ابراهيم عيسي :
بلاغ الحكومة وبلاغة شعب
===========
أحمد زويل صُنع في مصر بس متجمع في أمريكا.
هل صادفت هذا التعريف من قبل أو سمعته من أحد أصدقائك أو جيرانك، إنه أبلغ تعبير قدمه المصريون لتفسير ظاهرة تفوق العلماء والنوابغ المصريين في الخارج وطلوع عين اللي خلفوا والد اللي جاب والدهم هنا في بلدهم حيث تتخطفهم جحافل الاستبداد والجهل والفساد وتجعل من هذا الشعب العريق الذي كان معلماً للبشرية شعباً من معتلِّي الصحة ومختلِّي التفكير ومتخلفي الثقافة ومتطرفي التدين.
والحقيقة أن قيادات البلد لا تكف كل يوم عن الكذب العلني الممرض لهم وللشعب الذي يسمع كلاماً عجيباً من ملياردير الحزب الحاكم عن نزاهة الانتخابات بينما هي مزورة بطناً وظهراً، وبينما يقرأ الشعب تصريحات رئيس وزرائه عن التقدم والإصلاح والنمو الاقتصادي بينما كيلو اللحمة بثمانية وأربعين جنيهاً، ويسمع الناس من جمال مبارك كلاماً عن الفلاح بينما الرجل يلبس بدلة سعرها يساوي ثمن عشرة قراريط، من هنا فقد قرر المصريون قرارهم التاريخي بأن يشتروا دماغهم وأن يعيشوا حالة ازدواج الشخصية الذي يحيا فيها نظام الحكم حيث يتحدث عن الحرية بينما يفرض قانون الطوارئ، ويتغني بالديمقراطية بينما يمنع أي مرشحين محترمين للرئاسة أمام المرشح الرئيس الأب أو من يختاره الأب نجلاً أو غير نجل، ويترنح بعض ساداتهم كسكاري الحانات الليلية يهتفون أنا جدع ولدينا جماهيرية تسد عين الشمس بينما هم مكروهون ممقوتون من البلد كله، الحكومة تكذب كما تريد والناس قررت تستهبل كما تريد هي الأخري، ولذلك تأتيني كل فترة مجموعة من تعريفات المصريين الجديدة لكل المصطلحات الكذوبة التي ترددها الدولة وإعلام الدولة لتضليل عقول الناس، فإذا بهؤلاء المصريين الذين تعلموا مع القهر والظلم مزيداً من الخبث واللؤم يقدمون تعريفات أكثر صدقاً واتساقاً ووضوحاً في مواجهة كذب وتكاذب مسئولي البلد، من جملة البلاغة الشعبية الجديدة اقرأ يا سيدي:
> الدستور: هو الشيء الوحيد اللي كلما يتعدل..البلد يتعوج أكتر.
> المواطنة: أن توطن نفسك علي أنه مفيش فايدة.
> خطاب الرئيس: كلام يكتبه شخص ليقرأه شخص آخر علي أشخاص يعرفون أن شخصاً آخر هو الذي كتبه لكنهم يصفقون للشخص الذي يقرأه.
> مجلس الشعب: هو الهيئة التي تساعد الحاكم لكي يجلس علي الشعب.
التحديث: السياسات الحكومية التي تؤدي إلي جعل المواطن يمشي في ربوع الوطن وهو يتحدث مع نفسه.
> التعددية: حرص نظام الحكم علي ضمان تعدد الفترات الرئاسية للحاكم بحيث يستمر في الحكم حتي يعدد الناس عليه.
> قانون الطوارئ: القانون الذي يسمح للحاكم باعتقال من يشاء كلما طرأ ذلك علي باله.
> العصيان المدني: خروج المدنيين لإعلان رفضهم سياسات الحكومة قبل أن يضربهم الأمن المركزي بالعصيان.
الصراع الطبقي: صراع الشعب من أجل إزالة الحاكم الذي طبق علي نَفَسه عشرات السنين.
> سياسة الاعتدال: قيام الحاكم بالاعتدال علي العرش في نهاية فترته الرئاسية لكي يبدأ فترته الرئاسية الجديدة.
> الترشيح: الفلتر الذي لابد من استخدامه للتمكن من عصر خيرات البلاد حتي آخر قطرة.
> إقرار الذمة المالية: تقديم المسئول الحكومي عند بداية شغل منصبه إقراراً يؤكد فيه أن ذمته انتقلت إلي ذمة الله.
> التضخم: الحالة التي تصيب الشعب بعد ربع قرن من ضربه علي قفاه.
> العدل: عدل المواطن حتي يأخذ علي قفاه بشكل مريح لمن يضربه.
> السواد الأعظم: هو السواد الذي يشوفه الشعب الذي يسكت معظم أبنائه عن استبداد وفساد حكامه طيلة ربع قرن.
> تطوير التعليم: العمل علي جعل كل طالب مصري «طور في برسيم».
إعادة الهيكلة: توفير كل الضمانات الأمنية والسياسية لعدم ترك الحاكم عرش السلطة إلا وهو هيكل عظمي.
> حزب الأغلبية: الحزب الذي يذيقك الغلب والذل وتعيش تحت حكمه أغلب فترات حياتك.
> الإنجازات: المشروعات التي تفتتحها الحكومة ويضخمها إعلامها لحد الناس ما تجيب جاز.
> عصر النهضة: العصر الذي ينهض فيه جمال مبارك ليخلف والده علي كرسي الرئاسة.
> النظرية النسبية: النظرية التي ابتكرها أينشتاين وطبقها أحمد نظيف بتشكيل الوزارة من مجموعة من النسايب.
عصر المعلومات: عصر يمكنك فيه أن تحصل علي ما تريد.. إذا دفعت المعلوم!
> قصور الثقافة: لا يزال وزير الثقافة يبحث عن السبب في هذا القصور!!
> قطاع الأعمال: زي قطاع الطرق بالضبط.
التعريف الوحيد الذي يمكن أن أضيفه علي هذه القائمة البديعة هو:
عبدالناصر والسادات ومبارك: ثلاث محطات مترو في أنفاق الشعب المصري!
موضوع: بلاغ الحكومة وبلاغة شعب 
الإثنين نوفمبر 16, 2009 2:45 am
النوع
