مدير الأوقاف الفلسطيني بين بوضوح تام كل من الحكم الشرعي والحكم السياسي في قضية زيارة مفتي مصر إلي القدس،وأورد منطقاً عالياً في الفهم والموضوعيه عندما حث المسلمين علي زيارة بيت المقدس حتي يظل المسلمون علي إرتباطهم بهذا المقدس،وإذا كانت إسرائيل قد منعت الفلسطينين من دخول بيت المقدس، ثم تقوم الحكومات العربيه بمنع المسلمين من دخوله؛فإن ذلك يعني أن يصبح بيت المقدس وحيداً وفريسة سهله تنفرد بها إسرائيل لتنفيذ مخططها دون معارضة من أحد ؛خاصة وأن الأمه العربيه لم تستطع تحرير القدس من الإحتلال طوال 45 عاماً ،و أعتقد أنها لن تستطع أيضاً تحريرها في الـ 45 سنه القادمه.
*الأمر الذي يجعل زيارة القدس أمر مهم يساهم في ربط وجدان الأجيال المسلمه ببيت المقدس الذي لم يروهُ .علاوةً علي أن إستمرار زيارات المسلمين إليه يجعل الضوء الإعلامي مسلطاً علي هذا المكان المقدس بما يلفت أنظار لعالم إليه ويعرف العالم كله بحق المسلمين في إسترداده ويؤكد ملكيتهم له...
*من جهة اخري فإننا نري افواج سياحيه دينيه إسرائيليه تتوافد علي مزاراتها ومعابدها في مصر، دون أن تمنعهم دولتهم من الزياره،إيماناً منهم بأهمية هذه الزيارات لما في ذلك من تأصيل وتثبيت مشاعرهم و وجدانهم نحو هذه الأماكن ،وتجديداً وتذكيراً للعالم بأن هذه هي أملاكهم الكائنه في مصر وغيرها...
*إن الذي يملك أن يقول ان هذه الزياره حرآم، هو المفتي نفسه، وليس النائب المحترم فرغلي ،لان سيادته لا يفقه ما يفقهه فضيلة مفتي الديار المصريه في شرع الله ؛وقد بذلتم سيادتكم والنائب جهودكم لإثنـاء وزير الأوقاف الفلسطيني عـن رأيه وموقفه،لكنكم لم توفقوا.
لم يمنع الرسول (ص) المسلمين من الطواف ولا السعي في مكه،واصنام الكفار حولها ،وآحـلَّ لهم ذلك ...
يا ساده..أقول بأســنا بيننا شديـد، ولا نلتفت إلي ما يدبره أعدائنا قدر ما نلتفت إلي جَـلدْ أنفسـنـا، و نحن لا نملك من أمرنا شيئاً، وكل ما نملكه هو دعاء الضعفاء.