ضيفونا ومن لم يفعلوا نقيم لهم جدارًا كاد أن ينقض؟! وقال للخضر [... قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا] {الكهف:٧٧} فرد عليه الخضر وقال له [قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا] {الكهف:٧٨}



لعله خيـــر:

إن قصة موسى والخضر تذكرني بقصة لطيفة جدا اسمها (لعله خير)، حيث يُحكى أنه في قديم الزمان كان هناك وزير لملك على مملكة، كلما حدثت مصيبة في المملكة يقول الوزير: لعله خير. ذات مرة أصيب الملك في رحلة صيد وقُطع إصبعه، فقال له الوزير: لعله خير، فغضب الملك وأمر بسجنه، فنظر الوزير إلى الملك وقال: لعله خير، ثم ذهب الملك في رحلة صيد مرة أخرى فرآه مجموعة من الوثنيين وأخذوه أسيرًا؛ كي يقدموه كقربان إلى آلهتهم، ولكنهم ما إن وجدوا أن إصبعه مقطوعا تركوه؛ لأنه صار بالنسبة لهم قربان معطوبا وليس كاملا، فرجع الملك إلى مملكته وأخرج وزيره من السجن وأخبره أنه فهم لماذا قال عندما قطع إصبعه لعله خير؟ ولكن ما لم يفهمه هو لماذا قال لعله خير عندما حبسه؟ فأخبره الوزير أنه لولا حبسه إياه لتم أسره معه وقدم هو كقربان.



لقد تعودنا رؤية القدر حتى هذه اللقطة في قصص موجودة في حياتنا مثل القصص الثلاثة السابقة، وكأن الخضر يمثل هنا القدر وها هو ذا سينبئنا بنهايات هذه القصص؛ لنرى كيف أن نهايتها كلها خير وليست كما تبدو في الظاهر: قصتان شر والثالثة خير في غير محله!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 8:31 pm



أَمَّا السَّفِينَةُ:

[أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا] {الكهف:٧۹} قام الخضر بصنع عيب في السفينة ولم يقم بإغراقها؛ فلقد كان من ورائهم ملك يراقب كل السفن ليأخذ كل سفينة سليمة غصبًا، فكان هذا الخرق والعيب الصغير السبب في نجاة هذه السفينة من مصيبة أكبر، ولو لم يكن الخضر تدخل بصنعه لهذا العيب لكان الملك أخذها لنفسه وبالتالي يفقد البحارة مورد رزقهم، ومن يدري لعل أحد البحارة كان ليواجه هذا الملك ويقول له إنه ظالم فيأخذه الملك ويقتله وييتم أولاده، فكان القدر رحيما بهم.



وَأَمَّا الغُلَامُ:

[وَأَمَّا الغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا] {الكهف:٨۰} قتل الخضر الغلام لأنه لو عاش وكبر فإنه لن يكون عاديا بل طاغية كافرا، وكان ليتسبب في إرهاق والديه المؤمنين، وهنا التصوير القرآني الرائع الذي وضع الـ (طغيان) قبل الـ (الكفر)؛ لأن الكفر يكون على النفس فقط أما الطغيان فعلى كل من حول هذا الغلام، فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بأبويه أن يموت هذا الغلام قبل أن يبلغ الحُلُم، ومن يدري ربما كُتب للوالدين بصبرهما منزلة عالية في الجنة لو عاشا عبيدًا لله طيلة حياتهما ما كانا بالغيها، ومن رحمة الله أيضًا بهذا الغلام أن يموت وهو في هذه السن؛ فلو عاش حتى كبر لكان من المعذبين في النار الآن بطغيانه وكفره، ولربما كان موته عظة لكل صغار السن في مثل عمره أن الموت قريب منهم وليس بعيدًا عنهم لصغر سنهم فيفيقوا ويتقوا الله، وربما كان موته في هذه السن ليظل أبواه يدعوان له بالرحمة والمغفرة فترتفع منزلته في الجنة ثم يدخل والداه إلى هذه المنزلة العالية من الجنة، [فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا] {الكهف:٨١} أترون كيف أن الأمر كله في النهاية رحمة؟



بهذه القصة معنى خطير للغاية للشباب، احذروا يا شباب من عقوق الوالدين والطغيان، احذروا أن يزيلك الله تعالى من الدنيا رحمة بأبيك وأمك.



