إذا كنت دوماً أنتقض الإخوان فهذا ليس معناه أنني علمانياً بل للحقيقة أنني لا أنتقض العلمانيين فقط بل أكن لهم العداء. وذلك بسبب مبادئهم الداعية للإباحية و الشهوانية و التي تتنافى تمامًا مع الفطرة البشرية و تعاليم الديانات السماوية جمعاء.
و على الرغم من ذلك لا أستطيع أن أتجاهل أنهم يتفوقون على الإخوان في استقطاب الطبقة المثقفة و المتعلمة. فهم يسعون دائماً لمخاطبة هذه الشريحة من المجتمع و يستطيعوا الوصول إليها و السيطرة عليها من خلال مناقشتهم للفكر و العقل الذي تتميز به هذه الطبقة.
و تلك هي الفئة التي سيطرت لفترة و كانت صاحبة التأثير الأكبر في إتخاذ القرار في مجتمعنا المصري و ذلك على الرغم من كونهم أقلية في مجتمع ( محافظ متدين ) بجناحيه الإسلامي و المسيحي.
أما الإخوان فغالباً ما يلعبون على وتر استقطاب الطبقة الغير متعلمة ( الأمية ) و الطبقة ( الفقيرة )و هؤلاء هم السواد الأعظم في المجتمع.
و على الرغم من كون نسبة ( 38% أميين ) و نسبة ( 40% فقراء ) أي أنهم النسبة الأكبر في المجتمع إلا أنهم لا يملكون هذا التأثير في المجتمع و الذي تتمتع به الطبقة العلمانية على الرغم من اقليتها.
فما أهمية هذا التحليل؟ تكمن أهمية هذا التحليل في الإنتخابات التي جرت و التي سوف يتم استكمالها في المراحل القادمة.
و بنظرة سريعة نجد أن أصوات الإخوان تأتي من الفقراء و الجهلاء في الغالب و التي نسبتهم تساوي 40% تقريباً (و لا ننكر أن هناك مثقفون و أغنياء أعطوا أصواتهم للإخوان).
في حين أن العلمانيين قد حصلوا على أصواتهم من الطبقة المثقفة و التي تساوي نسبتهم 15% ( و لا أتوقع أن يصوت أحد الأميين للعلمانيين ) كونهم لا يعلمون معنى العلمانية و لا مبادئها.
و النتيجة مجلس شعب ممثل من تيارين أو قوتين أحدهما إسلامي و الآخر علماني و لا نرى قوى أخرى متواجدة في المجتمع و غير ممثلة في البرلمان.
الإنتخابات النخباوية هي الحل.
يكمن الحل من وجهة نظري في إنتخابات النخبة بمعنى أنه يجب تمييز أصحاب الفكر و العلم على حساب الأميين...كيف؟ بجعل صوت أصحاب المؤهلات العليا و ما فوقها(بكالوريوس - ليسانس - ماجستير - دكتوراه ) يساوي صوتين مما دونهم علمياً ( ثانوية - دبلوم - إعدادية - إبتدائية - محو أمية - أمي ).
بالتأكيد سوف أتهم بالإنحياز للعلمانيين بناءاً على التحليل السابق، و لكن الحقيقة لو أني خيرت بين العلمانيين و الإسلاميين فسوف اختار بكل تأكيد الإسلاميين على الرغم من عيوبهم دون نقاش.
إذاً ماذا اقصد بانتخابات نخباوية؟
تمثيل باقي القوى الأخرى المهمشة في مجلس الشعب على الرغم من تواجدها في المجتمع كالقوميين و الإشتراكيين و الناصريين و المسيحيين و الشيوعيين و أقصى اليمين و أقصى اليسار و الصقور و النمور ... ألخ.
فهؤلاء أيضاً لهم مؤيدين لا هم جهلاء و لا هم مثقفين بل هم متعلمين فقط .
و السبب الرئيسي في التفكير في إنتخابات النخبة أن يكون هناك برلمان منتخب على أساس برامج المرشحين و التي لا يستطيع الأميين دراستها في الغالب.
كما ان هناك سبباً آخر و هو العدالة التي تحتم علينا أن لا يتساوى صاحب الدكتوراة مع الأمي الفقير في اختيار من يمثل الشعب و يدافع عن حقوقه هذا الأمي الفقير غالباً ما ينتظر من يقدم له حقيبة التموين المنزلي ( السكر - الزيت - الأرز ... ألخ ) كي يصوت له. فعلى أي أساس سيكون إختياره؟
تحياتي.