بقلم د.غادة شريف ١٧/ ٥/ ٢٠١١
مما كتب الأستاذ أنيس منصور: «إن الغرور المبالغ فيه غباء شديد والتواضع المبالغ فيه غباء أشد».. وها نحن عشنا عقودا طويلة فى ظل حكومة ونظام كانا يتعاملان مع الناس بتعال وعجرفة وفساد مسعور، والآن انتقلنا إلى حكومة ونظام يتسمان بالتواضع المستفز العاجز حتى عن عقاب عيل فى ابتدائى بمسطرتين على إيده!!..
ورغم تكرار النداءات للدكتور عصام شرف بأن يخشوشن ويحزم ويحسم، فإنه اتبع سابقيه ولكن على الوجه الآخر من العملة نفسها.. فمثلما قال أحمد نظيف يوما ما إن الشعب غير ناضج ولا يصلح لتطبيق الديمقراطية، ها هو د. شرف يقول إن الحكومة ليست ضعيفة ولكن الشعب «مجروح»!!..
طيب هو الشعب المجروح ده وعنده واوا ألا يحتاج من الدكتور شرف علاجا سريعا أم سيتركه ينزف ويخف على مهله؟!..
ولأن الكتاب بيبان من عنوانه فطالما أن الدكتور عصام ألقى الذنب على الشعب يبقى حلّنى بقى على ما نشوف أمن وأمان.. من الواضح أيها الشعب الغلبان أن قفاك مازال يلمع، فها هو العند يعيد كرّته معنا لكن مع اختلاف الوجوه.. يعنى قولى مثلا لماذا هذا الإصرار الغريب على وزير الداخلية المرتعش المتكتك دائماً رغم أن الدنيا حَرّ؟..
لا عارف يفض اعتصامات فى أى مكان ولا عارف يردع البلطجية والمتطرفين دينياً ويتركهم يرتعون هنا وهناك، وحتى فى أحداث إمبابة لم تظهر قواته إلا بعد ثمانى ساعات!!..
أين اللواء أحمد رشدى، وزير الداخلية الأسبق؟
هذا الرجل لا يختلف اثنان على حزمه ونزاهته.. لماذا من كل رجال الداخلية السابقين لم يتم اختيار إلا هذا الوزير المرتعش؟..
الواحد بدأ يشم فى الأفق رائحة تعمد لنشر الفوضى.. ألا تشمها معى عزيزى القارئ؟..
هى ريحة كده بين البطاطس والقلقاس وتدى فى الآخر على قرع عسلى.. صحيح أن شباب الثورة هم الذين اختاروا عصام شرف رئيسا للوزراء، لكن الواقع العملى أثبت أنه لا يصلح نهائيا لهذا المنصب.. بداية من صوته حينما يتحدث.. مع احترامى الشديد له وتقديرى لطهارته ونزاهته.. لكنه حينما يتحدث تشعر بأنك عايز تناااام.. ولست أدرى لماذا يصر على أن يتحدث بنفس هدوء وبطء شيخ الجامع، مع أننى رأيته بعينى فى ميدان التحرير وهو يهتف ويزأر مثل الأسد بسقوط الحكومة..
لا حول ولا قوة إلا بالله.. الراجل باينه اتحسد واتكوع من النفاثات فى العقد.. أو ربما حد عمل له عمل.. الظاهر إن الجمعة الجاية لازم تبقى «الشعب يريد يبخر الحكومة.. أو يعمل حجاب للحكومة.. أو يعمل زار للحكومة».
فى تاريخ الثورات، كان دائما من يقومون بالثورة هم الذين يتولون زمام الأمور وإدارة البلاد فور قيام الثورة، ولهذا كانت الثورات تؤتى ثمارها.. أما فى حالتنا هذه التى لا تسر عدواً ولا حبيباً، فالذين قاموا بالثورة تم ركنهم على جنب وإذا بزمام الأمور فى يد الجيل السلبى نفسه الذى ظل ثلاثين سنة يتفرج على الفساد ولم يفعل شيئا.. فإذا به الآن لا يفعل شيئا برضه!!..
طيب اللى قاموا بالثورة لماذا تم ركنهم على جنب؟ لصغر سنهم مثلا؟ طب وماله صغر سنهم، هو احنا هنتجوزهم؟.. ولاَّ نكونش هنتجوزهم؟!!..
إذا كانوا على صغر سنهم استطاعوا هدم أسطورة مبارك وعز والعادلى وشركائهم كو ليميتد، فلماذا إذن لا نفسح لهم المجال فى الحكومة وإدارة البلاد؟ يعنى ماذا سيحدث أسوأ مما يحدث الآن؟
يا دكتور شرف الحق نفسك قبل أن يكتب التاريخ أنك أنت الذى أضعت الثورة!!..
إذا كان الشعب مجروحاً فهذه ليست حجة ولكنها مسؤولية.. وعليك أن تشد حيلك وتخشن شوية مع المخطئين، لا أن تتركنا وتدور تلف فى سفريات لا لزوم لها حاليا مثلما كان يفعل مبارك.. كان يسيب الدنيا تضرب تقلب وياخد ديله فى سنانه ويسافر يفك عن نفسه، بلا شعب بلا وجع دماغ!.. الشعب فعلا مجروح يا د. شرف، ومهمتك بقى إنك تبوس الواوا مش تسيبنا نتفلق!
بجد المقال دا مستفز جدا ومش عرفة هي بتكلم كدا ليه وطريقة كلامها غبية جدا بس دا رايها