بقلم حمدى رزق 21/ 5/ 2012
«فلتكن شفيقاً على هذا البلد الأمين...» كان هذا عنوان ندائى «مقالى» فى «الأخبار» يوم 27 إبريل الماضى، ناديت على الفريق أحمد شفيق أن انسحب رحمة بالبلاد والعباد، لكنه لم يسمع النداء ومضى فى ترشحه حتى سار فوزه مصدر قلق عظيماً، مصدر رعب حقيقياً، جائحة، ثورة لن تبقى على أخضر ولا يابس، وقودها الناس والحجارة أعدت للظالمين لأنفسهم ولأوطانهم، هذا نداء الوطن فاسمع.
عمر سليمان خرج من السباق قبل أن يبدأ، أراح واستراح، أما شفيق فلم يكن شفيقاً بنفسه ولا بوطنه، شفيق لا يزال مصراً على تكملة مشوار صعب بل مستحيل، لم تقم ثورة فى مصر ليترأسها شفيق، لم تنزل الناس الميادين لتنتخب شفيق، لم يسقط ضحايا ليخوض فى دمائهم شفيق، كله إلا شفيق، وشفيق مُصرّ على الطيران فى أجواء معادية تماماً.
لمس أكتاف الثوار، وجدع أنوف الإخوان، وشد لحى السلفيين- ليست من الحكمة السياسية فى شىء، تغذية الاحتراب الأهلى ليست من المسؤولية الوطنية فى شىء، الأرض مبللة ببنزين سريع الاشتعال، البلد على شفا جرف هار، جئت تطلب ناراً أم تشعل البيت ناراً؟!
لو كنت مكان الفريق شفيق- رغم أن الوقت بات متأخراً- لانسحبت بشرف وكرامة وعزة نفس نسر من نسور الجو المصريين، لانسحبت بإباء وشمم قائد عسكرى يحمى بلاده، ولفوت الفرصة على المتربصين بالوطن. ترشحك كان خطيراً، وفوزكم جد خطير، مقدمة لنتائج كارثية لا تحمد عقباها، والتحرير ساخن، والحرب الأهلية تدق الأبواب، لن ترحم أحداً إلا من رحم ربى، وما ربك بظلام للعبيد.
وحتى إذا سبقت وعدت ثم فزت، فلن تستقر البلاد، ستظل واقفة واجفة على قدم وساق، ولن يهدأ العباد، سيحيلونها ناراً، ستطاردك المليونيات أينما كنتم ولو كنتم فى بروج رئاسية مشيدة، صدقنى لو اجتمعت الإنس والجن، لن ينفعوك بشىء، لن ينفعك غير ذكائك، وأنت ذكى وتعرف أن العصر غير العصر والأوان غير الأوان، البلد تغير، لن تعيد عجلات العربة إلى الخلف، ما كان مستساغاً قبلا صار الثوار يزدرونه فى الميدان، وسبابه على كل لسان، فوزكم مرفوض مقدماً، هناك تصويت آخر غير التصويت الذى إليه تستندون، قانون التغيير، قانون سكه الشعب فى الميادين، والجميع له صاغرون.
نعم لست وحدك من يستحق الانسحاب من السباق، نعم لست وحدك من سيحيلها نارا، كثر هم من ينسحب عليهم قانون الانسحاب الطوعى لكن لتضرب مثلا فى الإيثار، إيثار سلامة الوطن على كل ما عداه، انسحابك رحمة، وكما ناديت على عمر سليمان أن انسحب، وكان حكيماً لم يمار، ولم يحولها لحرب ضروس، وغيره فعل الكثير ليشعلها نارا، أطلب منكم بشرف الجندية أن انسحب، الانسحاب ليس هزيمة، ولكنه فى علم الحرب نصر إلى حين.
عندما تصطك الصفوف، وتتلاحم الجيوش، وتؤشر البدايات بنهايات محتومة يصبح الانسحاب نصراً، فلتكن شفيقاً على هذا البلد الأمين، هناك من سيتخذ من فوزكم مطية، تكئة لتنفيذ مخطط شيطانى ينتهى بالدمار، البلد على شفا حرب أهلية، وسبحان الله الذى حفظ هذا البلد مما يدبر له بليل.
يقيناً وبالورقة والقلم، الرياح ليست فى شراعك، ولا يغرنك بالشارع الغرور، اليوم ليس يومك، وخسارتك ستكون هدفاً، وسيكون خروجك مهيناً، أقسى عليك من خروجك الآن بشرف تعلمته فى ميدان الشرف يوم كنت تدافع بشرف عن سماء هذا الوطن، هذا نداء الوطن فاسمع، العاقبة للمتقين من يتقون الله فى وطنهم، عاقبة التصويت لن تسرك، وعنادك لن ينفعك، وذكاؤك هكذا يخونك إن أصررت على الفوز، يوم التصويت تسود وجوه وتبيض وجوه.
سيادة الفريق، انسحب، هذا أرحم وأكرم، عندما يصل الاقتتال الرئاسى إلى القتل على الهوية، إلى النيل من الحرمات، إلى كسر كل المحرمات، إلى التترى فى العار والتخوين والتلسين، ويتنابزون بالألقاب، ويغتالون السمعة ويفتشون فى غرف النوم، ويوغلون فى الأنساب، ويتمولون، ويبيعونها برخص التراب بثمن بخس دراهم قطرية معدودة، هل تخطو فى هذا الطريق، هل تخوض فى الطين، أتغرق فى الطين؟!
إنهم يوقدون ناراً فى الوطن ويرقصون على جثة الوطن باسم الثورة، والثورة منهم براء، الثوار هم أنبياء هذا الزمان، لماذا نكفر بدعوتهم ونُصرّ على إجهاض أحلامهم فى التغيير؟ فليغيروا، فلنعطهم فرصة للتغيير، لماذا لا نوسع الطريق للثائر الحق، يأخذ بيدنا إلى أول الطريق؟!
رأي المدون:
للمرة الأولى يا أستاذ حمدي يعجبني رأيك.
هل لأنك أدركت خطورة ما يقوم به الفريق شفيق على مصر ؟
رأيي من مدة طويله أن شفيق هو صورة بالكربون من حسني مبارك حيث إنهم خريجي مدرسة واحده ونمط تفكير واحد وأسلوب تنفيذه واحد ونتائجه سوف تكون واحده وما حدث أمام نقابة الصحفيين منذ يومين أكبر دليل على ذلك وحدث ذلك بعد موقعة الحذاء الشهيرة بيوم.
فهل نحن مستعدون لتضييع 30 سنه أخرى من عمر هذا الشعب ؟؟
سوف تسقط سقوطا مروعا يا شفيق وسوف يخسر مبارك الرهان مره أخرى ويخسر جزء من أمواله ( أموال الشعب ) المصروفة على حملتك الإنتخابيه.
وستضاف هذه المصروفات على مصروفات محاميه ( فريد الديب ) الذي يسعى إلى برائته ... وربما أعتقدت أن شفيق سيكون أحسن محامي وقاضي له لكي يعطيه صك البراءه فلماذا لا يصرف عليه؟؟
سوف تخسر الرهان مرة أخرى يا مبارك كما خسرت كل شئ من قبل
ولن تستطيع أن تضحك على الشعب المصري مرة أخرى.
التاريخ يسجل.