وَأَمَّا الجِدَارُ:

[وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا] {الكهف:٨۲} دفن الأب الصالح الكنز تحت الجدار خوفًا من أهل القرية البخلاء واستيلائهم على أموال أولاده بعد موته، وفي أثناء مرور الخضر وجد الجدار وكأنه يريد أن ينقض ويتهدم وفي الوقت نفسه لا يزال الولدان صغيرين بعد موت أبيهما، فأقام الجدار حتى لا يجدا الكنز وهما صغيران فيؤخذ منهما فيظلا فقيرين بعدما يكبران ويشتد عودهما.



إلى أخواتي اللاتي تأخر زواجهن لا أحد يعلم كم الخير الذي يدخره الله لكِ! وأنت أيها الأخ الكريم الذي تتأخر الوظيفة التي تريدها ولا تأتيك، لا تخف على رزقك ورزق أولادك فأنت لا تدري ما هو مُدخر لك من رب العالمين، وليس معنى هذا أن تتواكل بل اسع وتحرك واعمل جاهدًا وفي الوقت نفسه ارض بقضاء الله.



ارض بقضاء الله تعش سعيدا:

قس على ذلك ما يحدث في حياتك، هل تذكر المصيبة الفلانية؟ هل تذكر إلى أي درجة كنت حزينا ومتألما؟ لعلها كانت هي الحامية من مصيبة أكبر كنت لتتعرض لها، أو لعلها كانت هي كل الخير وأنت لا تدري. لولا أن أخوة يوسف عليه السلام ألقوه في البئر لم تكن مصر لتنجو من المجاعة، ولو لم يُترك سيدنا إسماعيل وأمه في الصحراء وظل يبكي لم يكن ماء زمزم الذي نشرب منه حتى الآن ليخرج، ولولا فداء سيدنا إسماعيل ساعة حادثة الذبح لم نكن لنضحي في عيد الأضحى بالأضحيات، ولن يطعم ملايين الفقراء حتى يوم القيامة من لحوم الأضاحي، ولولا حروب الردة لم يكن المسلمون ليتدربوا لفتح فارس والروم. يا جماعة، ارضوا بقضاء الله، ارضوا حتى تعيشوا سعداء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح ويمسي رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وجب على الله أن يرضيه في ذلك اليوم". كذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يسمع الآذان رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا غُفر له". وكأن المراد أن نكثر من ترديد كلمة الرضا.



ذات يوم، قابل سيدنا عمر بن الخطاب رجلًا في طريقه فسأله: "كيف أصبحت؟" فقال الرجل: "بخير يا أمير المؤمنين". فأعادها عليه سيدنا عمر مرة أخرى فيجيبه الرجل بمثل ذلك، فيعيد سيدنا عمر السؤال للمرة الثالثة فيرد عليه الرجل ويقول: "أصبحت والحمد لله في رضا يا أمير المؤمنين". فقال سيدنا عمر: "الحمد لله هذا ما أردت".



معنى الرضــا:

هل تعلمون ما معنى الـ (رضا)؟ الرضا هو ألا تتهمه في قضاء قضاه.





رابط تحميل الحلقة:

http://amrkhaled.net/sound_libaray/multimedia1335.html



رابط تفريغها:

http://amrkhaled.net/articles/articles3696.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
supervisor / Amir
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
supervisor / Amir


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 64
Localisation : alexandria
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/12/2007

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 8:41 pm


الي الفاضلة / نونة ..

باسم الجميع اشكرك جدا علي هذا المجهود الكبير .. جزاكي الله كل خير ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 8:43 pm



(الحلقة الثانية والعشرون )

