كوني طيفاً
بقلم حمدى رزق ١٥/٥/٢٠٠٨
«من حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه، ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه».. من ديباجة وثيقة تنظيم البث الفضائي.
في «القاهرة اليوم» علي فضائية «أوربت»، وصفت ما كتبه محمد علي إبراهيم، رئيس تحرير «الجمهورية»، بحق مني الشاذلي مذيعة «العاشرة مساء» بشأن حوارها مع الرئيس بوش بأنه من قبيل «فرش الملاية» فاعترض علي الوصف لأنه فعل نسائي شائن.. محمد يفضل فعل رجالي شائن ـ علي حد قوله «مسحت بها البلاط»!.
سذاجة مفرطة من مني الشاذلي أن تتصور أن تأشيرة زيارة أمريكا تستخرج من القنصلية الأمريكية بجاردن سيتي.. عفوا التأشيرة تستخرج من مبني «دار التحرير» بشارع رمسيس، خطأ إداري لا يغتفر، وهوه ده اللي مزعل محمد، وعنده حق.
مني تجاوزت الأعراف المرعية، من قبيل الاحترام المهني أن تذهب مني إلي مكتب رئيس تحرير الجمهورية وتستأذنه، أولا في نيتها - لا أقول في رغبتها - زيارة أمريكا، لأن النية محلها القلب، وإذا سألها عن السبب تجيب: أرغب في لقاء بوش.
يدور محمد بالكرسي الكهربائي الدوار بتاع سمير رجب نصف دورة كاملة، يعطي مني ظهره، يستقبل شروق الشمس، يخفض صوته، يهمس، يستحيل علي مني التنصت، يتحصل علي موافقة مشروطة، برقبتي يا افندم.. يعتدل، يغتبط: مبروك يا مني، علي بركة الله.. تقفز مني فرحة في هواء التكييف، يوصيها قبل الانصراف، تفرشي الملاية لبوش.
سذاجة تصل إلي حد البله المغولي، أن تطلب مني السفر إلي طهران للقاء الرئيس أحمدي نجاد، العبث الفضائي بلغ مبلغا لا يمكن السكوت عليه.. معلوم حدود فضائية «دريم» علي الخريطة الإعلامية، هي حدود القطر المصري، فلكيا بين خطي عرض ٢٢ و٣٢ شمال خط الاستواء، وبين خطي طول ٢٤ْ و٣٧ْ شرقي خط جرينتش، التنطيط خارج الخطوط له حدود.
قفزتان في الراس توجع، ناقص تقابل الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة «العدل والمساوة » في قمة جبل «مَرة» في دارفور، أو تخطط للقاء السيد حسن نصر الله في حارة «حُريك» بضاحية بيروت الجنوبية.. بصراحة مني بتضرب بالوثيقة عرض الحائط، بتلبس أسود كتير في هذه الأيام البيضاء، لا تراعي المزاج العام المتغير بعد علاوة الـ٣٠%، غير متسقة مع الحزمة السباعية.. لله درك، الطيف يتكون من سبعة ألوان، كوني طيفا.
ليه تدفع أكثر، مني مصرة علي الدفع مقدما، بدلا من حوار مع بوش.. ماله الريس بيرة؟! علي الأقل دمه خفيف، وبدلا من طلب موعد مع أحمدي نجاد.. الصديق نجاد البرعي علي بعد خطوات، بالعكس نجاد المصري من رعاة حقوق الإنسان، نجاد الفارسي مشكوك في أمره.
لولا طيبة قلب محمد علي إبراهيم لوضع مني ترقب وصول في المطار بعد عملتها السودة في أمريكا، عشر دقائق خيانة مع ناكر الجميل خافض المعونة، ٦٠٠ ثانية مع «أبو جينا» صديق إسرائيل، للأسف «دريم» صارت متورطة في دعم الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، صوتها مسموع قوي في ولايات غرب المسيسيبي، كيد نساء، مني منفسنة شوية من هيلاري مرشحة الحزب الديمقراطي، تؤيد أوباما، الحوار مع أوباما وارد بشدة.