لوحة الشهداء تحمل توقيعات شباب ميدان التحرير
محيط - رهام محمود
القاهرة : عبر الفنان الدكتور رضا عبد الرحمن عن مشاعره تجاه ثورة 25 يناير لكن بأسلوبه الخاص كفنان له بصمة في الحركة التشكيلية؛ فرسم لوحة كبيرة "جدارية" عن شهداء الثورة ومنهم الفنان أحمد بسيوني الذي توفى أثناء المظاهرات.
اللوحة مساحتها ثلاثة أمتار في مترين ونصف، نزل بها الفنان للميدان لعرضها أمام المتظاهرين يوم الثلاثاء المليوني السابق، ووقع عليها عدد كبير من نجوم الثقافة والفن بالإضافة إلى عدد من أبرز الشباب المعتصم.
جاءت للفنان فكرة اللوحة خاصة بعد خروجه يوم الجمعة المسمى بيوم الغضب 28 يناير والذي شهد أحداث عنف كبيرة من جانب عناصر الأمن بحق المتظاهرين، ورأى أن أفضل طريقة للتعبير عن حزنه على الجرحى والشهداء هو الفن .
يقول الفنان لـ"محيط" : سهرت ثلاثة أيام في مرسمي حتى انتهيت من رسم اللوحة صباح يوم الثلاثاء في المظاهرة المليونية، وكان يقوم بحراستنا في مراسم مصر القديمة شباب المنطقة من اللجان الشعبية بعد أن تخلت الشرطة عن الشعب وهربت.
مضيفا : الشباب كتب عبارات غاية في الحرية على اللوحة، حتى أن البعض طالبني برسم لوحات جديدة من مشهد الميدان. كما وقع على اللوحة فنانون مصريون شرفاء من مؤيدي الثورة والذين لم ينطلي عليهم خطاب الرئيس مبارك الثاني .
ويرى الفنان أن ما كتبه الناس على اللوحة يعد وثيقة للثورة من ذلك "النصر للثوار ، المجد للثورة وشهدائها، بحبك يا مصر ويسقط مبارك"، كما كتب بعض المتظاهرين البسطاء عبارات منها "أهم من الأكل أن الواحد بكرامته يعيش".
ومن بين المشاهير الذين وقعوا على اللوحة جيهان فاضل، خالد الصاوي، منى زكي، آسر ياسين، بسمة، مفيد عاشور، الفنان الكبير عبدالرحمن أبو زهرة، رضا حامد، سلمى صباحي، والمخرجة مريم عزت أبو عوف، والمخرج كمال عطية، المنتج محمد العدل، الشاعر إبرهيم عبد الفتاح، كما وقعت الإعلامية منى الشاذلي.
كتب البعض على اللوحة عبارات فكاهية منها "ارحل بقا عايز أتجوز"، واستطاع الشباب أن يحمي اللوحة عبر حائط بشري ملتف حتى لا يصطدم بها الجمهور .
كان من المقرر أن يفتتح معرض الفنان د. رضا عبد الرحمان في أول فبراير الجاري بقاعة إبداع، لكن المعرض تأجل نظرا لظروف الثورة، وهذا ما شجع الفنان على أن يستعد لعمل مجموعة جديدة من وحي الثورة، وقد رسم بالفعل في قلب ميدان التحرير بعض الاسكتشات للشباب المتظاهر وللمواجهات لتتحول لاحقا للوحة كبيرة ، أما اللوحة الثانية التي رسمها فحملت عنوان "مصر تبكي الشهداء".
وأكد عبدالرحمن أن الثورة جعلت جميع الفنانين يبتعدون عن موضوعات تعد ترفا في هذا الوقت كالحب الرومانسي والطبيعة ، مشيرا إلى اعتقاده بأن الثورة ستفجر طاقة كبيرة للعمل لدى الشباب.
ولا يستطيع الفنان على حد قوله وصف شعوره حينما رأى فرق الشباب المتظاهر تنظف الميدان بعد خطاب الرئيس بالتنحي وهو أهم مطالبهم، وبالفعل تحولت البلد لسيمفونية جمال تعبر عن حضارة مصر وأبنائها ، حتى أن الشباب كانوا يسألونه كيف يدهنون الأرصفة بلا أخطاء وقاموا فعلا بهذا العمل العظيم بكل حب.