بقرة بني إسرائيل




قصة بقرة بني اسرائيل
سنفهم الآن ولأول مرة لماذا سُميت "سورة البقرة" بالبقرة؟ {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (البقرة: 67) وانظر إلى المماطلة والجدل {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ} (البقرة: 68) فهي ليست عجوزًا أو بكرًا. {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} (البقرة: 69)، لاحظوا أنها مواصفات بقرة الابن الصالح الذي ذكرناه في بداية القصة، والذي كان يريد وزنها ذهبًا. فبنو إسرائيل لا يريدون أن يذبحوا أي بقرة ولو بأموال قليلة؛ لأنهم لم يصدقوا هذا الكلام، فكما شددّتم سنشددّ عليكم وستدفعون وزنها ذهبًا، لاحظوا أحداث القصة في القرآن وكيف يُربي الله الناس بالأحداث. فما معني كلمة "رب"؟ الرب الذي يُربي عباده، مثل الأب الذي يُربي ابنه أحيانًا بالشدة، وأحيانًا بالتعليم، وأحيانًا بالعطاء، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يُربي البشرية. فإذا الله عاقبك أو أعطاك، فاعلم أنه الرب الذي يُربيك. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ} (الناس:1-3). فقال بنو إسرائيل: {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} (البقرة:70) أرأيتم المماطلة؟، هذه صفة "المماطلة المستمرة" في بني إسرائيل. يا جماعة، عندما يوسع الله عليكم، لا تضيقوا على أنفسكم، ولا تسألوا أسئلة كثيرة في الدين حتى لا يضيقها الله عليكم. فقال الله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ
يَفْعَلُونَ} (البقرة: 71)، فإنها بقرة لا تعمل في الزراعة، ولا يوجد فيها أي خدش أو علامة. فبحثوا ولم يجدوا إلا بقرة الابن الصالح الوفي والبار لوالده، وهكذا تُساق الأحداث، لينتصر الحق ويُكتشف الشاب الظالم الذي قتل عمه.

أخطاء بني إسرائيل في هذه القصة:
1. حادثة الجبل.
2. المماطلة.
3. التشدد في الدين.
4. المادية الشديدة.
5. ضعف الإيمان باليوم الآخر.
6. سوء الأدب مع الأنبياء.
7. بقايا عقائد وثنية قديمة.




رابط تجميل الحلقة:


http://amrkhaled.net/sound_libaray/multimedia1336.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 8:47 pm

وجزاك الله خيرا مثله استاذي الفاضل
وحشتوني جدااااااا في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Icon_razz
رمضان كريم عليكم في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Icon_biggrin
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 14, 2009 9:05 pm

اماكن تواجد بني اسرائيل وحادثة البقرة (في محافظة البتراء في الاردن)

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 861169311

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 347407302

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 973183421

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 472218203

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 396843330
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
إيمان
عضو مميز
عضو مميز
إيمان


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 35
Localisation : egypt
الدولــة الدولــة : في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 28/10/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 15, 2009 3:05 pm

مجهود كبير يا نونة تسلم الايادى
وحمد الله على السلامه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://monaelshazly.ahlamontada.net/forum.htm
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 15, 2009 10:00 pm

الله يسلمك ياقمر في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Icon_biggrin

ياجماعة الاستاذ عمرو خالد بلغنا على الموقع بتاعه انه حيبعث ايميلات لكل المسجلين في المنتدى بكل اخباره فاللي مش مسجل يسجل واللي مسجل يبلغ غيره


حبيت انقلكم الخبر ده عشان لوفي حد يعجبه يسجل في المنتدى يسجل عشان حتوصله اخبار الاساذ عمرو على الايميل منه شخصيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 15, 2009 10:10 pm

[size=18]
الحلقة 23 - أسئلة حول قصة موسى عليه السلام

الاستاذ عمرو خالد يجيب عن اسئلة حول قصة سيدنا موسى-عليه السلام-[/size]

رابط تحميل الحلقة:
http://amrkhaled.net/multimedia/multimedia1337.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
نونة
عضو مميز
عضو مميز
نونة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 47
Localisation : من بغداد
الدولــة الدولــة : العراااااااااااااااااااااااق
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2008

في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام   في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام - صفحة 4 I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 15, 2009 10:19 pm


