دور الدول الغربية فى تولى اسرائيل قيادة المنطقة بدلا من مصر

الأستاذة / منى الشاذلى
لقد تعلموا بنى اسرائيل من سيدنا يوسف عليه السلام كيف يتم وضع استراتيجية بعيدة المدى فى سنوات الرخاء والعجاف، كما أنه مما لاشك فيه أن الصهاينة قد بلغوا من علو الشأن والقدرة المالية مصدقا لقول الله عز وجل" ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها"صدق الله العظيم.
أدلى الجنرال «عاموس يادلين»، الرئيس المنتهية ولايته لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان), بتصريحات فى حفل أقيم بمناسبة تسليمه مهام منصبه لخلفه الجنرال «آفيف كوخفى» تستحق أن نتوقف عندها.
ففى معرض استعراضه لأهم ما حققه جهازه الاستخباراتى من إنجازات خلال أربع سنوات ونصف قضاها على رأسه, سرد «يادلين» قائمة طويلة من المنجزات, لفت نظرى فيها أمران:
الأول: أن مسرح عمليات الجهاز يشمل المنطقة بأسرها دون تمييز بين دول «صديقة» وأخرى «عدوة»، أو دول «معتدلة» وأخرى «متطرفة», حيث يبدو أن كل الدول العربية والإسلامية تعد – من منظور هذا الجهاز – إما عدواً فعلياً أو عدواً محتملاً.
الثانى: أن مصر تقع فى القلب من أنشطة هذا الجهاز، ولاتزال تشكل أحد أهم مسارح عملياته. وليس هذا بكلام مرسل, اعتدنا قوله فى مناسبات كهذه, وإنما هو عين ما قاله الرجل المسؤول عن أحد أهم أجهزة تنفيذ السياسات «الحقيقية» لإسرائيل. لذا أرجو أن تتأملوا معى دلالة فقرة خصت مصر فى تصريحاته, نصها كالتالى: «لقد تطور العمل فى مصر حسب الخطط المرسومة منذ عام ١٩٧٩. فقد أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية فى أكثر من موقع، ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر, لتعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، ولكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك فى معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى فى هذا البلد».

وبنظرة متأنية سيدى الفاضل نجد أنه مخطط وضع للعالم العربى منذ أكثر من 30 سنة" للقضاء على قوتهم العسكرية واضعافهم ومحاولة تقسيمهم تمهيدا لتطبيق خريطة الشرق الاوسط الجديد وكانت البداية بالعراق حيث دمرت تماماً كقوة عسكرية ثم تقسيم السودان وهو ما سبق وأن اشرت إليه وزيرة الخارجية الأميركية عام 2006 بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان في الحرب الأخيرة، أن الشرق الأوسط الجديد سيولد من رحم هذه الحرب.
والآن الثورات العربية فى تونس مصر ليبيا اليمن واخيرا سوريا لإن الإستراتيجية الغربية تجاه العالم الإسلامي منذ منتصف القرن التاسع عشر تنطلق من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيه.
وقد غُرست إسرائيل في قلب هذه المنطقة لتحقيق هذا الهدف. فعالم عربي يتسم بقدر من الترابط وبشكل من أشكال الوحدة يعني أنه سيشكل ثقلا إستراتيجيا واقتصاديا وعسكريا، ويشكل عائقا أمام الأطماع الاستعمارية الغربية.
كل ذلك من أجل بداية ريادة اسرائيل للمنطقة بعد أن ظلت مصر فى الريادة على مدار نصف قرن تنفيذ لمخطط الغربى.
تم وضع عدة أسس على المدى البعيد والمتوسط للقضاء على تلك الريادة بالوسائل التالية:-
1) ضمان ولاء الحاكم للقيادة الامريكية.
2) ضمان الاعتماد على المساعدات الامريكية وتخفيض مساحة الرقعة الزراعية لأن من لا يملك قوت يومه لا يملك حريته.
3) إضعاف المنظومة التعليمية بالكامل وخاصة مادة التربية الدينية وتحويلها لمادة غير اساسية مع حذف الكثير من الآيات.
4) إفساد الإعلام على الاجيال القادمة بأفلام الأكشن لإثارة العنف والقتل للاطفال والشباب لزراع العنف والقتل فى ظل غياب الواعز الدينى وهو ما يستحدث حاليا.
5) بث فكرة حرية الابداع والابتكار السينمائى بهدف إثارة الغرائز عند الشباب بشتى الطرق.
6) نشر تجارة العقاقير المخدرة، والأقراص المخدرات.
7) تجفيف منابع الدين ، وزرع الفرقة بين مختلف الطوائف والاديان والتركيز عليها إعلامياً مصدقا لقوله تعالى: ((وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً)) [الروم:31-32، والتأكيد على فكرة فرق تسد.
دعم رجال الاعمال لزيادة ارباحهم واستثماراتهم والتغاضى عن كافة انواع الفساد لقوله تعالى (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً))16 الإسراء.
وبعد أن تحقق المراد على مدار الاعوام الثلاثون السابقة تم ارسال مجموعة من الشباب للتدريب فى صربيا فى نيو جنيراشن New Generation على هدم الدول العربية حيث تشبة الدولة بشابوه قائم على الأعمدة وهى كما يلى:-
الشرطة الجيش الاعلام
الدين التعليم القضاء
رجال الأعمال

هكذا اصبحت الدول العربية فى مهب الريح بما فيها مصر الريادة فراجعوا معى كلمات السيد/ عاموس يادلين وأنظروا حولكم على أرض الواقع وضعوا استراتيجية لم الشمل واجيال تتربى على القيم والأخلاق، قبل أن نجد أنفسنا ندار بواسطة اسرائيل
سيدتى الفاضلة أنا على يقين أنه عند الإنتهاء من القيادة السورية سيتم تقسيم الوطن العربى إلى دويلات كما هو مخطط لنا.
اللهم انى بلغت اللهم فأشهد
أيهاب حافظ حسنى