رسالة للمجلس العسكري : هل مطلوب الدعوة الى مليونية جديدة شعارها ازالة الضباب ؟؟؟

في عصر مبارك البائد كانت الامور واضحة للمسئولين بكل مستوياتهم حتى الصغار منهم في كيفية حماية هذا النظام ، فمثلا انا موظف حكومة ومن متظاهري كفاية من عام 2005 ، لو علم مديري بذلك وبدون اي توجيهات من وزارة الداخلية كان سيقوم على الفور بإبلاغ امن الدولة عن حالتي ويمكن ان يقوم بنقلي من المكان ايضا وذلك لتخليص نفسه من اي مسائلة في حالة حدوث اي شيء ، الرؤية واضحه بالنسبه له في ان نظام مبارك لايريد اي معارضين ، مثال آخر عند ضبط شحنة الفياجرا الخاصة بأبو العنين في الجمارك ، هل قام مأمور الجمرك بعمل محضر مباشرة ؟ ام قام بابلاغ وزير المالية ؟ طبعا ابلغ وزير المالية واتوقع ان وزير المالية هو الاخر بإبلاغ من هو اعلى منه عن ماذا يفعل ، اذا الرؤية واضحة حتى لمأمور الجمرك وهي ان ملفات الفاسد لحاشية الرئيس يجب ألا تفتح ، مثال آخر عندما تم القبض على السكري في قضية سوزان تميم واعترافه بأن هشام طلعت مصطفى هو المحرض هل قام ضابط الشرطة بتحرير محضر في الحال ؟ بل قام بعرض السكري على وزير الداخلية ليعيد عليه اعترافه على هشام طلعت مرة اخرى ، واكيد وزير الداخلية اتصل بالرئاسة ليخبروه ماذا يفعل ، وتوجد امثله لا حصر لها في كيفية قيام الطب الشرعي بعمل التقارير الطبية الخاصة بالتعذيب بطريقه لا تدين الداخلية .
اذن الرؤية واضحة في العصر البائد وهي ان تكون قرارات المسئولين - حتى الصغار منهم - لحماية مبارك والمحيطين به والقضاء على اي شكل للمعارضة .
الوضع حالياً يتسم بعدم وضوح الرؤية بالنسبة لهؤلاء المسئولين واكيد يتسائلون هل المجلس العسكري ورئاسة الوزراء تريد فتح جميع ملفات الفساد ام انهم يهدئون الرأي العام بتقديم البعض للمحاسبة دون فتح جميع ملفاتهم وتأجيل القضايا واطالة التحقيقات لحين ان تهدأ الثورة ، ان ان المجلس العسكري ورئاسة الوزراء تريد من الجميع تقديم ملفات الفساد التي بحوزتهم والتحقيق مع الجميع ؟؟؟
والسبب في عدم وضوح نية المجلس العسكري ورئاسة الوزراء هو التناقضات الموجودة حاليا فمثلا تجد انه صدر قرار بحبس مبارك 15 يوم وجددت في حين لم يتم نقل مبارك من شرم الشيخ ، ايضا تجد حركة المحافظين من لواءات الشرطة السابقين بنفس طريقة مبارك ، معظم القضايا تحال للمستشار عادل عبد السلام جمعه وهو الغني عن التعريف ، رؤساء وعمداء الجامعات كما هم في مواقعهم ، امن الدولة تغير اسمه فقط ولكن المباني كما هي والافراد غالبيتهم موجودون في مناصبهم .و .... و .... و ....
لذلك عندما قام السباعي رئيس الطب الشرعي بزيارة مبارك في شرم الشيخ لتحديد امكانية نقله جاء تقريره وكأنه يمسك العصا من المنتصف ، وهو حال جميع القرارات حاليأ في مسك العصا من المنتصف ، ولكن لو فهم السباعي ان المجلس العسكري يريد محاكمة مبارك كأي مواطن مصري ، كان تقرير السباعي سيكون مختلفا تماما حتى ولو كانت الحالة الصحية لمبارك متأخرة بل حتى لو كان مبارك متوفياً فكان قرار السباعي سيقول ان حالته تسمح بنقله للسجن !!!!!!
انا متأكد من انه توجد ملفات فساد جاهزة لدى الرقابة الادارية ولا تقدم اصحابها للمحاكمة لأن المجلس العسكري لا يعرف شيء عنها فكيف تنتظر الرقابة الادارية من المجلس العسكري بأن يقوم بتوجيههم لاحالة هذه الملفات للقضاء ؟؟!
في الماضي بمجرد غضب النظام على فرد حتى لو كان وزيرا تجد ملف فساده جاهز ورهن الاشارة .
مطلوب من المجلس العسكري ورئاسة الوزراء اصدار اشارات واضحة للجميع بأنه لا يوجد احد فوق القانون وانه سيتم محاسبة جميع الفاسدين ، وعندئذ ستجد ملفات كثيرة جدا ستفتح لان المسئولين في مصر مهما كان صغر مواقعهم ليسوا بالضرورة فاسدين حتى ولو كانوا يحمون النظام في الماضي ، هم فقط تعودوا على ان تكون الرؤية واضحة امامهم عن ماذا يريد النظام وهم يتعاونوا لتحقيقه .
ننتظر من المجلس العسكري ومجلس الوزراء ارسال اشارات واضحة عن نيتهم وإلا ستخرج مليونية جديدة تحت شعار " جمعة ازالة الضباب "