( الحلقة الرابعة والعشرون)
قيمة صلة الرحم والتفكر في خلق الله

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأيام تمر ونحن نقترب الآن من نهاية رمضان، يارب نكون قد أدركنا ليلة القدر، يارب يكون قد تقبلنا الله. رمضان شهر غالٍ جدا، لا تتهاون بالأيام القليلة القادمة فمن المحتمل أن يعتقك الله في هذه الأيام القليلة القادمة، من المحتمل أن الله يريد منك التذلل والخضوع والإلحاح في الدعاء ويعتقك في آخر ليلة من ليالي رمضان فلا تمل، إن بابًا يُطرق بشدة لابد وأن يُفتح، فاطرق على الأبواب. سيقوم رمضان بإمدادك بقوةٍ للعام القادم فيجب أن تأخذ الطاقة والقوة للعام القادم، فيجب أن تزيد أكثر وأكثر من قراءة القرآن والدعاء فنحن نحتاج طاقة رمضان لكي تعيننا على العام القادم فإن رمضان محورٌ ومركزٌ وحدثٌ كبير، كان الصحابة يدعون لمدة ستة أشهر: "اللهم بلغنا رمضان" وبعد رمضان يدعون ويقولون "اللهم تقبل منا رمضان"، فلا تضيعه ولا يفوت منك منه ولو آخر ثانية.




القيمةالأولى: صلة الأرحام بين الأخوات

إن صلة الأرحام تعني عندنا الأعمام والأخوال والعمات والخالات دون أن نتذكر أنها تشمل أيضًا علاقة الأخوّة، بل إن الأخوّة أصلٌ من أصول صلة الرحم فهناك بعض الإخوة يعيشون في بيتٍ واحد ولكن لا أحد يشعر بالآخر، كان هناك شابًا عمره 18 عامًا قد مات أخوه في حادث سيارة فبعد موته دخل أخوه الغرفة ونظر إلى صورته وقال أنا لم أعرفك ولم أكن قريبًا منك وبكى كثيرًا. هل تريد العتق في رمضان؟ هل تريد مغفرة الله؟ هل تريد أن تبلغ ليلة القدر؟ كيف هي العلاقة بينك وبين إخوتك؟ يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إن الرحمة لا تتنزل على قومٍ بهم قاطع رحم"، فهل تتشاجر مع أخيك؟ هل تمنع أولادك من زيارة أخيك؟ يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "صلوا رحمكم ولو بالسلام" ويقول أيضًا: "وليس الواصل بالمكافئ ولكن من إذا قطعه ذو رحمه وصله" أي أن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها، يعني أن الواصل الذي يصل الرحم المقطوعة وليس الذي لو أن أحدًا من أقاربه كلمه بالهاتف رد هذه المكالمة. صلوا أرحامكم قبل أن تفقدوا الأحباب وتموت العمة والخالة فتندموا بعد ذلك، يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق الخلق. حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم. أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذاك لك "، كذلك عندما يصل الناس إلى الصراط ومن تحته النار فتقف كلا من الأمانة والرحم على جنبيه وتقولا لكل من يريد أن يمر لا تمر حتى يقضي الله فيك وتعطينا حقنا، أي أن قاطع الرحم هذا سيظل منتظرا حتى يقضي الله بين الخلائق. لذلك لا تترك أحدًا يغتاب أخاك، بل يجب الود والحب بين الإخوة.



لقد ساند سيدنا موسى طيلة حياته، فعندما يكون هناك اثنان رفقاء عاشا رسالة مع بعضهما وعندما يموت أحدهما فاعلم أن نهاية الثاني قد اقتربت، فكأن وفاة سيدنا هارون تعني قرب وفاة سيدنا موسى، فهم رفقاء في الدنيا والآخرة فسيدنا هارون في السماء الخامسة وسيدنا موسى في السماء السادسة، إن سيدنا موسى قد أعطى أفضل هدية لسيدنا هارون فقد دعا الله سبحانه وتعالى أن يكون سيدنا هارون نبيًا وقد قبل الله أن يكون نبيًا، أما سيدنا هارون فقد ساند سيدنا موسى، فأفضل شىءٍ في الدنيا أن تكون العلاقة تبادلية، هذه هي صلة الأرحام، فيجب أن تسأل نفسك هل تحب أخاك؟ لا تتكبر ولا تقول أن به صفاتًا سيئة بل تسامح معه.



