هويدا فتحى تكشف ألاعيب من ظلموها وتطلب الإنصاف
مؤكد أن مصر كلها شاهدت حلقة الاثنين الماضى من برنامج "العاشرة مساء" الذى تقدمه المذيعة منى الشاذلى على قناة دريم الثانية. والتأكيد هنا أن مصر كلها شاهدت البرنامج ليس فقط لأنه برنامج جيد ويستحق المشاهدة، ولكن لأن حلقة يوم الاثنين الماضى كانت بها ضيفة "فوق العادة" فهى ليست سفيرة ولا وزيرة ولا حتى الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار التى فازت بجائزة الأوسكار مؤخرا، بل كانت المذيعة هويدا فتحى أو كما يطلقون عليها الآن فى ماسبيرو لقب "فؤادة" التى فتحت "الهويس" الذى غرق فيه الجميع ـ من خلال حلقة "العاشرة مساء" ـ كل من ظلموها وحاربوها وتسببوا فى تشويه سمعتها على مدار أكثر من عام، منذ يناير 2007، وحتى الآن! وطبعا من الممكن أن يقول أحدهم إن هناك مبالغة فى أن أذكر أن مصر كلها شاهدت الحلقة، بل ليس مبالغة بالفعل، حيث كانت هناك رسائل (S.M.S) على مدار يومين كاملين ترسل لكل الناس فى مصر، بل ومكتوبة بلغة تش، وكأنه كان مخططا أن يتم "تفخيخ" الحلقة وتخرج هويدا منها مهزومة بعد أن تظهر فى صورة مهزوزة مرتبكة تخطئ فيما تقول، وتُستفز فتجر إلى "السب والقذف" وبدلا من أن تكون مظلومة، تخرج من الحلقة ظالمة وسليطة اللسان، أو كما وصفتها إحدى قياداتها وهى تدعو بعض المقربين منها لمشاهدة الحلقة "شوفوا النهارده الشردوحة أم لسان طويل على دريم". ومثل كل الذين وصلت إليهم الرسائل حرصت على أن أشاهد الحلقة، مقدمة تليق بهويدا، وبما تعرضت له من ظلم كان كافيا بأن ليس فقط يقضى عليها وعلى مستقبلها للأبد ومستقبل أولادها، بل لأن تكون ضيفة ليس أقل من ثلاث سنوات فى "سجن القناطر للنساء" بحجم التهم التى وجهت إليها. بعد الفقرة الأولى للمذيعة منى الشاذلى، جاءت فقرة هويدا، ولأول مرة أشعر بأن هويدا مذيعة ليست سهلة فى مهنتها، ربما لم أشاهد لها برامج كثيرة فى التليفزيون المصرى، أو ما شاهدته لها من برامج لم يظهر قدراتها كمذيعة، غير أننى فوجئت بها فى هذه الحلقة "غول كاميرا" ومنذ اللحظة الأولى لظهورها استطاعت أن تسرق الكاميرا من مذيعة متمرسة لا يستهان بها مثل منى الشاذلى، استحوذت على الفقرة، كلامها مرتب ومنظم، بل وموثق، لا تنطق كلمة دون أن يكون لديها بها مستند، لم تستطع منى أن تجاريها، لدرجة أن منى التى يجلس أمامها أعتى العتاة حائرين مرتبكين، ويكون لها الكلمة العليا بالبرنامج، تدير الحوار كيفما تشاء، تغازل ضيوفها يمينا ويسارا لتحرز أهدافها، وجدتها تجلس أمام هويدا مستمعة مرتبكة لا تعرف كيف تسأل أو تحاور، وهنا ظهرت براعة هويدا، فى أنها أدركت ذلك منذ اللحظة الأولى، فما كان منها إلا أن تولت "عجلة القيادة" وأخذت منى ونحن معها فى رحلة ظلمها وبإيجاز شديد وموثق، وبكلام محسوب بدقة، لدرجة أدهشت المذيعة منى الشاذلى نفسها، فلم تعد تعرف ماذا تسألها وعن أى شيء، ولأول مرة تقريبا تجد منى الشاذلى نفسها فى موقف لا تحسد عليه، ليس لديها معلومات تحاور من خلالها، وحتى الطرف الآخر الذى تحدثت منى بلسانه ـ رغم أنها كانت حريصة طوال الوقت على التأكيد بأنها ليست مخولة للدفاع عن أحد ـ لم يمدها بمعلومات للرد على ما تقوله هويدا، فوجدت نفسها عاجزة عن الكلام وعن التحاور وعن مغازلة ضيفتها، التى قامت هى بهذا الدور وراحت تحرز الهدف تلو الآخر، منتزعة إعجاب كل من شاهد الحلقة، لتمتعها بهذه القوة وهذه الشجاعة وكل هذا الإصرار على الدفاع