إن ما فعلته قيادة المملكة العربية السعودية من استدعاء سفيرها للتشاور و إغلاق قنصلياتها و سفارتها بمصر لأمر يدعو إلى إجلال و تقدير و إحترام هذه القيادة التي لا تتواني في إستغلال كل الفرص المتاحة من أجل رفعة شأن و كرامة وطنهم و مواطنيهم.
و لعله من المحتمل أيضاً أن تتخذ المملكة قرارات في الأيام القادمة، كمنع الإستعانة بالعمالة المصرية لسنوات قادمة و هذا قرار أيضاً نحترمه لأنهم يسعون لتحقيق مصلحة الوطن و جلب ما يحتاجونه من عمالة تخدم مصلحتهم سواء أكانت مصرية أم غير مصرية...
و ربما تكون هناك قرارات أخرى بسحب إستثماراتهم من مصر و لهم ما يرونه فالعالم مفتوح للإستثمار لمن شاء ... متى شاء ... و أين شاء.
كما سمعت أن السعوديين قد أجلوا القرض الذي كان مقرراً تقديمه لمصر و هم احرار أيضاً في ذلك فلهم ما يرونه من تحقيق مصلحة وطنهم و مواطنيهم.
و لكن [center]
هل نستطيع أن نرى لدى القادة المصريين نفس الغيرة و الحرص و السعي خلف تحقيق كرامة وطنهم و مواطنيهم؟؟؟
هل هناك بوادر استعداد لدى القادة المصريين لاستيعاب العمالة المصرية بالسعودية في حال إتخاذ السعودية قرار بالإستغناء عنهم؟، و هذا وارد بكل تأكيد و لو مرحلياً.
هل فكر القادة المصريون في العرض السخي الذي قدمه الطرف الإيراني إليهم بإمكانية تقديم معونة لمصر أضعاف ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية... و إمداد مصر بناقلات محملة بالبترول ... وزادوا في سخائهم بعرض التنازل عن ملكية البنك الإيراني المصري بالقاهرة بالكامل لصالح مصر؟
ألم يكن هذا عرضاً يستحق منا الدراسة و التاني و التفكير في إتخاذ قرار بشأن قبوله من عدمه، و لو حتى على سبيل استخدامه كورقة ضغط على من يضغطون علينا؟
هل فكرت مصر في التخلي عن فكرة ( أمن الخليج خطوط حمراء ) كي لا تزيد قواتنا المسلحة إرهاقاً و التي لديها تحديات جسام؟
إن الخليج الذي يستطيع الإستغناء عن العمالة المصرية يستطيع أيضاً الإستغناء عن خدمات قواتنا المسلحة ... و من باب أولى فهو قادر على حماية حدود أراضيه ضد أي عدوان خارجي و بالتالي فهو ليس في حاجة للقوات المسلحة المصرية للدفاع عن وحدة و أمن أراضية.
هل فكر القادة المصريون في غلق قناة السويس لمدة زمنية محددة أمام مجموعة من السفن تدور خلالها هذه السفن حول القارة الأفريقية عن طريق رأس الرجاء الصالح مروراً بالصومال و سوف تستغرق رحلتهم أكثر من ثلاثة شهور إن سلمت من القراصنة و يكون الإغلاق بحجة إجراء صيانة بالقناة أو من أجل تعميق مجراها لاستيعاب سفن عملاقة. حتى لا يخرج علينا من يتحفنا بمعاهدات دولية تمنع ذلك؟
أخيراً و نحن إذ نرفع قبعاتنا إجلالاً و احتراماً و تقديراً لقرارات قيادة المملكة التي تراعي في المقام الأول حرص المملكة على كرامة و مصلحة وطنهم و مواطنيهم ... فإننا نأمل أن يأتي اليوم الذي نرفع فيه نحن المصريون قبعاتنا لقادتنا إجلالاً و تقديراً و احتراما... حين نرى حرصهم على كرامة مصر و المصريين.
خالص تحياتي...