لا شك أننا سعداء بما حدث لبعض الدول العربية من ثورات و تغيير رؤوس أنظمتها وستجدون أن من عاش خارج البلاد هم من أسعد البشر بالتغييرات التي حدثت لبلدانهم ، و ما حدث لمعمر القذافي نتمنى أن يلقى باقي الرؤساء مثل ما لاقاه وأنا أعيش خارج مصر ومن أكثر الناس نقمة على النظام السابق و حين كنت طالباً بكلية الهندسة استضافت مصر بطولة أمم أفريقيا في كل الألعاب و استضافت مدن الأزهر الجامعية كل الفرق المشاركة . و قتها قمت بعمل مجلة حائط بالكلية انتقدت فيها الدولة انتقاداً شديداً ولم يشارك معي أياً من زملائي بأي مقالة بالمجلة فكتبت كل مقالاتها و التي رفض كل الأساتذة التي عرضت عليهم تولي الإشراف على المجلة الإشراف عليها، فقمت بتعليقها على الحائط دون تصريح بها و حين قرأها رئيس القسم و هو من أعلام مصر و أحد المشاركين في بناء السد العالي استدعاني لمكتبه و نصحني بأن مثل هذا العمل سيودي بي إلى المعتقل و قال أنا لا أقبل أن يأتي جندي مثل هذا يقصد جندي أمن الجامعات و يصطحبك للمعتقل و بالفعل تم رفع المجلة. إذاً نحن نعاني منذ عشرات السنين وسعينا للتغير مرات و مرات و لم نستطع فلماذا استطعنا الآن؟ هذا هو السؤال الكبير الذي أراه غاية في الأهمية. هل نحن شباب العرب من قمنا بالثورات أم أننا كنا أدوات في أيد من أرادوا القيام بالثورة؟ هل ما يحدث في أوربا و أمريكا من إنهيار إقتصادي كان سبباً في قيام الثورات العربية؟ هل القاعدة و ما لها من أفكار للقيام بثورة كبرى تحت مسمى( ثورة التوحيد ... و توحيد الثورة ) كان سبباً في التعجيل بالقيام بثورات صغيرة للقضاء على ثورة كبرى كانت القاعدة بصدد توحيد الشعوب العربية للقيام بثورة موحدة من شعب عربي موحد و قد تم إجهاضها بثورات صغيرة؟. هل من قتل القذافي هم الثوار أم زعماء أوربا الذي تلوثت سمعتهم بالحصول على رشاوى من القذافي فقتلوه قبل أن يبوح بكل أسراره معهم؟.
ولماذا تدخل حلف الناتو أو شمال الأطلسي في ليبيا و لم يتدخل في سوريا و اليمن حتى الآن ؟ هل لوجود البترول في ليبيا شأن كبير في إتخاذ قرار التدخل لإنقاذ أوربا من الإفلاس، عن طريق عقود البترول التي تنتظر شركاتهم بعد طرد الشركات الروسية و الصينية و عقود إعادة إعمار ليبيا.
لماذا يغض الغرب الطرف عما يحدث في البحرين و يعتبرها مطالب طائفية و ليست ثورة رغم كل الإنتهاكات لحقوق الإنسان هناك؟
لماذا ... و لماذا ... و لماذا؟
تحياتي