موقع بص و طل .. منى الشاذلي والريموت كنترول ..

موقع بص و طل ..

منى الشاذلي والريموت كنترول ..


محمود الغنام










Aug
10
2010






هل هناك ريموت كنترول يدير العاشرة مساء من خلف الكواليس؟








يبدو التساؤل عن وجود علاقة بين برنامج "العاشرة مساءً" والجهات الأمنية
تساؤلا ساذجا؛ حيث توجد بالتأكيد علاقة ما بين الجهات الأمنية وكل الإنتاج
الإعلامي في بلدنا الحر، وعلى ذلك يكون السؤال الصحيح هو عن طبيعة العلاقة
بين "العاشرة مساءً" كبرنامج جماهيري يحظى بأكبر قدر من المتابعة، والتدخل
الأمني..

الإعلامية منى الشاذلي تقدّم برنامجا ثريا.. وأنا هنا
أصرّ على وصفها بأنها "تقدّم" في حين أنني لو تحدثت عن عمرو أديب أو معتز
الدمرداش أو محمود سعد؛ فإنني سأقول "يصنع".. لكن منى الشاذلي لم تخرج من
العباءة التقليدية للمذيعات المصريات اللاتي يُقدّمن، ويوافقن، ويصطنعن
الحياد ويؤثِرْن السلامة..
<blockquote>
تابع ببساطة حركات عينَيْ منى الشاذلي وهي تتحدث عن
موضوع ذي طبيعة أمنية أو منطقة شائكة سياسيا وسيقع في قلبك ما أقول لك..
فالمذيعة القوية تبالغ في الحذر والتوجّس والمبالغة في التنصل إلى حد
الإنكار في مواقف معينة ذات طبيعة خاصة.
</blockquote>


كلنا نتابع "العاشرة مساءً"، ولا ننكر الجهد الكبير الذي يُبذل
فيه من قبل فريق عمل مجتهد، ولكن من خلال متابعتي لحوارات منى الشاذلي
واهتماماتها؛ توقفت أمام العديد من النقاط التي تثبت وللأسف بعدا عن
الحياد، وخوفا من الحقيقة، وتكتما مريبا على شمس نهار واضحة جلية..

تابع
ببساطة حركات عينَيْ منى الشاذلي وهي تتحدث عن موضوع ذي طبيعة أمنية أو
منطقة شائكة سياسيا وسيقع في قلبك ما أقول لك.. فالمذيعة القوية -التي
أحترمها بالفعل وأقدّر نشاطها ونجاحها- تبالغ في الحذر والتوجّس والمبالغة
في التنصل إلى حد الإنكار في مواقف معينة ذات طبيعة خاصة..

تابعت
لقاء منى الشاذلي مع البرادعي، اللقاء الذي كان أقرب إلى الاتهام منه إلى
الحوار، تحت زعم أن "الناس بتسأل"، ولست أدري مَن هؤلاء الناس، إلا أن
يكونوا "الناس في الحزب".. وفي تقريرها المصوّر في ذات الحلقة رأينا كمّ
الناس التي لا تعرف البرادعي، ولا توافق عليه ولا تقبله من الأساس، في مشهد
منحاز بقوة لاتجاه واحد لا يمثل "منى" بقدر ما يمثل جهات معينة مستفيدة من
تجهيل البرادعي..

تابعت تغطيات منى الشاذلي لقضية مقتل الشاب خالد
سعيد، واندهشت من مستوى التنصل السافر من كل المعلومات التي يلقيها
الثائرون على الشرطة، ومن حجم الدفاع عن وجهة نظر الداخلية تحت باب "جالنا
بيان بيقول"، وكأن "منى" تحوّلت إلى بوسطجي للداخلية..
<blockquote>قدر كبير من المجاملات و"المسايسات" للجهات الأمنية، وقدر
أكبر من الانحراف عن مسار الحياد يرتكبه "العاشرة مساءً" في حق الحرية
والديمقراطية وإتاحة فرصة متساوية لكل الآراء.
</blockquote>

تابعت ردود منى الشاذلي على المواطنين في معظم القضايا محل الخلاف،
وكيف أنها لم تلتزم بالحياد، بل كانت صاحبة وجهة نظر غالبا تؤيد الموقف
الحكومي دون أن تشعر، وكأنها تحاول أن تسترضي أحدا أو تجامل أحدا في ظاهرة
مريبة تستوجب كثيرا من البحث والشك..

قدر كبير من المجاملات
و"المسايسات" للجهات الأمنية، وقدر أكبر من الانحراف عن مسار الحياد يرتكبه
"العاشرة مساءً" في حق الحرية والديمقراطية وإتاحة فرصة متساوية لكل
الآراء، كواجب أصيل للإعلام الحر الذي ندّعي باستمرار أنه موجود على
الشاشة..

في الوقت الذي يحظى فيه برنامج "العاشرة مساءً" بمشاهدة
عالية، وتتابعه قاعدة جماهيرية عريضة بحكم الإتقان والتنوّع، وبحكم الدعاية
الجيدة، وبحكم وجوده على قناة فضائية تُشاهَد بالمجّان.. نجد أنفسنا
نتساءل.. هل نحن إزاء عملية توجيه منظّمة لفئات الشعب، واحتواء لمستوى ما
يصلهم وكيف يصلهم عن طريق ريموت كنترول خفي يدير من خلف الكواليس جميع
ملفات مصر، مستعينا بمهارة منى الشاذلي وحضورها العالي على الشاشة..؟

مجرد سؤال.. فهل تشاركني الرأي أم لك رأي آخر؟!