أتعجب كثيرا عندما أدخل في أي حوار مع بعض الزملاء أو مع الأهل في أي مكان وعندما أشاهد أي حوار في برنامج تليفزيوني أو أستعرض موضوعات المنتديات أو صفحات الفيس بوك وأسأل سؤالا أتعجب من الإجابة عليه
أين الحوار ؟؟
إن الحوار هو أن تنصت وتتحدث ومن لديه أذنان فهذا يعني أنه يستمع ضعف ما يتحدث لكل الحضور غير أننا نتحدث أكثر مما نستمع حتى وصلنا إلى مرحلة عدم الاستماع للآخرين وربما يجلس الواحد منا في اجتماع ولا يخرج منه بأي ذكرى غير كلماته ومواقفه لأنه ببساطة لم يستمع ولم يذهب ليستمع بل ذهب ليقول وينتقد ويوصي ويقرر وبالتالي فلم يستمع
وقد أعجبني جدا ما اتبعه برنامج العاشرة مساء بعد حلقة مناقشة التعديلات الدستورية الأولى والتي استضافت أكثر من خمسة ضيوف من الأساتذة المستشارين وكم أشفقت على الإعلامية منى الشاذلي بينهم لكن الحلقة في نظري فشلت ليس لتخطيطها لكن لطبيعتنا الثرثارة وكانت الحلقة التي استضافت المستشار طارق البشري ناجحة لوجوده بشكل فردي فعرض وجهة نظره وسألته السيدة منى الشاذلي كل الأسئلة وأجاب عليها جميعا وعرضت كل الآراء ليؤكد نفس المنطق ونفس الكلام
لماذا لا نستمع ولماذا نحرص على الكلام أكثر من حرصنا على الاستماع ؟؟
إن الأمر خطير جدا ولو فكر كل واحد منا في الاستماع والاستفادة مما يقال حوله قبل أن يخرج برأيه فسوف يكون رأيه ذا قيمة كبيرة ولن يحترق هذا الرأي والذي سيكون مبدعا بلا شك
أما هذه السفسطة والكلام بلا داعي وبلا معطيات وبلا اعتبار للرأي الآخر فلن يكون لها سوى معنى واحد وهو كما قال البعض أننا تعودنا على نظام الخطيب ونظام الاستماع إلى التعليمات والبرامج التليفزيونية ونشاهد ونتخيل أما أن نشارك فلسنا جاهزون
أقول هذا ويعتصرني الألم وأريد أن يكذبني الناس جميعا بسلوكهم لا بكلماتهم فليتحدثوا وليعرضوا آراءهم ولكن في نفس الوقت ليستمعوا وينصتوا ويفكروا فيما يقوله الآخرون وهذه هي مبادئ الديمقراطية التي نبحث عنها والتي نسعى إليها
إن ديمقراطية أن أعرض رأيي وأنه بالضرورة صحيح ليست ديمقراطية بل هي الديكتاتورية بعينها فنحن نعرض الآراء جميعا وما اختارته الأغلبية رضي به الأقلية وهذه هي الديمقراطية
لكن ديمقراطيتنا ممزوجة ببعض الديكتاتورية ليس للأفراد بل للقانون والذي بالتأكيد لن يرضي الجميع ولن يرضى عنه الجميع
هل قرأنا كل الموضوعات على المنتدى لنقول جديد فربما يكون هناك كلام وأفكار مكررة ؟؟
للأسف مازلنا كلنا نبحث فقط عن عرض آرائنا وليس اختيار الصالح من الآراء سواء كنت أنا صاحب الرأي أو أنت
بالتأكيد هناك فئة مستثناة من ذلك وهي التي نتمنى أن تقود هذه الأمة إلى عصر التحول العظيم عصر الرأي والرأي الآخر عصر تنتصر فيه الأذن على اللسان
النوع
موضوع: لماذا نتحدث فقط ولا ننصت ؟؟؟ 
الخميس مارس 10, 2011 10:13 pm