عن نفسها وكرامتها وسمعتها، بل واسترداد حقها ممن ظلموها. وبعيدا عن شكل الحلقة وعجز منى وتفوق ضيفتها، فإن ما قالته هويدا فى هذه الحلقة شيء يشبه حكايات "ألف ليلة وليلة" والأساطير و"أمنا الغولة"، حكايات لا يمكن لعاقل أن يصدق أنها تحدث فى مصر التى يتغنون ليل نهار بأمنها وأمانها وعصر الحريات، وأن هذا يحدث داخل مبنى ماسبيرو، أن يتم التنكيل بمذيعة لمجرد أنها رفضت أن تنصاع ـ كما قالت فى الحلقة ـ لأمر رئيسة التليفزيون بأن تحضر لمقابلة ضابط الرقابة الإدارية فى مكتبها، وأنها قالت لمديرها ـ مدير إدارة المنوعات بالقناة الثانية شكرى أبو عميرة كما ادعى عليها فى مذكرة يشكوها فيها بتاريخ 28 يونيه 2006: "خللى فاطمة ـ رئيسة القناة الثانية ـ وسوزان وأحمد شوقى.. ينفعوك" وكانت هذه العبارة سببا فى توقيع جزاء إدارى عليها، قبل أن تنفتح عليها أبواب جهنم من كل الاتجاهات ومحاربتها والإطاحة بها وتعليمها الأدب لكى تنصاع لأوامر رؤسائها فيما بعد، هذا إذا كان ما كان مخططا أن يحدث لها، كان له بعد، فما وجه لها من اتهامات يؤكد أن مصيرها السجن على أقل تقدير! وراحت هويدا فى الحلقة تسرد وبشكل موجز ما حدث لها عبر "رحلة الموت" بشكل موثق ومرتب، وتطرح تساؤلات فرضت عليها خلال الرحلة، وإن كانت منى الشاذلى قد حاولت أن تنتزع منها إجابات عليها، خاصة عندما قالت لها: أنا غير مصدقة أن تتكاتف كل هذه الجهات من أجل الإيقاع بك.. ولماذا؟! ولأن كلام هويدا ليس مرسلا كما جاء فى التحريات التى أجريت عنها لتحولها للكسب غير المشروع، بل كلامها موثق وبوقائع حقيقية ألقت بالسؤال فى وجه من فعلوا معها ذلك: رئيسة التليفزيون سوزان حسن، واللواء أحمد أنيس رئيس الاتحاد الذى أكدت أنه كان يخفى تظلماتها وشكاواها التى ترسلها بالشكل القانونى والإدارى وفى قنواتها الشرعية إلى وزير الإعلام عبر رئيس الاتحاد، إلا أنه كان يخفى كل ذلك، ولم تنس هويدا أن تطلب من وزير الإعلام بل ورئيس الجمهورية أن ينظرا فى مظلمتها، كذلك طلبت الإجابة من ضباط الرقابة الإدارية الذين اقتحموا بيتها، ومن الضابط الذى أجرى عنها التحريات ثم عاد وقال فى التحقيق كما جاء على لسان هويدا وأوراقها التى تتحدث منها: "أمهلونى فرصة لاستكمال التحريات"، وفى سؤال آخر عن مصادره فيما قاله فى تحرياته أنها تمتلك أراضى وفيللا قال: "اعتمدت على مصادر سرية"، وفى سؤال ثالث عن تهمة تهريب الشرائط من التليفزيون وإرسالها لزوجها السابق فى دبى لترويجها فى الفضائيات العربية، وقد أثبتت لجنة الفحص أن الشرائط لا تصلح لذلك، قال: "أنا لست مختصا"!! وغير ذلك العديد من الوقائع، والتى أكدت سوء النية ـ كما قالت هويدا فى حلقة "العاشرة مساء" ـ فى التعامل مع قضيتها خاصة بعد إيقافها عن العمل وإيقاف راتبها، وعدم إصدار خطاب بمستحقاتها من التليفزيون للمحكمة رغم إصدار خطابات من كافة القطاعات التى سبق وتعاملت معها هويدا، مثل قطاع الأخبار وقطاع الإنتاج، وغيرهما، كذلك الإصرار على عدم عودتها إلى عملها حتى بعد إظهار براءتها، وعدم رد اعتبارها ورد حقوقها لها!! أعتقد أن وزير الإعلام لم يكن على علم بكل هذه الوقائع وبكل هذه التفاصيل التى حدثت لإحدى مذيعات ماسبيرو، حيث تم حجب الحقيقة عنه بفعل فاعل، وأعتقد بعد كل ما قالته هويدا فى "العاشرة مساء" من المؤكد أنه سيعيد لها حقها، وإذا لم يكن الوزير قد شاهد الحلقة، فمن الممكن أن يستدعى هويدا ويستمع لها بشكل مباشر.
امير
نقلا عن العربي