بقلم على السيد 9/ 1/ 2012
إن لم نحتفل بمرور عام على ثورة 25 يناير، فهذا يعنى أنها لم تكن ثورة، وسيكون من حق البعض المطالبة بثورة جديدة، وعندها نسأل: هل تحتمل مصر ثورة جديدة كما يدعو البعض، وهل سيقبل الشعب المصرى ذلك ويلبى الدعوة وينزل للتظاهر؟
الواقع والمنطق والعقل والقراءة البسيطة للمشهد المصرى تقول إنه لن يحدث ذلك لأسباب كثيرة منها:
■ الشعب المصرى خرج لتوه من انتخابات برلمانية، شارك فيها بكثافة، بحثا عن الاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها، وبالتالى لن يخرج لينسف إنجازاً حققه بنفسه.
■ كثير من أبناء الشعب بدأ يسأل عن عائد الثورة وهل كان ينبغى أن يدفع المصريون فاتورة باهظة من أجل الخلاص من نظام فاسد؟
■ البعض بدأ يشعر بأن الثورة لم تجلب له سوى البطالة وغياب الأمن وتدهور الاقتصاد، وتراجع القانون، وانتشار الرشاوى والمحسوبية، وتولى فاسدين جدد المواقع القيادية المهمة، بدلا من فاسدى النظام السابق.
■ السلفيون والإخوان سيقفون بكل قوتهم ضد ثورة جديدة، لأنها ستكون ضدهم، أو هكذا سيعتقدون، ونحن رأينا أنهم قادرون على الحشد، وربما ينتظرون الفرصة لإثبات قوتهم أمام من يريد ثورة جديدة بطريقة كارثية، تدخلنا دوامة جديدة، وتنسف كل منجزات الثورة.
■ الشعب الذى اختار السلفيين والإخوان ليمثلوه فى البرلمان، لن يقف مع غيرهم فى التظاهرات.
■ الداعون إلى ثورة جديدة هم أقلية ضئيلة جدا فى أوساط الحركات والتيارات السياسية التى خرجت من رحم الثورة، وبالتالى سيكون من الصعب أن يستجيب لهم عدد كبير من المصريين.
إذن، علينا أن نحتفل بالثورة حتى لا تضيع من أيدينا، ومن غير المنطقى ونحن على أبواب دستور جديد وانتخابات رئاسية أن تنطلق مطالب بضرورة تسليم السلطة، وكأنها كرة شراب سقطت فى بيت الجيران. سلطة المجلس العسكرى سلطة مؤقتة وشرعية، وحين تُسلم السلطة ينبغى أن يكون التسليم لسلطة دائمة وشرعية. دعوة البعض لضرورة تسليم السلطة لمجلس رئاسى، دعوة غير سليمة فى هذه المرحلة، فهذه سلطة غير شرعية ومؤقتة أيضا، فما قيمة ذلك فى ظل عملية سياسية ستصل بنا إلى انتقال طبيعى للسلطة، وهل المطلوب أن ننتقل من سلطة مؤقتة إلى سلطة مؤقتة لم يخترها الشعب؟
عدم الاحتفال بعيد الثورة إقرار بأنها لم تكن ثورة. الاحتفال يؤكد أن المصريين وضعوا اللبنة الأولى للدولة الجديدة، وأن الاحتفال تأكيد على أن الثورة وضعتنا فى عهد جديد، نريد أن يشيد على العدل واحترام القانون والقبول بالرأى الآخر باعتباره مكملاً وليس معطلا لرأى الأغلبية.
هناك حالة من الخوف الشديد لدى قطاع عريض من الناس، وتصورات عن عنف وفوضى عارمة يوم 25 يناير. هذه هى الفرصة الذهبية لأن نثبت للعالم أن الثورة المصرية جاءت لتبدد عتمة الفساد، ولتشييد دولة عصرية، وينبغى أن يُنزع الخوف من صدور الناس، فالثورة ليس من بين أهدافها إرهاب الناس ونشر الفوضى.
الاحتفال بالعيد الأول للثورة، كمن يحتفل بحفر أساس بيت كبير، بعد أن تعب كثيرا كى يبنى بيته على أساس متين، فمن المعروف أن البداية دائما صعبة وتحتاج مجهوداً شاقاً. تأسيس البيت يأخذ مجهودا أكبر من هدم بيت وإعادة بنائه. الثورة المصرية هدمت النظام السابق فى 18 يوما، وظلت عاما كاملا تحاول بناء الأساس القوى الذى نحلم بأن تُشيد فوقه دولة عملاقة.
الاحتفال ينبغى أن يكون مصريا خالصا، وليس ضد فئة أو جماعة، وأن يرسخ ويجدد مبادئ الثورة، ولا ننسى أن المصريين تعبوا كثيرا خلال السنة الماضية، ومن حقهم أن يفرحوا وأن يشعروا بأن الثورة نعمة وليست نقمة.
رأي المدون :
ثوره يناير هي جنين كان مطلوب لكمال تكوينه أن يظل 9 شهور في بطن أمه ثم يولد متكاملا بعد ذلك.
ولكنه بقى أكثر من اللازم وتأخر ميلاده 9 شهور آخرى وذلك بسبب خطأ الطبيب الذي لم يدرس الطب قبلا والذي قد يؤدي بتصرفاته الرعناء إلى تسمم الأم ووفاة الجنين...
في رأيي إنه ليس أمامنا سوى الانتظار حتى نصل إلى أول يوليه ونتأكد من صدق نوايا الطبيب الذي وعد بالولاده المتأخره والذي لم يدرس مبادئ ( السياسه ) في الكليه ( الحربيه ) أقصد الطب وأي تصرف غير ذلك سوف يؤدي إلى كارثه.
وسيكون لمصلحة أعداء أول ثورة شعبيه في تاريخ مصر وهم كالآتي :
1- فلول النظام السابق وأذنابه اللذين ينتظرون الفرصه لمحاوله العوده إلى مصالحهم.
2- الأقليه الراسبه في الانتخابات التي لا تريد إعطاء أي فرصه للأغلبيه المختاره لإثبات الوجود والنجاح والتي تختلف أفكارهم مع إتجاه الاغلبيه.
3- القوى الصهيونيه المتربصه بأمن مصر ولا ترغب في وجود قوى شعبيه مؤيده للقضيه الفلسطينيه في الساحه بل تريد ( مبارك بشرطه )
لذلك يجب أن يكون شباب الثوره المصريه ثورة يناير في غاية الحذر ولا ينسوا أبدا ثورتهم والتي كانت ومازالت ثوره سلميه كما نادى بها الشهداء وهم يقابلون ربهم عند الموت . ولم ولن تكون ثوره إرهاب أو دماء أو بلطجه.
وأن من يدعون إلى الدماء أو التخريب ليسوا من ثوار يناير بل هم دخلاء عليها وهدفهم الأول هو إجهاض هذه الثوره.
أي إجهاد الأم الحامل في 18 شهر وذلك بهدف قتل الجنين قبل ميلاده وإن حدث هذا أيها المخربون .. سيكتب التاريخ أن هذا الحدث هو نهايتكم المفجعه.
أيها المصريون الثوار إحذروا وأنضموا إلى الاغلبيه التي تنتظر الميلاد الشرعي للثوره المصريه والذي كان شعارهم أثناء الثورة .... سلميه .... سلميه
التاريخ يسجل