إلى شباب الإخوان: ليتكم تتفكروا في أعمار قادتكم و التي تتجاوز السبعين و هذا معناه أن الرئاسة بالنسبة لهم كانت الحلم و الفرصة الأخيرة و التي سعوا إليها طيلة حياتهم و لم يبقى لهم في العمر ما يسعفهم كي يحصلوا ثانية على فرصة مماثلة لتلك التي فرطوا فيها بعنصريتهم و غطرستهم... لذلك يجروكم لكبيرة حين تقعوا فيها ربما لا يغفرها الله لكم... فتفكروا فيما يقدم عليه بعض شبابكم من قتل و لو برئ واحد فقط مثلما حدث و ألقى أحدكم شابان من فوق سطح العمارة فقتلهما و للأسف كان من حاملي الرايات السود... هل هذا ما تسعون إليه؟ شباب الإخوان أمامكم فرصة أن تتقدموا الصفوف و تعيدوا تنظيم الجماعة بما يناسب الدعوة واضعين نصب اعينكم قول الله تعالى ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) .
لدي سؤال أراه ملحاً ... من منكم استمع لأحد قادة الإخوان و هو يستشهد بقول الله تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
أو هل استمعتم مره واحده لأحد قادتكم يستشهد بقول الله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
هذا هو مناط تكليفنا بالدعوة إلى الله و لسنا أكثر كلفة من رسول الله ( ص ) الذي بعثه الله و كل مهامته في الحياة أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور و أن يخرج الناس من عبادة ما دون الله إلى عبادة الله . و رغم ذلك قال الله سبحانه لرسولة {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء } و قال تعالى ( أفمن زين له سوء عمله فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرت إن الله عليم بما يصنعون ).فما بالنا نحن ندعوا إلى الله بالغلظة بل نصل لحد قتل الأبرياء لأجل ماذا؟ حتى و لو كانت من أجل السلطة هل تستحق منا أن نُخلّد في النار بقتل و لو برئ واحد؟... أمام شباب الإخوان الفرصة كي يعوضوا ما فاتهم بسبب قادتهم و ان يدعوا إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة.