أول دعوى قضائية ضد البرادعي.. ورئيس تحرير 'الاهرام' يشبهه وانصاره بقطاع الطرق

أول دعوى قضائية ضد البرادعي.. ورئيس تحرير 'الاهرام' يشبهه وانصاره بقطاع الطرق

القاهرة - ' القدس العربي' - من حسنين كروم

كانت الأخبار الموضوعات الرئيسية في الصحف الصادرة أمس، الجمعة، 26 شباط (فبراير) عن موجة برد شديدة جدا وسقوط أمطار غزيرة وثلج، وطبعا النتائج معروفة لأنها متكررة، مثل اضطراب في المرور وانقطاع الكهرباء، وتأجيل رئيس مجلس الدولة المستشار محمد الحسيني لأجل غير مسمى، الاجتماع الذي دعا قضاة المجلس لعقده الجمعية العمومية يوم الاثنين لاعلان الموقف من قراره الاستمرار في اجراءات تعيين قاضيات في المجلس، ورغم رفض الجمعية العمومية والمجلس الخاص، واتفاق أحزاب الوفد والتجمع والعربي الديمقراطي الناصري والجهة الديمقراطية على عقد مؤتمر في الثالث عشر من الشهر القادم يستمر ثلاثة ايام لمناقشة التعديلات التي تراها على الدستور، وضمان نزاهة الانتخابات القادمة واستدعاء نيابة الأموال العامة لرجال الأعمال وجدي كرارة ويسري زغلول وعماد الحاذق للاستماع لأقوالهم في التحقيقات التي تتم مع وزير الاسكان السابق الدكتور محمد ابراهيم سليمان، واستمرار التحقيقات مع جمال حسين المتهم بالقاء العبوة الناسفة على المعبد اليهودي بالقاهرة، ونفي البابا شنودة ما نشر عن تجميده عمل المجلس المحلي، ومواصلة قوات الشرطة والجيش تدمير مزارع المخدرات، وهو اجراء يتم سنويا في مثل هذه الأوقات، والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وضبط حلوى فاسدة، وكان كاريكاتير زميلنا مصطفى الشيخ في 'وفد' أمس عن اثنين حشاشين، يقول أحدهما: - أهي حلاوة المولد دي من أيام الدولة الفاطمية.
فرد عليه الثاني قائلا: - بس اللي يدوقها، يقول معمولة النهار ده. والى معظم ما لدينا في نهاية الأسبوع:

'الاهرام' تفند تصريحات البرادعي

ونبدأ بردود الأفعال على البرادعي.. وزميلنا وصديقنا بـ'الاهرام' وعضو مجلس الشورى المعين صلاح منتصر وقوله يوم الخميس في عموده اليومي الذي يلقى إقبالا كبيرا - مجرد رأي - عن حديث البرادعي مع منى الشاذلي: 'أول ما يلفت النظر أن الدكتور البرادعي بدلا من أن يرجو الشعب قبوله مرشحا له، فإنه على العكس يطلب أن يكون الشعب هو الذي يأتي به مرشحا.. يقول في ذلك إنه ليس على استعداد لدخول حزب من الأحزاب القائمة لأنه لا يعترف بها، ولا تكوين حزب جديد لأنه لا يقبل أن يضع نفسه في إطار رسمي، ويقول أكثر إنه وحده لن يفعل شيئا فالتغيير لا بد أن يأتي من الشعب وأن ذلك بقيام طوائفه مثل أساتذة الجامعة والمحامين والأطباء والمهندسين بتجميع توقيعات وممارسة الضغط وبالتالي وبعد أن تنجح ضغوط التوقيعات يأتي هو ويتولي المكان، ووسيلة التوقيعات التي يلح عليها الدكتور البرادعي هي نفس فكرة توقيعات 1919 التي نبعت تلقائيا من الشارع عندما رفضت سلطة الإحتلال البريطاني لمصر السماح للزعيم سعد زغلول برئاسة وفد يسافر للتفاوض باسم الشعب على أساس أنه ليس مفوضا منه، ومع ذلك لم تقدمها الجماهير لسعد إلا بعد أن نزل إلى الشارع السياسي وأصبح زعيما يكافح معهم، أما الدكتور البرادعي فيطلب أن تأتي هدية ممن يريده وتضحياتهم دون أن ينزل إلى الشارع ويضحي معهم!'

تعيير البرادعي بازدواج الجنسية

وتواصلت عملية الهجوم على البرادعي في اليوم التالي - الجمعة - في 'الأهرام' من جانب رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا أسامة سرايا، وكانت عنيفة لكنها لم تكن في مستوى عنفه الأول، عندما اتهم البرادعي بازدواج الجنسية، قال: 'في عالم يسوده الخيال يمكن لكل متحدث أن يقول ما يشاء وكيفما يشاء دون أن يحاسبه أحد أو حتى يطرح عليه الأسئلة الحقيقية، ولذلك فمن حق الكثيرين ألا يأخذوا ما يدور الآن حول الانتخابات الرئاسية مأخذ الجد الذي لم يأت وقته بعد، ومن حق الكثيرين أيضا أن يروا ما يحدث الآن على بعض الساحات الإعلامية نوعا من الخيال ونوعا من الترفيه في عالم السياسة المأزوم دوما بالمشكلات والمعضلات والتعقيدات، أو لبعض الجماعات التي احترفت الوجاهة السياسية والوجود الإعلامي دون بذل جهد حقيقي في هذا المجال بين الناس وفي الوطن، الآن وفي ساحة الأحلام والأماني يستطيع اللاعبون عبر الفضائيات والصحف ترشيح هذا، وطلب النجدة من ذلك، ولكن هذه الأحلام سوف يبددها الجد حين تبدأ المعركة الحقيقية لاختيار أرفع مناصب الدولة.. وقتها سوف يدرك الجميع كم كان الصخب السياسي الراهن نوعا من التسلية المثيرة في ساعات المساء، وسوف يمنح الناخب المصري صوته لمن يخطو به خطوات على طريق مكافحة الفقر، ووضع المنسيين في القرى المصرية تحت دائرة الضوء الذي يستحقونه، ومن يستطيع تجاوز الأزمات التي تأتي من الداخل أو تفرض عليه من الخارج، ولن تظل مصر أسيرة لجماعات محظورة أو قوى سياسية هامشية الوجود في قلب حياتنا السياسية، فيمارسون علينا وعلى مستقبلنا السياسي الدور نفسه الذي يلعبه قطاع الطرق أو المتطرفون أو واضعو الأيدي على أراضي الدولة بلا سند من قانون أو واقع'.

'روزاليوسف': حاكم مصر يجب ان يكون فرعونا

أما زميلنا عبد الله كمال رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف' وعضو مجلس الشورى المعين، فأشار الى ضرورة ان يكون حاكم مصر قويا كما هي صورته في اذهان الناس، وهذا ميراث تاريخي، قال عنه: 'حاكم مصر سواء كان فرعونا او واليا او سلطانا او ملكا او رئيسا له صولجانه وهناك علاقة خاصة تربطه بالمجتمع لا سيما حين يكون جديرا بذلك، وحين تكون خصائصه الشخصية مقنعة للجمهور، وحين فقد الفراعنة صولجانهم في نهاية الحضارة الفرعونية كان ان تدهور حال الدولة. ولا نبتعد عن الواقع حين نقول ان بعضا من الهجمات الشرسة على البلد الآن، له علاقة بالرغبة في تغيير صفة الحاكم القوي ومواصفاته وقدرته على السيطرة على الدولة. وحتى المصريون وهم يختارون حاكمهم فانهم قبل ان يقرروا من هو انما يطابقون بين مواصفات المرشحين ومستوى اقناعها وقدرتها على ان تتماثل مع ما كان في ذواتهم وثقافتهم حول الحاكم وسماته التي يريدونها، ولعل في هذا اجابة على فشل اشخاص متوالين في ان يقدموا انفسهم للمجتمع على انهم يصلحون لمنصب الرئيس بغض النظر عن عدم انطباق الشروط الدستورية عليهم'.
واراد زميله رئيس تحرير 'الجمهورية' وعضو مجلس الشورى المعين ايضا، محمد علي ابراهيم مساندته بأن قال في احدى فقرات بابه - مختصر ومفيد - 'من المؤكد ان د. محمد البرادعي لا يهدف من وراء لقاءاته وجمعيته التي شكلها للتغيير أن يترشح للرئاسة.. الموضوع أكبر من هذا وهدفه رقابة دولية على أي انتخابات تجري في مصر ومن ثم فتح باب تدخل خارجي وله سند دولي في التأثير على القرار بمصر!'.

'الوفد': البرادعي اقوى من الحكومة

لكن محمد ابراهيم لم يكن يعلم بأن زميلنا وصديقنا بـ'الوفد' محمد أمين ينتظره ليقذفه بست فقرات مرة واحدة ثلاث منها كانت الأقوى وهي: 'البرادعي أثبت فعلاً أن الفكرة أقوى من الجيش ، وأقوى من الحكومة .. وفكرة التغيير بدأت بالجمعية الوطنية، وقد تمر بالتوقيعات، وتنتهي بالرئاسة !
- الجمهورية الخامسة .. ربما تكون قد تشكلت ملامحها من فيلا صغيرة على الطريق الصحراوي .. العتبة الجديدة في مصر .. واحدة يدخلها عريس ، وأخرى يدخلها رئيس !
- البرادعي نقل مركز الاهتمام من وسط البلد، إلى طريق مصر إسكندرية الصحراوي .. باختصار نقل العاصمة ممكن، ونقل الرئاسة أيضاً !'.
وهو يقصد بالعريس رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف الذي عقد قرانه من اسبوعين، وذهب فلاح كفر الهنادوة لتهنئته كما جاء أمس في فكرة زميلنا بـ 'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب ورسم زميلنا الرسام الكبير مصطفى حسين، اذ قال له الفلاح: 'الكفر كلاته واخد على خاطره، مادتناش الفرصة نفرح بيك ويوم عزيز زي ده لزما يكون اجازة رسمية كل سنة مدفوعة الأجر، ونقول نشيد العلم'.

'المصري اليوم': 'مواطنون ضد الغباء'!

ثم نعود أخيرا الى البرادعي في 'المصري اليوم' وخبر زميلنا أحمد شلبي الذي جاء فيه: 'تقدم خالد عبد الفتاح منظم حركة 'مواطنون ضد الغباء' ببلاغ الى المستشار عبد المجيد محمود النائب العام ضد البرادعي، اتهمه فيه باستغلال كراهية المعارضة وعدد من انصارهم للنظام الحالي لتأجيج مشاعر الناس واثارة الثورة السياسية في البلاد.
ان مركز ابن خلدون كان قد طلب ترشيح البرادعي للرئاسة في مصر قبل سنة تقريبا.. وهو ما يشير - على حد قول البلاغ - الى ان هناك تنسيقا بين سعد الدين ابراهيم والبرادعي، وهذا ما يثير الشكوك حول القوى التي تدفع البرادعي الى الترشيح في مصر، ان البرادعي قد يكون جزءا من مخطط أمريكي وصهيوني للضغط على مصر بورقة لتقديم المزيد من التنازلات، كما ان البرادعي لم يحدد خطة او منهجا لكيفية ادارة البلاد في حالة فوزه بالرئاسة'.

نظرة الاسلاميين للفتنة الطائفية

والى الفتنة الطائفية، ونظرة الاسلاميين اليها وكيفية ايجاد حل لها، وقد نشرت 'الوفد' يوم الاثنين حديثا مع صديقنا الاخواني السابق، ووكيل مؤسس حزب الوسط، المهندس أبو العلا ماضي، اجراه معه زميلنا محمد شعبان، كان أبرز ما جاء فيه:
'بداية أحداث الطائفية الحديثة كانت في السبعينيات بعد أن كانت انتهت عام 1911 وقيام ثورة 1919 التي قضت عليها، ويجب أن ننظر لمتغير هام جداً وهو وصول البابا شنودة لرئاسة الكنيسة وهنا بدأ الحديث عن مطالب سياسية، وانتبه الرئيس السادات لذلك وذهب إلى المحكمة وقدم وثائق اتهام بلعب دور سياسي، لها بعد أن عزل البابا، والمحكمة أيدت قرار السادات بعد وفاته بثلاث سنوات، وكانت تلك المطالب تتلخص في تخصيص وظائف معينة ومناصب للأقباط مثل الوزراء والمحافظين ورؤساء الجامعات وعدد من الكنائس وحتى لو كانت تلك المطالب حقيقية كان يجب على المفكرين الأقباط فقط المطالبة بها، وأن يكون في صيغة تحول ديمقراطي وتلك كانت الشرارة الأولى من الطائفية ، الخطاب الديني الآن أحد مصادر تغذية الاحتقان الطائفي فأنا صدمت مثلاً من حوار للبابا شنودة مع الإعلامي عمرو أديب حينما سأله عدة مرات عما فعله القس زكريا بطرس في الفضائيات وهل هو إساءة للدين أم لا، إلا أن البابا كان يتهرب في كل مرة، وكان عليه وهو المسؤول أن يرفض ما يفعله زكريا بطرس، وبالطبع هناك أمثاله من المتطرفين والمتعصبين الإسلاميين، فالمسلمون والأقباط يواجهون متعصبين في وسائل الإعلام ولا يواجههم المسئول الأول سواء من الأزهر أو الكنيسة، ولا بد لشيخ الأزهر والبابا أن يكونا ضد النكره زكريا بطرس وأمثاله من بعض شيوخ الفضائيات والقساوسة. والمسؤولية تحتم أن نعالج الأمر بحكمة ، الأقباط هم جزء من الوطن ولا بد أن يتم توزيعهم على الأحزاب حسب انتماءاتهم السياسية وليس الدينية وعلى الأحزاب أن تستوعبهم وتلك ليست قضية الأقباط فقط، ولكن جزءاً كبيراً من المسلمين لا يعملون بالسياسة، فالأحزاب تعاني من فقر العضويات سواء مسلمين أو مسيحيين والحل في أن يترك لهما حرية إنشاء الأحزاب . هناك حلان، الأول يحتاج إلى وقت والآخر سريع ولا يحتمل التأخير، أما الأول فهو التحول الديمقراطي الحقيقي والدليل ما حدث أثناء ثورة 1919 التي قدمت فعلاً وطنياً مشتركاً قضى على مشكلة الفتنة في ذلك الوقت، والحل الأسرع في أيدي النخبة التي عليها التصدي للتجاوزات الفكرية والثقافية مهما كان مصدرها ولا بد من ممارسة عمل مشترك في الثقافة والتعليم وفي الأحزاب '.

موقف الاقباط من الفتنة

لكن 'الدستور' نشرت في نفس اليوم - الاثنين - مقالا للقس مرقس عزيز خليل، اتخذ فيه موقفا مختلفا، اذ قال: 'من حق الأقباط المطالبة برفع خانة الديانة من البطاقات الشخصية واستمارات طلب الوظائف حتى لا تستخدم الديانة كأساس للتمييز ضد الأقباط، ولا مبرر للمماطلة بحجة أن ذلك يقف عائقا عند النسب والتوريث أو خلافه، فكل الدول المتقدمة لا تضع الديانة في البطاقة الشخصية ويمكن وضعها في شهادة الميلاد فقط، من حق الأقباط مطالبة وسائل الإعلام الحكومية بالكف عن توجيه حملات الكراهية ضد المسيحيين ونعتهم بالكفار مما يخلق جوًا من التعصب يسهل أن تتزايد فيه أعمال العنف ضد المسيحيين، ومن حقهم المطالبة بإنهاء التمييز ضدهم في التعيين في الوظائف وفي الترقيات والسماح لهم بالانضمام بدون أي قيود لجميع المدارس والكليات التي ينفق عليها من الأموال العامة مثل كليات الشرطة والكليات العسكرية، ففي الوقت الحاضر يسمح للأقباط فقط بنسبة 2' من الأماكن في كلية الشرطة والأكاديمية العسكرية، وحتى هذه النسبة الضئيلة لا يتحقق انضمامها فعليا، ومن حق الأقباط مطالبة الحكومة بالجدية في القبض على قتلة الأقباط وبالحزم في توقيع أقصى العقوبة القانونية عليهم وأيضا بدفع التعويضات المناسبة لضحايا هذه الجرائم، فنحن نجد أن قاتل الأقباط لا توقع عليه العقوبة التي توقع على غيره، ومن حقهم إعادة بناء القرى أو البيوت أو الزراعات التي أحرقها المتطرفون وأن يكون ذلك على نفقة الدولة وألا تصبح الدولة متضامنة في اضطهاد الأقباط، من حق الأقباط أن يشعروا أن مبارك هو رئيس لكل المصريين مسلمين وأقباطاً، يريدون منه أن يهتم بهم وأن يتعامل مع قضاياهم مثلما تعامل مع قضايا المسلمين وقضايا المرأة و.. إلخ، فليس مقبولا أن يتجاهل سيادته الأقباط فلا يعزيهم في مذابح نجع حمادي وغيرها، بينما يهتم بضحايا الجو البارد في بولندا، كانوا يرغبون أن يجتمع بقياداتهم الدينية وأن يزور كنائسهم مثل الرؤساء الذين أتوا قبله (عبد الناصر والسادات) ولكنه تجنبهم بالرغم من أن ذلك كان سيساعد على كسر حائط عدم الثقة بينه وبين الأقباط ويبني جسورا من التسامح والألفة بين المسلمين والمسيحيين'.
ما شاء الله.. ما شاء الله.. عبد الناصر هكذا غير مسبوق بخالد الذكر، ويتوقع ان نتعاطف معه؟
وفي الحقيقة فانني الاحظ من فترة ان القمص مرقس يزداد حدة، كما ان سقف مطالبه يعلو بدرجة تجعل من المستحيل تقبل بعضها، مثل حذف خانة الديانة من البطاقات وهو يعرف انها قد تؤدي لتطرف اسلامي يصعب على اي حزب او تيار علماني قبول مخاطره، كما لم افهم حكاية مطالبته بتدريس اللغة القبطية في المدارس والكليات رغم انه في المدارس المسيحية لا يفعلون ذلك، ولا يستخدمها الأقباط الا في بعض المناسبات داخل الكنائس، وما نرجوه منه ان يعود الى ما كان عليه من اعتدال.

'اليوم السابع': هذه هي انجازات الحكومة والوزراء

والى حكومة لا اعرف ماذا أقول لكم عنها، ولذلك تركت زميلنا وصديقنا وأحد مديري تحرير جريدة 'اليوم السابع' الأسبوعية المستقلة أكرم القصاص يقول عنها يوم الثلاثاء بدلا مني مستخدما خفة ظله: 'منذ سنوات ونحن نسمع ونقرأ ونشم التصريحات والمصطلحات التي تتحدث عن إعادة هيكلة الاقتصاد، والزراعة، مع هيكلة للتعليم، والصناعة.. وهيكلة كل الهياكل غير المهيكلة، وقد تعرض المصريون واقتصادهم واجتماعهم وصحتهم، لعدد غير محدود من محاولات الهيكلة، ضاعفت أعداد العاطلين، ودهورت أحوال المستشفيات، وقهقرت الصناعة وعقدت الإسكان ووزعت الأرض المدعمة على المسقعين، أهم نتائج الهيكلة التكيفية أن وزير الإسكان السابق الدكتور مهندس محمد إبراهيم سليمان وزع أراضى الدولة بالتخصيص على عدد من كبار المهيكلين، نفس الهيكلة التي دفعت لبيع عدد من الشركات، وتركت عمالها يواجهون مصيرهم هيكليا، ومنها شركة طنطا للزيوت والكتان التي باعتها واحتفظت بمفتاحها معها، وتركت عمالها في العراء، وتوقفت عن تقديم أي خدمة لهم أو لغيرهم، وتركتهم ليواجهوا مصيرهم الهيكلي أمام مجلس الوزراء'.

حكايات ومساخر الخصخصة

وعن البيع والخصخصة والمصمصة وشركة طنطا التي باعها وزير الاستثمار وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم الدكتور محمود محيي الدين قال زميلنا بمجلة 'آخر ساعة' الحكومية أمير الزهار: 'أحدث حكاية تخص الخصخصة هي مشكلة عمال ' طنطا للكتان ' المعتصمين منذ أسبوعين احتجاجا على عدم حصولهم على حقوقهم من المستثمر الأجنبي الذي اشتراها من قطاع الأعمال العام بمبلغ 83 مليون جنيه وسدد ثمنها على عدة أقساط .. علما بأن للشركة سبعة مصانع وأراضي مساحتها 74 فدانا، ويقدر الخبراء سعرها الفعلي بأرقام تتفاوت بين مليارين إلى 8 مليارات جنيه .. بالله عليكم : لماذا يباع أصل من أصول الدولة التي يملكها الشعب بأسعار تقل عن الحد الأدنى لقيمتها عشرين مرة أو أكثر؟ الغريب في الأمر أن وزير الاستثمار والخصخصة الدكتور محمود محيي الدين لا زال مصرا على السير في ذات الطريق، يبحث عن مسمى ' مخادع ' يخفي السمعة السيئة للخصخصة، فمرة يعرض تمليك صكوك مجانية للناس وتستكمل بالبيع، ومرة يعرض الطرح بالبورصة تحت مسمى إدارة أصول الدولة .. المهم أنه يبدو وكأنه يكره القطاع العام كالمحرمات ويصر على خصخصته أو بالأحرى مصمصته ! '.

الشعور بالظلم يولد اليأس

أما زميلنا وصديقنا بـ'المساء' ورئيس تحريرها السابق محمد فودة، فقد اشار يوم الاربعاء بأحد الوزراء، قائلا عنه: 'اعاد الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ميزان العدالة الى الوزارة بموافقته على صرف الكادر لجميع العاملين بالتعليم بعد ان كان مقصورا على القائمين بالتدريس وحدهم دون غيرهم من الاداريين وبقية العاملين.
استقرت الأحوال النفسية في ربوع الوزارة بعد قرار الوزير وأعتقد ان ذلك سيكون له أكبر الأثر إيجابيا على منظومة العمل في الوزارة.. فليس من شك ان الشعور بالظلم يولد اليأس واليأس يؤدي الى اللامبالاة التي تهبط بالأداء الى أدنى درجة،
لقد أعجبني حقا في الوزير الجديد حرصه على كرامة المعلم وإصراره على إعادة هذه الكرامة له بعد ان اهدرت خلال الفترة الماضية وأصبح ولي الأمر سلطة تأديبية له.. وكم أهين معلم في مدرسته من ولي أمر، فلا يمكن لمجتمع متحضر ان يسمح بإهانة من يقوم على تربية وتعليم أبنائه فذلك يدخل في باب الفساد بكل ما تعنيه الكلمة.
و في المقابل على المعلم ان يحترم نفسه أمام تلاميذه.. وان تكون له اليد العليا في التعامل معهم'.

سلاح الشعر في الهجوم على الحكومة

ويبدو ان الهجوم على الحكومة بسلاح النثر ثبت عدم جدواه، فأراد الشاعر علي سلامة ان يجرب فيها سلاح الشعر لعل وعسى، فوجه اليها الطلقات الاتية يوم الأربعاء في 'المصري اليوم':
'الصفحة السودة
اللي مش عايزة تتغير..
على أد كبر الوطن
على أد ما هو صغير..
اسمعوا يا سادة يا كرام..
كانت مارينا قبل ظهور الإسلام..
تصحى وتنام
تحت حكم الأمير ميخا
وفي قبضة الوزير إبراهام..
كان وزير سخي
وإيده لا مؤاخذة مخرومة..
دبحها ووزع وبحبحها
رسمي وبعلم الحكومة..
انظروا معي..
هذا شاليه..
وده ما عرفش اسمه إيه
وده قصر..
كل ده على جثة بلد عظيم
اسمه مصر..
لكن سبحان من لا يغفل ولا ينام
مرت السنون والأيام
وتم العثور على إبراهام
في إحدى خرابات ضواحي باريس
في أشد حالات التهييس
يغني أغنية العريس
في فيلم باب الحديد
ع الوسام يامه.. يامه ع الوسام
عارف..
رغم كل شيء
لسه فيه حاجات بتسعدني..
ووجود راجل محترم في مصر
هو السيد المستشار النائب العام.. '.

الظرفاء واظهار اليدين والرجلين واخفاء الوجه

والى الظرفاء، ونبدأ مع زميلنا جلال عامر الذي يزداد خفة ظل باستمرار مما يثير الشكوك في انه يتعاطى منشطات ليتفوق على غيره، وهو ما ظهر من قوله يوم الأربعاء في عموده بـ'المصري اليوم' - تخاريف - 'البرادعي' ليس سفينة 'نوح' لكنه أيضاً ليس 'عبَّارة' ممدوح وبعضنا مع الأسف يُظهر اليدين والرجلين لكنه يخفي أحد الوجهين، وأحياناً أتصل بالبنك لأعرف رصيد المحمول فأسمع صوتاً يقول 'أيتها الطيور الجارحة ما أشبه الليلة بالبارحة' فقد كتب فنان الشعب 'زكريا الحجاوي' - رحمه الله - لأستاذ الجيل 'محمود السعدني' - شفاه الله - يقول (تعرف يا محمود الجرايد اللي بتشتمك دي لو إنك مسكت الحكم هتقول إن جدك 'السعدني' هو مؤسس مصر الحديثة وإن خالتك 'بهانة' هيه اللي قادت الثورة) فحتى حسن المعاملة أصبح يحتاج إلى قرار جمهوري سواء مع فريق كرة اليد الجزائري أو مع الدكتور 'محمد البرادعي'..
رغم أن الرجل لن يترشح إلا إذا حصل على (250) توقيعاً من وزير إسكان سابق والدستور لن يسمح لـ (محمد) البرادعي بالترشح فقد تولى الحكم (محمد) أنور السادات ثم (محمد) حسني مبارك والدستور لا يسمح إلا بمحمدين متتاليين إلا إذا غير اسمه إلى هيثم البرادعي، ورحم الله الحاج 'أحمد الصباحي' صاحب أغلى صوت انتخابي في تاريخ مصر فقد نزل الانتخابات ضد الرئيس مبارك ومنح صوته للرئيس مبارك ليقود الجماهير ومنحه الرئيس مبارك نصف مليون جنيه ليخاطب الجماهير وكله عند العرب جماهير'.

حوار رمسيس الثاني والوزير الحرامي
حول العلاج على نفقة الدولة

ونترك جلال لنهرول نحو ظريف آخر يزداد تألقا وهو زميلنا بـ'الأخبار' عبد القادر محمد علي في رائعته عن جدنا رمسيس الثاني وحواراته مع وزيره الحرامي، روكا، وقد ادار الحوار هذه المرة حول علاج وزير المالية خفيف الظل الدكتور يوسف بطرس غالي عينيه بمليون جنيه، قال في نفس اليوم أيضا - الأربعاء: 'قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني، امبارح رحت أبارك للباشا صاحبي بعدما رجع من بلاد برة.. كان بيتعالج في أمريكا على حساب الدولة.. أصل الدولة بتحبه قوي سيادتك. قال الملك: يبدو انه مواطن صالح أدى للوطن خدمات عظيمة.
قال الشيخ غريب: عظيمة يا مانجة!
قال روكا: شغال في التجارة سيادتك. والتجارة بترمي في حجره يوماتي مش أقل من 5 أنارب. بعد صلاة العشا يقعد يعد فلوسه لحد الفجر، ياما قالوا إرحم صحتك يا باشا، يرد يقول لهم كله يهون في حب مصر اللي بنشرب من نيلها وعايشين في خيرها وبنغرف من فلوسها، صوابعه اللهم احفظنا فأفأت من العد وما دهنش مرهم، الفأفأة سرحت وعملت فسفوسة تحت ضافر صابعه الكبير، صحابه الأكابر عزموا عليه يتعالج على حساب الدولة وقبل العزومة ولما الفسفوسة راحت لحالها ضرب تليفون لصحابه الأكابر وقال لهم خفيت.. بس ماشبعتش من حلاوة أمريكا قالوله ماتستعجلش يا باشا، ومش خسارة مليون جنيه في علاج فسفوستك، عاوزينك ترجع بالسلامة من غير فسافيس، قعدت قعدتي مع الباشا وشربت القهوة والعصير وقلت له بركة ان ربنا نجاك من الفسفوسة وكتب لك عمر جديد، قال لي البركة في مصر اللي مابتنساش ولادها وسألني: مش عاوز حاجة من فرنسا؟ قلت له حد من قرايبك مسافر يا باشا؟ قاللي أنا اللي مسافر، أصل حواجبي بعيد عن السامعين بتحدف شمال، الدكاترة قالولي لازم اعمل 60 جلسة مية سخنة في فرنسا عشان تبطل تحدف، قرار العلاج حيطلع بكرة واسافر بعد بكرة، ربنا يخلي الدولة والعلاج على حساب الدولة، قال الملك: اشم رائحة غياب العدالة في العلاج على نفقة الدولة.
قال روكا: مافيش حد محروم من العلاج حتى بتاع المحدود الزنان اللي ما يساويش نكلة بيتعالج من خير الحكومة، الدكاترة في مستوصف أم ليلى بياخدوه على كفوف الراحة، بيعمل كمادات وبيأربع الدوا من الإزازة ويبلع برشام بالهبل، بس اخرتها بيموت بالفشل الكلوي سيادتك عشان خسيس ونيته مش صافية'.

الفتاوى حول الاختلاط بالاعراس في المساجد

والى الفتاوى من باب الدين يسر بجريدة 'عقيدتي' وسؤال من السيد المسلم من شبين القناطر بمحافظة المنوفية، وكان حزينا غاضبا وهو يسأل، انه يعلم ان عقد القران داخل المسجد مشروع، ولكن دخول النساء والفتيات واختلاطهن بالرجال ورفع الصوت والزغاريد يفتح الباب لشباك الشيطان وطلب الحكم الشرعي، فرد على سؤاله الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر قائلا: 'من الظواهر الغريبة على مجتمعاتنا في هذا الزمن الذي نعيش فيه دخول بعض النساء شبه العاريات في قاعات المساجد بحجة حضور عقد الزواج ولكن المتأمل في الحكمة من استحباب عقد الزواج في المساجد هو أن شهود عقد الزواج يكونون من الصالحين الذين يترددون على المساجد عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: 'أعلنوا النكاح في المساجد واضربوا عليه بالدف' فالضرب بالدف يكون خارج المسجد وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً لسيدنا جابر: 'أولم ولو بشاة' وهذا معناه أن الإشهاد على عقد الزواج يكون بوسائل متعددة أملاً في إشهاد الصالحين على هذا العقد الذي به يحل كل من الزوجين لصاحبه ويبدآن حياتهما على طاعة الله عز وجل، فشهود الزواج يكونون في المسجد ويعلمون به عند الضرب بالدف ويشهدون عليه في موطن آخر في وليمة العرس.. كل هذا ونحن كلنا أمل أن يكون من بين هؤلاء جميعاً الصالحون المخلصون لله رب العالمين.
أما أن نرى شبه العاريات قد تجرأن ودخلن المساجد بحجة حضور عقد الزواج فهذا لون من العبث والفوضى وينبغي للعاقدين أولاً دعوة الصالحين من الرجال والصالحات من النساء لكي يشهدوا جميعاً هذا الميثاق الغليظ وثانياً: نطالب القائمين على المساجد عند تحديد موعد العقد في قاعة المسجد أن يشترطوا على الداخلين للمسجد الالتزام بشرع الله عز وجل، وعلى النساء أيضاً أن يعلمن أنهن ذاهبات لحضور عقد الزواج لا لقضاء سهرة ليلية راقصة لأن ما يحدث الآن يكون حراماً ومن يرضى به يكون آثماً'.
وفي حقيقة الأمر، فقد شهدت مناسبات كثيرة لعقد القران سواء داخل المسجد أو في القاعات المخصصة لذلك في بعض المساجد واختلاط النساء بالرجال لا يحدث الا في القاعات المؤجرة، لا في المسجد، وعلى كل، فالزغرودة هنا بدلا من الضرب على الدف، لأنه ممنوع في القاعات.

المصدر : جريده القدس العربى

بتاريخ : السبت 27 / 2 / 2010

أشكرك على هذا التجميع الرائع لأخبار أول أمس .. وليس غريبا على (سرايا المجانين) مهاجمة د.البرادعي هكذا .. فهو من الأوفياء جدا للنظام الحالي ولانه يعرف بالتاكيد أن تولي د.البرادعي أو غيره سيفقده منصبه في الأهرام الذي يرتزق منه .. للأسف هؤلاء أنصاف مفكرين لم يدركوا بعد أن هناك عقولا في هذا البلد سئمت من محاباتهم الواضحة والسمجة جدا لهذا الرئيس وهذا النظام .

اول لما كان البرادعى فى منصبه كانت صحف الحكومه الثلاثه اهرام واخبار وجمهويه تتباهى بابن مصر البار الذى ترعرع فى قرى مصر وعندما فكر ان يرجع لبلده وويحاول ان يصلح من حال البلد قالو عليه عنده جنسيه مزدوجه وطبعا دول من منتفعى النظام ونسو ا ان قوانيين النمسا حينما تمنح جنسيه لاحد لابد من اسقاط جنسيته الاصليه وهذا لم يحدث لدكتور محمد البرادعى فكفى افتراءا على الرجل لانكم مكشوفون امام الشعب

للسيد صلاح منتصر عضو مجلس الشورى(المعين!!) أقول:

أبسط وأعمق ما فى البرادعى هو يقينه أن التغيير..يفرضه الشعب لا الفرد..وسوف نفعل..ويمكنك حجب توكيلك عنه..ومنحه لمن عينك فى مجلس الشورى فلا حاجة لنا إليك

هدف البرادعى هو تعبيد طريقاً للحرية..لا إقتناص كرسيا فى العروبة!!..وهذا عينُ ما نحتاجه..

حتى لا يتم الإستفراد به(كما حدث لأيمن نور مثلا)..يستقوى الرجل بالناس..وهذا حقه بل واجبنا

للسيد أسامة سرايا..أقول :

حلم الرجل الذى كان دائما حلمنا..هو التغيير
خير الف مرة من واقع زعيمك .......المرير

ولو كان كما تقول حلما...فلماذا تستكثرون علينا حتى أن نحلم..

أما السيد عبد الله كمال..الذى أعرف للمرة الأولى(حيث لا اتابعه من زمان)أنه قد اصبح عضواً فى مجلس الشورى..كمكافأة وتأمين له ضد مقاضاته عن إساءاته المتكررة بحق شعب مصر والمعارضة فأقول له :

قوة الحاكم بعدله..لا بسطوته وظلمه ولا بجبروته وعضلاته (الأمن المركزى)..ولا ......إلا قوللى وحياتك يعنى إيه صولجانه ....
شهرة البرادعى عالمياً..هى كلمة السر فى عجز السلطة عن العصف به وبالناس إذا قرروا التحرك السلمى الجدى للمطالبة بالتغيير...يعنى بإختصار:

البرادعى قاطرة..نحن وقودها...هدفها واضح وسَلمى ومشروع...هو...قصر.. الحكم.......على مَنْ نختارهم فقط...وصلت يا أساتذة!!؟؟

كلمة أخيرة:كلما زاد فزع وعنف هجوم كهنة المعبد على الدكتور البرادعى كلما إزددتُ يقينا أننا هذه المرّة على الطريق الصحيح...وساعتها يجب محاكمتهم[center]

» مناظرة بين البرادعي ومبارك...كاتب يتخيل مني الشاذلي تجري مناظرة بين البرادعي ومبارك
» جريدة الاهرام : منى وسيد وشريف ووائل فى حلقة صاخبة من العاشرة مساء ..
» حمله الكترونيه لمكافحه فساد ادارى بقطاع العمليات اداره الضيافه الجويه بشركه مصر للطيران
» جريدة الاهرام/مني الشاذلي في التليفزيون المصري
» البرادعي على "الجزيرة" بعد منعه من القنوات المصرية