النادي الأهلي...وبور سعيد

منذ أن جئت للدنيا و عرفت كرة القدم و أنا أعلم مدى شدة العداء الذي يكنه البورسعيدية للأهلي و في كل مقابلة للأهلي في بور سعيد لا بد لهم من علقة سخنه قبل وبعد المباراة، وكانت الشرطة تقوم بتهريبهم من الطرق الخلفية لبور سعيد عن طريق دمياط أو طرق أخرى لا أعلمها.
و في هذه المرة كانت العلقة أكثر سخونة قبل المباراة ليس فقط لللاعبين و اتوبيسهم بل تعداهم للجمهور الذي عاد منهم 2000 للقاهرةدون مشاهدة المباراةحسب رواية مسئولي الأهلي.
و في الحقيقة كان جمهور بور سعيد محترف هذه المرة، لقد ضربهم بعيداً عن الأنظار، وأقرب للمثالية في المدرجات أمام كاميرات التليفزيونات ولم نرى سوى طوبة وحيدة.
و لكن ما الجديد في هذه المرة طالما أن الأهلي معتاد الضرب من بور سعيد؟
الجديد أن الأهلي في العهد السابق كان يذهب و على يقين بأنه مهما حدث لم يصبه مكروه لعلمه يقيناً بأنه محمي من كل من يحيطون به لدرجة أنه أصبح شعاره الأهلي فوق الجميع . بل لدرجة أن بعضهم وصفوه بجمهورية الأهلي و أحد أحياءها مصر. فكان الضرب في الماضي في حدود المسموح به لصناعة الحدث الذي سوف يشغل الرأي العام.
أما الآن فقد اختفت كل الحمايات باختفاء النظام السابق و أذنابه وانشغال من بقي منهم في مصائبهم التي حلت عليهم من حيث لا يحتسبون.
فرأينا ياسين منصور الذي بدد أموال الشعب يدعم بالملايين راتب مانويل جوزيه وكان أحد الممتنين على الأهلي و جمهوره وهو يحاكم الآن بقضايا فساد.
و ابراهيم المعلم و الذي كان معلم في تقربه من الأسرة المالكة أقصد عائلة الرئيس المخلوع و الذي استبد وأفسد و لا يتخير عن سابقه ياسين.
وبوفاة الكويتي ناصر الخرافي رجل الأعمال فقد الأهلي أهم داعميه و لا ندري هل كان متورطاً هو الآخر أم لا؟
و الطامة الكبرى والتي كنت أتوقعها حسن حمدي و إعادة فتح ملفه مع إبراهيم نافع
والذي لفت نظري لماذا تركوا الخطيب شريكهم دون محاكمة؟
فهو شريكهم وهو من يعمل بوكالة الأهرام للإعلان مع حسن حمدي ويمتلك شركة منافسة لوكالة الأهرام استحوذت على عقود حق الرعاية لبعض الأندية التي كانت ترعاها وكالة الأهرام.
فهل نتوقع سقوط اسطورة الأهلي بسقوط الفاسدين؟
تحياتي.

لاشك أن الفساد الذي طال كل جوانب الحياة في مصر قد ألقى ظلاله على إدارة الأهلي كأكبر نادي رياضي واجتماعي في مصر

وهو نموذج من نماذج الفساد التي تستغل شعبية كرة القدم بين البسطاء لتواري خلفها العديد من قضايا الفساد والتي لن يشفع فيها شعبية النادي الرياضية وإن كنت أحب الفرق الرياضية بالأهلي فإن حبي لمصر أكبر وكراهيتي للفساد تحملني لتقديم مصلحة بلادي بالدرجة الأولى

إن الأمر ليس مرهونا فقط بالأهلي بل إن كل الأندية الرياضية تحولت إلى مرتع للفساد المالي والإداري ومن يبحث فسوف يجد كوارث خلف خفايا الأوراق

غير أنني أتردد في حيرة من أمري بين خيارين

الأول وهو أن نبني ولا نضيع الوقت في هدم الماضي كله وبالتأكيد سنرث في هذا الخيار بعض آثام الماضي الأليم

والثاني هو أن نهدم الماضي كله ثم نبدأ من جديد وهذا الخيار سيأخذ وقتا أطول وجهدا أطول وضحايا أكثر ربما لن تسعها سجون مصر لأن الفساد (( للركب )) كما يقولون

وهناك الكثيرون يرون أن لا نهدم ونبني مرحليا وأنا منهم غير أن من لديهم الرأي الآخر بضرورة نظافة الجرح جيدا قبل تضميده هو الأولى مهما كانت الآلام

آلا يوجد خيار وسط ؟ ومن يقوم على ذلك ؟ وهل وصل الأمر بنا إلى هذا الحد ؟ ففي كل اتجاه وفي أي اتجاه ننظر نرى الفساد مطلا بوجهه القبيح ؟

منك لله يا مبارك ... بجد بجد ضيعت مصر وربنا يعينا على استعادتها قبل فوات الأوان

أخي الكريم الأستاذ حسن
تعليق ممتاز، تعليق أفضل من الموضوع وأنا متفق مع حضرتك تماماً، وأرى أن نداوي الماضي مع بناء المستقبل بالتوازي، فالحل في رأيي أن يكون هناك من يحاسب وآخر يبني فنحن أمة و لسنا أفراداً. نستطيع أن نعمل بفكرة المعالجة المتوازية

جزاكم الله خيرا أخي الكريم أستاذ محمود

وأشير أيضا إلى أن هذا بالضرورة يقتضي منا أن نسارع بخطوات انتخاب مسئولين والبدء فورا في اتخاذ خطوات الإصلاح السياسي في البلاد بشكل رسمي

فإعادة بناء مؤسسات الدولة العاملة هو الهدف الأكبر في المرحلة الحالية وأقولها بصدق إن الدولة في طريقها للهدم مع القضاء على الفساد ولابد من الاستبدال المرحلي ومحاسبة الفاسدين بشكل مرحلي

فهناك مثلا منع عام للتصرف في المال يمكن أن يتم كما يحدث ثم تكون المرحلة الثانية بالمنع الفردي والتحقيق معه ثم أخيرا بالمحاكمة الفردية وبشكل مرحلي

فإزالة الرموز الفاسدة وأعوانهم دفعة واحدة سيسبب بالتأكيد انفلاتا داخليا نحن في غنى عنه إن تروينا قليلا في معالجة الأمور

وأسرد هنا تجربة حقيقية حدثت في أحد المؤسسات الكبيرة رواها لي أحد الأصدقاء :

فقد تبين لإدارة الشركة أنه في أحد الأقسام بالشركة كان هناك عشرة موظفين تقريبا بما فيهم رئيس المجموعة ومن هم دونه وكان العشرة فاسدون بلا استثناء وكثرت الشكاوى عن الرشاوى والتزوير والأدلة موجودة على العشرة فماذا فعلت المؤسسة

لم تتخذ المؤسسة قرارا بالاستغناء عن العشرة بل اتخذت قرارا بالاستغناء عن الرئيس في بادئ الأمر ثم بدأت كل ثلاثة أشهر تستغني عن أحد الموظفين وتستبدله بآخر وخلال ثلاث سنوات تم القضاء نهائيا على الفساد واستبدال المجموعة دون سقوط ولو لحظي للشركة وذاب الجدد في المجموعة وسيطر القائد الجديد على المجموعة تماما

والآن قياسا فقد ذهب الرئيس وأعوانه ووزارته ومجلسيه بل ودستوره وأمنه وجاء وقت البناء ولا نريد أن نتأخر أكثر من هذا حتى لا اضيع بلادنا من بين أيدينا

» من يقبض على درع الدوري ، ومن يعتلي عرش الزمالك ؟
» جمهور الأهلي ... من المسؤول؟
» لماذا جمهور الأهلي؟
» الحكووووووومة تتخلى عن الأهلي
» هى ديه قصه خالد سعيد