القوى السياسية الغير منظمة و الغير مستعدة و التي في أغلبها كانت موالية للنظام السابق في صورة معارضة غير حقيقية مع الأخوان حولا شكل الإستفتاء على الدستور إلى استفتاء على شعبية الأخوان المسلمين ، بل حولته إلى استفتاء على مدى أحقية أي قوى بتمثيل الشعب في البرلمان القادم قبل اجراء الإنتخابات البرلمانية.
فهل القوى الأسلامية متمثلة في الأخوان و السلفيين ومؤيديهم أم القوى ( العلمانية - الناصرية - الشيوعية - المسيحية - وائتلاف الثورة)، من منهم سيستأثر بحكم البرلمان القادم؟. والذي أسميه ائتلاف الأحزاب المعارضة للأخوان وليس للدستور فأعتقد لولا وجود الأخوان لقبل الجميع بالتعديلات الدستورية بكل وضوح وصراحة.
1- يعلم الائتلاف المعارض للأخوان أنه ليس لديه مؤيدين مؤثرين في الشارع الآن وأن من يواجههم هم الأكثر تنظيماً وحضوراً في الشارع.
2- الإئتلاف يعلم أن الشعب المصري متدين بالفطرة و الدليل على ذلك جماعة الأخوان نفسها ، لو بحثنا سبب نجاحها لوجدنا أنها الجماعة التي تتحدث باسم الدين الأسلامي من بين كل الأحزاب، وكل من يدعو باسم الدين سوف يلقى كل ترحاب من الشعب على الرغم مما لديهم من قصور ربما لا يراه عامة الشعب.
أ-لو سألنا أنفسنا سؤالاً هل لو تأسست هذه الجماعة في الصين الشيوعية أو إيطاليا المسيحية مثلاً كانت ستلقى نفس الدعم الذي تلقاه في مصر؟
ب- جماعة الأخوان جماعة عالمية دولية منتشرة في أغلب دول العالم العربي والأسلامي و المسيحي، فهل تلقى نفس الدعم في أي دولة مثلما تلقى في مصر؟
3- الشعب المصري في أغلبه لم يبني اختياره على مناقشة برامج حزبية ولكن ينظر دائماً لعلاقة المرشح بالدين سواء أكان حزب أم فرد وهذا في المقام الأول، وما مدى موالاة أو معاداة هذا الحزب للدين وإلا قل لي ما هو برنامج الأخوان المسلمين الذي ينتخبه الشعب من أجله وأين برامج الأحزاب الأخرى التي يناقشها الشعب ليختار فيما بينها. فهل يعلم أحد مثلاً لو حكم الأخوان البلاد كيف سيتعاملون مع إسرائيل؟
4- تدخل الأحزاب و الجماعات التي أظهرت عداءاً وتخوفاً من الدين الأسلامي ودعوتها للشعب للتصويت بلا كان سبباً في ردة فعل عكسية أثرت عليهم هم قبل الأخوان لأنهم اعتقدوا أن هذا هجوماً على الدين نفسه وأصبح لديهم تحد من أجل الدين.
5- اعتقد المسلمون أن من دعاهم للتصويت بلا من أجل عدم قطع أيديهم في حال وصول الجماعات الإسلامية إعتبروه إهانة لهم ولدينهم وذلك لعلمهم بأن حد قطع اليد شرع من أجل السارقين و ليس من أجل المسلمين فاعتبروا ذلك اتهام صريح لهم بأنهم سارقين وسوف تقطع أيديهم ، مما أثار حفيظة المسلمين ضد من دعاهم للرفض.
ولو فطنت الجماعات الأسلامية لذلك لكان سبباً كافياً لتعبئة المزيد من الشعب ضد معارضيهم.
6- لقد اتصلت بأصدقاء لي في أكثر من محافظة وأخبروني من هم في القاهرة بأن نسبة التصويت ربما ترجح لا بنسبة متقاربة مع نعم
أما في الأقاليم فعلمت أن المواطنين البسطاء ومن لا ناقة لهم ولا جمل في العمليات السياسية قد حشدوا أنفسهم للذهاب للتصويت بنعم وذلك لأن قوى معادية للجماعات الإسلامية وجهتهم بأن يصوتوا بلا فاعتبروهم معادين للدين وليس للجماعات فذهبوا من أجل الدين لا من أجل الجماعات، وهذا ما سبق وأوضحت بأنهم اعتبروه نوع من الإستفزاز الديني لهم.
أخيراً أستطيع أن أقول أن البرلمان القادم ستكون الأغلبية فيه للجماعات الأسلامية ولكنها أغلبية بسيطة غير مطلقة مثلما الحزب الوطني ، سواء أكانت نتيجة التصويت نعم أم لا ، وسوف تحدد نتيجة الأستفتاء بشكل كبير نسبة تمثيل كل القوى في البرلمان القادم، وأن ما أراده ائتلاف المعارضة للجماعات الأسلامية ما هو الإ تأجيل تمثيلهم في البرلمان وليس منعهم.
هذا على الرغم من أنني ليست مؤيداً ولا من انصار الجماعات الأسلامية ، ولكني أراه واقعاً أليماً لغير مؤيديهم.
تحياتي