العاشره مساءا فريقا من المشاغبين .. خرجت عن الخط الاحمر للنظام المصري ..

اليوم في جريدة المصري اليوم ...

الوثيقة بقلم منتصر الزيات ٢٢/٣/٢٠٠٨

خرج علينا وزراء الإعلام العرب بوثيقة لتنظيم عمل الفضائيات العربية، وثيقة قال عنها كتبة الإعلام العربي إنها لتنظيم البث الفضائي العربي ووقف هدم القيم، خاصة مع تعدد الفضائيات التي تنشر الجهل والفتاوي غير الشرعية، وثيقة تمنع المساس برموز الوطن سياسيين ودينيين ومن جانبهم انتقد الإعلاميون العرب هذه الوثيقة التي قالوا إنها تهدد مستقبل نحو ٤٠٠ فضائية عربية تسيطر علي ٨٠% من الإعلام العربي وأنها وثيقة لتكميم الأفواه العربية المكممة أصلا بفضل ترسانة القوانين التي تكفل السجن والاعتقال لأصوات الحرية وحركات الديمقراطية. وفي يونيو القادم سيبدأ وزراء الإعلام العرب في تنفيذ آلية الوثيقة واللافت أن الوثيقة أو «القيد الحديدي» لم يعترض عليها إلا لبنان ومعه قطر التي تحتضن قناة الجزيرة التي تقبع علي رأس قائمة الاغتيال الإعلامي. قناة الجزيرة من جانبها اعتبرت الوثيقة خطرا علي التعبير في العالم العربي باعتبارها تعكس الخط التقليدي لسريان الإعلام من الشمال والغرب إلي الجنوب والشرق، وقال الخبير الإعلامي الكندي ذو الأصول المصرية الدكتور عادل إسكندر «إن الوثيقة ستزيد من جماهيرية قناة الجزيرة التي ستستغل الوثيقة لتظهر صورتها كضحية للأنظمة العربية ومن جانب آخر، فإن المضايقات التي ستتعرض لها لن تكون جديدة بأي حال من الأحوال، لم تفلح في الماضي في إضعاف جماهيريتها وأدائها الإعلامي» وإذا كانت قناة الجزيرة أول المستهدفين من جانب الأنظمة العربية فإن شقيقتها السعودية الأصل «أوربت» تأتي ضمن القائمة لجرأتها في تناول الأحداث الداخلية للوطن العربي وبرامجها الحوارية الساخنة التي لا تعترف بالمجاملة وهو ما تميزت به عن شقيقاتها السعوديات، كما تميزت قنوات «أوربت» بالجرأة والتصدي لمقص الرقيب الذي يقف حائلا أمام الإبداع الفني العربي، ومن بين المستهدفين في قائمة الاغتيال الإعلامي لوزراء الإعلام العرب القنوات الدينية التي تعتبرها الأنظمة العربية من الخوارج عليها متهمة إياها بترويج الخرافات ونشر الجهل وإصدار فتاوي غير شرعية ونصائح تضر النساء. الهجمة علي الفضائيات العربية لم تقتصر علي القنوات الحالية ولكنها امتدت أيضا للقنوات الحديثة وهناك تجربة إعلامية مستقلة أحبطت منذ شهورها الأولي نتيجة للتشدد الحكومي في منح الترخيص مما دفع أصحاب التجربة إلي التوجه للبحرين وهي قناة «الحياة». وثيقة وزراء الإعلام العرب استهدفت، أيضا القنوات المصرية التي تمتعت بشعبية مصرية وعربية لبثها برامج خرجت عن الخط الأحمر للنظام المصري، ومن بين هذه القنوات قناة «دريم» التي ضمت فريقا من المشاغبين بدءا من العاشرة مساء وحتي البحث عن الحقيقة، رغم أن البعض يقول إن قنوات رجال الأعمال ذوي الصلة بالحزب الوطني الحاكم بعيدة كل البعد عن رصاص الوثيقة، لكن الصورة الواضحة تقول عكس ذلك. القنوات المحلية أيضا ستعاني من هذه الوثيقة لأنها ستكون مضطرة إلي مراعاة بنود الوثيقة التي وضعها الوزراء التابعة لهم هذه القنوات فليس من المعقول أن تخرج المحليات عن النص الرسمي، وبهذه الوثيقة يري البعض أن القنوات المحلية بعد أن دخلت في محاربة المنافسة الفضائية من خلال الاستعانة بمجموعة من الصحفيين المميزين لتقديم برامج أكثر جرأة ستعود للسباحة ضد التيار، إنها «حالة حوار» ينبغي أن تشارك فيها القنوات المحلية دفاعا عن هامش نسبي حصلت عليه في الآونة الأخيرة. ويبقي سؤال عريض يحتاج إلي رصد دقيق لواقعنا المعاصر: هل للوثيقة علاقة بما يحال من خطط أمريكية وإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا و«حزب الله» وإيران؟ وهل ستمنع الوثيقة ما وصفه الوزراء بالانفلات الفضائي؟ وهل سيتم تنفيذها أم هي مجرد ورقة تهديد؟ هكذا ذهبت هواجس البعض في طريق معارضتهم لصدور وثيقة وزراء الإعلام العرب باعتبارها «قراراً» وليست «حالة حوار» وهنا يعوزني ترديد ما قاله الإعلامي المتميز عمرو الليثي، حيث اعتبر أن هذه الوثيقة تكرار للميثاق الإعلامي العربي الذي أقره وزراء الإعلام العرب عام ٩٣ وطالب الليثي بالتريث لحين صدور القرار التنفيذي للوثيقة، وأضاف المحك الحقيقي في تلك الوثيقة هو الآلية التي سيتم من خلالها تنفيذ البنود فلو كان الهدف منها خفض سقف الحريات فأنا ضدها تماما. الجانب المهم الذي يحتاج إلي عناية خاصة لمواجهة هذا التغول علي الحريات كيف تواجه الفضائيات العربية هذه الوثيقة المقيدة للحريات والتي تعيد عقارب ساعة الديمقراطية وحرية الرأي للخلف وما مدي دستوريتها، كما أعتقد أن عقارب الساعة تقف أمام مشهد لمجلس الشعب المصري لبيان دوره في الوثيقة التي وصفت بأنها تثير الفزع حول مستقبل الحريات والديمقراطية في الوطن العربي، باعتبارها وثيقة لإسكات الصوت الحر وإغلاق النوافذ التي تسلط الضوء علي البؤس والفساد والتلبس، البعض لم يزل يراهن علي أن الوثيقة ستنضم إلي غيرها من الوثائق التي لم تفعل في جامعة الدول العربية ولا يرون فيها أكثر من رسالة تحذيرية للبرامج السياسية والقنوات التي تتخطي الخط الأحمر فهل هي كذلك حقيقة؟ امير

ربنا يحفظ مني يا رب من كل شر و يحفظ البرنامج واللي ياذية ربنا يعرف شغلة فية

يااااااااااااااااااااااارب ....

امير

.

ربنا يسترها