القيمة الثانية: التفكر في خلق الله

التفكر في خلق الله من أعظم العبادات وأعز القيم فتفكر ساعة في عظمة الله خيرٌ من عبادة سنة بلا عقل وبلا فكر. التفكر هو نور الإيمان، التفكر هي العبادة التي أصبح بها النبيّ صلى الله عليه وسلم نبيًا في غار حراء وهي العبادة التي أصبح بها سيدنا موسى نبيًا وهو في مدين، وهي التي تمَّ تأهيل سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء بها لكي يكون نبيًا {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} (الأنعام:75) والتفكر هو الذي يجعل الإيمان عميقًا في القلب والعقل.



البتراء منطقة ساحرة:

لا نعرف على وجه الدقة أين توفيَ سيدنا هارون لكنه توفي في منطقة البتراء بالأردن. إن هذه المنطقة معجزة من معجزات الكون، فنحن دائمًا نظن أن المناظر الطبيعية تكون في الخضرة والشلالات فقط بل إن البتراء بها تكوينات جبلية نادرة تجعلك تقول "سبحان الله!" و"سبحان الخالق!"، فالبتراء منطقة جميلة تجعلك تسبِّح الله طيلة الوقت فالبتراء منطقة رائعة غير عادية بالرغم من أنها صحراء. فنحن بين معنيين: المعنى الأول هو وفاة سيدنا هارون رفيق العمر الذي ساند سيدنا موسى والمعنى الآخر هو التفكر في خلق الله.



لذلك يجب عليكم صلة الأرحام لأن الرحمة لا تنزل على قاطع رحم فيجب ألا تقطع رحمك بعد أن ترى رفيقي العمر سيدنا هارون وسيدنا موسى، وأثناء ذلك تفكروا في خلق الله ويارب كل واحد يجمع شمل إخوته وعائلته.



سيدنا هارون له علاقة حميمة فريدة بسيدنا موسى فهي أعظم وأقوى علاقة بين أخوين في التاريخ فإن القرآن قد أثنى على هذه العلاقة، لا نعرف على وجه الدقة مكان دفن أي نبيٍّ سوى النبيّ صلى الله عليه وسلم أما بقية الأنبياء فنعرف فقط المكان؛ فإن سيدنا إبراهيم قد مات في الخليل وسيدنا موسى في جبل نيبو وسيدنا هارون في البتراء، هذه المدينة الساحرة بالصخور العجيبة وسط الصحراء ففي هذا المكان مات سيدنا هارون.



أعظم علاقة أخوّة في التاريخ:

أقوى علاقة بين أخوين في التاريخ هي علاقة موسى وهارون، وأقوى علاقة أخوّة ذُكرت في القرآن هي علاقة موسى وهارون، وأسوأ علاقة أخوين في القرآن هي علاقة قابيل وهابيل وكأن القرآن يريك علاقات الأخوّة من أولها إلى آخرها، من أعلى درجة إلى أسوأ درجة. أي علاقة بين اثنين تكون علاقة تبادلية وتكاملية ليس فقط تبادلًا ماديًا بل تبادلًا روحانيًا، فإن سيدنا موسى أعطى سيدنا هارون أعظم هدية وهي النبوة فقد دعا وقال {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي...} (القصص:34) ويقول الله سبحانه وتعالى {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا} (مريم:53)، أيضًا أعطى سيدنا هارون سيدنا موسى المساندة فقد سانده ووقف إلى جانبه أمام فرعون، فهي أعظم علاقة أخوين فقد أثنى القرآن على هذه العلاقة في سورة الصافات قائلًا: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ {114} وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {115} وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ {116} وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ {117} وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ {118} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ {119} سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ {120} إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {121} إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ {122} (الصافات) فهي أقوى وأجمل علاقة أخوّة.



مراحل علاقة سيدنا هارون بسيدنا موسى:

لم تبدأ هذه العلاقة مرة واحدة بل كانت على مراحل حتى وصلت لهذه الدرجة الوطيدة القوية، فمراحل هذه العلاقة كالآتي:



المرحلة الأولى: كان هارون يزور سيدنا موسى في قصر فرعون على أنه ابن مرضعته.



المرحلة الثانية: عرف سيدنا موسى أن المرضعة أمه وهارون أخوه فهو شقيقه من دمٍ واحد وروحٍ واحدة، وقد كان سيدنا هارون دائمًا يقول {يَا ابْنَ أُمَّ} (طه:94) لأنه يشعر بأصل هذه العلاقة.



المرحلة الثالثة: الأخ الصديق- فقد بدأ سيدنا موسى يحكي لسيدنا هارون مأساة بني اسرائيل ويشكو له همه.



المرحلة الرابعة: انتقلت من علاقة الأرحام إلى علاقة الأخوّة في الله، يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم "ما تآخى اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أكثرهما حبًا لصاحبه" ويقول أيضا "من أحب أخًا في الله رفعه الله درجة في الجنة ما بين الدرجة والأخرى كما بين الأرض والسماء لا ينالها بشئٍ من عمله"، يقول الله في الحديث القدسي "وجبت محبتي للمتحابين في" وينادي الله في الحديث القدسي ويقول "أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلي"، فقد كانا يعبدان الله سويًا لذلك ارتقت العلاقة من أخوّة الدم إلى الأخوّة في الله. يقول سيدنا موسى {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} (طه:33-34) ويقول الله {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (يونس:89) فقد كانا يعبدان الله سويًا ويذكران الله سويًا لذلك تحولت العلاقة إلى أخوّة في الله.



المرحلة الخامسة: شركاء في رسالةٍ واحدة وهي إصلاح بني إسرائيل {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} (طه:32)، فقد ارتقيا حتى أصبحا شركاء رسالة فيجب أن تقوموا بتقوية علاقاتكم بإخوتكم وأقاربكم.



عطاء وإخلاص سيدنا هارون:

سيدنا هارون كان يعطي ولا يأخذ ولا يعترض ولا يحتج، بل كان دائمًا سندًا لسيدنا موسى {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ...} (القصص:35) فكثيرٌ من الناس لا تقبل دور الرجل الثاني وآخرون يقبلون دور الرجل الثاني ويكون بداخلهم حرجٌ ما، فلا يقبل شخص دور الرجل الثاني بهذه الصورة إلا المخلص! فعندما ترك موسى بني إسرائيل وذهب لميقات ربِّه لمدة أربعين يومًا رفضوا أن يطيعوا أمر سيدنا هارون {قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} (طه:91) لأنهم كانوا يتعلقون بشخصٍ وليس بفكرة، كانوا يتعلقون بالقائد رقم واحد الذي رمى العصا ووقف أمام فرعون، أما سيدنا هارون فقد كان مخلصًا ومؤمنًا بهذه الرسالة فقاد دور الرجل الثاني بلا احتجاج وبلا اعتراض وبلا مشاكل، لذلك فقد تقاربا في المنزلة فمنزلة سيدنا هارون في السماء الخامسة وسيدنا موسى في السماء السادسة، نال سيدنا هارون هذه المنزلة لأنه شديد العطاء والإخلاص، فقد كان بنو إسرائيل يعلمون أن سيدنا هارون هو الرجل الثاني لذلك كانوا يحاولون الإيقاع بينه وبين سيدنا موسى فقالوا إن موسى لم يأخذ سيدنا هارون معه لميقات ربِّه لأنه يغار منه ولأن رب موسى يحب هارون أكثر من موسى، أيضًا عندما عاد موسى ورأى القوم يعبدون العجل قالوا له إن سيدنا هارون هو الذي أمرهم أن يعبدوا العجل فقد قالوا ذلك للإيقاع بينهم، ولذلك فقد كان القرآن واضحا لتبرئة هارون من الافتراء الكذب، وعندما رجع سيدنا موسى وأخذ بلحية سيدنا هارون وقال له {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} (طه:93) فأجاب سيدنا هارون {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} (طه:94) وقال في آية أخرى {...قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء...} (الأعراف:150) فهذا يدل على أنه شديد الحنان والعطاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.amrkhaled.net
 
في رمضان..كل يوم مع (الاستاذ عمرو خالد)و..قصص القران -قصة سيدنا موسى عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» 10 نصائح من الاستاذ عمرو خالد إلى الطلبه
» رحلة للسعادة في رمضان مع د.عمرو خالد
» السيد / عمرو موسى ! هل صرح بهذا التصريح
» الحقونا ياخونا عمرو خالد فى خطر
» ابيات من قصيدة للإمام علي عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الاعلامية مني الشاذلي  :: شاشات حرة لمتابعي مني الشاذلي والعاشرة مساء :: قسم النقاشات والقضايا العامة-
انتقل الى: