بعد عمرو أديب..هل حان الوقت للتخلص من منى الشاذلي؟
حسام مصطفى إبراهيم :
موقع جودنيوز
طالعتنا جريدة الأهرام صباح الأربعاء بخبر غريب، يحمل بين طياته دلالات عديدة، حيث قالت الجريدة -التي تعد لسان حال الحزب الحاكم- إن قرار إذاعة برنامج "العاشرة مساء" على إحدى قنوات التليفزيون المصري، على مكتب الوزير أنس الفقي، بانتظار توقيعه!
ولكي نفهم أكثر أبعاد هذا الخبر، فلابد أن نرجع بالذاكرة للوراء قليلا، إلى اليوم الذي استضافت فيه الشاذلي عبر برنامجها على قناة دريم د.محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، وظل شعار الإخوان الشهير معروضا على الشاشة لفترة طويلة، فيما اعتبره أحمد بهجت -رئيس القناة- خروجا على النص، وسقطة كبيرة من إعلامية بحجم الشاذلي!
والأكثر من هذا، أن بهجت حلّ ضيفًا على الإعلامي معتز الدمرداش، وهاجم الشاذلي على الهواء مباشرة، ووصف الإخوان بأنهم أعداء النظام، في إشارة واضحة إلى نيته التخلي عنها، ولو بعد حين، وإلا فليس من المنطقي أن يهاجم بهجت أهم مذيعة في القناة التي يملكها دون أن يكون قد بيّت لها أمرا!!
وفي إحدى فقرات الحوار، قال بهجت بصراحة: "أنا مش معارض، أنا ابن هذا النظام ومستفيد منه، وحققت جزءا كبيرا من نجاحاتي في ظل هذا النظام، ولا يمكن أن أكون ضده, ولا عايز أي حاجة على الإطلاق، ومبارك هو من أتاح للإعلام هذه الحرية غير المسبوقة".
وفي نفس الفترة، شنّت جريدة الأهرام هجومًا ضاريًا على الشاذلي، واتهمتها بعدم المهنية ومحاباة الإخوان، بل وعقد صفقة سرّية معهم، لمحاولة تحسين صورتهم أمام الرأي العام، عن طريق طرح أسئلة عادية على المرشد العام، وتجنب التعرض للمواطن الحرجة التي يمكن أن تشوّه صورة الجماعة!
وجاءت عناوين الأهرام يومها كالتالي:
"هل خافت منى الشاذلي من مرشد المحظورة؟"
"مذيعة العاشرة مساء تغاضت عن طرح الأسئلة المهمة وهادنت بديع وغابت عنها المعايير المهنية"
"هل هناك اتفاق على الحوار مع الإخوان لتبييض وجه الجماعة؟"
وقد تنبأنا وقتها أن مسألة رحيل الشاذلي عن القناة، مسألة وقت، ويبدو أن هذا الوقت قد حان، وإلا لما أعطت الأهرام الضوء الأخضر بهذا الشكل الواضح، ليتم تنفيذ عمليات الإحلال والإبدال بقناة دريم!
جدير بالذكر أنه كانت هناك عدة محاولات من قبل، وعبر السنوات الماضية، لاستقطاب الشاذلي لتقديم برنامج على إحدى قنوات التليفزيون المصري، وهو ما كانت ترفضه بشدة، وفي نفس الوقت، تزايدت الشائعات بشدة خلال الأيام الماضية عن نية التليفزيون المصري في ضم قناة دريم لملكيته، بشراء نسبة كبيرة منها تضمن له أن يكون المتحكم في إدارتها واختيار البرامج التي تعرض على شاشتها.